أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رضا الظاهر - تأملات - حتى تبقى الأجراس تقرع والتراتيل تصدح !














المزيد.....

تأملات - حتى تبقى الأجراس تقرع والتراتيل تصدح !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2715 - 2009 / 7 / 22 - 06:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تأملات
لا يريدون للعبرات أن تهدأ ففجروا كنيسة "تهدئة العبرات" في شارع فلسطين يوم الثاني عشر من الشهر الحالي. توجه حقدهم الى "سيدتنا ذات القلب المقدس" في حي المهندسين ليمزقوا هذا "القلب المقدس". واختاروا معهما كنائس أخرى في قلب بغداد، وقبلها بالموصل، ليستكملوا مسلسل ذبح الأبرياء وترهيب المسالمين.
أما الحكومة فمصرّحوها يتحدثون عن تعزيز الاجراءات لحماية المواقع الدينية. ولو أن هذه المواقع لم تتعرض الى الاعتداء لكفانا الله صخب التصريحات عن اجراءات تأتي دائماً بعد فوات الأوان، بل وأحياناً لذر الرماد في العيون.
ولم يفعل الحكام وبرلمانهم، وهم مشغولون عن محن الناس بصراع الامتيازات و"التسييس"، غير أن ضربت سلطات أمنهم طوقاً على الطرق المؤدية الى الكنائس، بينما يتواصل ولعهم بالتصريحات، وتعبيرهم، كالعادة، عن "قلقهم" و"مراقبتهم الوضع عن كثب". فيا لسذاجة الحلول وقصر النظر !
كم من الكنائس ينبغي أن تفجَّر، وكم من الأبرياء ينبغي أن يُذبحوا حتى تتوقف تصريحات الادانة اللفظية، وتتخذ الاجراءات الفعلية لحماية الناس، وهي اجراءات لا يمكن أن تكون منعزلة عن اجراءات الأمن والاجراءات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية الشاملة في البلاد لحل معضلاتها وإخراجها من أزمتها ؟
وحقَّ لأسقف الكلدان شليمون وردوني أن يكون "في حيرة" من أمره، وعاجزاً عن الرد على المطالبين بالهجرة، ممن تعجز الجهات المعنية عن حماية حياتهم في البلد الذي صنفته منظمة "حقوق الأقليات الدولية"، مؤخراً، باعتباره ثاني أخطر بلد في العالم بالنسبة للأقليات الدينية والعرقية.
فهذه الأقليات، التي كانت تشكل ذات يوم ما يصل الى 14 في المائة من سكان البلاد، باتت فريسة لحملة عنف ديني وعرقي وجنائي تسعى الى تصفيتها. ويشير معنيون بالشأن الى أنه اذا ما جرى احصاء جديد للسكان المسيحيين في العراق لوجدنا أن العدد تقلص الى ما يقل عن النصف. وهذا، في الواقع، حال أقليات أخرى بينهم الصابئة المندائيون.
وما من شك في أن أحد أهداف التفجيرات الأخيرة يكمن في السعي الى منع عودة المسيحيين الى بيوتهم وأعمالهم السابقة، وهي العودة التي بدأت ملامحها تتبلور خلال الأشهر الأخيرة، ارتباطاً بالتحسن الأمني النسبي، حتى جاءت الأحداث الأخيرة المروعة لتشوش هذه الملامح وتعرقل العودة، بل وتدفع بالمزيد من الضحايا الى التفكير بالهجرة.
ويبقى الهدف الأساسي إثارة المزيد من الفوضى والتيئيس والارتياب بقدرة الحكومة على أداء واجبها في حماية المواطنين. وبالتالي فان على أبناء الأقليات أن يغادروا البلاد بحثاً عن ملاذ آمن.
ومن الطبيعي أنه لا يمكن النظر الى أحداث تفجير الكنائس باعتبارها أحداثاً منعزلة. فهي جزء من موجة جديدة تصاعدت منذ نيسان الماضي، وتجاوزت بغداد والموصل وكركوك، مثلما تجاوزت الكنائس الى الحسينيات والجوامع وسائر دور العبادة والأسواق والتجمعات.
الظلاميون الوحوش يريدون بأفعالهم أن يوجهوا رسالة حقد تكشف عن إيغالهم في مشروعهم الشرير الساعي الى إثارة فتنة طائفية وحرب أهلية في بلاد يراد أن تحكمها شريعة الغاب وسيوف الظلام.
غير أنه لا يمكن، بالطبع، أن تستمر "منهجية" تسجيل الجرائم "ضد مجهول"، واللامبالاة بحقائق الواقع المأساوية، واتخاذ الاجراءات بعد فوات الأوان، ونسيان هذه الأحداث المروعة بعد أيام من وقوعها، والتعامل مع الانسان باعتباره أرخص رأسمال. فهذا السلوك ليس ما يلجم الظلاميين وسائر مرتكبي الجرائم، بل إنه قد يحفزهم على المزيد من الأفعال الشنيعة.
والحق أن الحكومة مطالبة ليس فقط باتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية حياة وحقوق مواطنيها، وإنما، أيضاً، بالكشف عن الجناة ومن يقف وراءهم. ويحق لمعنيين القول إن استمرار هذا المسلسل الدامي منذ "مابعد التحرير" حتى الآن يضع علامة استفهام على مدى جدية الجهات المعنية بحماية الناس.
* * *
هذه البلاد التي كانت ذات يوم بلاد وئام قومي وديني ومذهبي، أمست اليوم بلاد "شيعة وسنة وأكراد" في ظل محاصصات مقيتة. أما "الآخرون" فلا مليشيات لديهم تحميهم، وعليهم أن يرحلوا عن بلاد هم أهلها الأصلاء.
الظلاميون يهددون "أهل الذمة" بالذبح ما لم يدفعوا الجزية أو يشهروا إسلامهم.. يريدون طرد من شيدوا هذا البيت عن بيتهم العراق، وهو يتفتت أمام أنظار محبيه العاجزين عن حماية أنفسهم .. ويخشون الأطياف إذ يفرضون لوناً واحداً، حتى يسود ليل ظلاميين يحجب نهار أهل الشمس ممن منحوا العالم نور المعرفة والجدل والأمل.
هذه البلاد العاجزة عن حماية أنبل بناتها وأبنائها، الصامتة عن ذبحهم، الخانعة حتى لم تعد تبصر فسيفساءها وجذوة تنوعها وجمرة غضبها .. هذه البلاد الى أين تسير وحدها دونما محبين ؟
أيتها البلاد التي يريدون لها أن تمضي يائسة الى حتفها، استيقظي وانهضي من خنوعك.
خصومك يريدون قتل التسامح.. لا تتسامحي معهم،
ومحبوك يريدون الوصال فلا تهجري أيامهم.
إنهضي ياربيبة الشمس .. إنهضي حانية على الأبناء
حتى تنهض بك قيامة العراق ..
حتى تبقى الأجراس تقرع، والتراتيل تصدح
... وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرّة !




طريق الشعب - 21/7/ 2009



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - ما من خيار ثالث !
- تأملات - -إشراف- على مصالحة !
- تأملات - لحظة حرية حاسمة !
- تأملات - قصور من رمال بلاد من أوهام !
- تأملات - بلاد مبتلاة بقصص النوائب !
- تأملات - التباس مفاهيم .. تباين امتيازات
- تأملات : جمرة واهبات الحياة .. متقدة أبداً !
- تأملات : مصباحك يضيء الينابيع والرايات !
- في الذكرى التسعين لاغتيال روزا لوكسمبورغ تفاعل -البعد النسوي ...
- الانتخابات.. دروس.. ودلالات
- 90 عاماً على اغتيال روزا لوكسمبورغ - ناقدة الرأسمالية .. مجا ...
- متى تقرع أجراس المحرومين !؟
- تأملات - جديرات بالاصغاء الى أصواتهن العادلة
- تأملات -اجتهاد- اقصاء النساء


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رضا الظاهر - تأملات - حتى تبقى الأجراس تقرع والتراتيل تصدح !