أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - شراكة الفحول !














المزيد.....

تأملات - شراكة الفحول !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3230 - 2010 / 12 / 29 - 14:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كأن الجميع اتفقوا على أن يواصلوا تحجيم دور المرأة، ويبدأوا عهدهم بالمزيد من حصارها، وهذه المرة حصار من طراز جديد. هذا ناهيكم عن أنه يجري وسط معاناة النساء المريرة في سائر الميادين.
فقد بدأت حكومتنا الجديدة عهدها بالتباسين، كل منهما فضيحة هي، في الواقع، فضيحة القوى السياسية المتنفذة التي تنادت لتشكيل حكومة "شراكة وطنية" خالية من النساء، حتى يبقى "الفحول" يصولون وحدهم في الساحة ويجولون، بعد أن تشاركوا في تقاسم حصص السلطة، بينما اعترف رئيس الوزراء بأنه أجل بعض الوزارات لأسباب تتعلق بالكفاءة فأضاء الفضيحة الثانية.
ومما له دلالة أن رئيس الوزراء نفسه لم يستطع تجاوز مسألة الحكومة الذكورية عندما تحدث عنها بروح انتقادية، فألقى باللائمة على الكتل السياسية في عدم تقديم مرشحات نساء الى التشكيلة الوزارية. وقد رأى بعض المحللين أنه كان بوسع رئيس الوزراء أن يتخذ موقف الرفض مادامت الترشيحات لا تحقق النسبة المنشودة العادلة للنساء، حتى يعالج الخلل الفاضح قبل حدوثه.
ومن الجلي أن مغزى هذه الفضيحة يكمن في تحكم العقل البطرياركي لقرارات المتنفذين المتعلقة بالمرأة، وهو عقل ينظر الى المرأة بدونية. ويدلل إقصاء النساء عن السلطة التنفيذية الفاعلة على عدم جدية الحكومة والقوى السياسية التي شكلتها في دعم المرأة وتحقيق العدالة الاجتماعية، ناهيكم عن تعارضه مع التزامات العراق الدولية بشأن إزالة أشكال التمييز ضد النساء.
وبينما ينبغي أن لا نستغرب من تهميش المرأة، وصمت برلمانيات عن تغييبهن عن القرارات الفاعلة بسبب إرغامهن على الولاء لأحزابهن، يحق للمرء أن يتساءل: لماذا يتاجر المتنفذون بقضية النساء، ويصرون على تحويل البرلمانيات الى مجرد ديكور حسب أغراض أحزابهن ؟ وأين مصداقية وعودهم وبرامجهم ؟ ولماذا لا يكفون عن نزعة الاستهلاك عبر اطلاق تصريحات زائفة، حيث يتحدث الجميع عن مكانة المرأة ودورها وحقوقها، وعند التطبيق سرعان ما ينفضح غياب المصداقية ؟
هل تتذكرون ذلك المؤتمر "العتيد" الذي عقدته القوى السياسية العراقية في نيسان 2003 في قاعدة بالناصرية باشراف ورعاية الجنرال جاي غارنر، حاكمنا الأول قبل المستر بريمر ؟ ففيه شارك ما يزيد على ثمانين رجلاً ولم تكن فيه حتى امرأة واحدة تمثل النصف الأعظم من المجتمع. ومايزال يراد لهذه الأمة أن تظل أمة موؤدات عقيمة.
ومن نافل القول إنه حسب الكوتا المقرة دستورياً، وهي نسبة 25 في المائة حسب الفقرة الرابعة من المادة 49 من الدستور، يتعين أن يكون هناك ما لا يقل عن عشر وزيرات في الحكومة، هذا ناهيكم عن أحقية المرأة في تولي منصب نائب لرئيس الجمهورية ونائب لرئيس الوزراء.
ولابد من التأكيد على ضرورة أن لا يظل الوعد بتسوية مشكلة مشاركة النساء في الحكومة في إطار الحل الأعرج والترضية والترقيع عبر منحهن وزارات دولة أو مناصب ثانوية غير مؤثرة في اتخاذ القرارات، بغرض شراء سكوت النساء عموماً والبرلمانيات خصوصاً، سعياً لطمس جوهر القضية، وهو الموقف من المرأة الناجم عن نمط التفكير البطرياركي للمتنفذين سياسياً والمهيمنين اجتماعياً.
ويبدو أن علينا أن نذكّر المتنفذين، مرة أخرى، ببعض ما يسعفنا به تاريخ النساء والمواقف منهن، وهو غيض من فيض.
فقد جاء في (طبقات ابن سعد) أنه: "قالت أم عمارة للنبي محمد: ما أرى كل شيء إلا للرجال. وما أرى للنساء شيئاً ؟ فنزلت الآية: إن المؤمنين والمؤمنات ... الخ".
ومن الجدير بالذكر أن عدد الصحابيات، بالوصف المقبول للصحابي، أربعمئة من مجموع عشرة آلاف، وهو عدد مرموق في قياس الدائرة النسوية.
وفي (جوامع سياسة أفلاطون) قال ابن رشد: "النساء أهل لكل ما يفعل الرجال من حرب وفلسفة وغيرهما ..."
ألم ير المتنفذون الفحول لوحة الرسام يحيى الواسطي من القرن السابع، وهي تصور امرأة تلقي دروساً على الرجال وهي مكشوفة الوجه ... ؟
بوسعنا، انتصاراً للنساء واستدلالاً على قدراتهن، إحالة القاريء الى كتاب ابن طيفور الهام والممتع، الموسوم (بلاغات النساء)، وهو ما نأمل أن نضيء جوانب منه في تأملات لاحقة.
* * *
المسألة في الجوهر تتمثل في إقصاء وتهميش النساء لأن أصواتهن تخيف "الفحول" وتهدد امتيازاتهم. أيمكن لناقصات عقل ودين أن يدرن جمهورية الذكور ؟ كيف ؟ أتريدون أن تحكمنا نساء، فتقلبوا، عندئذ، الموازين في المجتمع، وتعم الفوضى في كل شيء !؟
غير أننا، نحن الذين منحتنا الحياة قدرة أن نتضامن مع النساء، سنتمنى على بياتريس أوهانسيان، أعذب عازفة بيانو عراقية، يحاول البعض يائسين أن يكسروا آلتها الموسيقية، أن تعزف كونشرتو حزن نهديه الى نزيهة الدليمي، أول وزيرة عربية يتباهي بها العراقيون المتنورون، بينما يحاول البعض أن يحاصروا حفيداتها من خيرة بنات العراق المكافحات، ويبعدوهن عن مواقع هن جديرات بها.
لن تنتكس الرايات .. لن تنضب الينابيع .. وستظل أناشيد التحدي تصدح في هذه البلاد، بينما يتعاظم الملتحقون بمسيرة المنشدات والمنشدين لحن الاحتجاج والأمل والتنوير ..



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمقدمة لاستبداد جديد !؟
- ... ولنا مقام الاحتجاج والأمل !
- تأملات - شبح طلفاح يجول في بغداد !
- تأملات - ليست معركة بين أصلعين على مشط !
- تأملات - أغرقوا تراتيل -سيدة النجاة- بالدماء !
- تأملات - أيَّ عار يغسلون !؟
- ما صمتكم أيها الجياع !؟
- تأملات - بعيداً عن الأوهام !
- تأملات - ينابيع السخط ورايات الاحتجاج
- تأملات - نخبة الى نعيم وملايين الى جحيم !
- تأملات - أفجر جديد حقاً !؟ من يخدعون !؟
- تأملات - شوارع -خضراء- وأخرى تسيل فيها الدماء !
- تأملات - كل هذه الكوابيس .. وينامون رغدا !
- تأملات - هذه الأوهام المغرضة !
- تأملات - طفح الكيل .. ألا يستحون !؟
- تأملات - في التيار الديمقراطي (4)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (3)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (2)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (1)
- تأملات - شرارة سخط تنذر باللهيب !


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - شراكة الفحول !