أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - أغلبية معوزين وحفنة متخمين !














المزيد.....

تأملات - أغلبية معوزين وحفنة متخمين !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 03:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو أن كل شيء في العراق ضحية التناقضات والتسييس والالتباس، وما الى ذلك مما يحجب الحقائق عن أنظار الناس، بل ويدوّخ أبرع الباحثين في السوسيولوجيا والاقتصاد والسياسة أيضاً.
فقد أفادت أنباء الأسبوع الماضي أن العراق أنجز المسودة النهائية للستراتيجية الخاصة بالتخفيف من الفقر (لا يعرف المرء، مثلاً، ومن بين أسئلة أخرى حارقة، لماذا لم تنجَز "المسودة" إلا في االعام السابع على "التحرير"، ولماذا تطلَق الآن، حيث التوقيت لا يخلو، حسب محللين، من غايات انتخابية).
وتركز هذه الستراتيجية على ستة محاور أساسية هي تحقيق دخل أعلى للفقراء وتحسين التعليم وتأمين بيئة سكن أفضل لهم وتحسين الرعاية الصحية، إضافة الى خفض مستوى التفاوت بين النساء والرجال وتفعيل الحماية الاجتماعية. وهي محاور قيل إنها كفيلة بخفض نسبة الفقر خلال السنوات الخمس المقبلة في بلاد الذهب الأسود، حيث يعيش ربع أو خمس سكان العراق (لا فرق بين الربع والخمس، وهو ملايين، في بلاد تزدري الاحصاء !) تحت خط الفقر. والربع كما تعلمون هو 25 في المائة، والخمس 20 في المائة. غير أن مستشاراً اقتصادياً لدى الحكومة العراقية قال قبل أقل من ثلاثة أسابيع إن نسبة الفقر في بلد الخيرات، الذي يستورد 85 في المائة من المواد الغذائية، تبلغ 31 في المائة (من نصدّق والتصريحان كلاهما حكوميان !؟)
وبغض النظر عن الأرقام المتباينة تتسع هوة التفاوت الاجتماعي لأسباب عدة بينها ارتفاع التضخم ورفع الدعم عن المشتقات النفطية وصعود الأسعار، وهو مما يؤدي الى تفاقم إفقار من يعيشون تحت خط الفقر خصوصاً. وهذا التفاوت في مستويات الفقر بين المدينة والريف ملحوظ بصورة أكثر جلاء، حيث تبلغ نسبة الحرمان في الريف 65 في المائة، وهو ما يعادل ثلاثة أمثال النسبة في المناطق الحضرية. ومما يزيد الصورة قتامة هجرة الفلاحين، الذين أرغمتهم الظروف على التخلي عن الانتاج الريفي، الى المدن، والعيش على الهامش بما يسهم في إعادة انتاج الفقر في ظل الأزمة البنيوية الاقتصادية الاجتماعية.
هل تتذكرون تلك التقارير الموثوقة المفزعة التي نشرت العام الماضي، واشارت الى أن أربعة من بين كل عشرة عراقيين لا يتقاضون أكثر من دولار واحد في اليوم (وهو المعيار الذي تعتمده الأمم المتحدة لقياس الفقر المدقع)، بينما تتعاظم المعاناة في سائر ميادين الحياة. وما من أحد يبلغنا هل مازال الأربعة المذكورون يتقاضون دولاراً واحداً أم أن الوضع "تطور" فباتوا يتقاضون دولارين مثلاً، أو ربما تدهور فباتوا لا يحصلون حتى على الدولار الواحد !
وهذا، في الواقع، ليس سوى مكون واحد من مكونات اللوحة الاجتماعية المعقدة. فمازال الوضع الأمني هشاً، ويصعب على الناس أن ينسوا ذكريات أربعاء الدم، بينما تستمر الفوضى ويجد الارهابيون فرصاً لتنفيذ أفعالهم الشنيعة، ويعود منفذو ومخططو أعمال الجريمة المنظمة الى الشوارع والأحياء ليسهموا في نشر الخوف والرعب.

وعلى الصعيد السياسي يتفاقم صراع الامتيازات، خصوصاً بالارتباط بالصراع على الانتخابات، بينما يخيم اليأس على الملايين من مغيَّبي الارادة ممن هزت اختبارات الواقع ثقتهم بالسياسيين وبرامجهم ووعودهم.
وماتزال المعضلات مستعصية على صعد أساسية بينها البيئة والتعليم والصحة وشحة الماء والكهرباء والتصريف الصحي، ناهيكم عن البطالة وعواقبها المادية والسايكولوجية في مجتمع تشيع فيه ثقافة الفساد والنهب والتلفيق والانحطاط.
ويترافق هذا وسواه من مكونات اللوحة المعقدة مع تعمق أزمة مجتمع يواجه أفقاً يبدو مسدوداً أمام حل المعضلات.
ومن بين مفارقات هذه البلاد التي لا تحصى أن نسمع برلمانياً ينتقد، الأسبوع الماضي، زيادة عدد النواب في الدورة البرلمانية المقبلة، مشيراً الى أن هذه الزيادة ستستنزف ميزانية الدولة، ذلك أن إضافة ميزانية 35 نائباً تساوي ميزانية محافظة كاملة. وبغض النظر عن دقة الحسابات فان الحقيقة التي أوردها النائب ذات دلالة جديرة بالتمعن.
وفي جزء آخر من صورة المفارقات لوّح صندوق النقد الدولي، مؤخراً، بالغاء جميع الاتفاقات المبرمة مع العراق الخاصة بتخفيض الديون في حال إقدام الحكومة على خفض أسعار المشتقات النفطية. ولا حاجة بنا الى القول إن الحكومة لا تفعل سوى الامتثال لشروط الصندوق الذي منح العراق، أخيراً، قرضاً بقيمة خمسة مليارات دولار لدعم موازنة الحكومة.
* * *
إذن فهناك ستراتيجية للتخفيف من الفقر. غير أن المرء بات "يتحسس" من كلمات تستخدم على نحو استعراضي مقصود، وبينها كلمة "ستراتيجية". فكم من مراكز ومعاهد دراسات "ستراتيجية" يقف على رأسها نهّازو فرص بارعون، وفي المتاجرة ومتطلباتها متفننون، وهم بعض من ثمار "التحرير" والعراق "الجديد" الذي مايزال بين أكثر الدول فقراً وفساداً.
الفقر رأس كل بلاء، ولقمان قال لابنه: "يا بني أكلت الحنظل فلم أرَ شيئاً أمرَّ من الفقر". أما علي بن أبي طالب فقال: "الفقر في الوطن غربة".
وفي هذا الوطن، المبتلي بالنوائب والمآسي، أغلبية معوزين وحفنة متخمين، في مجتمع تحكمه منهجية محاصصات، تعجز، بالطبع، عن تخليصه من شريعة الغاب ومستنقع التشوهات.

طريق الشعب 13/10/ 2009



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - أربعاء الرماد .. أربعاء الأمل !
- تأملات - بايدن يتذكر -الحرب المنسية- !
- تأملات - حماة الكلمة .. من يحميهم !؟
- تأملات - الحنّاء بعد النخيل واللحى طويلة !
- تأملات - رسالة -المتنبي- البليغة !
- تأملات - أربعاء الدم .. من المسؤول !؟
- تأملات - بلاك ووتر .. بيت الدعارة والجريمة !
- تأملات - في ذمّ التسييس أيضاً !
- تأملات - كابوس السرطان !
- تأملات - عطش الرافدين !
- تأملات - حتى تبقى الأجراس تقرع والتراتيل تصدح !
- تأملات - ما من خيار ثالث !
- تأملات - -إشراف- على مصالحة !
- تأملات - لحظة حرية حاسمة !
- تأملات - قصور من رمال بلاد من أوهام !
- تأملات - بلاد مبتلاة بقصص النوائب !
- تأملات - التباس مفاهيم .. تباين امتيازات
- تأملات : جمرة واهبات الحياة .. متقدة أبداً !
- تأملات : مصباحك يضيء الينابيع والرايات !
- في الذكرى التسعين لاغتيال روزا لوكسمبورغ تفاعل -البعد النسوي ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - أغلبية معوزين وحفنة متخمين !