أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نايف حواتمة - كلمة الرفيق نايف حواتمة في مهرجان الذكرى الخامسة لرحيل القائد ياسر عرفات (أبو عمار)















المزيد.....


كلمة الرفيق نايف حواتمة في مهرجان الذكرى الخامسة لرحيل القائد ياسر عرفات (أبو عمار)


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 16:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في مخيم اليرموك -دمشق، وباسم فصائل الثورة ومنظمة التحرير الفلسطينية

الأخوات والأخوة المناضلون ... أخوتنا ... أبناء مخيمات شعبنا على الأرض السورية العربية المضيافة ... الأخوة ممثلو سورية ... قادة الفصائل الفلسطينية ... ضيوفنا الكرام ... ممثلو أصدقاء شعب فلسطين في عالمنا المعاصر، عالم التحرر والحرية والاستقلال والديمقراطية ...
في خمسية الرحيل ... سلامٌ سلام على شهيدنا الكبير أبو عمار رفيق الدرب الطويل ...
سلام على الشهداء الأعزاء: جورج حبش، محمود درويش، عمر القاسم عميد الحركة الأسيرة، أبو علي مصطفى، الشيخ أحمد ياسين، الصديق فتحي الشقاقي، عبد الكريم حمد، الحاج سامي أبو غوش، خالد نزال، زهير محسن، طلعت يعقوب، أبو العباس، جهاد جبريل، د. سمير غوشة ...
سلامٌ على الشهداء العوالي، أبو إياد، أبو جهاد، شاعرنا شاعر فلسطين والعروبة كمال ناصر ...، في حضرة الغياب سلامٌ على كل شهيد ... في عالم المقاومة ... عالم التحرر والحرية، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في فلسطين والبلاد العربية، طريق الخلاص الوطني والقومي ...
في خمسية الرحيل يا أبا عمار؛
العالم يتطور ويتغير من حولنا، نهوض كبير لقوى التحرر والتقدم والحداثة، في عالمنا المعاصر تحولات كبرى، في أمريكا اللاتينية، في الاتحاد الأوروبي، روسيا، الصين، الهند ...، تحولات كبرى إلى أمام، داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
بخطاب جديد انهار دعاة "نهاية التاريخ ... رحلوا واعتذروا، ودعاة صراع الحضارات رحلوا ولم يعتذروا، ودعاة صراع الأديان" ... ماذا عندنا يا أخي أبا عمار ؟ ... ماذا في بلادنا والشرق الأوسط ؟ غياب أعمدة حوامل التطور والصمود الكبير، الانقسام الفلسطيني الخاسر الأكبر فيه وأولى ضحاياه المقاومة الفلسطينية، الخاسر الأكبر فيه وحدة الشعب والوطن، وحدة جناحي الوطن المحتل في الضفة الفلسطينية والقدس وفي قطاع غزة، الخاسر الأكبر فيه كل أشكال المقاومات العربية.
انقسامات عربية ـ عربية، صراع محاور عربية وغير عربية في الشرق الأوسط، تفكك وحروب أهلية محلية، قطرية، لا تحمي وحدة القطر الواحد من العراق إلى اليمن إلى السودان، مروراً بـ "صوملة" الصومال وفلسطين. صراعات إقليمية ـ إقليمية، فضلاً عن عمليات الغزو الأمريكية في عهد بوش الابن والتراث الذي خلّف حتى اليوم في العراق وأفغانستان ... كل هذا عندنا في الشرق الأوسط، بينما جبهة الأعداء ـ بأغلبية الرأي العام ـ في الكيان الصهيوني أغلبية القوى السياسية ممثلة بحكومة نتنياهو اليمينية واليمينية المتطرفة، يمين جمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنظمة "الإيباك" اللوبي الصهيوني اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية، ضغوط هائلة على الإدارة الجديدة، على إدارة أوباما للتراجع عن خطاب أوباما الموجه لشعب فلسطين، للأمة العربية، للعالم المسلم، لكل قوى آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. خطابه في أنقرة، خطابه في القاهرة في أكرا عاصمة غانا الإفريقية، للتراجع والتآكل وفي المقدمة بفعل هذه القوى الضاغطة الثلاثة، التراجع عن وعوده التي قدم في خطاب القاهرة في 4 حزيران/ يونيو هذا العام؛ عندما قارن بين عبودية السود في الولايات المتحدة الأمريكية وحال الاضطهاد بالعبودية على يد الاحتلال الإسرائيلي، وعندما قارن بين الهولوكست (أي المحرقة، الإبادة) التي تعرض لها اليهود على يد القوى الفاشية في أوروبا، وحالة الهولوكست التي يتعرض لها الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفي أقطار اللجوء والشتات، ليتراجع أوباما ويتآكل خطابه في ظل ضغوط حكومة نتنياهو، اليمين الجمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية، منظمة الإيباك الأمريكية اليهودية الصهيونية، يقابلها غياب حوامل الضغط في شرقنا الأوسط.
انقسامات وتراجعات
في بلادنا العربية انقسام فلسطيني، انقسامات عربية ـ عربية، وضعف قوى السلام؛ سلام الشرعية الدولية داخل الكيان الصهيوني نفسه التي تراجعت ثم تراجعت، على هذا كله وقع التراجع والتآكل في وعود أوباما، الاستيطان غوله يتواصل في القدس، في الضفة الفلسطينية، في توسيع المستوطنات القائمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، 300000 ألف مستوطن مستعمر إسرائيلي يهودي في القدس المحتلة، 350000 ألف في الضفة الفلسطينية، وحكومة نتنياهو تسعى للوصول إلى مليون مستوطن خلال سنتين أو ثلاث سنوات من حكمها.
الآن نسأل أنفسنا على ضوء هذا الغياب في الانقسامات، في صراع المحاور الفلسطينية والإقليمية والشرق أوسطية ماذا كانت النتيجة منذ حزيران/ يونيو حتى يومنا ؟! ... أصيب كثير باليأس والإحباط، في قطاعات فلسطينية وفي العواصم العربية التي اعتقدت أن وعود أوباما ستقدم على طبق من ذهب ترحيل الاحتلال والاستيطان، عندما طالب "بالوقف الكامل للاستيطان"، ودعا إلى "وقف الاستيطان قبل استئناف المفاوضات" ماذا كانت النتيجة ؟ ...
تراجع خطاب أوباما، ودعا إلى "لجم الاستيطان بدلاً من الوقف الكامل"، وتراجع خطاب أوباما وبدأ بالدعوة إلى "استئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة"، من يطرح الشروط المسبقة ؟ إنه الكيان الصهيوني، حكومة نتنياهو، الاحتلال شرط مسبق، الاستيطان شرط مسبق، تكثيف تهويد القدس شرط مسبق، توسع الاستيطان في الضفة شرط مسبق، توسع المستوطنات شرط مسبق، توسع الاستيطان في الجولان شرط مسبق، احتلال الجولان ومزارع شبعا وكفر شوبا شرط مسبق ... كلها شروط مسبقة.
المجتمع الدولي ـ ازدواجية المعايير
مرة أخرى؛ إن الحالة والمجتمع الدولي مطالب بأن يضع نهاية، يضع حداً لازدواجية المعايير، فنتنياهو وحكومته يطرحون الشروط المسبقة لا الشعب الفلسطيني والشعوب العربية تدعو إلى حلول سياسية مستندة إلى المقاومة بكل تلاوين المقاومة، على الأرض وفي الميدان، مقاومة مسلحة، مقاومة للصمود، مقاومة للدفاع ضد الاستيطان، مقاومة للدفاع وتكسير جدار العزل العنصري، مقاومة ضد التوسع الإسرائيلي الصهيوني ضد حماية الإمبرياليين، هذه المقاومة تسند السياسة، فلا مقاومة بدون أفق سياسي، ولا سياسة بدون مقاومة. جمعنا أخي أبو عمار منذ مطلع الثورة، منذ بناء منظمة التحرير، منذ تجديد بناء منظمة التحرير حتى يومنا، جمعنا بين "سلاح السياسة وسياسة السلاح" تماماً كما فعلت كل الحركات والثورات للتحرر الوطني من فيتنام إلى الجزائر، إلى اليمن جنوباً، إلى أنغولا، إلى جنوب إفريقيا ... كل الثورات وحركات التحرر الوطني قاتلت وفاوضت، لكنها جمعت بين "سلاح السياسة وسياسة السلاح" ... ندعو إلى حلول تقوم على حقوق شعبنا كما قررها المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة، قرارات الشرعية الدولية، كما قررها شعبنا الفلسطيني في المجلس الوطني لمنظمة التحرير وبالإجماع في حزيران/ يونيو 1974، حقوقنا بتقرير المصير لشعبنا أينما كان في 48، 67، في أقطار اللجوء والشتات، حقوقنا في الحرية وبناء دولة فلسطين المستقلة عاصمتها القدس العربية المحتلة، حقوقنا بحق العودة للشعب اللاجئ، 68% من مجموع الشعب الفلسطيني إلى دياره عملاً بالقرار الأممي 194، ولكم أنتم أبناء اللجوء والشتات ألف تحية، فأنتم بناة منظمة التحرير، أنتم بناة الثورة الفلسطينية المعاصرة، أنتم بناة المقاومة والثورة المعاصرة رداً وبديلاً عن هزيمة حزيران/ يونيو1967، أنتم مخيمات أنهار الشهداء جبال جماجم الشهداء في سوريا ولبنان وعلى الأراضي الأردنية، إلى أن نهض شعبنا داخل الأرض المحتلة، فكسر جدار الاحتلال وانتفض انتفاضته الكبرى الماجدة عام 87، فإليكم يا أبناء مخيمات سوريا ولبنان والأردن، ومعاً ومع كل شعبنا على الطريق إلى فلسطين إليها ومن حولها، لكم المجد كل المجد، فقد بنيتم الثورة المعاصرة، وعلى الثورة المعاصرة أن تقدم حقوقكم عليها وعلينا، وفي المقدمة حق العودة إلى الديار.
الأخوات ... الأخوة المناضلون:
أمام موجة اليأس في أوساط السلطة الفلسطينية، وموجة اليأس في العواصم العربية ماذا فعلنا؟ أبو مازن أخي ورفيق النضال على امتداد ثلاثين عاماً وأكثر، أقول: علينا بالعودة إلى بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولن تحل قضايانا في الرغبة بالترشح من عدم الترشح، وأقول للعواصم العربية التي لم تجد ما تقول لشعوبها إلا اجتماع ثلاثة عشر وزيراً للخارجية العرب في القاهرة قبل ثلاثة أسابيع ليقرروا الذهاب إلى مجلس الأمن، وأقول لهم ذهبنا وذهبتم معاً إلى مجلس الأمن على مشروع القرار الذي يقول حدود الدولة الفلسطينية هي حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ماذا إذا استخدمت الإدارة الأمريكية الفيتو؟ وربما دول أخرى الفيتو ؟ ماذا تفعلون ؟
هنا أقول حتى يومنا لا يوجد إستراتيجية عربية موحدة حتى يومنا، لا يوجد آليات عربية لتطبيق مبادرة السلام العربية، حتى يومنا الدول العربية لم تستجب لمعادلة دعا إليها أوباما في القاهرة، "مصالح مشتركة، مصالح مقابل مصالح، واحترام متبادل"، هل اجتمعت الدول العربية بقمة عربية استثنائية لتعطي جواباً على ذلك وتضع المصالح الأمريكية في كفة من الميزان، ومصالح العرب وفي المقدمة قضية فلسطين المركزية والأراضي العربية المحتلة، وهي القضية الوحيدة التي تجمع العواصم العربية هذا بكفة، وهذا بكفة، وإلا علينا أن نعيد بناء المعادلات، العلاقات العربية ـ الأمريكية، والعلاقات العربية مع الكتل الدولية على أسس جديدة، كل ما هو موجود بأمريكا موجود في الاتحاد الأوروبي، بروسيا، في اليابان، في الصين، في البرازيل، في جنوب إفريقيا، كله موجود فهذه كلها دول صناعية متطورة بكل ألوان المعرفة والتكنولوجية، وبالتالي نبني معادلات جديدة.
ماذا إذا استخدمت واشنطن الفيتو ؟ أقول وسألت عدداً من وزراء خارجية الدول العربية، وسألت الأمين العام لجامعة الدول العربية، ذهبنا ومعاً إلى مجلس الأمن وتم استخدام الفيتو، على هكذا مشروع، قرارنا ما العمل ؟! ... لا جواب أقول من جديد على الدول العربية أن تضع ركباً صلبة لها، وعلينا في الحركة الفلسطينية أن ننهي الانقسام ونعيد بناء الوحدة الوطنية، حتى إذا استخدم الفيتو، ندعو إلى دورة استثنائية للجمعية للأمم المتحدة بموجب قانون "متحدون من أجل السلام لميثاق الأمم المتحدة"، من أجل قرار ملزم بالأمم المتحدة تحت راية دورة استثنائية متحدون من أجل السلام، وقع هذا مع الصين الشعبية ممثلها الآن بيننا، وقع هذا عندما تقدمت ألبانيا الصغيرة مع مجموعة من الدول الآسيوية إلى دورة استثنائية عليها بند وحيد دخول الصين الشعبية إلى مؤسسات الأمم المتحدة وطرد تايوان التي كان اسمها الصين الوطنية، فعلاً اتخذ القرار دخلت الصين الشعبية كل مؤسسات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وطردت تايوان، وفعل هذا مرة أخرى مجموعة من الدول الإفريقية عندما طالبوا بإطلاق سراح نيلسون مانديلا وطالبوا بإنهاء التمييز العنصري الأبيض، وانتخابات بالتمثيل النسبي الكامل لكل الأعراق والأديان والألوان بجنوب إفريقيا، ورفضت في حينها الإدارة الأمريكية وبريطانيا بالفيتو في مجلس الأمن، ذهبوا إلى دورة استثنائية للأمم المتحدة عليها فقط هذا القرار، فكانت النتيجة أُخِذَ قرار وعارضت واشنطن، و"إسرائيل" وعشرات الدول، لكن بالأغلبية، وعندها بدأت العقوبات على الحكم الأبيض في جنوب إفريقيا إلى أن تفكك وانهار وجرت انتخابات بالتمثيل النسبي الكامل، وجاء مانديلا رئيساً لجنوب إفريقيا ديمقراطية موحدة. تفضلوا بركب متماسكة إذا رُفِضَ مشروع القرار بمجلس الأمن بالفيتو نذهب إلى دورة "متحدون من أجل السلام، دورة للجمعية العامة للأمم المتحدة استثنائية عليها فقط مطروح مشروع القرار"، علينا أن نناضل طويلاً إلى أن يصبح هذا ممكناً، فالأفكار في العواصم العربية لا تتجه إلى موقف عربي موحد في القضية الفلسطينية، وترون هذا بأربع مؤتمرات للقمة العربية انعقدت خلال أسبوعين أثناء العدوان المدمر الصهيوني على قطاع غزة، فتحية إلى شعب قطاع غزة، إلى فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ...
انعقدت أربع قمم عربية، واحدة منها أخذت قراراً يتيماً بتعليق مكاتب الاتصالات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل كانت قمة الدوحة، والأخرى قمة الكويت أخذت قراراً أيضاً وحيداً جمع الأموال لإعمار قطاع غزة وحتى يومنا لم يصل مالاً لإعمار قطاع غزة، بينما أربع قمم عربية ولا واحدة بحثت جدياً بما علينا أن نفعل بتجاوز الانقسام الفلسطيني وتجاوز الانقسام العربي ـ العربي، كما فعلت الدول العربية عندما تقدم حزب الهج وحلفائه إلى بيروت الغربية وإلى الجبل، كلها أصيبت بالرعب من أن ينتقل الصراع في لبنان من لون مذهبي سني ـ شيعي، إلى داخل العواصم العربية، فركضت إلى لبنان وذهبوا جميعاً إلى الدوحة بموقف موحدّ، وأنهوا الانقسامات اللبنانية ـ اللبنانية، لماذا معنا يغذى الانقسام يومياً، يُموّل الانقسام يومياً، نقول لأخوتنا العرب: اجمعوا مرة واحدة بعد غياب طويل بين الشعارات والعواطف وبين تحويلها إلى أفعال وأعمال، تبني فعلياً موقفاً عربياً موحداً.
المقاومة والوحدة الوطنية ضحايا الانقسامات
من يريد مقاومة فلسطينية وهي أم المقاومات العربية، فنحن بناة الثورة الفلسطينية المعاصرة، المقاومة، الانتفاضة، نحن الذين فتحنا كل أجنحة فصائل المقاومة إلى كل القوى الوطنية العربية وفي الشرق الأوسط، الإيرانية، وبلدان عديدة في أقطار عديدة في العالم الثالث ضد الطغاة والاستبداديين والمستكبرين، ومن أجل الحقوق الوطنية العربية والفلسطينية وحقوق شعوب الشرق الأوسط، من يريد مقاومة فلسطينية تجمع بين النهج وبين الممارسة، ليست نهجاً معلقاً في الهواء مثل منطاد دبلن لا هو في السماء ولا هو على الأرض، تجمع بين النهج وبين الممارسة، كلام شعارات في سنوات، وأصارحكم أكثر خمس سنوات من مؤتمر شرم الشيخ في شباط/ فبراير 2005 حتى الآن لا يوجد مقاومة داخل خط 1948، وضد قوات الاحتلال في الضفة وكسر الحصار على قطاع غزة، وخاصة منذ الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني لا توجد هذه المقاومة، وعندما يخرج صاروخ من قطاع غزة على الغلاف المحيط بالمستعمرات الاستيطانية الإسرائيلية، هناك من يتقدم بادعاءات أنه تم الإجماع الوطني على وقف إطلاق أي صاروخ "دون علم أحد"، مما تضطر فصائل المقاومة للإعلان لا علاقة لنا بهذا الإعلان الأجنحة العسكرية الخمسة لفصائل المقاومة، وبالتالي من يريد مقاومة ليجمع بين النهج والممارسة، من يريد مقاومة عليه أن يعمل في صفوف شعوبنا، بما فيه شعبنا في المقدمة على إنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية.
صمود شعبنا الأعزل في قطاع غزة، ومقاومة عدوان حرب "الرصاص المصبوب" على شعبنا الشجاع في قطاع غزة يستدعي استخلاص دروس المقاومة الراشدة الموحّد وليس محاولات منع الرد بالصواريخ على الاعتداءات الدموية الجارية على الشعب ورجال المقاومة داخل القطاع تحت عنوان "الإجماع الوطني" من وراء ظهر الجميع.
هنا نقول: ندعو إلى استئناف الحوار الوطني الشامل فوراً في القاهرة، ونطرح الورقة المصرية على طاولة الحوار وما نتفق عليه يدخل تطويراً على الورقة المصرية، ما نختلف عليه نواصل الحوار بشأنه بشكل أكثر اتساعاً وعمقاً، ونوقع على ما اتفقنا عليه وفي المقدمة ثلاث قضايا كبرى:
القضية الأولى: العودة للشعب بانتخابات تشريعية ورئاسية، تقوم على التمثيل النسبي الكامل، وانتخابات مجلس وطني فلسطيني موحد داخل الوطن وفي أقطار اللجوء والشتات، تقوم على التمثيل النسبي الكامل.
القضية الثانية: حكومة وفاق وطني كما فعل لبنان، لا حكومة محاصصة بين فتح وحماس. جربنا هذا في مكة المكرمة ماذا كانت النتيجة ؟ انقلابات وحروب أهلية وانقلابات سياسية وعسكرية.
القضية الثالثة: إعادة بناء مؤسسات الأمن الوطني الأجهزة الأمنية، بناؤها على أسس مهنية وطنية، فهذه لكل الشعب وليس أسس محاصصة بين فتح وحماس، بل للجميع الجميع من أبناء شعبنا، هكذا ننهي الانقسام، نعيد وحدة الوطن، مؤسسات السلطة الفلسطينية، ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بالعودة إلى الشعب بانتخابات شاملة بالتمثيل النسبي الكامل.
لا للذهاب نحو المجهول
الآن نحن كل الحالة الفلسطينية مرشحة أن تذهب نحو المجهول، بالتحديد بسقف 25/1/2010 تنتهي الولاية الشرعية للأخ أبو مازن، ولذلك قال لن أترشح بـ 25/1، وينهي المجلس التشريعي للسلطة الفلسطينية مدته الكاملة وعليه نصبح بالمجهول، وحتى لا نكون بالمجهول علينا أن نستأنف الحوار الشامل فوراً، وعلينا أن تأخذ مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية دورها كاملاً، والآن ندعو المجلس المركزي لمنظمة التحرير ليفحص كل هذه الأوضاع في 15/12، وأن تحل فوراً مسألة الرئاسة لأن الانتخابات باتت مؤجلة بدلاً من 25/1 إلى إشعار آخر عام 2010، وعلينا أن نحمي موقع الرئاسة، وهنا أقول: المجلس المركزي مطالب بذلك وإذا دعت الضرورة فليفحص عقد مجلس وطني فلسطيني بدورة عادية، لكل مكونات المجلس الوطني الفلسطيني بالوطن والشتات لحل هذه المسألة وحل مسألة السلطة التشريعية التي انتهت ولايتها، لا يمكن أن نترك الأوضاع تندفع نحو المجهول، وهنا السلطة الفلسطينية تشكلت بموجب اتفاقات تعلمونها نحن انتقدناها لأنها اتفاقات جزئية ومجزوءة لن توصل إلى حلول شاملة متوازنة تستند لقرارات الشرعية الدولية، هنا أقول تشكلت السلطة الفلسطينية بموجب ذلك الاتفاق تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية والذين فاوضوا فاوضوا باسم منظمة التحرير الفلسطينية، وبالتالي مسؤول المجلس الوطني لمنظمة التحرير لحل هذه القضايا بدلاً من أن يتدهور الوضع أكثر فأكثر نحو المجهول: تعميق الانقسام، تعميق الصراعات الفلسطينية ـ الفلسطينية والعربية ـ العربية.
الأخوات ... الأخوة المناضلون:
نحن دعاة القرار الفلسطيني المستقل، دعاة القرار السوري المستقل، دعاة القرار المصري ... المغربي المستقل، لكل بلد عربي، مستقلاً عن قوى الاستكبار، عن القوى الأجنبية، عن قوى الهيمنة، مستقلاً في خدمة القضية الوطنية، في خدمة قضيتنا وقضايانا القومية، وحتى يصبح ممكناً القرار العربي الوطني المستقل فلقد عقد مؤتمر الأحزاب العربية في دمشق قبل أسابيع ... حتى يصبح ممكناً شرط هذا أولاً: إنهاء الانقسام الفلسطيني، إنهاء الانقسام العربي ـ العربي، بدون هذا إمكانية قرار مستقل عربي يبقى معلقاً في الهواء، ولذا عندما سأل السائلين السيد الرئيس بشار الأسد أحييه من على هذا المنبر الفلسطيني، من على هذا المنبر لشعب فلسطين، هل هناك إستراتيجية عربية موحدة ؟ هل هناك آليات تنفيذية لمبادرة السلام العربية ؟ أجاب بصراحة وبشفافية لا يوجد إستراتيجية عربية، يوجد انقسامات عربية، لا يوجد آليات تطبيقية تنفيذية لمبادرة السلام العربية.
إذاً هذا هو المجهول، علينا أن نتجاوز المجهول، هنا أقول عدونا يواصل قراراته من جانب واحد: احتلال، استيطان، تهويد، إجراءات يومية على الأرض من جانب واحد، أيضاً دول وشعوب أعلنت استقلالها من جانب واحد، كوسوفو وهي كانت جزءاً من يوغسلافيا الاتحادية، ملحقة بصربيا ... شعبها كله مسلم ... أعلنت استقلالها من جانب واحد، أمريكا، الاتحاد الأوروبي، أغلبية دول العالم تبنت قرار كوسوفو، واعترفت بكوسوفو، وكذلك تيمور الشرقية استقلت من جانب واحد عن أندونيسيا، دول العالم اعترفت بتيمور الشرقية دول مستقلة والقرار من جانب واحد، لماذا ازدواجية المعايير، الشعب الفلسطيني لا حق له أن يتخذ قرار من جانبه، أراضينا محتلة، وهنا أقول عودة إلى مجلس الأمن إذا لم يمر هذا القرار فيجب أن نذهب إلى دورة استثنائية للأمم المتحدة، وفي هذا السياق أحيي الاتحاد الأوروبي الذي أعلن أنه في 7/12/2009 يجتمع مؤتمر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، والسويد مقدمة مشروع قرار لإقراره بالقمة الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي "يعترف بأن حدود فلسطين القادمة هي حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 وعاصمة هذه الدولة هي القدس الشرقية"، ولذلك الآن حكومة نتنياهو توجه التهديدات للاتحاد الأوروبي وأن الاتحاد الأوروبي إذا أقدم على هذه الخطوة "لن يكون وسيط نزيه، ولم يكون له دور في حل قضايا الشرق الأوسط".
تحية من جديد إلى الاتحاد الأوروبي داعياً إياها أن يأخذ بقوة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، هذا الحق للشعب الفلسطيني، على طريق النضال من أجل حقنا بتقرير المصير والدولة المستقلة وحق العودة.
أخي أبو عمار ...
بنينا الكثير معاً، بنينا إنجازات إستراتيجية كبرى لشعبنا لا يمكن تجاوزها فلسطينياً، عربياً، إقليمياً، دولياً، ووقعنا بأخطاء كبرى يمكن تجاوزها بالإصلاح والتطوير بسياسة جديدة راشدة نحو حلول شاملة متوازنة لا جزئية ولا مجزوءة ... لا مفاوضات دون وقف المستوطنات والاستيطان. فتجاوز الانقسام السياسي والسلطوي ضرورة وطنية فالانقسام في الضفة وقطاع غزة سلطوي لا إطار سياسي له، في الحوار الشامل أنجزنا إعلان القاهرة على الإطار السياسي، وثيقة الوفاق الوطني بالإجماع (غزة ـ حزيران/ يونيو 2006) على الإطار السياسي، في شباط/ فبراير إلى 19 آذار/ مارس 2009 على الإطار السياسي الجمع بين المقاومة والسياسية.
أخي أبو عمار ...
قضيتنا على يدك وكل أيدي القادة والفصائل والقوى ومكونات الشعب وبقرارات الإجماع (مجلس وطني، قيادة فلسطينية) جرى فلسطنتها وطنياً، وجرى تعريبها قومياً بقرارات قمة الرباط 1974 حتى آخر قمة في قطر، وجرى تدويلها فنحن أعضاء في المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة منذ عام 1974، ولذلك العدو الإسرائيلي لا يريد وضد تدويل القضية الفلسطينية، ويريد تفكيك تعريب القضية الفلسطينية، ويريد تمزيق الصف الفلسطيني بالانقسامات أكثر فأكثر، لأن دولة "إسرائيل" قامت بقرار دولي، ولذلك لا تريد قراراً دولياً للشعب الفلسطيني بحقه بتقرير المصير والدولة والعودة ...
أخيراً أقول: لا نجاح لمقاومة بدون سياسة، ولا نجاح لسياسة بدون مقاومة، الذي بنيناه لا يمكن القفز عنه عربياً ودولياً برغم الانقسام العبثي المدمر، كل حركات التحرر الوطني قاتلت وفاوضت، المقاومة الراشدة المسؤولة تجاه شعبها والرأي العام العالمي، المفاوضات الراشدة الشاملة حتى لا يقف صائب عريقات ويقول فاوضنا 18 سنة ولم نصل إلى شيء، وحتى لا يجد نفسه الأخ أبو مازن مرهقاً ليقول في تشيلي وفنزويلا العدو الإسرائيلي يفعل كل شيء على الأرض وفي الميدان، ومطلوب منا فقط أن نقول أي شيء على طاولة المفاوضات، هكذا مفاوضات لم تعد ممكنة، لا مفاوضات قبل الوقف الكامل للاستيطان.
تكريم أبو عمار ... تكريم الشهداء بإتباع الهدى ... سلام على من اتبع هدى المقاومة ... هدى البرنامج السياسي، برنامج القواسم المشتركة، لا عودة للمحاصصة والانقلابات السياسية والعسكرية، عودة إلى الشعب بانتخابات كاملة بالتمثيل النسبي الكامل.


الخلود لك يا أخي أبو عمار ... الخلود للشهداء ... المجد للمناضلين الأحياء على درب الشهداء ...
المجد للمقاومة الفلسطينية ... المجد للمقاومة اللبنانية ... المجد للمقاومة العراقية ...
المجد للمقاومات العربية لتحرير العقل، للديمقراطية، للعدالة الاجتماعية ...
المجد لكم ولن يكون سلام إلا بكم ولكم وعليكم ...




#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستاذ رزكار عقراوي المحترم
- حواتمة: المقاومة أولى ضحايا الانقسام وصراع المحاصصة الثنائية ...
- حواتمة: كل المؤسسات الفلسطينية يوم الخامس والعشرين من شهر كا ...
- حواتمة: الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية قابل للتراجع ...
- حواتمة: نتنياهو يفرض شروط مسبقة وينفذ الاجراءات الاحادية الج ...
- سوء الانقسام وتفكك الوضع العربي الأسوأ وراء تراجع الادارة ال ...
- نايف حواتمة: أخطاء أبو مازن في حق الشعب الفلسطيني
- حواتمة :الدعوة للانتخابات في 25/1/2010 ليست مسألة قانونية بل ...
- طلب السلطة تأجيل تقرير -غولد ستون- جريمة سياسية وأخلاقية
- حواتمة: إنهاء الانقسام العبثي المدمّر، وإعادة بناء الوحدة ال ...
- العرب يموّلون الانقسام الفلسطيني
- نايف حواتمة في لقاء صحفي في عمان
- حواتمة في حوار مع فضائية الجزيرة
- حواتمة: المجتمع الدولي يتطور باتجاهات تستجيب بنسبة ما للقرار ...
- حواتمة: ارتداد فتح وحماس عن نتائج الحوار الوطني الشامل
- حواتمة: ارتداد وفدي فتح وحماس عطّل نجاح الحوار الشامل
- حواتمة: وفد فتح للحوار الثنائي ارتكب الخطأ الكبير
- حواتمة في حوار مع قناة A1 T.V. الفضائية الأردنية
- نايف حواتمة: حوار المحاصصة الاحتكاري الثنائي بين فتح وحماس ط ...
- حديث أكد فيه أن لقاءات «فتح» و«حماس» التفاف على نتائج الحوار ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نايف حواتمة - كلمة الرفيق نايف حواتمة في مهرجان الذكرى الخامسة لرحيل القائد ياسر عرفات (أبو عمار)