أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم نصر الرقعي - ماهي الثقافة!؟















المزيد.....

ماهي الثقافة!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 3191 - 2010 / 11 / 20 - 10:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- بين ثقافة المجتمع وثقافة المثقفين .. محاولة للفهم! -

تتكرر عبارة "الثقافة" في حياتنا المعاصرة كثيرا ً ولكن وسط هذه الفوضى الفكرية العارمة وما صاحبها من فوضى في المصطلحات قد يختلط الحابل بالنابل في أذهان الناس وقد نجد أنفسنا في حواراتنا مع أنفسنا أو مع غيرنا كحال من يتحاورون بلغتين مختلفتين!.
إن للثقافة كمصطلح ومفهوم مستخدم في واقعنا المعاصر– حسب إطلاعاتي المتواضعة بهذا الخصوص – مفهومان .. المفهوم الأول متعلق بالعلوم الإنسانية والإجتماعية (السيوسولوجيا والإنتربولوجيا) .. والثاني متعلق بالتحصيل المعرفي العام لكل فرد وبحصيلة إطلاعه الواسع على شتى المعارف الإنسانية والعلمية والفكرية والفلسفية والفنون الأدبية وشتى جوانب الحياة الإنسانية التي تكوّن لديه مخزونا ً معرفيا ً عاما ً ومتنوعا ًعن الحياة بشكل عام!.
الثقافة بالمفهوم الأول: (ثقافة المجتمع)
إن الثقافة بالمفهوم الأول يُقصد بها في مجال العلوم الإنسانية والحضارية والعمرانية الثقافة الإجتماعية القومية الخاصة بكل مجتمع وكل أمة وكل جماعة إنسانية وهي تتمثل بشكل عام في "المعارف النظرية والعملية لكل قوم وأمة من الناس" ! [1].. حيث تشمل هذه المعارف "النظرية والعملية" القومية – حسب ما فهمت من إطلاعي على طرف ٍ من هذه العلوم الإنسانية - العقائد الدينية والفلسفة الإجتماعية والقيم الأخلاقية والأداب السلوكية والعادات والتقاليد الإجتماعية والحضارية السائدة في هذا المجتمع القومي سواء أكان هذا المجتمع مجتمعا ً بدائيا ً وبدويا ً يقطن الصحاري والبراري أو كان مجتمعا ً قرويا ً ريفيا ً يسكن القرى ويقطن في الأرياف أو كان مجتمعا ً حضاريا ً مدينيا ً يقطن الحواضر والمدائن .. فلكل مجتمع من المجتمعات في كل زمان ومكان "ثقافة قومية" سائدة تحكم تفكيره وتصرفاته وعلاقاته الإجتماعية وتجسد طريقته في الحياة بل وتعبر عن فهمه لهذه الحياة! .. وفي أحيان كثيرة تتأثر هذه الثقافة القومية في بعض مناحيها المتعددة بنوعية البيئة الطبيعية لهؤلاء القوم أي هل هي بيئة صحراوية أم بحرية أم زراعية وكذلك بنوعية الطقس فيها (هل يغلب عليه أنه طقس حار أم جاف أم رطب أم بارد؟) كما هو مشاهد مثلا ً في طريقة ونوعية الملابس التي يرتدونها والتي تتأثر بنوعية هذه البيئة الطبيعية الجغرافية التي يعيش هؤلاء البشر في نطاقها!.. كما تتأثر الثقافة الإجتماعية العامة أيضا ً بالمستوى الحضاري لهؤلاء القوم ويتأثر المستوى الحضاري العمراني لكل أمة بشكل كبير بمستوى المعرفة والتقنية في هذا المجتمع وبحجم الثروة المادية فيه!.

والشاهد أن مفهوم مصطلح "الثقافة" هنا إنما هو الثقافة الإجتماعية القومية التقليدية الخاصة بكل شعب وبكل قوم وأمة وتتضمن هذه الثقافة الإجتماعية القومية كل القيم والعقائد والتعاليم والمفاهيم وكذلك الأعراف والتقاليد والعوائد السائدة في هذا المجتمع الموروثة عن الأباء.. والناس بهذا المعنى الإجتماعي العلمي للثقافة كلهم مثقفون بثقافة مجتمعاتهم القومية والوطنية التي ترعرعوا فيها.. فالثقافة الإجتماعية القومية تشكل نظاما ً عرفيا ً وطريقة حياة لكل قوم!.. وقد لاحظت أن بعض الدارسين والباحثين في طبيعة ومفاهيم الثقافة الإجتماعية للمجتمعات يُهملون "طريقة كل مجتمع في إنتاج الحياة المادية" أي طريقة المعاش الإقتصادي من حيث توفير الحاجات الضرورية والأساسية حيث أن المعارف والطرائق والعادات والتقاليد اللازمة والمستخدمة لإنتاج وسائل الحياة المادية في كل مجتمع من غذاء وملبس وسكن ودواء هي أيضا ً تدخل – من وجهة نظري – ضمن مفهوم "الثقافة الإجتماعية القومية" لكل مجتمع بإعتبار أن الثقافة بهذا المفهوم المتداول في العلوم الإنسانية تشمل كل "المعارف النظرية والعملية" التي تشكل نظام وطريقة حياة هذا المجتمع بما فيها طريقته في إعادة إنتاج نفسه وإنتاج سبل الحياة المادية فيه!.. لهذا أعتقد أن هذه المخترعات الحالية الحديثة وطرق إستعمالها هي جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمعات التي إخترعتها وصنعتها وطورتها أما الشعوب التي لم تتمكن من تطوير ما لديها من وسائل إنتاج وأدوات تقليدية ورثتها عن الأجداد وتركتها وراء ظهرها وركزت على إستيراد هذه المخترعات والوسائل المتقدمة و"الجاهزة" من هذه الشعوب المخترعة والمنتجة فإنها الآن في طور ضم مثل هذه المخترعات والوسائل الحديثة المستوردة وطرق إستخدامها إلى مكونات ثقافتها وأدوات حضارتها من خلال الإستعارة والإستيراد والإستعمال!.

ولابد من التنبيه هنا أن الثقافة بهذا المفهوم العلمي الخاص بالعلوم الإنسانية الذي يشمل معارف كل مجتمع النظرية والعملية التي تشكل طريقة حياته تتضمن بشكل عام جزئين : جزء ثابت أو شبه ثابت يتعلق بالقيم والعقائد والمفاهيم والتعاليم الأخلاقية وجزء متغير يتعلق بالعوائد والتقاليد العملية!.. كما لابد هنا أيضا ً من التمييز بين مستويين في كل ثقافة قومية وهما :
المستوى الأول: ثقافة ما ينبغي أن يكون!.. وهو المستوى المثالي المتمثل في القيم والتصورات النظرية والإعتقادية الذي يمكن أن نطلق عليه "التعاليم الثقافية العليا" الموروثة بما فيه تقييم الأمة لنفسها وتصورها لذاتها!.
والمستوى الثاني: ثقافة ما هو كائن بالفعل.. وهو المستوى الفعلي التطبيقي السائد بالفعل في واقع الحياة الفعلية لأفراد هذه الأمة وواقعها الشعبي اليومي الملموس في الشارع!.. فقد تكون التعاليم الثقافية العليا المثالية والأصلية لهذه الأمة مثلا ً تحث على الكرم والعدل والصدق والأمانة وإكرام الغريب ونصرة المظلوم وتحث على النظافة وإحترام الوقت وإحترام حقوق العباد بينما نجد هذه الأمة في واقع الممارسة الشعبية الفعلية لهذه الثقافة القومية المثالية تعيش في واد آخر! .. واد ٍ متناقض مع تعاليم الثقافة الأصلية في صورتها النظرية والمثالية!.. حيث نجد إنتشار كبير لسلوكيات وأخلاقيات تنافي مع تعاليم وقيم وأداب الثقافة الأصلية المثالية!.. ونجد الشعوب بشكل عام عند رغبتها في التعريف بنفسها لدى الشعوب الأخرى تركز على عرض قيمها وتعاليم ثقافتها المثالية العليا وتتحاشى ذكر واقع الممارسة المتمثل في واقع الممارسة الشعبية والحكومية المتناقض وتلك القيم المثالية العليا التي تدعو إليها تعاليم ثقافة الأمة ! [2].. لذا علينا أن نفرق في دراستنا لثقافة المجتمعات بين الثقافة المثالية "الرسمية" وما يمكن أن نطلق عليه "الثقافة الشعبية" التي تجسد واقع الممارسة!.
الثقافة بالمفهوم الثاني: (ثقافة المثقفين)
أما المفهوم الثاني لمصطلح وعبارة "الثقافة" فهو المفهوم الذي يتم حصره عادة ً في عصرنا الحاضر فيمن بات يُطلق عليهم صفة أو فئة "المثقفين" !.. وهم النخبة الواعية من الناس المهتمة بشتى أنواع المعرفة الإنسانية وتأثيرها في حياة الناس ومشغولة بقضايا الفكر والأدب والفلسفة والفن والإقتصاد والسياسة والبيئة الإجتماعية والطبيعية للبشر!.. وهناك من يفرق بهذا الخصوص بين مفهوم "المثقفين" ومفهوم "المتعلمين" الأكاديميين!.. ويقول أن "المتعلمين" ليسوا بالضرورة هم من "المثقفين" فقد يكون الشخص متعلما ً ومتخصصا ً في مجال علمي أكاديمي محدد كأن يكون طبيبا ً أو مهندسا ً أو عالما ً نوويا ً ومع ذلك فهو ليس مثقفا ً بهذا المعنى للثقافة لأنه يفتقد إلى الإهتمام بالمعرفة بشكل عام في مجالها العلمي والأدبي والفكري والفلسفي والروحي والجمالي والتاريخي ويفتقد إلى الإلمام بشتى صنوف المعارف الإنسانية وصنوف الثقافة من فكر وأدب وفن وسياسة وإقتصاد وتاريخ....إلخ .. كما أنه أيضا ً - ووفق هذه التعريف للثقافة - فإنه لا يلزم بالضرورة أن يكون كل "سياسي" من فئة المثقفين والعكس صحيح .. تماما ً كما أنه لا يلزم أن يكون أي "تاجر" أو "مهندس معماري" من المثقفين!.. ومع ذلك فقد يكون "المثقف" سياسيا ًيمارس السياسة ويشارك فيها من خلال خندق الحكومة أو خندق المعارضة أو بشكل مستقل!.. كما قد يمتهن المثقف التجارة أو الطب أو الفن أو القضاء ....إلخ .... والمثقف – صاحب المعارف والإطلاع الواسع العام – ليس شخصا ً أخلاقيا ً أو وطنيا ً بالضرورة فقد يكون حاله في بعض الحالات كحال حمار يحمل أسفارا ً!.. أو يكون ممن يقولون ما لا يفعلون!.. أو يكون من "مرتزقة المثقفين" ممن يعرضون قدراتهم المعرفية ومهاراتهم الثقافية وحذاقتهم الكتابية والتعبيرية في سوق النخاسة وسوق السياسة لمن يدفع أكثر فيتحول إلى مجرد بوق إعلامي دعائي يلوي عنق الحقائق والحقوق لتبرير وضع ظالم قائم يدافع عنه ويكافح من أجل إقراره وإستقراره!.. أو بالعكس نجده يوجه قدراته الثقافية لتشويه وضع سليم قائم سعيا ً وراء إفساده أو الثورة ضده!.
الثقافة قوة !؟
والثقافة بالنهاية هي معرفة..والمعرفة درجات ومستويات مختلفة..لذا فالمثقفون بشكل عام يمكن تقسيمهم نظريا ً إلى ثلاثة مستويات عامة كما هو حال تقسيم الناس على أساس ظروفهم الإقتصادية .. فسنجد مثلا ً مثقفين من الوزن الثقيل (الدرجة العليا) ومثقفين آخرين من الوزن المتوسط (الدرجة الوسطى) وصنف ثالث من المثقفين هم من وزن الريشة والخفيف (الدرجة الدنيا) وقد يكون بعضهم من أشباه المثقفين أو المتطفلين على عالم الثقافة أو أدعياء الثقافة!!... وبما أن الثقافة معرفة والمعرفة – بالمحصلة- هي قوة .. والقوة سلاح ذو حدين!.. فهي كما يمكن إستخدامها في نصرة الحق وفعل الخير ومقاومة الظلم يمكن إستخدامها في نصرة الباطل ومحاربة الحق ونشر الشرور!.. وإنظر عبر التاريخ فستجد حول الطغاة مجموعة من المثقفين الذين يزينون لهم الظلم ويحاولون تخدير عقول الناس والتلاعب بالموازين لصالح السلطة!.
الثقافة إهتمامات وتخصصات!
كما هو حال "العلم" (science) فإن "الثقافة"[2] - بمفهومها الثاني - عبارة عن تخصصات وإهتمامات شتى!.. فتجد المثقف الذي يركز في تحصيله الثقافي المعرفي على جانب معين دون غيره أو أكثر من غيره من المعارف وشؤون الثقافة الأخرى كأن يركز على الإلمام بكل شئ عن الفنون الأدبية كأدب القصص أو الروايات أو يركز على مدارس الشعر والشعراء والنقد الأدبي أو مدارس الرسم والنحت أو عالم المسرح والفن والتمثيل وقد تجد مثقفا ً آخر يركز في ثقافته العامة على الإهتمام بالشأن الإقتصادي والسياسي والإحاطة والإلمام بالمعارف السياسية والإقتصادية وبتاريخ مدارس الفكر السياسي والإقتصادي وقد تجد مثقفا ً ثالثا ً يركز على الفلسفة بكل مدارسها المتنوعة في الحاضر وعبر التاريخ!.. ووسط هذا التنوع والتخصص ستجد المثقف الشامل الذي يحيط بكم هائل ومتنوع من المعارف الإنسانية من علوم وأداب وفنون ومعلومات.
الثقافة والإنتماء المذهبي؟
الشئ الآخر والأخير هنا هو أن الثقافة – بمعناها الثاني – تتأثر بموقف المثقف الإعتقادي والفكري في الحياة فكما أنك ستجد في جملة المثقفين المثقف المذهبي المنتمي لعقيدة ولمذهب وإيديولوجيا في الحياة كأن يكون مثقفا ً دينيا ً إسلاميا أو علمانيا ً ليبرالي أو يساريا ً (إشتراكيا ً أو شيوعيا ً) أو .....إلخ .. فإنك قد تجد من بين جملة المثقفين "المثقف الناقل" وهو مثقف "لا منتمي" أي بلا مذهب سياسي أو فلسفي محدد في الحياة!.. وتجده يقف موقفا ً محايدا ً من كل هذه المذاهب وكل هذه المعارف فهو يُلم بها ويُحسن فهمها وعرضها للناس ولكنه لا يتخذ موقفا فكريا ً محددا ً منها فحاله كحال الباحث الأكاديمي المتخصص الذي لا يُقحم أراءه الخاصة ومواقفة الشخصية في موضوع البحث الأكاديمي والدراسة العلمية ويكتفي بعرض ماهو قائم وماهو كائن!.. وفي المقابل قد تجد مثقفا ً شاملا ً آخر يُلم بكافة هذه العلوم والمعارف والفنون والأداب والمعلومات ويُحسن فهمها وعرضها إلا أننا نجده يتخذ موقفا ً نقديا ً وتحليليا ً منها وقد يقدم "نظريات" جديدة عنها وينتج معارف إبداعية في بعض مجالات الحياة المتعددة وعندها لا يكون هذا المثقف الشامل أو المتخصص مجرد مثقف ملم وعارف وناقل للمعارف فقط بل يتعدى ذلك ليكون مثقفا ً مفكرا ً منتجا ً للفكر والمعرفة والأدب!.
سليم نصر الرقعي

[1] تعريفي للثقافة الإجتماعية – بالمفهوم الأول - بأنها عبارة عن "مجموعة المعارف النظرية والعملية لكل قوم" لا يحصر مفهوم الثقافة في المعارف النظرية فقط مثل المعلومات والمفاهيم النظرية والإعتقادية التي يتم ترسيخها في أذهان النشأ بحكم التلقين التربوي والتنشئة الإجتماعية بل يتضمن كذلك المعارف العملية أي بمعنى القدرات والمهارات والعادات والتقاليد التي يكتسبها الفرد بالضرورة من خلال التربية الإجتماعية فمثلا ً الإجابة عن السؤال التالي : من هو إله المجتمع وما هي صفاته وماهو واجبنا نحوه؟ تدخل ضمن "المعارف النظرية" في ثقافة المجتمع بينما طريقة ممارسة الشعائر التعبدية وطريقة صلواتنا تدخل ضمن "المعارف العملية" .... وهكذا فالمعارف على درجتين : معارف نظرية تتمثل في مفاهيم وقيم وعقائد ومعلومات إدراكية.. ومعارف عملية تتمثل في مهارات وعادات وتقاليد سلوكية.. فأنت عندما تقول : أنا أعرف قيادة السيارة فليس المقصود معرفة نظرية فقط بل معرفة الممارسة أيضا ً أي ممارسة قيادة السيارات!.
[2] لو تأملنا الثقافة الشعبية الفعلية السائدة في حياة الشعب الليبي "المسلم" اليوم من قيم وعقائد ومفاهيم وعادات وتقاليد وسلوكيات إجتماعية في المناسبات الإجتماعية والدينية المختلفة فلا يمكن أن نعتبر أن هذه الثقافة "الشعبية" السائدة في ليبيا اليوم هي ثقافة عربية خالصة أو إسلامية خالصة من حيث واقع الممارسة بل هي خليط من التوجيهات الدينية الإسلامية والثقافة العربية والثقافة الأمازيغية والإفريقية وعادات وتقاليد فرضتها الظروف المادية المتغيرة أو تسربت عبر الحدود أو بسبب أثار العولمة الإعلامية وكذلك أثر التمدن.. فالثقافة الفعلية للمجتمع أي مجتمع – والمقصود الثقافة الشعبية ليست أمرا ً ثابتا ً لا يتغير بل هي قابلة للتغيير والتطوير والإضافة من خلال تغيير المفاهيم والعادات والتقاليد الإجتماعية!.. فكثيرا ً من المفاهيم والعادات والتقاليد التي كانت سائدة في ليبيا عام 1900 تختلف عن مفاهيم وتقاليد وعادات الشعب الليبي اليوم بل حتى "اللهجة الليبية" في الغرب والشرق والجنوب وكذلك طريقة المأكل والملبس شهدت تطورات وتغييرات مختلفة!.
[3] "العلم" في الإنجليزية يعبر عنه بكلمة (Science)(سانيس) والمقصود هنا العلم بمعناه المتخصص الأكاديمي القائم على أساس المنهج العلمي والتجريبي بينما كلمة (Knowledge)(نلوج) في اللغة الإنجليزية تعني (المعرفة) بشكل عام فيدخل فيها العلم وسائر المعارف الأخرى أما كلمة (الثقافة) فهي (culture)(كلتشر) وتعني مجموعة الاعراف والعادات والتقاليد الإجتماعية الخاصة بكل قوم .. ونجد - سواء في اللغة العربية أو الإنجليزية - أن من معاني كلمة "ثقف" أو "ثقافة" : الحذق والتهذيب والفطانة والثبات والتسوية.. ومن المعلوم أن الشهادة الثانوية أو "الباكلوريا" كان يطلق عليها في بعض البلدان العربية "شهادة الثقافة العامة" وهو إسم على مسمى إذ أن المستهدف كان في تلك المرحلة تزويد الطالب العربي بمجموعة من المعارف العلمية واللغوية والأدبية والأخلاقية والذوقية ما يجعله مثقفا ً!.. ثم يأتي التخصص العلمي الأكاديمي في المرحلة الجامعية.. فكأن الثقافة بمعنى "المعرفة العامة" لها الأولوية ولعل هذا هو الصحيح لذلك حتى وزارات التعليم كان يطلق عليها وزارة "المعارف"!.





#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إتحاد عربي أو جامعة عربية ما الفرق؟
- أعوذ بالله من شر الديموقراطية !؟
- ماذا سيحدث في اليوم التالي لوفاة حسني مبارك؟
- هل بات التخلص من -المقرحي- على الأبواب!؟
- إنفضاح صفقة المقرحي !؟
- الجامعة العربية أم الإتحاد العربي ماذا سيختلف !؟
- هل نحن عنصريون!؟
- يبدلون دينهم من أجل لقمة العيش !؟
- الإناركية .. في ميزان العقل والدين!؟
- الأناركية .. محاولة للفهم !؟
- من هو المثقف وماهو دوره ؟ وماهي الثقافة!؟
- زمن العجز العربي وغياب الديموقراطية !؟
- نحو دولة إسلامية -ليبراليه- لا شموليه -توتاليتاريه-!؟
- في السياسة .. أرباب متفرقون خيرٌ من رب واحد قهار!؟
- ماهو سر تضارب الأنباء حول صحة المقرحي!؟
- أكشن!..القذافي والسيناريو القادم لثاني مره!؟
- لمه وليست قمه !!؟؟
- ماهي مفاجآت القذافي في قمة سرت!؟
- العقيد .. وقمة الفشل العربي الأكيد !؟
- المقرحي .. هل هو مريض بالسرطان بالفعل!؟


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم نصر الرقعي - ماهي الثقافة!؟