أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - شمخي جبر - سيدة نجاة العراق














المزيد.....

سيدة نجاة العراق


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 12:59
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



وانا اتجول في مدينة عينكاوه بمحافظة اربيل، وارى المهجرين، فيقال لي: هذا من البصرة، وذاك من بغداد، وغيره من نينوى،ولكن هجروا تحت ضغط التهديد من قبل الجماعات الارهابية ،تذكرت البيت الشعري الذي كان يردده احد اليهود العراقيين وهو يتعرض للتهجير القسري (مد ايدك أعله الروح اهنا يهل مار ماترضى تمشي وياي مجلبه بالدار ).
نعم حين تزور عينكاوه ستخبرك عن معاناة المسيحيين السريان والاشوريين والكلدان الذين هجرو من ديارهم في البصرة وبغداد ونينوى.لاادري ماذا ستقول او بماذا ستفكر وانت تتجول في أزقة وشوارع هذا الملاذ الامن .. كنت افكر مع نفسي؟
لاادري هل امتدح كردستانالتي احتضنت اخوتي من المسيحيين أم ألوم بغداد ونينوى والبصرة التي هجرتهم. في كل بيت قصة وحكاية، ولكل فرد معاناته مع التهجير؟ اذ ترك مرابع الصبا، في بيته الذي تربى فيه .. اصدقاءه .. جيرانه، وكل الذكريات الجميلة، ولكن في الحلق غصة التهجير ومعاناته. ولكن العزاء الوحيد انهم مازالوا في أرض الوطن، مازالوا في العراق، الوطن الذي تشبثوا به بكل مايملكون من قوة لانه أرث الاجداد وحضاراتهم وتاريخهم. ولابد ان نعترف ان المسيحيين اصل العراق وخميرة حضارته ،ولهم حقهم في هذا الوطن لانهم بناته واهله وسكانه الاصليون لا ولن يستطيع اي احد مهما كان ان يزايد على عراقيتهم.
ومع انهم عراقيون اصلاء لكن مورس ضدهم التهميش والاقصاء ،وحرموا من ممارسة حياتهم الطبيعية كمواطنين يتمتعون بحق المواطنة الذي يحميهم ويوفر لهم العيش الكريم ،ويحفظ لهم ارثهم الثقافي والديني.
تتكرر معاناة هذا المكون العراقي الاصيل.. ولعل مأساة كنيسة سيدة النجاة تعيد للاذهان كل ماتعرض له المسيحيون من أذى وانتهاك لحقوقهم الانسانية.يجب ان تتحول هذه الحادثة الى فرصة لتقدير هذا الارث الحضاري الضارب في القدم.
ان الارهاب الذي يستهدفنا في كل يوم لايفرق بيننا على اساس الدين لانه يستهدف الجميع،فهو بلا دين ولاطائفة وان ادعى الاسلام ،فأنه يقدم فهما وتصورا وتفسيرا منحرفا للدين الاسلامي. والادهى من هذا انه يدعي احتكار حقيقة الاسلام وهو منه براء.
فاذا كان الارهاب يقدم فهما ثقافيا ودينيا للاسلام، والقتلة والسفاحون يحاولون ان يستمدوا شرعية اعمالهم من النصوص الدينية، فأن هذا يضع رجال الدين ومرجعياته امام مسؤولياتهم في مواجهة هذا الفهم وتفكيكه ورده وتسفيهه وبالتالي افراغه من محتواه ونزع شرعيته المدعاة. ولكن نجد بعض رجال الدين ومراجعه صامتين وهم يجدون الدين ونصوصه تجنداً ضد اخوتنا من المسيحيين، رجال الدين ومرجعياته مطالبون بوقفة ادانة لاسترجاع الاسلام من ايدي خاطفيه.
واذا كان يعيش بين ظهرانينا ومعنا أبناء لثقافتنا ولديننا يمارسون القتل والذبح المجاني متخذين من الدين مرجعية لهم، فتقع على عاتق المثقفين منا والإسلاميين على وجه الخصوص مسؤولية استرجاع الدين من أيدي خاطفيه،من خلال التأسيس أو إعادة إنتاج إسلام خال من الكراهية والإقصاء يقبل ويحترم الرأي المختلف، فنجعل من استذكار سيدة النجاة سفينة لنجاة العراق.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع مدني .. ام ماذا؟
- سردشت عثمان ... حلاج الكلمات
- حرية التعبير عن الرأي
- انصاف الضحايا
- مواجهة الارهاب
- المثقف والانتخابات
- كرنفال بنفسج احتفل به الجميع
- يوم البنفسج
- عودة الثقافة الدينارية
- تداعيات عدم الثقة.. العزوف عن انتخابات مجالس المحافظات
- الدعاية الانتخابية والاستثمار السياسي للدين
- الإصلاح و طقوس عاشوراء
- عبد الكريم سروش: اول واضع لبذور التعددية في العالم هو الله
- أزمة بناء الدولة وتعديل الدستور
- التوافقية وانتظار القرار
- الديمقراطية التوافقية .. مخاضات التجربة العراقية
- ورش منظمات المجتمع المدني وبناء القدرات
- مشكلة كركوك و الديمقراطية التوافقية
- المصالحة الوطنية في العراق وجنوب أفريقيا...بعض من أوجه المقا ...
- المفكر كامل شياع... راهن على المستقبل فأغتاله الماضي


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - شمخي جبر - سيدة نجاة العراق