أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - عام وأمنيات















المزيد.....

عام وأمنيات


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3232 - 2010 / 12 / 31 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم ينتهي عام ، وغدا سيبدأ عام . وكلاهما في حسابات الأيام ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع يوم. لنغني اليوم مع أنوار عبد الوهاب أغنيتها الجميلة ( عد وانا اعد ونشوف) لنعد أيامنا في العام 2010 فقط دون ان نرجع مع ذكرياتنا إلى ما قبله لنرى (يا هو اكثر هموم) الشعب العراقي أو حكامه - فخامات ودولات ومعالٍ - رؤساء ونواب ووزراء. عددت الهموم فوجدتها كثيرة يكاد اليوم الواحد من أيامنا أن يضم مئات الألوف منها .وبالرغم من كوني متخصص في المحاسبة ولي فيها خبرة هي بعدد سنوات الحكم البائد، فقد صعب علي أن اصل إلى نتيجة تحدد عدد همومي أنا الفرد الواحد ، فكيف لي أن احصي هموم العراقيين كلهم وانا على ثقة مطلقة بان همومي هي اقل من هموم أي عراقي، فعندي راتب تقاعدي وعندي راتب أستاذ جامعي وليس عندي من الأطفال من يحتاج إلى الماء المقطر والحليب المعقم أو العلاج الطبي المستمر، أو نفقات التعليم والدراسة فالكل بالغون . لذا فقد تركت همومي لأني وجدتها اقل من همّ أي عراقي .
اليوم ينتهي عام سجل فيه ساستنا رقما قياسيا في تشكيل حكومتهم العتيدة، حيث طال الانتظار لما يقرب من تسعة اشهر أو يزيد فدخلنا في موسوعة (غينز). كما سجلوا رقما قياسيا في عدد الوزارات العراقية حيث بلغ عددها بالتمام والكمال (42) اثنتين وأربعين وزارة وهو عدد يزيد على عدد الوزارات في الصين الشعبية التي يتجاوز سكانها المليار والثلاثمائة نسمة بخمس وزارات ففي الصين ثمانية وثلاثون وزارة فقط .وفي فرنسا التي يزيد عدد نفوسها على ضعف عدد نفوسنا عدد من الوزارات يقل عن نصف عدد وزاراتنا . وفي الولايات المتحدة وهي الدولة الأعظم في عالمنا اليوم خمس عشرة وزارة فقط. إذن علينا ان نغني مع (أنوار)، وان نعد وعلينا أن (نشوف ياهو اكثر هموم).
أعود إلى العد والحساب، وعدوا معي عدد المستشارين في العراق اليوم فاذا ما كان لفخامة الرئيس ولنوابه مستشار واحد فقط ولرئيس مجلس الوزراء ونوابه مستشار واحد. ولرئيس مجلس النواب ورئيس مجلس القضاء ورئيس مجلس السياسات ونوابهما مستشار واحد ،و لكل وزير مستشار فقط ،ولكل محافظ خمسة مستشارين ، ولكل نائب مستشار واحد كم سيكون العدد ؟ ما عليكم أيها العراقيون إلا أن تبحثوا عن عالم في الرياضيات يجد لكم قانونا جديدا في المتتاليات الحسابية ، وإن لم تجدوه فاجعلوا أغنية أنوار عبد الوهاب نشيدا وطنيا لكم لتظلوا على العهد بالعد كلما استمعتوا اليها باقين.
لقد حققنا - نحن العراقيين - إنجازا كبيرا ،ودخلنا الموسوعة من أوسع أبوابها في العام الذي ولّى من حيث الزمن في تشكيل الوزارة ومن حيث عدد المستشارين. كما أننا حققنا الأرقام القياسية في جرائم الفساد الإداري والمالي ووصلنا إلى مراتب متقدمة جدا. فنحن في الفساد في التسلسل الأخير ولا تسبقنا في ذلك سوى ثلاث دول هي: ميانمار وأفغانستان الصومال . ومع الفساد حققنا أرقاما قياسية في عدد العاطلين عن العمل.

لنستمر بالعد و (لنشوف ) همومنا ، لقد كانت بطاقتنا التموينية تزخر بالعديد من المواد الغذائية، ولكننا في العام الذي نودعه غدت فقيرة بائسة، ولا نريد ان ندخل في تفاصيل ما حصلنا عليه وما حرمنا منه من تلك المواد لأننا نريد ان تظل البطاقة وثيقة في معاملاتنا الرسمية فقط.
اليوم نودع عاما ذبحت فيه الديمقراطية اكثر من مرة، الأولى في قانون الانتخابات وفي كيفية احتساب الفائز والخاسر فيها. والثانية في كيفية استبدال النواب الذين يستوزرون. والثالثة في جلوس من لم يحصل سوى على ما يزيد عن خمسمائة صوت ليمثل الشعب ويحرم من حاز على اكثر من هذا العدد بعشرين مرة كونه لم يتعدَ العتبة الانتخابية .والمرة الرابعة في إقصاء المرأة عن المناصب الوزارية في حكومتنا البائسة، التي حققت رقما قياسيا جديدا بهذا الشأن فمن ست وزيرات إلى اربع ثم إلى اثنتين.

اليوم ينتهي عام ، وغدا سنستقبل عاما، فهل يا ترى سنجد في العام الجديد ما افتقدناه في العام القديم؟ أتمنى ذلك. اليوم نودع عاما كنا - نحن العراقيين مسلمين ومسيحين - نسهر ليلته الأخيرة ونطفأ الأضواء معا محتفلين بقدوم عام جديد ، وكنا طلبة وموظفين وكادحين رجالا ونساءً يهنئ بعضنا البعض بالعام الجديد فنقول : Happy new year . اليوم ينتهي العام القديم في عراقنا ونحن نستقبل العام الجديد بدموع الحزن على أبرياء قتلوا لأنهم مسيحيون. قتلوا وهم يؤدون الصلوات إلى رب العالمين.

لن اصل إلى نتيجة في (عَدي) ولن اخلص من همومي ، ولكنني سأبقى متفائلا بان العراق والعراقيين سيظلا كما كانا عبر التاريخ شعبا واحدا ، وأرضا واحدة ولن تفرقهما العنصرية أو الطائفية .هناك أمنيات كثيرة وفي النفس حاجات .

أتمنى أن ينتهي الإرهاب في بلاد الرافدين ، وأتمنى أن يسعى الفرقاء للعمل من أجل الشعب . وأتمنى أن يحقق لنا سياسيونا ربع ما اعلنوه لنا في برامجهم الانتخابية وفيما خاطبونا به في خلال حملاتهم الانتخابية. أتمنى في العام الجديد أن تحد الدولة من العمليات الإرهابية وان تحمينا كمواطنين لا حول لنا ولا قوة. أتمنى أن يراجع الساسة مواقفهم وأن ينظروا لمصلحة الشعب قبل مصالحهم، وان يضعوا مصلحة الشعب والوطن فوق المصالح الحزبية والشخصية. أتمنى أن يتحاور الجميع حوارا وطنيا يتم في خلاله وضع مصير الشعب وحقوقه على طاولة الحوار الوطني بعيدا عن التدخلات الإقليمية ، وان يكون الوطن والمواطن هما الأصل في الحوار. أتمنى أن تحل كل المسائل العالقة بين الحكومة المركزية والإقليم، وأتمنى ان تسكت الأصوات الشوفينية التي تنعق مروجة لفكر اكل الدهر عليه وشرب.
أتمنى أنا الهيتي ابن اقدم واعرق مدينة لا زالت تنبض بالحياة في المشرق العربي كله. أن يعم الأمن والأمان ارض الرافدين، وان تسود العدالة، وان تعم الديمقراطية ربوع عراقنا العزيز ، وان تحترم الحريات، وان نعيش أحرارا في وطن ولدت به الحرية والديمقراطية وسُنت به القوانين. أتمنى للمرأة مكانة ارقى ،وسموا اعلى وحبا اصدق ، ومنزلة في قلوب المحبين وجلالا وقدرا بين الحكام والسلاطين. أتمنى للعراقية ان تظل الحبيبة العزيزة الغالية ، وأتمنى لها ان تكون سيدتي في الدولة والحياة.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدب والدين وحقوق العراقيين
- الحوار والتمدن
- طالب القرغولي وفرح العراقيين
- مسكين ، ومسكينة ، ومساكين
- استبرق
- هيت، والنجاح ،ومدني صالح
- لماذا قتلوا عبد الكريم ؟ وما الذي سيكون لو عاش الزعيم؟
- سندس
- قتلوا عبد العليم ، قتلوا الشيخ المعتدل
- شفق
- إيمان
- ازهار
- الى غزة
- البطاقة الثالثة الى أهل هيت
- مات النصير... ومات السند
- هكذا قال مدني صالح: الغلبة للأقوى ، للأغنى، للأذكى
- الرأي والرأي الآخر واشياء اخرى
- وادي الرافدين ووادي النيل- الأسم والحضارة
- في الأنبار .... للعراق علمان
- المثقف والسياسي بين بناء الحضارة وكتابة التاريخ


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - عام وأمنيات