أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - ننهض وسط الناس بانطلاق جديد














المزيد.....

تأملات - ننهض وسط الناس بانطلاق جديد


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل أجواء التوتر السياسي الحالي، حيث الخلافات الحادة بين الكتل "الكبيرة"، وانعكاسها على الوضع الأمني واستمرار معاناة الملايين المريرة على مختلف الصعد، لا يتوقع محللون أن تتوفر السلاسة التي تساعد على تشكيل الحكومة خلال فترة قريبة، ارتباطاً بصراع القوى المتنفذة على المغانم، وتمسكها بمنهجية المحاصصات وإن تباينت الصيغ، وإصرارها على "التوازن" بين مكونات الشيعة والسنة والأكراد.
غير أننا إذ نتابع ونحلل تجليات الصراع السياسي الراهن المحتدم، وجوهره ضمان الامتيازات، لا نتجاهل حقيقة أن أمامنا مهمات ملحة أساسية أخرى، بينها عملية التقييم المتوازن لتجربتنا في الانتخابات الأخيرة، حتى يكون منطلقاً في جولات الكفاح الجديدة.
وفي ممارستنا هذه نواجه طائفة من الحقائق تمتد من أسباب ودلالات ودروس خسارتنا في الانتخابات، مروراً باستيعاب الثقافة السائدة وتأثيرات التخلف على مزاج الناس الذين صوّت أغلبيتهم لصالح مسببي مآسيهم على نحو كشف عن ازدواجية المصوّتين، وجسد "مفارقة" عراقية فريدة، وصولاً الى ادراك حقيقة أن الأقلية العددية لا تعني، بالضرورة، أقلية تأثير ونفوذ سياسي من ناحية، ولا تعني، من ناحية ثانية، أنها أقلية أبدية مقابل أكثرية أبدية في وضع غير قابل للتغير والتحول.
واذا كانت الصلات الحية بالناس تستدعي، من بين متطلبات أخرى، تشخيص أساليب العمل المثمر مع الناس ووسطهم والتأثير عليهم عبر المثال الجذاب، فانها تستدعي، أيضاً، أن نستوعب الطريقة التي يتصرف بها الناس في أزمنة الانتكاس والتراجع، وما يمكن أن تؤدي اليه من نزعات يأس وتوفيق لدى بعض الثوريين، وعجز عن مواجهة صعاب وتجاوز واقع مرير.
وإذا ما عدنا الى تاريخ حركتنا، يمكننا أن نرى، على سبيل المثال لا الحصر، أن هزيمة ثورات 1848 أدت الى تفشي سيطرة الرجعية الأوروبية. وكان على ماركس وانجلز أن يحاربا الارتدادات اليمينية واليسارية في عصبة الشيوعيين، وأن يكافحا اللامبالاة التي انتشرت في أعقاب تلك الهزيمة، وأن يهاجما أصحاب الجمل الثورية المغامرة والزائفة، الذين أرادوا استبدال العلاقات الواقعية بالنظرة الارادية كقوة محركة للتحول الاجتماعي.
وفي فرنسا أدت خيبة أمل العمال بممثليهم السياسيين الى التمهيد أمام برودون لنشر أفكاره الفوضوية القائمة لا على القضاء على الرأسمالية، وإنما تخليصها من "الشوائب". ولم يقم ماركس وانجلز بدعم كومونة باريس عام 1871 واستخلاص النتائج لاحقاً حسب، وإنما خاضا، أيضاً، صراعاً حاداً ضد الأفكار السلبية التي انتشرت في أعقاب هزيمة الكومونة.
ولنا في تجربتنا وتاريخ بلادنا الحديث، خصوصاً خلال نصف القرن الأخير من الصراع السياسي، خير مرشد على ما يمكن أن تفعله ظروف التراجع في أمزجة الناس.
ومن المعروف أنه في أزمنة الانتكاس تتفشى الأفكار التي تشكك في امكانية التأثير في مسار التاريخ بارادة وفعل البشر، والزعم بأن أحداث التاريخ تسير في مجراها وفق قوانين موضوعية "حتمية". ويقول غرامشي إن "على المرء أن يؤكد كيف أن القدرية ليست إلا الرداء الذي ترتديه الارادة الحقيقية والفاعلة عندما تكون في وضع ضعيف".
ويتعين علينا أن نتذكر، في هذا السياق، ما قاله ماركس من أن "الناس يصنعون تاريخهم بأيديهم، لكنهم لا يصنعونه على هواهم"، موازناً، عبر هذا الاستنتاج الحيوي، بين الحقيقة الموضوعية والفعل الذاتي.
ولا ضير من الاعتراف بأن في صفوفنا من يستسلمون للتشاؤم بتأثير كل انتكاسة نصاب بها في اشتباكنا مع واقع التخلف، وهذا الأمر ليس افتراضياً وإنما واقعي، حتى وإن ظل في منطقة الاستثناء. ومن بين الأوهام التي يقع فيها "المستسلمون" اتهامنا بالتخلي عن أهدافنا السياسية والطبقية بحجة عدم نفوذنا بين الجماهير، معللين، في الظرف الراهن مثلاً، خسارتنا في الانتخابات الأخيرة بعجزنا عن استنهاض الناس، ومنطلقين في وهمهم من نظرة أحادية الجانب لا ترى تشابك الموضوعي والذاتي، فتعجز، بالتالي، عن قراءة الواقع قراءة عميقة.
* * *
بدون العمل بين الناس لا يمكن للمرء أن يكون شيوعياً حقيقياً، ذلك أن كل مغزى تميّزنا في حزب طبقي مستقل يكمن، الى حد كبير، في أننا نمارس هذا العمل ونستنهض الطاقات لخلق حركة شعبية واعية، دون أن نسمح لأية عواصف سياسية أو اجتماعية أن تبعدنا عن هذا الينبوع المتدفق والنشاط الحي، الضروري على الدوام، في أزمنة الانتكاس أو الظفر.
ويتعين علينا، ونحن نخرج بعيداً عن جدران الغرف والعمل المكتبي ونتوجه الى الناس متحسسين آلامهم وآمالهم، أن نربي الناس على الاضطلاع بالدور الكفاحي الواعي، عبر استثمار السخط ومواصلة التحريض وتبني المطالب العادلة. فليس هناك ما هو أكثر ضرورة ومشروعية من توسيع نفوذنا بين الناس.
يتوهم من يظن أنه يمكن انتزاع حزب الشيوعيين العميق الجذور من أحضان الناس بالسهولة ذاتها التي يُنتزَع بها رأس اللفت..
فها هو الحزب ينهض من كبوة .. يشخص قصوره الذاتي بجرأة، ويسعى الى تقييم متوازن، حتى يشرع بانطلاق جديد، فيعيد بناء منظماته، ويوسع صلاته الحميمة بالناس، ويعزز نفوذه السياسي والفكري، ويتحدى الصعاب، ويتقحّم الدروب المفضية الى الغايات المنشودة.



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - سخط نستثمره وضفاف نسعى إليها
- تأملات - في إضاءة الواقع الموضوعي
- تأملات - في مديح نقد الذات
- تأملات - تزييف الوعي
- تأملات - توازن التقييم
- تأملات - التباس المحاصصة مرة أخرى !
- تأملات - لا يريدون للأجراس أن تقرع !
- تأملات - غياب المصداقية .. إخفاق الوعود
- تأملات - في نفق التنافس الانتخابي
- تأملات - منعطف سياسي حاسم
- تأملات - ذاكرة لا تشفى وعدالة مشبوهة !
- تأملات - تحت خط الفقر . . ما بين النهرين !
- تأملات - مرتجاهنّ الحرية في حدائق النور !
- تأملات - ننحت في حجر .. هذا هو مجدنا !
- تأملات -ثقافات جديدة- بينها الترقيع !
- تأملات أأضحى الصمت أصدق أنباءً ... !؟
- تأملات - هوس الاستحواذ !
- تأملات - رايات المرتجى في أيادٍ بيضاء !
- تأملات - فأر البرلمان تحت خيمة الأميركان !
- تأملات - تلك الأبواب .. هذه المرايا !


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - ننهض وسط الناس بانطلاق جديد