في الأنبار .... للعراق علمان

قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 22:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

العـَلم في اللغة :الجبل والطود ، والطور والبيرق والبند ، و الرئيس والسيد والزعيم وهو عند المواطن أسمى الرايات وأجلها وأعظمها وعليه احترامه والتغني به في كل زمان وفي كل مكان، وعليه أن يقف أمامه و تحته معتصما به بعد الله، داعيا منشدا ما قاله الشاعر الزهاوي لأن يعيش خافقا في الأعالي، مؤيدا من الأحزاب كلها .وأن تنام العيون بمرآه قريرات، وأن تفرح به القلوب وان تبتسم به الآمال، لأنه الشعب وهو جلاله والعظم.عرفت هذا عن العلم وعن وجوب احترامه، وتغنيت بحبه وسرت تحته، ووقفت في المدرسة أمامه ،وشيعت بعض رفاقي ممن لفوا به. عشت على حب العلم باعتباره أسمى دلالات المواطنة الصالحة وأريد من الآخرين أن يكونوا كذلك في حبهم للوطن ولرايته،أقول كل هذا وفي القلب غصة مما رأيت. فقد أقيم في يوم الخميس 29/4/2010 الاستعراض السنوي لمدارس محافظة الأنبار بحضور السيد المحافظ وعدد من المسؤولين بينهم السيد مدير عام تربية المحافظة، وفي الوقت الذي نبارك فيه للمحافظة وللمسؤولين عن حكومتها وإدارتها المحلية هذه المبادرة الجريئة وهذا الاهتمام بالاستعراض لتحقيق أكثر من غاية وهدف أهمها: هو أن المحافظة عموما ومدينة الرمادي خصوصا بأمن وآمان، فضلا عن أن ذلك يعني أن الحكومة المحلية ترعى النشاط الرياضي وتسعى إلى النهوض به . لم أحضر الاستعراض،ولكنني شاهدت جانبا منه على قناة الأنبار الفضائية وبالتحديد عرض أوبريت باسم (وحدة العراق) ،سعدت بهذه الفعالية حين سمعت المسؤول عنها يعلن ذلك، وكانت فرحتي فرحتين :الأولى أسم الأوبريت الذي حمل (وحدة العراق) وهذا أسمى ما يمكن أن يدعو إليه كل وطني غيور، وقد تجسد ذلك في الأزياء التي ارتداها المشاركون في الأوبريت ،والثانية هو أن المدينة تجاوزت عقدة الخوف ممن لا تروق لهم المسرة، وممن يريدون أن يظل الحزن واقعا يجب أن نعيشه وان ننسى الفرح وأن لا يغني أطفالنا وأن لا يرقصون أو يدبكون، حتى لو كانت الدبكة والأغنية لوحدة العراق. لم تدم سعادتي ولم تطل فرحتي حين رأيت في ساحة (الاستعراض) علمين لا تتفق مع عنوان الأوبريت (وحدة العراق) الأول العلم بنجماته الثلاث وبعبارة (الله أكبر) بخط صدام حسين ذلك العلم الذي تم تغيير معنى النجمات الثلاث التي كانت ترمز إلى دول الوحدة الثلاثية – التي لم تقم – وهي مصر وسوريا والعراق إلى معنى آخر يرمز أهداف حزب البعث ، وحدة، حرية، اشتراكية.لقد تم تبديل العلم القديم ذي النجمات الثلاث بموجب قانون صدر بتاريخ 27/1/2008 من قبل مجلس النواب العراقي وذلك بحذف النجمات الثلاث وكتابة لفظ الجلالة بالخط الكوفي وباللون الأخضر. وبهذا القانون أصبح واجبا اعتماد العلم العراقي بشكله الجديد و عدم رفع العلم القديم وعدم اعتماده بأية مناسبة رسمية أو غير رسمية من قبل جميع العراقيين كون التعديل صدر بقانون عن السلطة التشريعية المخولة بذلك سواء اقتنع هذا (الجميع ) بتغيير العلم أو لم يقتنع ولكن ما رأيته من على شاشة قناة الأنبار الفضائية يعني أحد أمرين : الأول عدم اعتراف الحكومة المحلية ممثلة بمجلس المحافظة بهذا العلم، أو أن هناك أطرافا لازالت لا تعترف بالتغيير السياسي الجديد ولا بمجلس نوابه وأنها لا تعترف أصلا بالنظام السياسي القائم وبهذا تكون هذه الأطراف كمن يأمر الناس بالبر وينسى نفسه ،فهي وصلت إلى السلطة منتخبة عبر قانون مجالس المحافظات الصادر عن مجلس النواب ذاته الذي أصدر قانون تعديل العلم ، وتقودنا وتنظم شؤوننا على أساس أنها وصلت للحكم عبر ممارسة ديمقراطية وانتخابات نزيهة .وعلينا كمواطنين أن نحترم خيارات اللعبة الديمقراطية وهذا حق مشروع لها ،ولكن!! على الحكومة أيا كانت مركزية أو محلية أن تحترم القانون أولا قبل أن تطلب منا نحن المواطنين احترامه .فكيف يمكن للحكومة المحلية أن تحاسب مواطننا لم يحترم العلم وهي لم تحترمه. ثم على أي علم سيُعد فعل المواطن جريمة يحاسب عليها القانون وهي جريمة إهانة العلم وعدم احترامه؟ ومن سنعده مجرما تجب محاكمته ؟ هل هو المواطن الذي يهين علم صدام حسين ،أو هو الذي يهين العلم الجديد؟ إنها أسئلة تبحث عن إجابات صريحة وواضحة، وأريد الإجابة من المسؤولين في المحافظة واطلبها من شخص السيد رئيس مجلس المحافظة الذي رأيته في يوم من الأيام ومن القناة ذاتها متحدثا في بلدية الفلوجة،ومن مكتب مديرها والعلم القديم يرفف أمامه. أريد الإجابة ممن عليهم واجب الإجابة من وجهة نظر قانونية لا من وجهة نظر سياسية فكثير من السياسيين من يلعب على الحبلين .

#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل