أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات أأضحى الصمت أصدق أنباءً ... !؟














المزيد.....

تأملات أأضحى الصمت أصدق أنباءً ... !؟


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 15:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يبغي مخططو ومقترفو الجرائم الشنعاء أن تكون كل أيام الأسبوع أياماً دامية، فهذا وحده ما يشفي غليل الوحوش، بينما ساستنا المهيمنون على المشهد السياسي يخوضون معارك الكراسي، ويتقاتلون على الامتيازات، تاركين الضحايا الأبرياء يحترقون بنيران المفخخات، فيما يغيّبون إرادة الملايين، ويدفعونهم الى مزيد من المعاناة والحرمان واليأس.
ولم يعد من الغريب أن يقترن هذا المشهد المأساوي المحبط بالتجاذبات السياسية والصراعات المتفاقمة بين القوى المتنفذة، ومثيلها ما حدث بشأن التعديل المجحف لقانون الانتخابات، الذي أعقبته جريمة الثلاثاء الدامي، وكانت بتحفيز من عواقب النزاعات السياسية التي وفرت الفرص والأجواء لاضافة القتلة صفحة أخرى سوداء الى صفحتي أحد وأربعاء الدم. ولم يكن من دون دلالة أن يقول رئيس الوزراء، وهو القائد العام للقوات المسلحة، في جلسة الخميس الماضي المغلقة للبرلمان العراقي، إن "كل هذه الجرائم الأخيرة بسبب الخلافات السياسية والطائفية ...".
أما التناقضات في التصريحات، وهي تناقضات باتت جزءاً من ثقافة تسود الحياة السياسية في البلاد، فترسم، على الدوام، أشباحاً بريشة طمس الحقائق المقصود والادلاء بكلام حمّال أوجه يكشف عن استحواذ وتخندق وضيق أفق، في سياق أحاديث منفعلة عمومية واتهامات متبادلة سرعان ما تخفت، ليعود مطلقو التصريحات الى "شغلهم" الأساسي الشاغل، وهو حصد مزيد من الامتيازات على حساب مآسي الملايين المروعة.
وتتكرر نغمة تحميل البعث والقاعدة المسؤولية بصورة آلية جاهزة، مع أن أي امريء منصف لا يشك ببشاعة ذئاب البعث والقاعدة وطبيعتهما الاجرامية الوحشية. ويعود الخدر بعدئذ في تكرار للتجربة كل مرة، بعد أن تنزوي الاتهامات وتهدأ الأجواء المشحونة، ربما في أعقاب حديث عن إجراء تحقيقات وضرب بيد من حديد. أما أهالي الضحايا الأبرياء والملايين ممن لم يعودوا يثقون بوعود الحكومة والبرلمان والسياسيين المتنفذين، فيعرفون، بالتجربة المريرة، أن هذا ليس سوى ذر للرماد في العيون، تضطر الجهات المسؤولة الى ممارسته كتبرير لمواقفها في صراع السلطة المحتدم، فلا تحقيقات ولا نتائج، ولا ضرب ولا حديد، ولا هم يحزنون !
وإذا كانت "الدولة" بسياسييها المتنفذين المتصارعين وحكومتها وبرلمانها، تحاول إيهامنا بأن مخططي ومقترفي الجرائم هم مجرد حفنة من بقايا البعث الصدامي وفلول القاعدة، فلنقرأ على هذه الدولة السلام. إن كل ذي بصيرة يعلم أن هؤلاء القتلة هم، في الواقع، وقبل كل شيء، مشروع إرهاب له ثقافته وفكره وبيئته وعناصره وتنظيمه وتمويله وأنصاره واختراقاته الأمنية وسوى ذلك من الامكانيات التي تكفل له إشاعة الموت والرعب في دورات يبدو أنه القادر على التحكم بزمانها ومكانها في بلاد دولتها "مشلولة". وليس من المفاجيء أن يؤكد بعض المحللين المطلعين على أن لدى الارهابيين من يمثلهم في العملية السياسية ومن يدعمهم في البرلمان.
واذا كان المنطق يقضي بعدم المبالغة في تقييم قدرة "أهل الظلام" فان هذا المنطق ذاته يقضي بعدم الاستهانة بهذه القوة، خصوصاً اذا ما أخذنا بالحسبان أن "أهل النور" منشغلون بصراع السلطة والامتيازات، وهو صراع يوفر، من بين نتائج أخرى، أثمن الفرص للارهابيين من أجل الايغال في تنفيذ مشروعهم الساعي الى إجهاض العملية السياسية وإعادة البلاد الى ظلام الاستبداد.
ومما يلفت الانتباه أن تداعيات الثلاثاء الدامي كانت سريعة ومحاطة بالانفعالات على مختلف المستويات، وهو ما تؤكده الكيفية التي تعامل بها نواب في البرلمان مع هذه الأحداث المأساوية. وقد وصل الأمر الى حد أن أحد النواب قال إن الأميركان أبلغوا رئيس الوزراء في صباح الثلاثاء الباكر عما يحتمل أن يحدث، لكن التفجيرات وجدت، مع ذلك، طريقها الى التنفيذ، وهو أمر في غاية الخطورة.
هكذا فجرت هجمات الأسبوع الماضي الخلافات داخل الحكومة والبرلمان والقوى السياسية المتنفذة، بينما رأى محللون أن مثل هذه التهديدات تدخل في باب المزايدات التي يلجأ اليها سائر المتصارعين في سياق توجيه وتبادل الاتهامات والمتاجرة بالدماء والفواجع.
وقد يبدو عسيراً على المرء أن يفهم لماذا "تسيّس" أيضاً، موضوعة علنية وسرية جلسات البرلمان، ولماذا جرى الاصرار على أن تكون جلسة الخميس الماضي سرية، بينما تسربت أهم نقاشاتها الى وسائل الاعلام التي راحت تنشر التقارير عنها كاشفة أسرار البرلمان. واذا كان من المنطقي الاعتراف بحقيقة أن بعض الجلسات لابد أن تكون سرية، فان جلسة مثل جلسة الخميس التي ناقشت الاخفاقات الأمنية لا تستدعي حجب الشفافية عن الناس الذين يحق لهم معرفة الحقائق التي تعنيهم، وليس إبقاء هذه الحقائق حبيسة كراسي البرلمان وأدراجه.
* * *
الضحايا هم ليسوا أطفال ونساء المتصارعين في مناطق "خضراء" بل هم الأبرياء من المحرومين والمعوزين ومغيّبي الارادة ومن دفعتهم النوائب الى اليأس .. أولئك الذين بحّت أصواتهم من النداء، حتى لقد باتوا يرتابون بأصواتهم المحبَطة، وربما يرون أن الصمت أصدق أنباءً من أجراس تقرع دون أن يسمعها "مقررون" ..
السؤال الحارق الموجه الى القوى السياسية المتنفذة والبرلمان والحكومة هو: هل سيتوقف مسلسل الاجرام؟ متى وكيف ؟.

طريق الشعب 16/12/ 2009




#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - هوس الاستحواذ !
- تأملات - رايات المرتجى في أيادٍ بيضاء !
- تأملات - فأر البرلمان تحت خيمة الأميركان !
- تأملات - تلك الأبواب .. هذه المرايا !
- تأملات - ائتلاف السخط والأمل !
- تأملات - أصوات .. وأصوات !
- تأملات - هواجس العزوف ولحن الصراع !
- تأملات - أغلبية معوزين وحفنة متخمين !
- تأملات - أربعاء الرماد .. أربعاء الأمل !
- تأملات - بايدن يتذكر -الحرب المنسية- !
- تأملات - حماة الكلمة .. من يحميهم !؟
- تأملات - الحنّاء بعد النخيل واللحى طويلة !
- تأملات - رسالة -المتنبي- البليغة !
- تأملات - أربعاء الدم .. من المسؤول !؟
- تأملات - بلاك ووتر .. بيت الدعارة والجريمة !
- تأملات - في ذمّ التسييس أيضاً !
- تأملات - كابوس السرطان !
- تأملات - عطش الرافدين !
- تأملات - حتى تبقى الأجراس تقرع والتراتيل تصدح !
- تأملات - ما من خيار ثالث !


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات أأضحى الصمت أصدق أنباءً ... !؟