|
حمائم سمر وملائكة بيض وشياطين ملونة
ادم عربي
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 3246 - 2011 / 1 / 14 - 02:39
المحور:
الادب والفن
حمائم سمر وملائكة بيض وشياطين ملونة انت تسكن كل العالم ، والعالم هو مدينتك ، منذ وطات قدماك ارض الهنود الحمر ، ارض المياة والانهار والغابات ، وارض التنوع الحيوي الجميل، حتى ان هذه البلاد تسمى بلاد الملتي كلتر ، كل اعراق واجناس الارض فيها ، لينتج مزيج جميل هجين ذو صفات جديدة. اما نسائهم ، فتخيل نفسك في بستان فاكهة ، فيه جميع الثمار ، بمختلف الالوان والاشكال، حقا انها متعة ما بعدها متعة ، ان تاكل من مئات الاصناف ، لكل صنف نكهته الخاصه وعذوبة طعمه ، لتجد نفسك تسبح في اللانهاية . حمائم سمر ، وملائكة بيض ، وهجين ملائكي حمائمي ذو صناعه جديدة ، وماركة جديدة ، ما اجمل اختلاط اللون الابيض بالاسود ، ما اجمل اختلاط الشرق اسوي بالابيض او الاسمر...... ما اقبح الشياطين الملونه ، انها تذكرني بتنكرات الهلوين ، هؤلاء الشياطين لا يندمجون ابدا ، تعرفهم من لونهم ، ومن لباسهم ، ومن نفاقهم ،هؤلاء القوم غرباء عن مجتمعاتهم ، ولو كانوا كذلك والتزموا بما امنوا ، ومارسوا معتقداتهم كما هي ، اعتقد ان حالهم امام العالم اجمل مما هم فيه الان ، تجد الرجل منهم ، حابس زوجته في شقتها لا تخرج ، اما هو فله كل شيء ، له الامر والنهي ، يشرب بئرا من الكحول ، يدخن المرجوانا ، كل يوم مع امراة ، في قانونه مسموح له ، اما زوجته المسكينة وبناته ففارض عليهم العزله والحجاب والنقاب وعدم الاختلاط ،لذلك هؤلاء الشياطين معظم زوجاتهم ياتون بهن من بلدانهم الاصليه ، لتستمر معاناة النساء ، بعدما يوهمها انها ستعيش في بلاد الحرية ، لتكتشف ان بلدها ارحم مما هي عليه . دخلت مطعم صاحبي ، وهذا صاحبي قادم جديد ، والحق ان صاحبي اقنعني بمساعدته بفتح مطعم ملاصق لاحد المساجد ، حسب تعبير صاحبي ، سوف ينجح المطعم لان زبائنه سوف يكونوا من المصلين او رواد المساجد وهم كثر ، بحكم خبرتي بالجاليه الاسلاميه ، نصحته بعدم فتح المطعم ، الا انه الح في طلبه فاستسلمت لمشيئته ، ووافقت والهدف كان مساعدة ذلك القادم الجديد العزيز . بدا صاحبي العمل في المطعم ، وكنت اطمئن عليه عن طريق الاتصال التلفوني ، كان في البداية مبتهك ومتفائل ، حيث كان يروي لي كيف ان رواد المسجد ياتون اليه ويتعرفون عليه ، ويجاملونه بكلمات طيبه مثل " اخيرا الحمد لله تم فتح مطعم حلال جانب الجامع" ، وكان المسكين متفائل بهذه الكلمات اما انا فكنت متشائل . اتصلت به بعد شهرين منذ بدا العمل للاطمئنان عليه وعلى سير العمل ، تفاجئت انه يريد اغلاق المطعم ، فانتقلت اليه مسرعا لارى ماذا حدث . دخلت المطعم بهدوء ، وكان صاحبي يتكلم مع شخص من لجنة المسجد كما عرفت لاحقا ، وكان الحوار بين صاحبي وذلك الشخص ذو مغزى وفيه جوانب مخفيه . لم يلحظ دخولي ايا منهما ، كان ذلك الشخص يسال صاحبي : من اي البلدان انت ؟ اجابه صاحبي من الهند فانا سيخي ،بالطبع ذلك الشخص يعرف من اين صاحبي ، وتابع ذلك الشخص : انت يا اخ من بلد الاسراء والمعراج ، بلد الرباط.......الخ فما كان من صاحبي الا وكرر : يا اخي انا هندي سيخي ، لانني لو كنت كما تقول ، لما افشلتم بزنسي ، ساذهب الى الكميونتي السيخيه تبعي ، لعلي انجح في عملي ، عندها قال له الرجل : يا اخ انت لم تحسن التصرف ، كان عليك طلب مساعدتي ، فكلمتي مسموعه ، وكان قد اعلنت كل جمعه عن فتح مطعم حلال بعد الصلاه .....الخ
هنا كشفت حضوري بعدما فهمت مقصد ذلك اللص ، تفاجا الجميع بوجودي ، ووجهت كلامي الى ذلك الرجل : ايها الشيطان الاكبر ، لا نريد مساعدتك ، ولا نريد دفع مال لك ، ونريد اغلاق المطعم ، ولكن قل لي يا رجل : اانت حقا رجل دين ام سارق؟ تلعثم الشيطان ولم يقل شيئا ، واخذت صاحبي ، وبعت معدات المطعم ، وغادرت ذلك المكان ذو الشياطين الملونه
ادم عربي
#ادم_عربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ازمة الثقافة العربية و جمود الفكر العربي
-
اهمية المراة في تقدم المجتمعات
-
الاشتراكيه و الراسماليه الوطنيه هما وجهان لعمله واحده
-
ليس هكذا تورد الابل يا سيادة الرئيس
-
بقايا ذاكرة
-
انا المستحيل يا ابي،،،،،،،،،،،،،
-
في المطار يولد الربيع
-
الموروث الثقافي اساس دونية المراة المسلمه
-
هل بقي عملا شيوعيا؟
-
تطور المجتمعات فكريا وفنيا ودينيا
-
هوية جديدة 2
-
هوية جديده1
-
اراء في اليسار
-
المشروع الامريكي .الشيعي
-
عتاب
-
هل المراه ناقصة عقل ودين؟
-
الدين والفكر الديني2
-
جدالات ماركسيه
-
وصف
-
في عيادة الاسنان
المزيد.....
-
مستقبل السعودية..فنانة تتخيل بصور الذكاء الاصطناعي شكل الممل
...
-
عمرو دياب في ضيافة ميقاتي.. ما كواليس اللقاء؟
-
في عيد الأضحى.. شريف منير -يذبح بطيخة- ليذكر بألوان علم فلسط
...
-
ممثل مصري يشارك في مسلسل مع إسرائيليين.. وتعليق من نقيب المم
...
-
فنانة مصرية تبكي على الهواء في أول لقاء يجمعها بشقيقتها
-
فيلم -Inside Out 2- يتصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية مح
...
-
أحدث المسلسلات والأفلام على المنصات الإلكترونية في العيد
-
السعودية: الوصول لـ20 مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عيد ال
...
-
ولاد رزق 3 وقاضية أفشة يتصدر إرادات شباك التذاكر وعصابة الما
...
-
-معطف الريح لم يعمل-!.. إعلام عبري يقدم رواية جديدة عن مقتل
...
المزيد.....
-
الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد
...
/ الويزة جبابلية
-
تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً
/ عبدالستار عبد ثابت البيضاني
-
الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم
...
/ محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
المزيد.....
|