أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - ينابيع السخط ورايات الاحتجاج














المزيد.....

تأملات - ينابيع السخط ورايات الاحتجاج


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3138 - 2010 / 9 / 28 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتواصل لعبة الكراسي بين المتنفذين في مسرح ينفردون بخشبته ليؤدوا أدواراً باتت مفضوحة أمام أنظار ملايين المحرومين، وبينها دور المهرج البهلوان.
وبينما تستعر حمى الصراع على المغانم يبدو أكثر جلاء أن لا أفق لحل سريع ناجع لأزمة البلاد، إذ تدلل تصريحات السياسيين المتنفذين على استخفافهم بارادة الملايين ولاأباليتهم بمعاناة الناس المريرة وتحول آمالهم الى أوهام، وبمصائر العملية السياسية، مقابل ضمان امتيازات "الكبار".
أما الفراغ السياسي الذي دخل النصف الثاني من عامه فتبدأ عواقبه الوخيمة بالمزيد من تدهور الأمن واتساع جرائم الارهاب، وتمر بالمشاكل الاقتصادية والخدمية، والفساد المالي والاداري، والمظالم الاجتماعية، ولا تنتهي عند التدخل الخارجي. وفي هذا السياق تأتي تصريحات خطيرة لمسؤولين في قوائم متنفذة تنذر بتجدد "حرب طائفية" أو "انتفاضة شعبية"، أو فرض حالة طواريء ... وما الى ذلك من تهديدات مفضوحة ومستورة تكشف عن استعداد مقيت لممارسة العنف والعودة الى السلوك الانقلابي وإعادة انتاج استبداد من طراز جديد.
وفي ظل هذه الأجواء المحتقنة الملتبسة لا يندر أن نجد قائمة أو كتلة تصعد من وتيرة التحدي تارة وتتراجع تارة أخرى، وتهدد وتتوعد مرة وتدعو الى "توافق" مرة أخرى، وتقول الشيء ونقيضه في الوقت ذاته وفقاً لما يمكن تسميته توازن الاستحواذ، وتتبع أسلوب بث الشقاق بين أطراف كتلة أخرى بينما تزعم، في الوقت ذاته، أنها حريصة على هذه الكتلة وساعية الى التنسيق والتحالف معها لتشكيل حكومة "الشراكة الوطنية". وكل هذه التصريحات وسواها من تسلكات مغرضة، هادفة الى التسقيط أو تشويه السمعة أو السعي الى تفكيك كتلة معينة، تفضح، من بين أمور أخرى، مأساة غياب المصداقية لدى غير قليل من السياسيين المتنفذين، وعدم وجود حدود وقواعد أخلاقية في التعامل السياسي. ولا ريب أن هذا مرتبط بسيادة ثقافة التخلف من ناحية، ونمط تفكير وسلوك الممارسين من ناحية ثانية، مما يكشف بليّة أخرى من بلايا هذه البلاد التي تبدو بلا نهاية.
ولابد أن أمر الصراع على الثروة والنفوذ سينتهي، بعد استعصاء، الى مساومة مخزية أخرى بين متنفذين على تقاسم المغانم في إطار المحاصصات الطائفية والاثنية، وهو ما يعني، بجلاء، أنه لا يمكن لحكومة "الشراكة الوطنية" المنتظرة إلا أن تكون ضعيفة ومشلولة، لتستمر الأزمات وتتفاقم. أما من يظن شيئاً آخر فليس سوى مغرض منتفع أو واهم أو ساذج.
ومن المؤكد أن تغيير المشهد السياسي الراهن وإعادة تركيب اللوحة المعقدة لا يمكن أن يكون مرهوناً بالعفوية، إنما يرتبط من ناحية باستعداد القوى السياسية المتنفذة للتخلي عن نمط تفكيرها وسلوكها الراهن وتمسكها بنهج المحاصصة والاستحواذ، ومن ناحية أخرى بتحويل القوى السياسية الحية في المجتمع السخط المتعاظم الى احتجاج شعبي واعٍ ومنظم، قادر على هزّ أركان قوى تأبيد ثقافة وواقع التخلف، وانتزاع حقوق الناس المشروعة، وممارسة الضغط على المتنفذين ووضعهم أمام مسؤولياتهم في احترام إرادة الملايين ومصائر العملية السياسية ومستقبل البلاد.
ومن نافل القول إن ثقافة التخلف والخنوع هي السائدة في مجتمعنا لأسباب مفهومة، غير أن هذه السيادة لم تمنع الناس من رفع أصواتهم محتجين على استمرار معاناتهم المريرة وخداع السياسيين المتخلين عن وعودهم وتجاهلهم لإرادة من منحوهم أصواتهم وثقتهم في غفلة من زمن أو مفارقة نادرة المثال.
ويتعين أن يتحول هذا الاحتجاج من تحركات نخبوية محدودة في إطار بعض القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني الى حركة تعم المجتمع والبلاد بأسرها، وعلى نحو يرغم "الحكام" على أن يحسبوا لها ألف حساب.
وفي هذا السياق ينبغي للتيار الديمقراطي، ذي البعد الاجتماعي والجذور العميقة في الواقع العراقي، أن يخلق مستلزمات تفعيل دوره المنشود، إذ بدون هذا الدور لا يمكن تصور آفاق رحبة للتطور الاجتماعي الحقيقي للبلاد.
* * *
"ممثلو الشعب" خاضعون لسلطة أحزابهم المتنفذة .. والمحكمة الاتحادية خانعة للتسييس .. و"الكبار" يتصارعون على الحلبة .. ينتقلون من مسرح الى آخر عارضين بضاعتهم وكأن الشعب مخدَّر .. لا يلتفتون الى حقيقة أن هذه السفينة التي تتقاذفها أمواج عاتية يمكن أن تواجه مخاطر ليست في الحسبان .. ولا يتورعون عن فعل أي شيء وصولاً الى ضمان الامتيازات .. ما الذي يمكن أن يردعهم ماداموا لا يبالون بحياء !
كيف يمكن لامريء، والصورة على هذا الحال المأساوي المحبط، أن يثق بمثل هؤلاء السياسيين ويأتمنهم على حياته ومستقبله ؟ وكيف يمكن لبلاد أن تخرج من أزمتها مادام من يُفترَض أن يخرجوها من أزمتها هم من يدخلونها الى دهاليز الأزمات ؟ أيتخيل أحد فجيعة أعظم !؟
لكن يتوهم من يظن أن التوازن الاجتماعي، على اختلاله العميق، يشكل عائقاً محبطاً يدعو الى الاستسلام.
نحوض غمار التحدي، وسط صعاب كبرى، وأمامنا جدران ومتاريس تنتظر من يجتازها .. وما من سبيل سوى الأمل والعمل، مع الناس ووسطهم، في هذا التحدي الاجتماعي الأعظم، ونحن نمضي، بينابيع السخط ورايات الاحتجاج، الى غاياتنا الساميات.



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - نخبة الى نعيم وملايين الى جحيم !
- تأملات - أفجر جديد حقاً !؟ من يخدعون !؟
- تأملات - شوارع -خضراء- وأخرى تسيل فيها الدماء !
- تأملات - كل هذه الكوابيس .. وينامون رغدا !
- تأملات - هذه الأوهام المغرضة !
- تأملات - طفح الكيل .. ألا يستحون !؟
- تأملات - في التيار الديمقراطي (4)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (3)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (2)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (1)
- تأملات - شرارة سخط تنذر باللهيب !
- تأملات - يا لهذا -الصبر الجميل- !
- تأملات - في -حرية النقد- وتدقيق الخطاب السياسي
- تأملات - من برودة المكاتب الى دفء الحياة !
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (2)
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (1)
- تأملات - ليس بالبرلمان وحده !
- تأملات - بِمَ نبدأ ؟
- تأملات - جوهر الصراع لم يتغير
- تأملات - ننهض وسط الناس بانطلاق جديد


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - ينابيع السخط ورايات الاحتجاج