أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - في التيار الديمقراطي (4)














المزيد.....

تأملات - في التيار الديمقراطي (4)


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3083 - 2010 / 8 / 3 - 15:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في التأملات السابقة أكدنا ضرورة قراءة نقدية جديدة لتحديد مفهوم التيار الديمقراطي ووجوده ودوره، وأسباب ضعفه وتشتته، إسهاماً في تشخيص سبل استنهاضه وتوسيع آفاقه.
وأضأنا جملة من حقائق أخرى متعلقة بقدرة التيار الديمقراطي على بلورة مشروع اجتماعي، سياسي وثقافي، بديل لمشروع القوى الممثلة للثقافة السائدة والمهيمنة على المشهد السياسي، وهو مشروع المحاصصات الطائفية والاثنية.
وربطنا هذا البديل، من بين متطلبات أخرى، بقدرة التيار الديمقراطي على صياغة خطاب مميز يخرجه من أزمته ذات الطابع البنيوي، ويحوله من حركة نخبوية معزولة الى حركة مجتمعية، وقوة مؤثرة في الميدان السياسي، متصدرة لتطلعات القوى الحية في المجتمع، الطامحة الى التغيير.
ولعل من بين الحقائق التي بحاجة الى إعادة تأكيد تلك المتمثلة بضرورة تمييز التيار الديمقراطي عن تيارات المجتمع الوطنية الأخرى، والأهمية الحاسمة لهويته المستقلة ذات المضمون الاجتماعي، والاقرار بتعددية آراء قوى التيار الديمقراطي وتنوعها في إطار الوحدة، وقدرة هذا التيار على الربط بين المهمات الوطنية والديمقراطية انطلاقاً من حقيقة أنه لا يمكن طرح بديل سياسي دون بديل اجتماعي.
ومن نافل القول إن تحديد طبيعة وواقع ومصاعب ومهمات التيار الديمقراطي بروح الوضوح والطابع الانتقادي والنظرة البرنامجية، بعيداً عن التفكير الرغائبي ووحدانية المرجعية الفكرية والأوهام الذاتية، إن هذا يعد خطوة أساسية في الطريق المديد لاستنهاض هذا التيار.
وإذا ما أردنا أن ننجز نهضة حقيقية فلابد أن تستند مراجعتنا للتيار الى معايير بينها الانفتاح في مناقشة إشكالياته، وإجراء تقييم انتقادي لتجاربه. وعلينا أن نتحلى بادراك عميق لحقيقة أن إجراء تغييرات جوهرية في فكر وممارسة وبرامج قوى التيار يتطلب جرأة في النقاش وواقعية في التحليل وإصغاءً الى الرأي الآخر وعملاً دؤوباً في سبيل تجاوز التشتت الحالي والاستعداد لخوض المعارك الاجتماعية الكبرى.
ويتعين علينا، من ناحية أخرى، أن نفهم وحدة التيار الديمقراطي ارتباطاً بالتغيرات الحاصلة في مجتمعنا، وتلك الحاصلة على صعيد خارجي وتمارس تأثيرها علينا. ولابد من إقرار أن الوحدة لا تعني الاندماج أو التطابق في الرأي والموقف بين مكونات التيار، وانما التنسيق بين قوى متباينة سياسياً وآيديولوجياً، ولكنها قوى مكافحة متوافقة، الى حد كبير، على مهمات النضال الاجتماعي الراهنة وسبل إنجازها.
لقد قدمت تجربة الانتخابات الأخيرة دروساً في غاية الأهمية يتوجب على قوى التيار الديمقراطي أن تستخلص منها العبر في ما يتعلق بضرورة ادراك الواقع والابتعاد عن الأوهام، والسعي الى التنسيق والعمل المشترك وتعزيز الصلات بالناس. وتغتني هذه التجربة بدروس أخرى جسدتها "انتفاضة الكهرباء" واعتصامات المثقفين احتجاجاً على استمرار الأزمة السياسية ممثلة في إخفاق القوى المتنفذة في تشكيل الحكومة، فضلاً عن التحركات الحالية ضد الاجراءات التعسفية بحق نقابة عمال ومنتسبي الكهرباء.
ولابد لهذه الدروس البليغة من أن تكون موضع تقييم من جانب قوى التيار الديمقراطي، يسهم في رسم صورة واضحة لامكانيات ومستلزمات وآفاق العمل وسط الناس. ويعني هذا، من بين أمور أخرى، بلورة شعارات ملموسة قادرة على تعبئة جهود وطاقات القوى المتطلعة الى بديل ديمقراطي، وبينها النقابات والاتحادات المهنية ومنظمات المجتمع المدني، وسائر المنظمات الاجتماعية للمثقفين والنساء والطلبة والشباب.
إن التيار الديمقراطي هو المرشح والمعوّل عليه لاعادة الاعتبار الى العمل وسط الناس وتعزيز الاستعداد للنضال المطلبي، وتحويل عفوية حركة الجماهير الى فعل ملموس قادر على التأثير في التوازن السياسي والاجتماعي. وفي هذا السياق لابد من ايجاد السبل الكفيلة بتوجيه الحركات المطلبية والاحتجاجية لتصب في مجرى السعي الى التغيير الحقيقي عبر استثمار السخط المتعاظم جراء معاناة الملايين على كل صعيد، وخلق طليعة سياسية قادرة على إدارة هذا السخط وإغناء مضمونه الاجتماعي، واستقطاب الحركة المطلبية وتحويلها الى حركة شعبية جبارة يحسب لها السياسيون المتنفذون الحساب.
* * *
نعرف أن هناك من يكتفون بالبكاء على الأطلال والحنين الى ماضٍ كانت فيه الحركة الديمقراطية نبض الشارع وقوة التأثير الاجتماعي .. ونعرف أن هناك من لا يجيدون سوى التذمر والشكوى من الواقع دون تحريك أنفسهم للاسهام في تغيير هذا الواقع، مصدر التذمر والشكوى .. ونعرف أن هناك خصوماً لا هم لهم سوى استثمار إخفاق اليسار المؤقت والايحاء بأنه إخفاق أبدي، وبينهم شامتون ومتصيدون في مياه عكرة و"منتقدون" يهللون لأية "هزيمة" يمنى بها اليسار والقوى الديمقراطية .. ونعرف، أيضاً، أن هناك من يكتفون بالهجاء تعبيراً عن يأسهم من إمكانية استنهاض التيار الديمقراطي، وهو يأس سرعان ما يفضح السهولة التي ينعى بها البعض الآمال، مفتقرين الى المصداقية والجرأة والعقل النقدي في التحليل والأمل في التغيير ..
نعرف أن هؤلاء وسواهم من المتحالفين مع واقع التخلف وتأبيد الراهن وسلطة الامتيازات يحاولون إعاقة قوى التيار الديمقراطي عن تجسيد آمال الناس، ذلك أن شبح هذا التجسيد في الواقع هو ما يخشاه خصوم اليسار والديمقراطية.
على قوى التيار الديمقراطي أن تعبر جسور الحوار الى ضفاف النهضة الحقيقية من أجل البديل الديمقراطي المنشود.



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - في التيار الديمقراطي (3)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (2)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (1)
- تأملات - شرارة سخط تنذر باللهيب !
- تأملات - يا لهذا -الصبر الجميل- !
- تأملات - في -حرية النقد- وتدقيق الخطاب السياسي
- تأملات - من برودة المكاتب الى دفء الحياة !
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (2)
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (1)
- تأملات - ليس بالبرلمان وحده !
- تأملات - بِمَ نبدأ ؟
- تأملات - جوهر الصراع لم يتغير
- تأملات - ننهض وسط الناس بانطلاق جديد
- تأملات - سخط نستثمره وضفاف نسعى إليها
- تأملات - في إضاءة الواقع الموضوعي
- تأملات - في مديح نقد الذات
- تأملات - تزييف الوعي
- تأملات - توازن التقييم
- تأملات - التباس المحاصصة مرة أخرى !
- تأملات - لا يريدون للأجراس أن تقرع !


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - في التيار الديمقراطي (4)