أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قحطان محمد صالح الهيتي - الأدب والدين وحقوق العراقيين















المزيد.....

الأدب والدين وحقوق العراقيين


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3231 - 2010 / 12 / 30 - 14:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو كانوا فعلا أصحاء عقول وقلوب ووجدان وضمير لما تكلمنا والتزمنا الصمت .ولو كان من قال وفعل فوق الميول والشبهات لما سألناهم عن ماضيهم. ولكن ان يكون من يأمر الناس بالبر وهو بعيد كل البعد عن البر فهذه أم الكوارث وهنا لابد أن نسأل وأن نكتب وأن نقول الحق دون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم. بغداد المنصور منذ ان بنيت عرفت بانها مدينة العلم والفن والأدب ، ومنذ ان أقامها أبو جعفر وحتى اليوم هي عاصمة للحرية الفكرية وحاضرة للتمدن ، فمن له ان ينسى ما قاله في ربوعها شعراء العربية وكتابها ،ومن له ان ينكر ما ابدعه الفقهاء والفلاسفة والعلماء في هذه المدينة العريقة؟ ومن منا لم يقرأ ما كتبه ونشره الرحالة عن بلد الرشيد؟ في بغداد ضريح أبي حنيفة النعمان ،وفيها ضريح موسى الكاظم وفيها ضريح الشيخ عبد القادر الكيلاني وغيرهم الكثير. وفي بغداد الكثير من الجوامع والكنائس .وفيها المستنصرية وقصر الوالي. إذن بها للمسلمين إمامهم الأعظم ،وللشيعة كاظمهم، وللسنة كيلانهم، وللمتحضرين مستنصريتهم ودار حكمتهم .وكما لهؤلاء تراثهم ،فلقوم عيسى تاريخهم وتراثهم. فهم أحفاد الآشوريين والكلدانيين والأرمن ، وفيها فنانو الزمرد والياقوت والذهب، فبها الصابئة وبها بعض اليهود .لم تكن بغداد العاصمة في يوم من الأيام حكرا للمسلمين شيعة أو سنة ،ولم تكن بغداد في سنة من السنين أو عهد من العهود مدينة العرب أو الكورد أو التركمان ،إنها كانت وستظل عاصمة لكل هؤلاء. بغداد يا من دخلتم مجالس حكمها بتشريعات تفتقر إلى الديمقراطية هي مدينة السلام، وهي مدينة المحبة وهي موطن الحضارة والتحضر، بها المسلم وله جامعه، وبها المسيحي وله كنيسته، وبها المتدين من هؤلاء وله أداء طقوس عبادته في تلك الأماكن. وفي بغداد أبي نؤاس وابن الجهم والزهاوي والرصافي والكرخي والجواهري أماكن لمن يعشق الشعر ويطرب له .وفي بغداد المسارح والحدائق العامة، والمنتديات والنوادي ومدن الألعاب. تذكروا يا أصحاب اللحى المشذبة باننا اليوم في بغداد مكانا، وفي القرن الحادي والعشرين زمانا في مدينة يحكمها القانون كما نعرفه نحن لا كما تفسروه انتم .في دولة نسعى لأن تكون دولة قانون واقعا لا شعارا ندخل به إلى مجالس المحافظات أو مجلس النواب. وتذكروا يا أيها الحاكمون الطارئون بان هناك عهدا لحقوق الإنسان ، وان هناك دستورا صوّت عليه ثلاثون مليون عراقي، ينص على احترام الحريات العامة .وان العراقيين متساوون بالحقوق والواجبات. وتذكروا يا ملالي بغداد بان في العراق إقليما اسمه إقليم كوردستان يعيش أهله بحضارة القرن الذي نحن به بغض النظر عن بعض الانتهاكات لحقوق الإنسان بهذا الشكل أو ذاك. تذكروا يا أيها الحكام في مجلس محافظة بغداد بأن من فاضلات السياسة العراقية ومن رائدات الفن المسرحي امرأة من بني (زيد) اسمها زكية (الزيدي).
قبل أيام أمطرت السماء والمطر خير يستبشر به العراقيون ،ولكنه في بغداد معاناة لأهلها والكل يعرف السبب ومنهم محافظها ورئيس مجلسها وقد شاهد العالم وسائل العبور المتطورة التي ابتكرها أبناء (حي أم المعالف) في بغداد للتنقل بين دورهم بسبب تردي خدمات الصرف الصحي، ومثلما حصل في (أم المعالف )حصل في أحياء كثيرة في بغداد، وطفحت المجاري وفاضت رائحتها كما هي فائضة وطافحة رائحة الفساد الإداري والمالي المستشري في دهاليز وغرف وأقبية دوائر عاصمتنا الحبيبة التي ابتليت بهؤلاء الطارئين على السلطة والحكم. لقد عجز المسؤولون في بغداد عن حل مشكلة (الصرف) الصحي ولكنهم برعوا وابدعوا في فن (الصرف) المالي غير المبرر. اسأل فأقول: ألا يوجد في أجهزة المحافظة ومجلسها موظف فاسد، أو مزور لشهادته الدراسية ؟ وهل لا يوجد فيهما مرتش وراش ورائش ؟ و لا فيهما موظف متجاوز على المال العام؟ لا اعتقد أننا في دوائر فاضلة ،و أعتقد بان أولي الأمر فيهما يعرفون ذلك ،وكان عليهم التصدي لمثل هذه الحالات كائنا من يكون الموظف. وأكرر الأسئلة وابحث عن الإجابة فأقول: كم من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية في بغداد لم يتصدَ لها مجلسها الموقر؟ فالناس بلا مواد تموينه، ومدافئهم بلا نفط ، و الطرق بلا تعبيد، والنقل بلا باصات .وخرائب المدارس وهياكل المستوصفات الصحية الخاوية بلا ترميم أو إعادة إعمار. وأين هو المجلس من معاناة أهل بغداد فيما يتعلق بمشكلة السكن والماء والكهرباء ؟ لماذا لم تأخذ الشيمة بمجلس المحافظة ليعطف على سكنة الأحياء العشوائية في مناطق الطمر الصحي فيبحث عن حل لهم؟ ولماذا لم (تهتز شواربهم) على النساء الكادحات في معامل الطابوق وأسواق البقالة؟ كثيرة هي الأسئلة والأكثر منها الإجابة عنها ولكني على ثقة بأنني لن اسمع أو اقرأ جوابا من هؤلاء لأن الإجابات ستضيع ما بين (الأمين) و ( الرئيس) و (المحافظ) وستتوه الصراحة في دواوين هؤلاء الثلاثة عندها ساقول: لقد اسمعت لو ناديت حيا ...........
بعد اشهر ستعقد القمة العربية في بغداد ،وهذا تكريم لنا نحن العراقيين ولعاصمتنا العتيدة ، ولم يبق على موعد الانعقاد سوى اشهر معدودة ولكننا لم نر من مجلس العاصمة أو أمانتها ما يوحي بالاستعداد لهذا الحدث التاريخي بغض النظر عن النتائج التي سيتخذها الرؤساء فانعقاد القمة العربية في بغداد في هذا الوقت بالذات منجز تاريخي لدولتنا فهو تكريم وتقدير لنا يستحق أن نقابله بالأحسن منه وان نكون أهلا لاستقبال القادة العرب وان نثبت لهم أننا كنا وما زلنا اصل الحضارة وموطن الضيافة والكرم. ولكن ما نلمسه على الساحة ليس بمستوى الطموح وكأن المسؤولين عن التحضير للقمة سعاة إلى إفشالها والتأكيد للآخرين باننا فاشلون. ألم يكن من الأجدى والأولى ن تتحرك همم (الرجال) و (تهتز شواربهم) لأجل بغداد اجمل وانظف وارقى من أن يحركوا شرطتهم لغلق محال بيع الخمور تنفيذا لقرار مجلس قيادة الثورة المنحل ذي الرقم 82 لسنة 1994، بحجة ان القرار يقضي بعدم منح الرخص لفتح محال الخمور والنوادي الليلية للمسلمين؟ لن أجيب بنعم بالإطلاق فيؤخذ المطلق على إطلاقه ولكني أقول: ان الحد من المخالفات المقررة قانونا واجب وطني وان احترام النظام العام ومراعاة الآداب العامة مبادئ يجب الالتزام بها، ولكن مثلما لم أقرر الإجابة بالإطلاق والتعميم كان على من اصدر القرار أن لا يكون عشوائيا في اطلاق يد من أرسلهم لغلق المحال المخالفة - وأوكد المخالفة - فهل أن اتحاد الأدباء بيت غير شرعي ومنتدى ليلي ؟ وهل يجوز أن نشبه الفضلاء من شعرائنا وأدباءنا وكتابنا وكل من يحل ضيفا في منتدى اتحاد الأدباء ببنات الليل وراقصات الملاهي؟ كم انت لعينة يا سياسة لأنك أوصلت إلى كراسي الحكم إمعات لا يفقهون في السياسة شئ بل لا يمكن لهم حتى أن يعرّفوها تعريفا لغويا أو اصطلاحيا. وكم انت ظالم يا زمن لأنك الوحيد الذي كتب لنا ان نعيش أيامه ، وان نتحسر على ماض ٍ تولى .



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار والتمدن
- طالب القرغولي وفرح العراقيين
- مسكين ، ومسكينة ، ومساكين
- استبرق
- هيت، والنجاح ،ومدني صالح
- لماذا قتلوا عبد الكريم ؟ وما الذي سيكون لو عاش الزعيم؟
- سندس
- قتلوا عبد العليم ، قتلوا الشيخ المعتدل
- شفق
- إيمان
- ازهار
- الى غزة
- البطاقة الثالثة الى أهل هيت
- مات النصير... ومات السند
- هكذا قال مدني صالح: الغلبة للأقوى ، للأغنى، للأذكى
- الرأي والرأي الآخر واشياء اخرى
- وادي الرافدين ووادي النيل- الأسم والحضارة
- في الأنبار .... للعراق علمان
- المثقف والسياسي بين بناء الحضارة وكتابة التاريخ
- هيت في رحلة إلى المشرق


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قحطان محمد صالح الهيتي - الأدب والدين وحقوق العراقيين