أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - ما صمتكم أيها الجياع !؟














المزيد.....

ما صمتكم أيها الجياع !؟


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3166 - 2010 / 10 / 26 - 10:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يرفل متنفذون، كالعادة، في نعيم، أما ملايين المحرومين ففي جحيم. ولا يعرف أهل النعيم سعياً إلا الى ضمان امتيازاتهم ومراكمة المزيد من مغانمهم.

وفي كل طور هناك هم أساسي تخضع له سائر الهموم، وقد تتوقف تلك الهموم عند حدودها حتى تنضج صورة الهم الأساسي، فيبدأ المتنفذون، بعد أن تيقنوا من جني ما يريدون، بحديث يوحي لفظاً بأن ألماً يعتصر قلوبهم جراء معاناة المحرومين، فيطلقون التصريحات تلو التصريحات لإيهام الآخرين بأنهم سيحلون معضلات الناس وسيملأون الأرض عدلاً حتى قبل أن يظهر صاحب الزمان!

والحق أن الجياع شبعوا من هذه الوعود، اذ سرعان ما يتخلى عنها السياسيون المتنفذون ما أن يحققوا ما يبغون. فهاهم يستمرون، للشهر الثامن على الانتخابات ووعودهم ارتباطاً بها، في صراعهم على النفوذ، دون أن يلتفتوا، حتى للحظة، الى ما يكابده ملايين الجياع الصامتين، المكتوين بنيران العوز والحرمان.

ومادام الصراع على السلطة محتدماً فلا ينبغي علينا أن نبقى أسرى سذاجاتنا، فنتطلع الى مثل هذا النمط العجيب من السياسيين من أجل أن يتحسسوا عوز المحرومين وجوع الملايين، و ... "ما مرّ عام والعراق ليس فيه جوع" !

فقد كشف الجهاز المركزي للاحصاء وتكنولوجيا المعلومات، مؤخراً، أن سبعة في المائة من العراقيين يعانون من سوء التغذية، أي أن هناك ما يزيد على مليونين من الجياع في البلاد التي ستكون ميزانية عامها المقبل 87 مليار دولار، بينما لديها فائض مالي يزيد على 50 مليار دولار تعجز عن متابعته.

وأشارت الاحصائيات الى أن نسبة انعدام الأمن الغذائي موجودة في كل المحافظات، غير أن أعلى نسبة حرمان غذائي سجلت في محافظة ديالى، حيث نصف سكانها يُعَدّون من المحرومين غذائياً.

وكانت تقارير محايدة قد أشارت في تموز الماضي الى أن نسبة الفقر في العراق تقترب من حاجز 40 في المائة، بينما شكّل من هم تحت خط الفقر 23 في المائة، وأن فقراء الريف أكثر من فقراء المدن. ففقراء الريف يشكلون 39 في المائة مقابل 16 في المائة من فقراء المدن. ومن بين الحقائق الصادمة أن نسبة فقراء الريف ترتفع في المثنى الى 75 في المائة وفي بابل الى 61 في المائة وفي واسط الى 60 في المائة.

ومما لا ريب فيه أن معضلة الفقر هي من بين أخطر تجليات الأزمة الاقتصادية، وترتبط بتركة نظام الحروب والاستبداد، الذي فرض سياسة تجويع الناس وتركيعهم وشلّهم عن التفكير بالسعي الى حقوقهم الانسانية الأساسية، حيث كان الاعلان عن حقائق الفقر والجوع من بين المحرمات الكثيرة. كما ترتبط باخفاق حكومات "مابعد التحرير" في حل أزمات المجتمع وبينها الفقر. ولعل من بين تجليات الأزمة الاقتصادية ضعف نظام الحماية الاجتماعية، واشتداد معاناة الناس، خصوصاً في ميدان الخدمات، وفي توزيع مفردات البطاقة التموينية. هذا ناهيكم عن تركيز الحكومات على النواحي الأمنية والعسكرية على حساب الأزمة الاقتصادية التي تثقل كاهل الملايين، وكذلك انتشار البطالة وتفشي الفساد والنهب. ومما يبعث على الأسى والاحباط استمرار الرواتب الخيالية التي يتلقاها كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء البرلمان، والتي لا نجد لها مثيلاً في أي بلد آخر، بينما يموت أناس جوعاً في بيوت صفيح وطين فوق تلال من نفايات، في البلاد التي فيها ثالث أكبر احتياطي للنفط في العالم.

أما السياسيون المتنفذون فلا يستحون من مشاهد الأطفال الباحثين في القمامة عما يسد الجوع، والمتسولات والمتسولين في شوارع دار السلام.

أيمكن لأحد أن يشير الى طفل سياسي متنفذ يعاني من عوز أو جوع ؟ أو عائلة مسؤول كبير يبحث أفرادها في القمامة عن كسرة خبز ؟ هل جاءكم خبر من يلهثون من أجل أكثر ما يمكن من المال في أقصر الآجال، قبل أن ينقلب السحر على الساحر ؟ هل سمعتم بقصص لا نظير لغرابتها إلا في بلاد الرافدين، وهي تكشف عن البراعة في النهب والثراء الفاحش والصفقات المشبوهة وغسيل الأموال ؟ أي انحدار في نمط السلوك والتفكير!

* * *

يتوهم من يعتقد أن حكومة محاصصات يمكن أن تخفف من الفقر، ناهيكم عن القضاء عليه، فتسهم في إخراج البلاد من أزمتها البنيوية. وكل حديث عما يسمى ستراتيجية لمكافحة الفقر مجرد تضليل ما لم تتوفر الشروط الحقيقية لانجاز هذه الستراتيجية.

ومن دون أن يرى المعنيون حقيقة التفاوت الاجتماعي والطبقي الذي يتفاقم، لا يمكن أن يدركوا جوهر القضية ويبدأوا الخطوة الأولى، "فما جاع فقير إلا بما مُتِّع به غني"، كما قال علي بن أبي طالب.

يا للأسى ! فقد هاجر نخل السماوة واختفى برتقال بعقوبة وأجدبت جنائن الحلة المعلقة وصارت الكوت، المحاطة بالماء، عطشى، وبات أهل الخيرات جياعا!

كيف ينام المتنفذون رغداً، وقد أمسوا شبعانين وجيرانهم جائعين؟

أنَسوا قول الرسول الكريم: "ما آمن بي من أمسى شبعاناً وأمسى جاره جائعاً" .. ؟



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - بعيداً عن الأوهام !
- تأملات - ينابيع السخط ورايات الاحتجاج
- تأملات - نخبة الى نعيم وملايين الى جحيم !
- تأملات - أفجر جديد حقاً !؟ من يخدعون !؟
- تأملات - شوارع -خضراء- وأخرى تسيل فيها الدماء !
- تأملات - كل هذه الكوابيس .. وينامون رغدا !
- تأملات - هذه الأوهام المغرضة !
- تأملات - طفح الكيل .. ألا يستحون !؟
- تأملات - في التيار الديمقراطي (4)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (3)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (2)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (1)
- تأملات - شرارة سخط تنذر باللهيب !
- تأملات - يا لهذا -الصبر الجميل- !
- تأملات - في -حرية النقد- وتدقيق الخطاب السياسي
- تأملات - من برودة المكاتب الى دفء الحياة !
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (2)
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (1)
- تأملات - ليس بالبرلمان وحده !
- تأملات - بِمَ نبدأ ؟


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - ما صمتكم أيها الجياع !؟