أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - رضا الظاهر - تأملات : جمرة واهبات الحياة .. متقدة أبداً !














المزيد.....

تأملات : جمرة واهبات الحياة .. متقدة أبداً !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2666 - 2009 / 6 / 3 - 01:03
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


تتواصل الحملة التي تخوضها المنظمات النسائية وناشطات حقوق المرأة وسائر أنصارها من أجل إلغاء المادة 41 من الدستور العراقي، والعودة الى قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، مع إجراء التعديل الذي تستدعيه ضرورات التطور، على أن يكون لصالح مزيد من حقوق النساء وضمانها. وفي سياق هذه الحملة تأتي لقاءات ممثلات الحركة النسوية وناشطاتها مع كبار المسؤولين والسياسيين، كما يأتي النداء الذي وجهته، مؤخراً، نائبات الى الرئاسات الثلاث والأحزاب والحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.

وفي سياق تعديل الدستور، وهو استحقاق قانوني لتدقيق النصوص حمّالة الأوجه على نحو لا يكون غطاء لمنافع سياسية آنية وضحية لمحاصصة طائفية وإثنية، مازال الخلاف محتدماً في لجنة التعديلات الدستورية حول المادة 41 التي تنص على "أن العراقيين أحرار بأحوالهم الشخصية حسب مذاهبهم ودياناتهم ومعتقداتهم واختياراتهم".

وطبقاً لهذه المادة ستناط مهمة الأحوال الشخصية بمجالس شرعية تقوم باصدار قرارات مختلفة حسب المذهب و"اجتهادات الفقهاء"، مما يعني فتح الباب أمام فتاوى عشوائية بشأن مصائر الأسرة العراقية. وتشكل هذه المادة إطاراً دستورياً لتمزيق النسيج الاجتماعي على أسس دينية وطائفية. وهي، من ناحية أخرى، محاولة لالغاء قانون الأحوال الشخصية التقدمي رقم 188 الذي كان انقلاب البعث الفاشي في شباط 1963 قد سعى الى الالتفاف عليه وإلغائه. وبعد أربعة عقود تكررت مثل هذه المحاولة في عهد "مابعد التحرير" من جانب "مقررين" في مجلس الحكم الانتقالي، لكنها أُحبِطت بفضل احتجاجات واسعة من الحركة النسوية وأنصارها.

ويتعارض إبقاء هذه المادة مع ما نص عليه الدستور في المادة 14 من أن "العراقيين متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي".

غير أنه مما يلفت الأنظار أن نجد في "ديمقراطية" العراق المتفردة مناخين تحت سطح واحد. فبينما أقر إقليم كردستان الالتزام بقانون الأحوال الشخصية النافذ وتعديله بما يتناسب وتطور المجتمع العراقي والمواثيق الدولية، تخضع النساء في مناطق العراق الأخرى لقانون مختلف ينتقص من إنسانيتهن، ويكبلهن بمزيد من أغلال العبودية.

وأما الفقرة الواردة في تعليمات الحكومة "الديمقراطية" للعراق "الجديد"، والتي تشترط موافقة الزوج في حال رغبت الزوجة في الحصول على وثيقة سفر، فقد ساوت بين القاصر والمرأة المتزوجة.
وكان نظام الفاشية قد عمق المعاناة المريرة للمرأة، حيث تراجع عن القوانين والقرارات التي صدرت لصالحها، فأحيا البالي من التقاليد العشائرية، وشن حملته "الايمانية" سيئة الصيت، وفصل البنات عن البنين في المدارس الابتدائية، وما الى ذلك من إجراءات تعسفية.

لقد زال نظام الاستبداد، غير أن النظرة الدونية الى المرأة ما تزال سائدة. وعلى الرغم من كل ما تحقق في السنوات الأخيرة، فانه من الصعب القول إن الحضور الكمي للمرأة في مراكز صنع القرار يمكن أن يؤدي الغرض إذا ما بقي في حدود الكم، ذلك أنه يتحول، في هذه الحال، الى مجرد ديكور، حيث يبقى صوت البرلمانية أو الوزيرة أو المسؤولة، في الغالب، صدىً لصوت الكتلة التي رشحتها في إطار المحاصصات الطائفية والاثنية.
وأدت سياسات "المحررين"، الذي يدّعون مناصرة حقوق النساء، الى المزيد من انحدار أوضاع النساء ومعاناتهن، في ظل توازن سياسي واجتماعي مريب بين سائر القوى التي تخشى حرية المرأة باعتبارها من باب "الحرام"، ورفع صوتها باعتباره "عورة".

وبينما تظل منظمات النساء، في الغالب، داخل أسوار نخبوية تعزلها عن الملايين من ضحايا التخلف الاجتماعي، بعيداً عن خطاب يعبر عن مشروع نهضوي تنويري، مايزال الانتماء الحزبي و"التسييس" والايديولوجيا عقبة كأداء أمام توحيد البرلمانيات جهودهن، وهو ما كرّس، من بين أمور أخرى، الصورة النمطية حول عجز المرأة وتبعيتها.
* * *
بين نهّازات فرص من أجل المال والجاه، ومستعرضات أمام الأضواء من حافظات جمل فارغة المعنى يرددنها في كل مقام ومقال، ومتزمتات يمنحن الرجال حق ضربهن، وخانعات لواقع الثقافة البطرياركية، وجوهرها تأبيد راهن العبودية والتمييز ضد المرأة، وترسيخ النظرة الدونية لها، وتفعيل "الفتاوى" الظلامية التي تشيع الترهيب والتجهيل وغسل الأدمغة وكل ما يبعث على خنوع "ناقصات العقل والدين" .. بينهن نلمح تلك الرايات التي تحملها كتائب المتحديات، القادرات على خوض المعركة الاجتماعية الكبرى، المعركة ضد استعباد النساء.

وفي هذا الصراع المحتدم يخشى سدنة الثقافة البطرياركية النساء، لأنهن، ببساطة، المهدد الحقيقي للامتيازات ولتأبيد الواقع .. إنهم يخشون الهزيمة الأعظم التي ستكون، حتماً، نصيبهم، حسب منطق التاريخ.
وحسب هذا المنطق، بوسعنا أن نعزيهم، سلفاً، على هذا المصاب الفادح: عظّم الله أجركم أيها البطرياركيون ..

وسنقول أيضاً: بوسع شمعة العراقيات، الجديرات بالأمل، أن تبدد ظلام الراهن .. ومهما قيض لرماد الفجائع أن يغطي، اليوم، جمرة الكفاح، فان رياح التحدي والعدالة والتنوير ستزيل هذا الرماد في غد، لتظل جمرة واهبات الحياة متقدة أبداً ..



طريق الشعب - 2/6/ 2009



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات : مصباحك يضيء الينابيع والرايات !
- في الذكرى التسعين لاغتيال روزا لوكسمبورغ تفاعل -البعد النسوي ...
- الانتخابات.. دروس.. ودلالات
- 90 عاماً على اغتيال روزا لوكسمبورغ - ناقدة الرأسمالية .. مجا ...
- متى تقرع أجراس المحرومين !؟
- تأملات - جديرات بالاصغاء الى أصواتهن العادلة
- تأملات -اجتهاد- اقصاء النساء


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - رضا الظاهر - تأملات : جمرة واهبات الحياة .. متقدة أبداً !