أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - بين ثورة سيدي بنغازي وثورة سيدي بوزيد!؟















المزيد.....

بين ثورة سيدي بنغازي وثورة سيدي بوزيد!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 3246 - 2011 / 1 / 14 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- بعض أعمال الشغب والنهب لا تفسد نقاء ومشروعية الثورة!؟ -

تقديري وتفسيري الخاص لكل هذه الوعود المعسولة الكبيرة التي أطلقها ديكتاتور تونس "بن علي" مؤخرا ً أمام الشعب التونسي وأمام المجتمع الدولي بدعم الديمقراطية وتفعيل التعددية وبحرية كاملة للإعلام ووو إلخ ... فضلا ً عن وعوده السابقة للشباب العاطل عن العمل بتوفير فرص التشغيل إنما هي محاولة سياسية إلتفافية خبيثة لإمتصاص النقمة العامة مرحليا ً كما فعل العقيد القذافي مع إحتجاجات "سيدي بنغازي" في 17 فبراير 2006 .. فالرئيس "بن على" بعد إن إكتشف أن رسالة التهديد بالعصا الغليظة لم تجدي نفعا ً لجأ لفخ "الجزرة" وتوزيع قطع السكر من أجل تهدئة الأوضاع مرحليا ً لأنه تعرض لضغوطات محلية ودولية .. فهو كما قدم "جزرة" لمن يحتجون على أساس المطالب الإجتماعية أعطى "جزرة" أيضا ً بعد أن سُيست الإنتفاضة للنشطاء والمعارضين السياسيين!.. ومثل هذه الوعود المعسولة قد يصبح مفعولها أحيانا ً كمفعول الحقن المسكنة بل المنومة والمخدرة!!.. ويوم تهدأ العاصفة وتبرد العاطفة فقد تعود "حليمه" إلى عادتها القديمة!!.. من يدري !!؟.. هذا هو أغلب الظن عندي في فهمي لطبائع الديكتاتورية وحيل الطغاة حينما يشعرون بالخطر!.. ولكن إذا كان "بن علي" شعر بالفعل بخطر كبير وأن "شروط اللعبة" تغيرت وأن القوى السياسية التونسية قد قوت شوكتها بالفعل فسيضطر إلى تقديم بعض التنازلات الحقيقية المرة ويوسع دائرة المشاركة السياسية والحرية الإعلامية بالفعل!.. وبطريقة "مكره أخاك لا بطل"!.. فهذه الإنتفاضة الباسلة - التي أطلق شرارتها شاب تونسي فقير أحرق نفسه إحتجاجا ً على مصادرة السلطات المحلية لعربة الخضار الصغيرة التي كان يقتات ويرتزق منها!- هيجت نفوس ألوف الأحرار من التونسيين ومن أحرار العالم فإنطلقت جموع التوانسة الغاضبين يعبرون عن غضبهم الوطني وسخطهم الإجتماعي وسط الشوارع ويحرقون المباني الحكومية!.. فهذا الشاب التونسي البسيط بهذا الفعل الإحتجاجي العفوي جعل الأرض التونسية تزلزل زلزلها تحت أقدام عصابة "بن علي" ودولته البوليسية المزينة بزينة الدولة السياحية (الحديثة) ومن ثم حدثت الأرض التونسية للعالم أخبارها وقال كل البشر مالها!!؟؟.. وقدم الشعب التونسي فضلا ً عن هذا الشهيد الأول الذي أحرق نفسه أكثر من سبعين شهيدا ً تم قتلهم بالرصاص الحي من قبل رجال الأمن وقناصة النظام أي كما جرى تماما ً في إنتفاضة "سيدي بنغازي" في ليبيا عام 2006 .. والتي فجرتها حادثة إطلاق رجال الأمن والحرس الثوري الرصاص الحي على شاب ليبي تسلق مبنى القنصلية الإيطالية محاولا ً إنزال العلم الإيطالي من فوقها!!.. وعندما شاهدت جماهير المحتجين هذا الفتى الشهيد مضرجا ً بدمه ثارت ثائرتها وفجرت هذه الواقعة غضب الشباب الناقم أصلا ً بسبب سوء الأحوال المعيشية فتحولت المظاهرة من مظاهرة إحتجاج ضد وزير إيطالي تهكم من "النبي محمد" – عليه الصلاة والسلام - إلى مظاهرة إحتجاجية ضد نظام القذافي نفسه وأخذ الشباب يومها يصيحون (لا إله إلا الله .. القذافي عدو الله) ثم أخذوا يحرقون بعض المباني العامة وصور القذافي الضخمة!!!.. فاخذت عصابة القذافي تطلق عليهم الرصاص الحي وسقط يومها ما يزيد عن عشرين شهيد معظمهم من صغار السن وأحدهم طفل صغير!.

لكل ثورة وإنتفاضة شعبية ضريبة ضرورية!

الشئ الذي يجب الإنتباه إليه هنا جيدا ً هو هذا المحاولة الأخيرة للنظام التونسي في إمتصاص النقمة والطاقة الشعبية وإحتوائها بطريقة ذكية وخبيثة!.. أي كما فعل نظام القذافي مع مظاهرة "سيدي بنغازي" عام 2006 حيث مع إستمرار الإنتفاضة رغم سقوط عشرات القتلى نجد هؤلاء الطغاة يلجؤون لحيلة الوعود الكبيرة والمعسولة والتلويح بالجزرة بعد التلويح بالعصي والهروات!!.. كما يجب الإنتباه إلى أن كلا ً من النظامين والطاغيين حاول في البداية تشويه صورة الإنتفاضة الشعبية الشبابية من خلال تصويرها على أنها ليست سوى أعمال بلطجة وشغب ونهب وغوغاء والسلام !!... بل وقد قيل أن نظام القذافي كان قد أرسل يومها بعض عملائه للقيام ببعض أعمال النهب والتخريب بغرض تلويث سمعة الإنتفاضة وتخويف عموم الناس منها !!.. وسواء إن صح هذا أم لم يصح فإن الثورات الشعبية لا تخلو في الغالب من نسبة ضئيلة من أعمال الشغب والنهب والتخريب فقد يستفيد بعض الغوغاء من حدوث الإنفلات العام لتحقيق بعض أغراضهم الخاصة والسطو على بعض الممتلكات العامة أو الخاصة !.. فهذا شئ وارد وحدث في كل الثورات الإنسانية الكبرى بما فيها الثورة الفرنسية وثورات أوربا الشرقية!.. ولعل مثل هذه الأعمال الغوغائية من تخريب ونهب وسطو في أجواء الثورة العامة والفوضى العارمة هو من الضرائب الحتمية التي لا مفر من دفعها في سبيل تحقيق الغايات والمصالح النبيلة لمثل هذه الإنتفاضات والثورات الشعبية !.. بل وفي مثل هذه الإنتفاضات ضد الديكتاتوريات فلا مفر من سقوط بعض الضحايا والشهداء من المواطنين الأبرياء وسط معمعة الإنتفاضة على يد رجال وقناصة هذه الأنظمة الباطشة في محاولتها لرد "المارد" إلى "القمقم" من باب التخويف والإرهاب الدموي هو أمر يبدو لا مفر منه وضريبة لازمة لا مجال للهروب منها للتحرر من الطغيان أو الإستعمار وقد قال الشاعر العربي "أحمد شوقي" :
وللحرية الحمراء باب ٌ ** بكل يد ٍ مضرجة ٍ يُدق !؟

يا مارد أكمل مشوارك.. إدهس جلادك بإصرارك!؟

الدرس الآخر الذي نتعلمه من مثل هذه الهبات الشعبية العفوية الباسلة أمرين : الأول ضرورة وجود تنظيمات سياسية ظاهرة أو خفية تستفيد من أية هبة شعبية عفوية لتكبيرها وتنظيمها وتوجيهها وتحويلها إلى ثورة شعبية وتوسيع دائرة المطالبة المرفوعة فيها من مجرد مطالب إجتماعية تتعلق بالنواحي المعيشية إلى مطالب سياسية تتعلق بالحقوق والحريات الإنسانية العامة!.. والعامل الإقتصادي وسوء أحوال المعيشية كان من أهم العوامل المحركة للثورات التاريخية الكبرى في بريطانيا وفرنسا وإمريكا وأوروبا الشرقية وكذلك في "إيران" و"السودان" أيام "نميري" (ثورة السكر)! .. فهذه الثورات الكبرى بدأت بمطالب معيشية وإنتهت بإفتكاك الحقوق السياسية من قبضة الطغاة المستبدين!.. والأمر الثاني هو أن المارد الغاضب إذا خرج من القمم ينبغي عليه أن لا يهدأ وأن لا يُخدع وأن لا يعود إلى هذا القمقم البغيض أبدا ً حتى يسحق جلاده تحت قدميه ويحقق هدف الحرية الكاملة المنشودة!!.. فأشد ما أخشاه هو أن تنجح حيلة النظام التونسي بوعوده الكبيرة المعسولة في إعادة المارد الغاضب إلى القمقم من جديد!.. فالمارد إذا عاد للقمقم فقد يحتاج إلى عقود مديدة بل وربما إلى قرون عديدة كي يخرج من جديد.. ففرص الخروج الشعبي والإندلاع العفوي للهبات الشعبية تظل محدودة ونادرة وملابساتها قد لا تتكرر!.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاب ليبي فقير حاول حرق نفسه في ليبيا!؟
- الطريق إلى القدس يمر من الشارع العربي!؟
- إنتفاضة الشارع هي الحل!؟
- نعم!.. أنا كنت في جره وطلعت إلى بره!؟
- قراءة في وثيقتين من وثائق -ويكيليكس- تخص ليبيا!؟
- اليوم 24 ديسمبر عيد ميلاد ليبيا !؟
- مؤسسة القبيلة وجودها الحالي ضار!؟
- قضية مذبحة بوسليم إلى أين!؟
- هل حان وقت التخلص من المقرحي!؟
- هل في ليبيا فقراء ومساكين!؟
- في ذكرى إختطاف منصور الكيخيا !؟
- ويكليكس:القذافي تعرض لمعاملة مهينة في أمريكا!؟
- فوائد فضائح وثائق ويكيليكس!؟
- العروبة ليست رابطة عرق ودم!؟
- ماهي الثقافة!؟
- إتحاد عربي أو جامعة عربية ما الفرق؟
- أعوذ بالله من شر الديموقراطية !؟
- ماذا سيحدث في اليوم التالي لوفاة حسني مبارك؟
- هل بات التخلص من -المقرحي- على الأبواب!؟
- إنفضاح صفقة المقرحي !؟


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - بين ثورة سيدي بنغازي وثورة سيدي بوزيد!؟