الاشتراكيه و الراسماليه الوطنيه هما وجهان لعمله واحده

ادم عربي
كاتب وباحث

الحوار المتمدن-العدد: 3235 - 2011 / 1 / 3 - 22:58
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

لا يمكن ان تكون الاشتراكيه هي بديل الراسماليه ، ولا الراسماليه هي بديل الاشتراكيه ، بل كلاهما ضرورتان ويسيران في خطان متوازيان لا يلتقيان ، كالموجه الكهرومغناطيسيه التي تتكون من بعدين كهربائي و مغناطيسي.
كلاهما ضرورتان من اجل تفعيل الصراع الطبقي الذي حتما سيقود الى صيغه مقبوله للجميع ، قد تكون الشيوعيه الماركسيه ، او قد تكون هجين ماركسي راسمالي،او استمرارية الراسماليه.
في جميع الاحوال البلوتاريا هي صاحبة القرار، كيف تكون الصيغه لان الخاسر او الكاسب هي البلوتاريا في جميع الاحوال.
هزمت الماركسيه وانهارت و بنيت على انقاضها " نسمي مجازا" بلوتاريا الطبقه الوسطى ، اما البلوتاريا الحقيقيه فهي في اشد واسوأ ظروفها ، منذ بداية الصراع الطبقي على الارض .لطالما كانت الرسماليه الوطنيه نموذج يستحق التقدير والاحترام ، حينما كانت تقدس الانتاج ووسائل الانتاج ،لا شك ان البلوتاريا في ظل هكذا نموذج لهي الرابح الحقيقي ، ولا شك ان هكذا نموذج لهو مسرع للصراع الطبقي في المجتمع ، ولو قدر لهذا النموذج في الاستمرار ، لتحول هذا النموذج تلقائيا الى مرحلة الشيوعيه ، لذلك الراسماليه الوطنيه هي الامينه الوحيده على المشروع البلوتاري ، التحول هنا طبيعي وليس ضد قوانين الطبيعه
، كما يحاول البعض ايهامنا ، فعندما يزداد الانتاج وتزداد السلع وتغرق الاسواق المحليه والعالميه بالمنتجات الراسماليه ، تصل مرحلة من الاشباع ، كالهواء الذي يتشبع ببخار الماء ، حتى اذا زاد عن درجة تشبعه درجه واحده ، تكاثف البخار على شكل قطرات ماء ، اي يعود كل شئ الى وضعه السابق.
ماذا تفعل فلول الراسماليه اليوم ؟ في ظل تزايد المنافسه العالميه ، تفتعل الحروب ، شركات متعددة الجنسيات ، خارج الوطن عماله رخيصه جدا، ماذا عن الطبقه العامله في البلد؟ ماذا عن تسريح مئات الاف العمال،بالمناسبه شركة جيمس اغلقت اليوم احد اهم فروعها الذي يبلغ عمره ١٥٠ عام، ماذا عن الصين اليوم عملاق الانتاج العالمي ؟.
ان الاشتراكيه و الراسماليه الوطنيه هما وجهان لعمله واحده، كلاهما مكونان لجسم واحد ، بما يملكان من القدره على الانتاج وتسريع الصراع الطبقي ، الذي حتما سيقود في النهايه الى الشيوعيه حيث يتم الغاءالطبقات تلقائيا والوصول الى الكيمونه .
لا يمكن ان يكون الغاء الطبقيه بقرار رئاسي او حكومي ، بل بقرار شعبي تلقائي .
هل الشيوعيه ضد الفطره الانسانيه؟ وهل الراسماليه تنسجم مع الفطره الانسانيه؟
لا هذا ولا ذاك ، الراسماليه كمرحله هي ضروريه لعبور الشيوعيه ومن اهم الحلقات في السلسله ، وهي ليست ضد الفطره الانسانيه ، بل هي طريق و تجارب تقود الى الخلاص النهائي الاخياري .
اما الاشتراكيه فلا بد لها ان تمر في مرحلة الراسماليه حتى تعطي نفس النتيجة ، والا اصبحت حسم غريب بروح جديده .
لا يمكن ان تطبق الاشتراكيه دون عبور الراسماليه ، فهي كمن يطبق نظام اسلامي في بلد علماني فجاة واحده .
لكن ما هو موجود الان هو كارثي بكل المقاييس ، سحق البلوتاريا نهائيا تحت اقدام بلوتاريا الطبفه الوسطى ، وقيادة العالم الى الدمار و الهلاك .
ان الاشتراكيه تطبق كخيار ديموقراطي شعبي، في ظل برجوازيه وطنيه ، امينه على مصالح الشعب.
ان الاشتراكيه السوفيتيه هزمت بسبب الغاء الصراع الطبقي الحقيقي بقرار رئاسي الذي كان من الممكن ان يقود الى عبور الشيوعيه ، الغاء دون مبرر ، لا يمكن الحديث عن ديكتاتوريه في اي عمل شعبي ، فالديكتاتوريه سوف تحرف العمل الشعبي عن مساره الصحيح ، هناك فقط خيار شعبي ديموقراطي هو الاصح وهو التحول الحقيقي.
اخيرا لا بد من القول ان البرجوازيه الوطنيه في هكذا اوضاع عالميه لهي الكفيلة بتغيير مسار العالم.
ادم عربي

#ادم_عربي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل