أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - في التيار الديمقراطي (3)














المزيد.....

تأملات - في التيار الديمقراطي (3)


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأملات

في التيار الديمقراطي (3)

رضا الظاهر

في معالجة سابقة لأوضاع التيار الديمقراطي حددنا، بايجاز، بعض العوامل التي تقف وراء ضعف وتشتت هذا التيار، وعدم تمثله حالياً في إطار واضح التوجه، وإخفاقه في القيام بدوره المنشود حتى الآن.
وأشرنا، من بين هذه العوامل، الى حملات القمع والإبادة التي تعرض لها حزبنا وسائر القوى الديمقراطية على يد الدكتاتورية الفاشية. وأضأنا ارتباط عوامل أخرى بما جرى من تحولات عميقة في المجتمع العراقي خلال العقود الماضية جراء الاستبداد والحروب، وما أعقب ذلك من احتلال وإدخال للبلاد في أزمة "مابعد التحرير" عبر وسيلة الحرب، وما أفرزته هذه العقود من انهيار في البنية الاقتصادية والاجتماعية. هذا ناهيكم عن ضعف قوى التيار الديمقراطي نفسه من ناحية، والآثار السلبية لانهيار "الاشتراكية" على الحركة الديمقراطية العالمية، واليسارية منها على وجه التحديد من ناحية ثانية.
لقد خلف نهج النظام وحروبه وعواقب الحصار الدولي تشويهات هائلة في واقع المجتمع العراقي وبنيته ونسيجه، وانحداراً مريعاً في منظومة القيم الأخلاقية. وكان الانسان العراقي ضحية للدكتاتورية وفكرها الفاشي، وما سببته من كوارث على مختلف الصعد وفي مختلف الميادين. فقد أدت هذه المآسي، من بين نتائج خطيرة أخرى، الى اتخاذ كثير من الناس، وبينهم غير قليل من الشباب، مواقف سلبية من العمل السياسي والاجتماعي. ولا ريب أن جزءاً من هؤلاء الناس يشكلون قاعدة مفترضة للقوى الديمقراطية وتيارها.
ومما ساهم في مزيد من تعقيد الأوضاع وتقليص الفرص أمام سعي التيار الديمقراطي الى توحيد قواه أو التنسيق الفعال بينها في الأقل أن سقوط النظام الدكتاتوري لم يقترن بظهور البديل الديمقراطي الذي قدم الشعب في سبيله الجسيم من التضحيات، وكان يتطلع اليه بفارغ صبر. فقد نشأ على أنقاض نظام الاستبداد نظام محاصصات طائفية وإثنية مازال الملايين يعانون من تفاقم المأزق الناجم عن نهجه، وعن نهج الاحتلال الذي سعى الى فرضه، فقبلته القوى المتنفذة، البعيدة عن التجسيد الحقيقي للديمقراطية، والتي تواصل اليوم استهانتها بإرادة الشعب، وصراعها المرير على السلطة والنفوذ والامتيازات.
لقد قادت عقود الاستبداد والدكتاتورية والحروب، وتحولات المجتمع البنيوية والطبقية وغلبة الطابع الطفيلي فيها، ومن ثم الاحتلال ونظام المحاصصات، وما نجم عنهما من أزمة اجتماعية عميقة تعد، بمعنى ما، امتداداً للأزمة في عهد مهندس المقابر الجماعية، قادت الى استمرار وتفاقم غياب دور الفئات الوسطى والمتعلمة والمثقفين التي كان لها تأثير فاعل في المشهد السياسي، وفي التيار الديمقراطي على وجه التحديد.
وفي مقابل هذا الانحسار الفاجع لدور الطبقة الوسطى نجد غلبة الولاء الطائفي في المرحلة الراهنة، حيث يشكل سمة أساسية من سمات هذه المرحلة. وهو ما يترك آثاره السلبية على تبلور الوعي على أساس اجتماعي طبقي، ويشكل عائقاً أمام تحقق مناخ ديمقراطي يمكن أن يستعيد فيه التيار الديمقراطي فاعليته وينعش دوره المنشود في هذه المرحلة الملتبسة والمعقدة بالذات. وهي، في الواقع، مرحلة أحوج ما نكون فيها الى تيار ديمقراطي حقيقي يرود الطريق نحو إخراج البلاد من أزمتها المستعصية وتحديد وجهة تطورها ووضعها على عتبة النظام الديمقراطي المنشود، الذي يتطلع اليه الملايين من الناس، وخصوصاً الكادحين، ممن تطحنهم رحى المعاناة المأساوية.
ومن ناحية ثانية يتعين علينا الاعتراف بأن انهيار "الاشتراكية" كشف عن حقائق مريرة، وأدى الى خيبات أمل بالمستقبل لدى أولئك "الديمقراطيين" الذين غام أمام أنظارهم الأفق. وكان ذلك الانهيار أبعد أثراً مما توقعه البعض. فعلى المستوى الفكري كان لهذا الانهيار عواقب سلبية خطيرة على التيار اليساري خصوصاً والديمقراطي عموماً، لأسباب عديدة في مقدمتها نمط التفكير القديم الذي كان التيار اليساري والديمقراطي يتمسك به سابقاً.
وبوسع المرء اليوم القول إن هذه الأجواء والعوامل المتراكمة أفضت الى تشتت وضعف التيار الديمقراطي وانشغال قوى فيه ورواد بملاحقة الأحداث السياسية اليومية، والانغمار في أنشطة سياسية ركزت، غالباً، على التاكتيك على حساب الستراتيجية، خصوصاً في ظل ظروف انحسار عام بالنسبة لهذا التيار.
ومن الجلي أن انتكاسة القوى الديمقراطية في الانتخابات الأخيرة قدمت دلالات ودروساً هامة تتعلق بوضع قوى التيار الديمقراطي. فقد دخلت بعض قوى هذا التيار في قوائم متفرقة وتنافسية، وعجزت عن توحيد موقفها والتوصل الى إطار ديمقراطي مرن، والاتفاق على برنامج تاكتيكي وستراتيجي. وفضلاً عن ذلك فان القوى الديمقراطية ظلت تفتقر الى الصلة الحية الواسعة بالناس والقدرة على اختراق الحشود البشرية وتوجيه حركتهم الشعبية في اتجاه الكفاح السياسي والاجتماعي.
* * *
يتعين علينا الاعتراف بحقيقة أننا ضيّقنا، عشية التغيير، مفهوم التيار الديمقراطي وماثلناه بالتيار اليساري، واصطدمنا، بعد الانتقال الى الوضع الجديد، بواقع ضعف هذا التيار ومحدودية قاعدته الاجتماعية، وأخفقنا في رؤية الترابط بين الوطني والديمقراطي والاجتماعي، ففرض هذا الواقع التعامل بصيغ كانت قاصرة عن رؤية امكانيات استنهاض التيار الكامنة، اذ لم ترقَ الى مستوى التحديات ومتطلبات الاستنهاض.
أمامنا مزيد من الجدل العميق في أسباب تشتت التيار وعوائق حضوره الفاعل في المشهد السياسي والاجتماعي.

طريق الشعب 27/7/ 2010



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - في التيار الديمقراطي (2)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (1)
- تأملات - شرارة سخط تنذر باللهيب !
- تأملات - يا لهذا -الصبر الجميل- !
- تأملات - في -حرية النقد- وتدقيق الخطاب السياسي
- تأملات - من برودة المكاتب الى دفء الحياة !
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (2)
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (1)
- تأملات - ليس بالبرلمان وحده !
- تأملات - بِمَ نبدأ ؟
- تأملات - جوهر الصراع لم يتغير
- تأملات - ننهض وسط الناس بانطلاق جديد
- تأملات - سخط نستثمره وضفاف نسعى إليها
- تأملات - في إضاءة الواقع الموضوعي
- تأملات - في مديح نقد الذات
- تأملات - تزييف الوعي
- تأملات - توازن التقييم
- تأملات - التباس المحاصصة مرة أخرى !
- تأملات - لا يريدون للأجراس أن تقرع !
- تأملات - غياب المصداقية .. إخفاق الوعود


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - في التيار الديمقراطي (3)