|
لِمَنْ يَهمه الأمرُ ...
يحيى علوان
الحوار المتمدن-العدد: 3230 - 2010 / 12 / 29 - 21:01
المحور:
الادب والفن
(1)
مثلُ ساحرةٍ شَعثاءَ ، شَيَّبَهَا الثلجُ ، تَنتَصِبُ شَجَرَةُ التُفّاحِ ، قُبالَةَ نافِذَتي .. جازٌ بِقرارٍ حزينٍ ، يَرشَحُ من وَراءِ الشُبّاكِ ، يُغويني للرقصِ بما لا يتناسَبُ مع عَطبِ رُكبَتَيَّ .
....................................
بكأسٍ مُترَعةٍ من فيضِ هَمٍّ ، أَكسِرُ حُمُوضَةَ هَمسٍ جَرَّحَ البُلعومَ ، كي أُسقِطَ " ورَقَةَ التوتِ " عن " عُذرِيَّةِ " النصِّ ... أُفَجِّرهُ ، يتَشَظّى .. حتى يَغدو القولُ قولاً .. صنوَ الفِعلِ الشريفِ ، بلا مُوارَبةٍ ! فَقدْ شَرِبَ العُمرُ ثُمالَتَه من كؤوسِ الإحباطِ والتبريرِ " المُنَظَّرِ برداءةٍ ! " .. تِلكَ هيَ سَعالي الخُرافَةِ ، تُسَيِّلُ ، اليومَ ، قَولاً فوقَ شِفاهٍ مَشروخَةٍ ، لا تُحسِنُ ، حتّى مَخارِجَ الكَلِمِ السليمِ .. !
** ** ** لستُ بجاحِدٍ ولاكافِرٍ ... لكنَّ عُسرَ الحالِِ كافِرٌ ، الوطَنُ كافِرٌ ، والحزبُ كافِرٌ ، والجمهورُ كافِِرٌ ... حينَ تَقظِمُني اللُقمَةُ ، وينخَرُ مِحفَظَتي إيجارُ المَسكَنِ ، فيَتَعذَّرُ عَلَيَّ .... ............................. ............................. لا يَهُمُّني بعدَ الآنِ إنْ "بَهدَلَني " أَحدٌ ..
** ** ** بِلا "تَقِيِّةٍ !"، بلا خديعةٍ ، لا شيءَ يَشِي بوضوحٍ ، حتّى لو كانَ خَديجاً !! مُنذُ دهرٍ نَنتَظِرُ عِندَ قوسِ " الحلزونِ ".. يومَ قيلَ لنا أَنَّ المسارَ ليسَ مستقيماً ! فَرُحنا نُمَطّي الكَسَلَ فوقَ حِصرانِ " الحتميّة التأريخية "، عَلَّ الدربَ يَجرفُنا ، بِفِعلِ قانونِ الصِدفة ! فنَخلَصَ من طواحينِ " السادة "، فَضّوا بَكارة النَقاءِ ، وتركونا أَيتامَاً ، على قارِعةِ الحُلم .. عُراةً ، إلاّ من عباءةِ ضبابٍ ..
إنكِسارٌ يسوقُ إنكِساراً .. نُصوصٌ عاهِرةٌ ... لاتَجرأُ ، حتى على رَميِ حصاةِ نَميمةٍ في وجهِ الحاضِرِ ، فعلىَ مَنْ نأتمِنُ مُستقبلَ الأطفال إِذنْ ؟!
(2) في زمانٍ ، يا لِحَسرتِنا إِنقضَى ، يافعينَ كََعودِ الرمّان .. مثلَ زهورِ البنفسجِ ، كنّا .. لنا شمسُ الضحى ، تضحك .... كُنّا نشربُ ضوءَ القمَرِ من صَدَفَةِ مَحّارةٍ ، وحين يَسمعُ الليلُ خَطوَنا ، يَنثُرُ على صفحةِ الماءِ نجومَهُ ، يُسامرُ إبنتَه ، العَتْمَةَ ، على إيقاعِ فَرحَتِنا .. لَمْ نَكُنْ نَكِراتٍ .. كانَ لَنَا أليفُ لامِ التعريف ، فَمِنْ صَدرِ هذه الأرضِ رَضَعنا شَهدَ الوفاءَ .. كانَ لِقَولِنا رَجعٌ ، عالقٌ في أسلاكِ كلامِ الناس ، مِحنَتُنا إبتدأَتْ ، مُذْ إِرتَطَمَ صَيدُ المستحيلِ ، بِمَن يَقنِطونَ بالمُمكنِ السَهلِ والرذيلِ ..! مَتاهاتٌ شائكةٌ خِضناها .. بأقدامٍ عارياتٍ " بَرَيْنَا " الصخورَ والدروبَ ، نَزَواتُنا خَطَها عَنْزُ الجبال على سُفوحِ الجَلمودِ ، وعند مفترََقِ الطُرُقِ ، تَفَرّقنا " أَيدي سَبأ " .... ! وإلاِّ لماذا سُمِّيَتْ مفترقاتُ طُرُقٍ إذنْ ، إنْ هيَ لَمْ تُفَرّقنا ؟!! ................................. تُهنا ، وحينَ إختنقَ صَدرُ الرضيعِ بِرَبْوِ الحنينِ .. بَقينا مُسَمّرينَ في سُرادِقِ الدهشةِ ! نُصارِعُ رَغبَةً مُضمَرةً وَسطَ زُقّومِ خطيئةٍ ناصعةِ البيان .. ........................... نَجَوْنا من حرائقَ ... رُحنا نَذرَعُ التيهَ مدائنَ وشُطآناً ، تَجِسُّ مواجِعَنا ... تَعَلّمنا أَلسُناًَ ، ما حَلُمَ بها جدُّنا ، " خليل الله "، وفي حَيرَةِ إغترابِنا أَسلَمنا القِيادَ لِـ"مَفيستو" .. حتى بانَ لَنا عُرقُوبَ أَطهرَ وأَنقَى .. فجاءَ راعي الخرابِ وقِطعانِه ، على صَهَواتٍ مُطَهّماتٍ من GM و Lockheed ............................ من قَبرهِ نَهَضَ " الفَرهُودُ !" تَصَنََّمَ "التُقاةُ ".. إستَحَلّوْا ، فَرهَدَةَ الحاضرِ والغيب ، لَمْ يَكتفوا بالماضي ...! تراجعَ " البيانُ " خجولاً ، مُمالأً .. يَتَعلِّلُ بـ" واقعيَّةٍ " مُخاتلةٍ ! ............................ ............................
بَعدَ غدٍ سَيَعْطِسُ الثورُ ... يُحَوِّلُ الدنيا من " قَرنٍ " إلى " قَرنٍ " .. سيَفرحُ الناسُ مؤمِّلينَ النفسَ بِبَهجةٍ .. إلاّيَ ! فعندي كفايةٌ مما يَحرمُني من هذه النعمة ! فإنْ كُنتَ مِنّا، حقاً، أيها السيدُ ، أَبطَنَتْكَ " الخَضراءُ "، نَسألُكَ الرحيلَ ، كي نَفُكَّ الأُنشوطَةَ عن أَعناقِ أسئلةٍ تتَرنَّحُ طَويلاً فوقَ مَشانِقِ التابو ... عَسانا نَتقارَبُ في زحمةِ البعاد .. وإنْ كُنتَ .... إغرُبْ ، إغرُبْ يا أنتَ !!
قبلَ أَنْ تنقَطِعَ شعرةُ الصبرِ ، فينهضَ الشهداءُ ، ينفضونَ ترابَ القبورِ .. يثأرون ، لِشَرَفِ الموقِفِ .. ينتَقِمونَ مِنْ كَفَنِ النِسيان !! فما أَبقيتَ لنا ، يا هذا ، حتى سراباً ، يُسَلِّي وحشَةَ خَطوِنَا المُنهدَّ .. !
#يحيى_علوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طائرٌ لَعوب
-
مُعضِلَة
-
إلى مُلَثَّم !
-
يتيم (3)
-
فصل من كتاب (2-3)
-
يتيم
-
سَجَرتُ تَنّورَ الذكرى
-
كتاب - حوارات المنفيين -
-
كتاب - أَيها القناع الصغير، أَعرِفُكَ جيداً -
-
كتاب - همس - الجثة لاتسبح ضد التيار
-
مونولوج لابنِ الجبابرة *
-
لِلعَتمَةِ ذُبالَتي !
-
حَسَدْ
-
شمعةُ أُمي ، دَمعةُ أَبي
-
يوغا
-
هاجِرْ
-
مَنْ نحنُ ؟!
-
نُثار (5)
-
شبَّاك
-
سلاماً أيُها الأَرَقُ
المزيد.....
-
ترددات قنوات أفلام أجنبية 2024 على النايل سات: هتلاقى كل الل
...
-
اللجنة الفنية لكأس السعودية تكشف عن أفضل لاعب في موقعة النصر
...
-
بعد الإدانة التاريخية لترامب.. نجمة الأفلام الإباحية لم تنبس
...
-
الحلقة 27 من مسلسل صلاح الدين الايوبي مترجمة للعربية عبر ترد
...
-
“الآن نزلها” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة جميع أفلا
...
-
تردد قناة بانوراما فيلم 2024 حدث جهازك واستمتع بباقة مميزة م
...
-
الرد بالترجمة
-
بوتين يثير تفاعلا بفيديو تقليد الممثل الأمريكي ستيفن سيغال و
...
-
الإعلان 1 ح 163 مترجم.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 163 على قن
...
-
ماسك يوضح الأسباب الحقيقية وراء إدانة ترامب في قضية شراء صمت
...
المزيد.....
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
المزيد.....
|