أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - الضغط الإسرائيلي لا يواجه بضغط فلسطيني موحد متحد يلتزم بقرارات الإجماع الوطني















المزيد.....



الضغط الإسرائيلي لا يواجه بضغط فلسطيني موحد متحد يلتزم بقرارات الإجماع الوطني


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 15:08
المحور: مقابلات و حوارات
    


المحاور الإقليمية منقسمة على نفسها وتعطل أي خطوة للأمام
حاوره: سطان حطاب ـ عمان
مستمعينا الكرام أهلاً وسهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج "شؤون سياسية" ... في هذه الحلقة نتتبع ما آلت إليه عملية السلام من جمود، بعد أن تخلى عنها أكبر رعاتها وأولياء أمورها، تخلت عنها الولايات المتحدة الأمريكية وتركتها في مهبّ الريح الإسرائيلية، انفردت الحكومة اليمينية الإسرائيلية بعملية السلام، وبدأت في إعادة تصنيعها لمصادرتها بعد جمودٍ كان سببه المطالبة بوقف الاستيطان، كيف يمكن التقاط هذه العملية مجدداً بعد هذه المصادرة البشعة، كيف يمكن إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بأن ما قالته عن مصالحها الوطنية والقومية بإيجاد حل الدولتين هو شعار صائب ؟ هل قالت الولايات المتحدة ذلك من أجل شراء المزيد من الوقت لصالح "إسرائيل" واستيطانها ؟ أم قالته لوجود مصلحة وطنية وقومية أمريكية في هذا السياق؛ بالدليل الثابت لا توجد مصلحة وطنية أو قومية أمريكية لعملية السلام طالما تركت الولايات المتحدة مصالحها إذا جاز التعبير لتصادر على هذه الشاكلة، السلطة الوطنية الفلسطينية لم تترك طريقاً إلاّ سلكته من أجل استمرار عملية السلام، ولكن هذه الطرق أصبحت مسدودة، وأفق عملية السلام أصبح مغلقاً. ماذا يمكن أن يحمل الدور العربي للجنة المتابعة العربية ؟ ماذا يمكن أن تفعل ؟ كيف يمكن أن تعيد طرق الباب من أجل فتحه لعملية السلام، ثم المجتمع الدولي هل يستطيع أن يترجم أمانيه ورغباته في أن تقوم عملية السلام وأن تثمر؛ أم أن المجتمع الدولي وخاصة الأوروبي لن يتجاوز المناشدة والبيانات والتواقيع، وإرسال المبعوثة الأوروبية الممثلة للاتحاد الأوروبي وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي التي قالت: "إن إسرائيل باستيطانها إنما تصادر عملية السلام"، إذن كيف يمكن أن نقرأ هذه اللحظات الأخيرة عشية وصول ميتشل إلى رام الله والتقائه مع قيادات السلطة الفلسطينية وخاصة الرئيس محمود عباس، هل سيكون هناك أفق آخر جديد. هل سيعلن ميتشل مواقف وخطوات تقنع الجانب الفلسطيني بجدوى الاستمرار بهذه العملية، ثم إلى ماذا ستؤول المقترحات التي قالها الرئيس أبو مازن وما كان هدد به من أنه إذا ما ظلّت هذه العملية مستغلقة فإن الخطوات التدريجية مرحلة تلوَ الأخرى إلى "النقطة السابعة التي قال فيها بحلّ السلطة الوطنية الفلسطينية". من أجل الحديث في آخر تطورات هذه الحالة المتلبدة، سواء على المستوى الفلسطيني أو الموقف الإسرائيلي أو العربي أو الموقف الأمريكي، فإنني هنا بالأستوديو أستضيف الأستاذ نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ومعي زميلي حمادة فراعنة الكاتب والمحلل السياسي لنسأل بدورنا أيضاً الأستاذ نايف عن أفكاره في هذا المجال ...

س1: أستاذ حواتمة: تعيش هذه القضية تماماً وفي الميدان؛ كيف ترى المبادرة أو إن جاز التعبير الزيارة الأمريكية الأخيرة والأفكار التي يحملها ميتشل هل بقي لدى الأمريكيين شيء يمكن أن يقولوه للقيادة الفلسطينية ... ماذا تتوقع ؟
نحن نتكلم كرجال ميدان على الأرض؛ وفي الميدان عشريات من السنين في مسار الثورة، المقاومة، العمليات السياسية، وعلى قاعدة وتحت سقف "سلاح السياسة وسياسة السلاح"، لأننا نؤمن أن السياسة حتى تتحول إلى سلاح ضرورة وطنية وقومية، وضرورة إنسانية، والسلاح حتى يصبح مثمراً موظفاً يجب أن يكون له رؤية مرشدة تنسجم مع المسار الوطني الفلسطيني، تنسجم مع المشروع الوطني الموحد، مشروع حق شعبنا بتقرير المصير وبناء دولة فلسطين المستقلة بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس العربية المحتلة، وحق العودة عملاً بالحق التاريخي والقرار الأممي 194.
أقول من موقع الميدان: كل الاحتمالات تبقى في الحالة السياسية مفتوحة، لكن حتى يصبح ممكناً أن يكون هناك تعددية في الخيارات في هذه الاحتمالات على الحركة الفلسطينية ممثلة باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير؛ التي تشكل "الائتلاف الوطني للفصائل الفلسطينية والاتحادات الشعبية والنقابية والشخصيات المستقلة"، والسلطة الفلسطينية والتي تنبثق أيضاً عن ائتلاف يتسع أو يضيق بمقدار خطوات ما نحن على طريق وحدة وطنية بمقدار ما هو ممكناً ... بمقدار ما تخرج الحركة الفلسطينية ممثلة بهذه المؤسسات في "مربع الانتظار"، وكذلك الحال في الحالة العربية وأخص بالحالة العربية الأنظمة العربية بمقدار ما تخرج أيضاً من "مربع الانتظار"، إذا بقيت الحالة على حالها كما وقع منذ مطلع عام 2010 حتى الآن كانت الحالة الفلسطينية والحالة العربية ممثلة بمؤتمرات القمة العربية وآخرها مؤتمر "سرت"، وممثلة بلجنة مبادرة السلام العربية بعنوانها "لجنة المتابعة"؛ التي تتشكل من 13 وزير خارجية من الدول العربية، كانت حالة انتظار "مربع انتظار" ما تأتي به الإدارة الأمريكية، وعليه بنيت سياسة أحادية بممرّ ضيق، يقوم على خيار وحيد هو خيار المفاوضات وتحوّل إلى خيار يتيم، وبذات الوقت الرهان كله للخروج من "مربع الانتظار" هو على السياسة الأمريكية سواء من هذا الزمن أو الزمن الذي سبق بوش الابن ما قبل، والذي سبق جورج الابن وزمن كلينتون وما قبل حتى رحيله، لذا علينا أن نلحظ الحالة العربية والفلسطينية بحكم هكذا سياسة وضعت نفسها بمسلسل من القيود لا تستطيع أن تفعل أكثر من المناشدة الأخلاقية والسياسية الأدبية والمعنوية، ليس أبعد من ذلك هنا المشكلة الحقيقية.
بينما على الضفة الأخرى من هذا الصراع العربي والفلسطيني الإسرائيلي كل شيء يتحرك، الوضع لإدارة أوباما ـ تحديداً بشخص أوباما ـ وبرأيي أكرر من جديد بأنه شخصية مثقفة وتحولية بالنسبة للأوضاع الداخلية بالولايات المتحدة الأمريكية وبالنسبة لمحاولة إعادة صياغة العلاقات الدولية بما في ذلك حل قضايا البؤر الإقليمية المتوترة على شيء من قاعدة العلاقات الديمقراطية وحقوق الإنسان، بما في ذلك حق تقرير مصير الشعوب، هذه الشخصية تعمل في إطار الإدارة في صفوفها تعارضات وتناقضات، وسبق والإدارة أننا معك عزيزي أن كنا بندوة مشتركة على فضائية معينة قلت هذا الكلام في لحظة انتخاب أوباما، وقلت أن أوباما عليه أن يتحمل حتى يصل إلى كرئيس فاعل بوعوده التي أطلقها 4 حزيران/ يونيو 2009 بشأن الوضع بالشرق الأوسط وبشأن القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية. أوباما يتعرض إلى ضغط أحادي على الضفة الأخرى، أولاً: الرأي العام الإسرائيلي بالأغلبية اليمينية وحكومة ائتلافية يمينية ويمينية متطرفة بزعامة نتنياهو، وهذا الضغط ضغط فاعل داخل الولايات المتحدة، داخل الإدارة الأمريكية، داخل الكونغرس هذا أولاً.
ثانياً: ضغط هائل من قوى اليمين داخل أمريكا، اليمين الجمهوري وبكل تلاوينه وجناح بالحزب الديمقراطي صغير بالقياس لحجم نفوذ الحزب الديمقراطي بالكونغرس، وأيضاً مراكز الضغط الفاعلة الكبيرة للولايات المتحدة منها مركز الأدوية الشركات الاحتكارية، منها أيضاً مركز شركات التأمين لتعطيل مشاريع، ومجمع الصناعي العسكري لتعطيل مشاريع أوباما التي يتطلع لها بروح من السلام وروح من الدمقرطة وهذا فعله كبير وكبير جداً، فضلاً عن التعارضات داخل الإدارة الأمريكية الحاكمة التنفيذية، والعنوان الثالث في الضغط الفاعل على الإدارة الأمريكية وعلى شخص أوباما أيضاً منظمة الإيباك الأمريكية اليهودية المتصهينة، وبالتالي تعرض أوباما على مدى منذ حزيران/ يونيو 2009 وحتى يومنا هذا إلى هذه الضغوط المترابطة والتي لا تتوقف ولا تهدر ساعة واحدة ....
بالمقابل على الضفة الأخرى الحالة انتظارية بـ "مربع الانتظار" اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومؤسسات منظمة التحرير نجحت أكثر من مرة بتوحيد الموقف الفلسطيني في إطار منظمة التحرير وخاصة بالمجلس المركزي لمنظمة التحرير، لكن أمام الزوابع الأخرى بالحركة الفلسطينية، والزوابع العاصفة بالأوضاع العربية، يجري بانتظام كسر قرارات الإجماع التي نتخذها بالمجلس المركزي لمنظمة التحرير وحتى بالإجماع أغلبية دائمة واجتماع اللجنة التنفيذية الذي أخذناه وأخذ مقرراته بأن لا مفاوضات دون الوقف الكامل للاستيطان، كان هذا بالشهر 12 من العام الماضي لا مفاوضات دون مرجعية دولية للمفاوضات دون سقف زمن ولا مفاوضات دون فك الحصار عن قطاع غزة، كسرت هذه القرارات مراراً وبالتالي أقول مرة أخرى بالرهان والانتظار على الإدارة الأمريكية، وعليه أيضاً الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني، وهو انقسام عبثي ومدمّر وخاصة بعد أن تطورت الأمور بما تطورت له في غزة بالانقلابات السياسية والعسكرية ووضع الأخوة بحماس يدهم على احتكار السلطة بغزة، وانشقاق بجسم الوطن، بجسم الأرض المحتلة، بجسم الشعب بالأرض المحتلة، وهذا ربح صافي "لإسرائيل" وخسارة كاملة للشعب الفلسطيني في ظل الأوضاع. مرة أخرى لا نتمكن أن نوجه ضغط مقابل نسبة ما للضغط الذي يوجهه الرأي العام الإسرائيلي بأغلبيته اليمينية وحكومة "إسرائيل"، وكنت أقول وأعلن دائماً بأن هذه الحكومة هي أقوى حكومة إسرائيلية من عام 1977 بحكم أغلبية الرأي العام عندها، وتقدم للرأي العام الإسرائيلي غول الاستيطان بالتوسع بالقدس العربية والضفة الفلسطينية والوعد الكاذب بالسلام، وهي حكومة لن يأتي على يدها السلام، وأيضاً هذه الحكومة بيدها أغلبية مريحة جداً بالبرلمان الكنيست لـ "إسرائيل"، فمقابل هذا الضغط الإسرائيلي لا يوجد ضغط فلسطيني موحد متحد يلتزم بقرارات الإجماع الوطني التي تتخذها مؤسسات منظمة التحرير، ولا يوجد أيضاً وحدة وطنية تمثل قدرة على الضغط الفاعل أيضاً على الإدارة الأمريكية والحالة الدولية، فضلاً عن الحالة العربية هذا أولاً.
وثانياً: الحالة العربية ـ العربية وبالشرق الأوسط منقسمة على نفسها بسلسلة من المحاور الإقليمية التي تعطل أي خطوة للأمام، تتخذ قرارات بالقمم العربية، تتخذ قرارات بمؤتمرات وزراء خارجية الدول العربية، لكن كل هذه القرارات بدون أسنان لأنه لا يوجد قرار واحد متخذ، وآخرها قمة "سرت" وبعدها لا يوجد قرار واحد له آلية تنفيذية، فالدول العربية تقترح قرارات معلقة كلها بالهواء، ولذلك معلقة كل آمالها وهي "بمربع الانتظار" على الإدارة الأمريكية ودون قدرة على الضغط، وبالمقابل مجموع المصالح الأمريكية في الدول العربية مؤمنة بارتياح دون إشكالية، وهذا وضع مريح للإدارة الأمريكية. أكثر من هذا؛ رغم أن بالإمكان التنوع بالعلاقات العربية ـ العربية بقوس واسع (من اليابان إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاتحاد الأوروبي إلى روسيا والصين والهند والبرازيل) بمعنى كل ما تريده الدول العربية موجود بهذه البلدان. بدلاً من التنوع، العلاقة تكاد أن تكون محصورة فقط بالولايات المتحدة الأمريكية، مثلاً السعودية عقدت صفقة سلاح بـ 60 مليار دولار مع الولايات المتحدة الأمريكية، الإمارات 20 مليار دولار مع الولايات المتحدة، الكويت ... الخ، وهكذا بنفس الوقت لا يوجد أي ضغط فاعل على الولايات المتحدة الأمريكية طالما مصالحها مؤمنة، وعليه ما في كفتي ميزان حتى يطلع كومبرومايز أو شبه حلول.
وثالثاً: معسكر السلام "بإسرائيل" تراجع تراجعاً هائلاً، ضعف ضعفاً كبيراً في صف الرأي العام وفي صف الكنيست (البرلمان).
لذا الإدارة الأمريكية وشخص أوباما بالذات على امتداد الفترة بما يفيض عن 20 شهراً معرّض لثلاث ضغوط مترابطة الحلقات وفاعلة باليومي، وبالمقابل الحالة على الضفة الأخرى حالة انتظارية ولم تخرج عن الحالة الانتظارية، وما يتقرر يبقى معلق بالهواء ولا يعمل به سواءً في الإطارات الفلسطينية أو الإطارات العربية قمم عربية ولجان عربية، ولذا من يقرأ القرار والبيان الصادر عن قمة "سرت" العربية يستطيع أن يقرأها بنسبة تفيض على 95% بالمؤتمرات الأربعة الأخيرة للقمم العربية، تكاد تكون الكلمات متشابهة والنصوص متشابهة، ولذا وقع ما وقع، والذي وقع يؤكد من جديد أن شخص أوباما ما زال يحمل أفكاره التي عبر عنها في 4 حزيران/ يونيو 2009 في جامعة القاهرة، متوجهاً إلى العالمين العربي والمسلم، وإلى الفلسطينيين، والدليل على ذلك أنه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 وقف في الجمعية العامة للأمم المتحدة وأعلن من جديد أن حق الشعب الفلسطيني نصاً بتقرير المصير وبالدولة الفلسطينية المستقلة المتصلة القابلة للحياة، بدءاً من الأرض التي تم احتلالها منذ عام 1967 وحل مشكلة اللاجئين هذا ممكن، وأضف بتعهده خلال هذا العام وأضاف العام المقبل في نوفمبر 2011 سنحتفل بدولة جديدة تدخل إلى مؤسسات الأمم المتحدة حرة ومستقلة هي الدولة الفلسطينية، وهذه تعهدات نظرية نبيلة ولكن هذه التعهدات لا يمكن أن تدب على الأرض فقط بالنوايا الطيبة والنبيلة، بل لا بد أن تتم على قاعدة من الضغط المتقابل، وبالتالي غياب القدرة الضاغطة الفلسطينية والعربية، ومعسكر السلام داخل "إسرائيل" هو الذي يفسر لماذا نجحت ضغوط نتنياهو والرأي العام الإسرائيلي وضغوط اليمين الجمهوري والشركات الاحتكارية العملاقة بالضغط على أوباما ليس فقط في إطار الشرق الأوسط، علينا أن نلحظ أن ما جرى داخل الولايات المتحدة الأمريكية بالانتخابات النصفية، فلقد خسر الأغلبية في الكونغرس تحت ضغط هذه القوى رغم أنه لا يتحمل مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية، وهذه مسؤولية بوش الابن ونزعاته العدوانية وغزو للعراق وأفغانستان وحروبه المتعددة الأشكال، ومع ذلك دفع الثمن أوباما مع أنه لم يعطي فترة إلا سنتين فقط، وذات الشيء يدفع من رؤياه للوضع في الشرق الأوسط كيفية حل القضية الفلسطينية، لذلك أقول من جديد نعم الاحتمالات مفتوحة ولكن مفتوحة عندما نغادر وضع أنفسنا في ممر إجباري خيار يتيم هو خيار المفاوضات بهذه الأوضاع الفلسطينية، وهذه الأوضاع العربية ومعسكر السلام داخل "إسرائيل" بدلاً من أن نبحث جدياً بالسياسة والآليات العملية والتعدد بالخيارات، والتعدد ممكن فلسطينياً وعربياً، وممكن أن نأتي له في سياق هذا الحوار.
أشكرك على هذه المقدمة ورصدك لتطورات الموقف الأمريكي في عهد إدارة أوباما اتجاه عملية السلام، وسنعود إليك لاحقاً لنقرأ الأوضاع في آخر تجلياته وكيف يمكن للسلطة الفلسطينية أن تخرج من هذا الارتهان الذي وجدت نفسها فيه وهي تحيل إلى البعد العربي ...

س2: دعني أقول إلى الأستاذ نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وأنت هنا بالأردن تتابع ما يجري في الأراضي المحتلة، تستقبل وفود فلسطينية من عرب 48، 67، والشتات، وفي القيادة الفلسطينية وأنتم موجودون في منظمة التحرير ... الآن وشركاء فيها ودعوتم إلى بناء المنظمة، والآن ما هو المخرج الفلسطيني بعد أن أدارت "إسرائيل" ظهرها لعملية السلام ولم تعد الولايات المتحدة الأمريكية متحمسة لرؤية يمكن أن تدفع عملية السلام إلى الأمام، تكاد توافق الإدارة الأمريكية الموقف الإسرائيلي باستمرار والدعم العملي له، ما هو المخرج كقيادة فلسطينية وكيف لقيادة السلطة الفلسطينية للرئيس أبو مازن الذي وضع أكثر من احتمال وأسوأها هذه الاحتمالات وآخرها هو حل السلطة، لكن هناك احتمالات قبل ذلك فهل هذه الاحتمالات ممكنة التفاوض واعتراف الولايات المتحدة بالدولة الفلسطينية، الذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتوليد الدولة الفلسطينية ثم جملة من التطورات آخرها حل السلطة، كيف ترى أنت كقيادي فلسطيني مخرج هذه القيادة مما هي فيه من دور تلقي وهي تحيل إلى العرب والعرب يحيلون إليها كيف يمكن كسر هذه الحلقة ؟! ...
من موقعنا الأساسي الرئيسي كفصيل في صفوف الثورة والمقاومة ومؤسسات منظمة التحرير، هذا الموقع الميداني كنا وما زلنا وسنبقى في هذا السياق التاريخي من أجل إنجاز حقوق شعبنا الوطنية عملاً بالمشروع الوطني الفلسطيني الموحد، الذي توحدنا عليه شعباً وقوى وفصائل منذ حزيران/ يونيو 1974 وحتى يومنا. بداية أقول: ملاحظات سريعة بشأن ملاحظاتك وفراعنة حول تقرير ميتشل والمفاوضات الثنائية المباشرة بدون وسيط، وقبل أن انتقل إلى أسئلتك الكبيرة بالملاحظة السريعة، ميتشل عام 2001 لم يأتي على وضع يتسم "بالركود"، يتسم "بمربع الانتظار"، جاء ميتشل والانتفاضة الفلسطينية الثانية في الوضع الداخلي وآلياته الديناميكية المتحركة، شعب بأكمله في حالة انتفاضة جامع بين كل وسائل النضال الممكنة، وعليه الحالة الدولية تحركت وضغطت واستجابت، وفي حينها إدارة كلينتون لم تسمح للأمم المتحدة أن يتشكل الوفد الذي تزعمه ميتشل بخيار من الأمم المتحدة بل الإدارة الأمريكية هي التي شكلت ذلك الوفد برئاسة ميتشل، ولذلك ميتشل عندما جاء على رأس تلك اللجنة الدولية؛ الخمس الحكماء كما أطلقت عليهم، فلقد جاء والانتفاضة الفلسطينية الثانية في ذروتها، في قمتها، وهنا لَمَسَ لَمْس اليد أن المشكلة هي مشكلة الأرض، والصراع يدور على الأرض، والأرض تعني وقف الاستيطان حتى يصبح ممكناً فتح طريق لحقوق الشعب الفلسطيني، فجاء تقريره الذي وضع جانباً فيما بعد بفعل عناد حكومة شارون على يده وعلى يد قوى اليمين داخل الإدارة الأمريكية، فوضع تقرير ميتشل في الظل ولكنه تقرير حيوي، يجب أن نمسك بالحالة الدولية بكل ما نستند له من تشريعات دولية في خدمة الحقوق الوطنية الفلسطينية والحقوق العربية القومية بجميع الأراضي العربية المحتلة، وهذه ملاحظة أولى.
هذه الملاحظة تعني إسناداً لما قلت: طالما يوجد حيوية وديناميكية في الحالة الفلسطينية وشيء من الحيوية المتعاطفة معاً عربياً زائد تداعيات وتفعيلات دولية يمكن فعلياً أن يكون التدخل من الجانب الأمريكي أو الجانب الدولي خطوة إلى الأمام، "فإسرائيل" كما نعلم ولدت بقرار دولي بالجمعية العامة للأمم المتحدة وليس بمجلس الأمن، ولأن "إسرائيل" تعلم ما معنى الموقف الدولي والتجميع الدولي تتخذ خطوات دائمة ضد تدخل أي من المجتمع الدولي بما فيه ضد التدخل الأمريكي، لأنها على مائدة المفاوضات المباشرة باختلال ميزان قوى لصالح "إسرائيل"، فهي تتحكم عند ذاك بمسار المفاوضات والنتائج، ولذلك 19 عاماً من المفاوضات المباشرة وغير المباشرة ولا نزال بأوضاع جزئية انتهت إلى ما قاله وذكرته أنت في سؤالك على لسان الأخ أبو مازن بالنقاط السبعة، إلى أن انتهى أبو مازن ليعلن أنه رئيس بدون سلطات، وأنه لا يستطيع أن يبقى رئيساً بدون سلطات، ومن هنا جاء مدخله إذا بقي الوضع على حاله لم يتحرك فهو سيستقيل ومطروح بالنسبة له على جدول أعماله حل السلطة الفلسطينية.
لذلك أقول من جديد الحالة الدولية تفعل فعلها العظيم ...، ولكن بدون حالة فلسطينية موحدة فاعلة على الأرض وبالميدان وشيء من التضامن العربي الفاعل بحدوده الدنيا ... الحالة الدولية عند إذن لا تستطيع أن تفعل طالما أن الميدان في "مربع الانتظار"، وعليه في هذا الميدان وقع الذي وقع فيما بعد المفاوضات، ففي المفاوضات غير المباشرة أجيزت من لجنة المتابعة العربية لأربعة شهور وبنفس الوقت القرار كان وبعد أربعة شهور ندرس النتائج، فإذا كانت فاتحة على إيجابية موصلة الاستمرار بالمفاوضات والانتقال بالمفاوضات المباشرة جيدة، وإذا لم تكن هكذا وصلت إلى "المربع الصفر"، وقد وصلت فعلاً إلى "المربع الصفر" لأن الإدارة الأمريكية لم تطرح مشروعاً، فالإدارة الأمريكية كانت تحاول أن تدفع نحو حل "معادلة الحدود والأمن"، ولكن حكومة نتنياهو عطلت هذا بالكامل، أربعة شهور لم يذكر نتنياهو حرفاً واحداً عن الحدود، والأربعة شهور بحث بكامله عن الأمن مع أن الأربعة أشهر أجيزت على أساس معادلة جديدة وهي "الحدود والأمن"، والحدود كانت مقدمة على الأمن ومع ذلك نتنياهو تجاهل هذه طيلة الأربعة شهور، وبعد الأربعة شهور كانت الدول العربية وعدت أنها سوف تذهب إلى مجلس الأمن، إلى الأمم المتحدة، ماذا وقع ؟
لقد وقع أن تم تمديد شهر زيادة للولايات المتحدة بل كان أكثر من شهر إلى أن قالت بالمفاوضات من جديد المباشرة وأيضاً البند الأول بالمفاوضات المباشرة "الحدود والأمن"، في هذا البند الأول ثلاث جولات مركزة فيها: نتيناهو ـ أبو مازن ـ أوباما، ثم البحث المطوّل برئاسة هيلاري كلينتون والجولة الأولى القمة وقعت في واشنطن، والجولة الثانية في شرم الشيخ، والثالثة في القدس وفي بيت نتنياهو، وأيضاً انتهت إلى طريق مسدود، مما أدى إلى توقف المفاوضات المباشرة ... إذاً على الفلسطينيون وعلى الدول العربية أن تفحص الوضع من جديد على قاعدة جديدة ضمن الوعود التي أطلقت، وهنا المشكلة لأن الوعود والقرارات التي تتخذ قرارات معلقة بالهواء بدون أسنان لا تأخذ مجراها في الواقع العملي، طالما أصبحت اللعبة مكشوفة في هذا الإطار لماذا عند إذن حكومة نتنياهو أن تستجيب ؟ لم تستجب، وأثني على القول أنها لم تستجب سوى كانت مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، الآن ميتشل يطرح على أبو مازن وعلى القيادة الفلسطينية مفاوضات غير مباشرة تحت عنوان "المفاوضات الموازية" وبشكل مفتوح، لأن الإعلان الأمريكي وصلنا إلى طريق مسدود مع "إسرائيل" بالوصول إلى وقف الاستيطان، نريد أن نأخذ محاولة جديدة بأشكال جديدة، الأمريكان لم يطرحوا خطة سلام متكاملة، لديهم أفكار سواً بزمن أوباما أو بوش الابن أو كلينتون إلى آخره ...
وعليه؛ مرة أخرى إذا بقيت الحالة الفلسطينية والحالة العربية على حالها سوء بقي الوضع بإطار غير مباشر أو عاد إلى المباشر لأن إلى المباشر العامل الأول المؤثر هو العامل الفلسطيني، ولكن العامل الفلسطيني بدون شراكة عربية أيضاً مؤثرة، لذلك "إسرائيل" رفضت وفد عربي موحد للمفاوضات منذ مدريد وحتى يومنا، بل من عام 1948 تصر على المفاوضات الثنائية المباشرة، وهذا ما كان من مدريد حتى يومنا 19 سنة ومن أوسلو أيضاً التي كانت بين أبو عمار وأبو مازن وفريقه وبين "إسرائيل" وكان حزب العمل ولم يكن نتنياهو كذلك 17 سنة وما تزال الأوضاع الجزئية والمجزوءة.
المشكلة ليس أن يكون ثنائي أو يكون طرف ثالث المشكلة ما هو الوضع الفلسطيني وكيفية معالجته وما هي الحالة العربية وكيفية معالجتها وبعد هذا مرة أخرى أقول: نعم ما هو المطلوب وما هو المطروح ؟! ...
أقول نحن في الجبهة الديمقراطية جبهة "سلاح السياسة وسياسة السلاح"، رواد بالعملية السياسية ورواد بالدعوة لحلول سياسية جنباً إلى جنب مع كل أشكال النضال الأخرى وفي إطار الائتلاف الوطني العريض، هذه قضية تاريخية معروفة للجميع، والآن هناك عشرات الكتب فلسطينية وعربية ودولية بهذا الميدان، أقول من جديد علينا جميعاً الآن فلسطينياً أن نواصل القول جاهزون للمفاوضات غير المباشرة أو المباشرة، لكن بعد وقف الاستيطان ومرجعية دولية للمفاوضات ، ونتفاوض في أي إطار سياسي يعني في إطار من المرجعية، الذي أقول نصاً مرجعية التفاوض هي حدود 4 حزيران/ يونيو 1967، وهذا يواصل وهذا لم يعد مفيداً ولم يعد كافياً.
إذن: علينا أن ننتقل بالسياسة إلى سلسلة من الخطوات السياسية؛ الخطوة الأولى أن تَصْدُق لجنة المتابعة العربية والقوى الفلسطينية بحمل مشروع قرار جديد لمجلس الأمن الدولي، يقدم على أساس أن حدود 4 حزيران/ يونيو1967 هي حدود الدولة الفلسطينية المنشودة بما فيها القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية وبموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة أي طائلة العقوبات لمن يعطّل العملية التفاوضية والعملية السياسية، وأقدر من الآن أن الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا ستستخدم حق "الفيتو" وربما بريطانيا تستخدم مع الولايات المتحدة حق "الفيتو" وتعطل ...، إذاً لازم نعمل بنفس الوقت خط ثاني من الآن أن نعمل جهدنا باليومي وبكثافة للتسريع بتجميع ثلثي أصوات دول الأمم المتحدة ...، وقع مثالاً مع الصين لتدخل الأمم المتحدة بعد 30 عاماً من الفيتو عليها ذهبوا إلى الجمعية الاستثنائية، وقع هذا أيضاً مع جنوب إفريقيا؛ ذهبوا إلى الجمعية العامة بقرار استثنائي، لأن الجمعية العامة للتصويت على القرار بأغلبية الثلثين يصبح إلزامي وتلغي الفيتو، وتبدأ العقوبات بموجب الفصل السابع ... هذا علينا أن نواصله، ومن هنا أهمية المواصلة للذي جرى مع البرازيل، فالبرازيل لو هناك حكم يميني لا يعترف، الاعتراف من حكم يساري ديمقراطي تقدمي صديقي لولا دي سيلفا وأعرف كيف يفكر، وأيضاً الأرجنتين حكم يساري بيروني متعاطفة مع حقوقنا الوطنية، والأورغواي زعيمه خوسيه موجيكا زعيم حركة التوباماروس اليسارية الثورية الشهير في الستينيات والسبعينيات ضد الديكتاتورية والهيمنة الأمريكية سيعترف مطلع العام 2011، روفائيل كوريا المناضل اليساري زعيم "حركة اليانسا أبيس"، وأعلم علم اليقين أن هناك عدد من دول أمريكا الجنوبية ستعترف بالربع الأول من عام 2011 بدولة فلسطين حرة مستقلة بحدود عام 1967، المهم أن تتحد الجهود وليس مهماً أن تعترف بدولة فلسطينية فقط، بل دولة فلسطينية بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967 من أجل أن نجمع أغلبية الثلثين في الجمعية العامة، لأن الآن هناك 108 دولة تعترف بنا بالعالم، المطلوب الثلثين 192 مجموع الدول التي تتشكل منها الجمعية العامة عند إذن القرار على ضوء الجلسة الاستثنائية بأغلبية الثلثين يصبح ملزماً، وتبدأ العقوبات هذا ثانياً، وثالثاً أيضاً بالسياسة، إذا لجنة المتابعة العربية بقيت مترددة والدول العربية بقيت مترددة، لأنها تجمع بين التعاطف مع القضية الفلسطينية وقضايا الأراضي العربية المحتلة، ومن جانب مصالح كل دوله الخاصة بها إن بقيت مترددة، جيد بهذه الحالة من الآن يجب علينا أن نعمل مع دول عدم الانحياز، ومع دول القمة الإفريقية ودول أمريكا الجنوبية أن تتبنى وتعتمد هذا المشروع بالقرار وتأخذه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه قضايا سياسية، وبجانب هذا كما قلت مواصلة الجهد الأكبر اعترافات حتى نجمع أغلبية الثلثين عند إذن نكون أمام أكثر من خيار سياسي وليس فقط خيار يتيم مفاوضات وننتظر ماذا سوف تفعل الإدارة الأمريكية، وبمقدار ما نتقدم بهذه العمليات السياسية بمقدار أيضاً ما يتأثر الاتحاد الأوروبي ونؤثر على الإدارة الأمريكية، فالاتحاد الأوروبي بالمناسبة كانت الخارجية السويدية طرحت مشروع دولة فلسطين بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية، والذي عطّل المشروع فرنسا وبريطانيا وإيطاليا، والآن ألمانيا طرحت نفس الموضوع الذي طرحته السويد، ومرة أخرى تعطل بفعل ضغوط من دول داخل الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية، والأمريكان قالوا للأخ أبو مازن أننا لسنا مسرورين من اعتراف البرازيل والأرجنتين والأكوادور والأورغواي القادم، لأنه سوف يَجُرّ إلى اعترافات، وهذا يُعقّد الأمور وهذا لا ... فهذا يعطي فرص إضافية إلى الأمريكان، ولكن يعقد الأمور كثيراً جداً على حكومة نتنياهو، لأن نتنياهو يوعد الرأي العام الإسرائيلي في القدس ويجلب لهم حدود الجدار العازل وما بعد الجدار العازل، ويجلب لهم الأغوار على امتداد الأغوار، شرق البحر الميت لتصبح حدوداً أردنية ـ إسرائيلية وهذا خطر مباشر على الأردن وخطر مباشر على الرؤية الفلسطينية والحقوق الوطنية الفلسطينية، ويجلب لهم السلام ويجلب لهم هذا كله بينما معسكر السلام داخل "إسرائيل" لماذا يخسر! لأنه يقول ويعلن أنه مستعد أن يبحث في عملية سلام مقاربة بنسبة أو بأخرى بحدود 1967 وهو يخسر، والآن الذي يحدد جدول أعمال حكومة نتنياهو ـ ليبرمان ـ شاس هم المستوطنين لأن المستوطنين هم من يرجحوا من يأتي الحزب الأول ويرجحوا الائتلاف الذي سوف يتشكل بينما يغضبون من اليسار رغم صهيونيته، وبالتالي لا يعطوه ويعطوا المعسكر الآخر لذلك اليسار ضعيف، وبالتالي نتنياهو يحتاج إلى ضغط أبعد من الضغط الذي يقع داخل "إسرائيل" أيضاً حتى الآن من أجل أما أن يصلوا إلى أما انتخابات مبكرة وخاصة بمبادرة من كاديما للانتخابات المبكرة أو فك هذا الائتلاف، وأن يأتي ائتلاف آخر من الليكود وكاديما وحزب العمل وأوساط أخرى في هذا الميدان.
هذا حتى يتحقق يريد مرة أخرى موقف فلسطيني ضاغط ونمشي بهذه الخيارات المتعددة السياسية أولاً المفاوضات على أساس القرارات الدولية ووقف الاستيطان بالكامل، كذلك ثانياً ثالثاُ رابعاً خامساً سادساً التي ذكرتها.
بجانب هذا يوجد شيء يجب أن نعمله على الأرض بالميدان حتى لا نبقى في حالة جامدة لأن هناك جمود عندنا داخل الأرض المحتلة، الجمود مركب، فهناك جمود من السلطة الفلسطينية، وبالتالي نتعامل مع شعبنا بالأرض المحتلة معاملة فوقية، بينما المطلوب الفتح على الشعب، وهناك خطوتين كبار على السلطة أن تفعله وتعمل به وناقشت هذا مع أبو مازن طويلاً، وناقشته أيضاً مع سلام فياض هنا في عمان، وربما نناقشه من جديد.
المستوطنات تبنى بأيدي فلسطينية 100% المستوطنات في الضفة الفلسطينية، لذلك مطلوب من السلطة خطة اقتصادية ـ اجتماعية جديدة لاستيعاب هذه اليد العاملة، لأنهم يعملون بالمستوطنات بفعل الجوع والفقر والبطالة لاستيعابها، وهذا كلفته عشرات ملايين الدولارات فقط بالواقع 20 ألف كل شهر أربعة آلاف بقروض صغيرة ومتوسطة، وبناء مساكن شعبية إلى أخرى لا تستطيع أن تقول لهم انسحبوا للجوع من جديد، هذا على السلطة الفلسطينية أن تعمل به وتفعله.
ثانياً: على السلطة الفلسطينية إشراك الشعب باتخاذ القرار لأن إشراك الشعب يعطينا قوة هائلة تلتف حول منظمة التحرير واللجنة التنفيذية برئاسة أبو مازن، بمئات الألوف داخل الضفة والقدس، كذلك السلطة الفلسطينية، مئات الألوف هذا يحتاج إلى انفتاح على الشعب بانتخابات بلدية ... انتخابات عمالية ونسائية وشبابية، وكل أشكال الانتخابات المحلية لأنه يعني شراكة لعشرات الألوف باتخاذ القرار السياسي والاجتماعي، ويصبحون قوة هائلة باليد بما فيه إمكان انطلاق انتفاضة ثالثة على قاعدة ديمقراطية ووفق مبدأ المقاومة الشعبية وكل أشكال النضال الجماهيرية الأخرى، هذا مطلوب من السلطة، مطلوب من منظمة التحرير، أيضاً أن نفعل ما نحن متفقون عليه بثلاث برامج وحدة وطنية 2005، بالقاهرة 2006، بغزة 2009، بالقاهرة، متفقين على انتخابات لمجلس وطني لمنظمة التحرير بقانون التمثيل النسبي الكامل وحتى ولو بقي الانقسام الراهن بين حماس وفتح بموجب الانقلاب الذي وقع وقبل أيام من احتفال بمناسبة الثورة الجزائرية بالصدفة تجمعنا، التقينا، فكان مشعل وكنت أنا موجود وكان صف من الوزراء السوريين موجودين.
مشعل يسألني: ما رأيك يا أبو النوف بالحوار الجاري بيننا وبين فتح ؟ فقلت: نحن القوة الفلسطينية الوحيدة الرئيسية التي أخرجت بيان رحّبت بهذا الحوار، وشجعت على التسارع باستمرار هذا الحوار، لكن أودُّ أن أقول لك أمام كل الموجودين أنت الذي عملت الانقسام وأنت اللازم أن تنتقل من حوار ثنائي إلى حوار شامل، وهذا إذا كنت فعلاً صاحب نزعة وحدوية وتوحيدية من أجل قبضة متحدة لمحاربة الاحتلال والاستعمار والاستيطان. منظمة التحرير، جميع الفصائل بلا استثناء موافقة على إعادة بنائها بالتجديد الديمقراطي بات متاح للانتخابات داخل البلاد وحيث ما أمكن في بلدان الشتات مثل لبنان وسوريا والبلدان العربية بالخليج والمهاجر الأجنبية، ناس مستعدة أن تنزل الانتخابات لأنها موافقة على قانون الانتخابات بالتمثيل النسبي الكامل بشأن منظمة التحرير، حماس وحدها غير موافقة على التمثيل النسبي الكامل بشأن الجزء، لكن الجزء بالمجلس التشريعي آخر ما تمكنا عليه وتدخلت مصر وسيطاً 75% تمثيل نسبي 25% دوائر حاسبتها لحماس أن هناك احتمال تأتي مع فارق بسيط بينها وبين فتح.
في هذا الميدان أيضاً ننعش الأوضاع بمنظمة التحرير وحتى نبدأ بهذه الخطوة الاتحادات النقابية والجماهيرية في الوطن، الموجودة بلبنان وسوريا والبلدان العربية، بالمهاجر الأجنبية، نعيد بناءها بالداخل بموجب قوانين التمثيل النسبي الكامل، هذه الخطوات على الأرض وبالميدان مطلوبة ميدانياً حتى نوحد الشعب ونشرك الشعب ويلتف الشعب حولنا فعلاً، وهذا سيحاصر الانقسام ويحاصر الانقساميين والإقصائيين والاحتكاريين ويدفع بمئات الألوف بغزة أن ينزلوا للشارع بما يجري مع شعبنا بالضفة الفلسطينية وبالشتات، وبما يجري بغزة، هذه الخطوات يجب أن تكون، عند ذاك ستتفاعل الأوضاع الدولية معنا أكثر مما هو قائم أول أمس 26 من أبرز القيادات السياسية الأوروبية وقّعوا على وثيقة تعرفونها، وأيضاً أول أمس أول عشرة من أبرز القيادات السياسية الدولية بما فيهم كوفي عنان، كارتر، شمت وآخرين ... وقّعوا على وثيقة يخاطبوا فيها العالم وخاصة الرباعية الدولية اذهبوا إلى مجلس الأمن، وشرّعوا بمجلس الأمن، كلهم قالوا هذا شرعوا الدولة الفلسطينية بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية المحتلة، بمعنى الوضع الدولي قابل لمزيد من التطوير بجانب الوضع الفلسطيني، العرب مطلوب منهم أن تلتزم قراراتهم عند حدود يستطيعون فيها التنفيذ بدون وعود معلقة بالهواء.
هذا يعني أن أوجه النداء من منبركم إلى لجنة المتابعة العربية والعرب أجمعين أن يسمعوا ما نقول، وأنا خاطبتهم واحداً واحداً أن يسمعوا 15 وزير خارجية عربي أقول لهم: 1 ـ مطلوب قرارات سياسية ذكرتها سابقاً، مطلوب منّا أيضاً بمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية القرارات الخمسة أعمدة سياسية إستراتيجية بديلة. 2 ـ مطلوب إستراتيجية عربية جديدة تعزز وتطوّر القدرات الدفاعية والاقتصادية للدول العربية المجاورة للأراضي الفلسطينية المحتلة، وأقصد بالتحديد الأردن، مصر، لبنان، سوريا، بما يعزز القدرات الدفاعية ويخفف الآلام الاقتصادية عن شعوب هذه الأقطار.
دول الخليج دفعت بالأزمة الاقتصادية المالية العالمية الرأسمالية 4 ترليون دولار (4000 آلاف مليار)، كل ديون هذه الدول الأربعة لا تصل إلى 100 مليار دولار، هناك 4000 آلاف مليار خسروها وبالتالي شوية قطران حتى يمكننا النهوض بالحد الأدنى من التضامن العربي، حينذاك فقط الأمريكان يسمعوا لنا وحينذاك الاتحاد الأوروبي يستجيب والعالم يستجيب ...

شكراً جزيلاً على ما أفضت به من إجابة على الأسئلة التي طرحناها حول ماذا يمكن للقيادة الفلسطينية أن تفعل للخروج من الاستغلاق الذي فرضته حكومة اليمين الإسرائيلي ؟ ...
مستمعينا الكرام أود في نهاية هذه الحلقة أنا وفراعنة أن أشكر باسمكم السيد نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواتمة: الحوار بين فتح وحماس -احتكاري ولن ينتج مصالحة او وحد ...
- حواتمة: انتخابات 2006 تمت بقانون انقسامي لا ديمقراطي
- حواتمة: مخاطر ضياع إقامة دولة فلسطينية
- نايف حواتمة: ندعو لدورة استثنائية للجمعية العمومية للأمم الم ...
- حواتمة : رحل ابو عمار مناضلاً شجاعاً في سبيل حقوق شعبنا
- حواتمة العودة إلى الشرعية الدولية وإلى أصل القضية الفلسطينية
- الأمين العام نايف حواتمة في لقاء خاص عبر إذاعة صوت الوطن من ...
- حواتمة في حوار مباشر مع الجزيرة مباشر
- د.نايف حواتمة في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول افاق الي ...
- حواتمة يجيب على الأسئلة الساخنة الفكرية والسياسية،
- هنالك 32 ألف عامل فلسطيني يعملون في بناء المستوطنات وعلى الح ...
- النص الكامل لكلمة نايف حواتمة بمناسبة افتتاح - أشد - ل مخيم ...
- الكتاب: اليسار العربي رؤيا النهوض الكبير
- حواتمه في حوار مع فضائية -روسيا اليوم-
- كلمة حواتمة في المهرجان بمناسبة الذكرى 41 لانطلاقة الجبهة
- حواتمة : السياسات الصهيونية تزيد الوضع تعقيداً والشعب الفلسط ...
- حواتمة: توافقنا مع الرئيس محمود عباس على الدعوة لحوار وطني ش ...
- حواتمة: يدعو القمة العربية القادمة إلى وضع إستراتيجية جديدة
- كلمة الرفيق نايف حواتمة في مهرجان الذكرى الخامسة لرحيل القائ ...
- الأستاذ رزكار عقراوي المحترم


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - الضغط الإسرائيلي لا يواجه بضغط فلسطيني موحد متحد يلتزم بقرارات الإجماع الوطني