أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير جبار الساعدي - مكارثية العراق الجديد














المزيد.....

مكارثية العراق الجديد


أمير جبار الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3221 - 2010 / 12 / 20 - 17:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول الكاتب (أرثر ميللر) "ما نفع الكاتب إذا لم يختزن في كتاباته الطاقة الاستقرائية لزمانه الحاضر والمقبل؟". فمن الطبيعي أن يوجه أي شخص انتقاده لظاهرة أو حكومة، شخصية قيادية، مسؤولة عن مؤسسة، عمل ما، السياسة، الإعلام أو أي شيء يرى به ضرورة ذلك. فالنقد صفة في طبع الإنسان وقانون أيضا. وليس التشويه فإذا كان النقد خيرا فذاك من الشر. فالنجاح عدو الشخصية الضعيفة، وما أن ينجح العراقي فعليه أن يستعد لمواجهة الاتهامات والتقولات التي ما أنزل الله بها من سلطان. يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (ما أضمر امرؤ شيئاً إلا وظهر في قسمات وجهه, وفلتات لسانه). وإن كان هناك من دخان فيجب الإسراع بالبحث عن مصدر النار لإطفائها حتى لا تنتشر وتحرق الآخرين...
انطوت صفحات أحداث جسام من عمر العراق بعد مواجهات صعبة مع ما عاناه من النظام المباد، وما تلته من مآسي الاحتلال التي ما زال يعيش الكثير من مخلفاتها لهذا اليوم، والعمل على النهوض بعملية التأسيس لبناء دولة جديدة تأطر نظامها الوظيفي والسياسي أحكام القانون والعمل المؤسساتي الصحيح الذي هو أولى القواعد التي ينبغي الاهتمام بإرسائها خلال فترة المخاض التي مازلنا نراوح بها. ومما يرافق أي عملية تأسيس جديدة هو رشوح الكثير من سلبيات التطبيق أو بروز بعض الظواهر الغريبة التي تحاول الإطاحة بكل ما هو مختلف ومنافس، أو بارز ومعروف بجدية العمل وصدق النوايا للتصحيح والبناء من غير أي انتماء أو تحيز لجهة على أخرى وهذا ما نلاحظه كثيرا في حياتنا اليومية ومنها الإدعاء على الآخرين من غير وجه حق ولا دليل مثلما فعلت المكارثية في أمريكا، ذلك أن غاية ما فعله السيناتور جوزيف مكارثى أنه أتهم بعضا من موظفي الخارجية الأمريكية ومن أختلف معه من الجيش بالتعاطف مع الشيوعية، عبر تشريع قانون يبيح محاسبة المواطن الأمريكي على انتمائه للحزب الشيوعي مما فسح له المجال أن يتهم كل من أختلف معه بهذه التهمة وتقديمه الى المحكمة لغرض الخلاص منه, كما لم يفته إلصاق هذه التهمة بمن لا يتفق معه.
وها نحن نسمع ونشاهد اليوم نوع من المكارثية الجديدة على طريقة التسقيط نفسها ولكن بعناوين مختلفة تحمل أسماء (الإرهاب، البعث، الميليشيات و.....الخ)، ويبدو أننا أمام مرحلة جديدة يساق فيها الإعلاميون للذبح بتهم جديدة ومبتكرة هي أنهم أصبحوا على رؤوس الأشهاد ولهم من الانتشار والحضور أكثر ممن بقى يراوح في مكانه من المدعين والمتصيدين في الماء العكر، ويحملون قلم ينطق بالحق من غير أن تخيفهم السلطة ولا الجاه.. على اعتبار أن هؤلاء المنافقين الذين لا يأتيهم الباطل من أمامهم ولا من خلفهم، هم من يمتلكون الحقيقة دائما وأن ما يروجونه من أباطيل في كثير من الأحيان هي دعاوي كيدية وحاقدة لا تمت لعين الصواب بأي رابط يثبت صحة الصورة التي يعرضونها للناس، بل على العكس فهي غالبا ما تكون مزيفة ببرامج الفوتوشوب ومزينة بمعسول كلام المنصب الذي يشغلوه، وليس بمنظور الحق الذي ينظروه، والسعي لتحقيق أكبر المكاسب الطائفية والحزبية والشخصية, على حساب الحرفية والمهنية الوطنية ومصالح الآخرين. علينا أن نكثف الجهود لتنمية الوعي الحضاري المدني والديمقراطي ومغادرة كل ما يمت لأساليب النظام السابق البوليسية بصلة، فمازال البعض يعيش ويعمل على جذور الماضي ويمارس نهج قد ولى، ظنا منه أنه يجيد التعاطي مع الآخرين بآليات متحضرة بحكم موقع مسؤوليته.
وعودا على ذي بدء، نحتاج اليوم وغدا أن نترفع عن إلصاق التهم جزافا، والتوجه الى حماية حقوقنا وأبعاد المسيئين والمتهمين بالإرهاب أو الأجرام عبر النوافذ القانونية وليس عبر التجني من دون دليل ولا بينة، فالعراق يحتاج الجميع، ونحن أولهم، وقد وصل الكثير من أهلنا الى مواقع دعم صانع القرار السياسي في العراق، ولكن مازال هناك الكثير الذي ننتظره منهم. وأختم ببعض أبيات الأمام الشافعي(رحمه الله) التي تصور جزء من الحالة التي نشاهدها في واقع حياتنا اليومية.
(ولا خير في ود امرئ متلون...إذا الريح مالت، مال حيث تميل
وما أكثر الأخوان حيـن تعـدهـم... ولكنهم في النائبات قليـل).
(نعيب زماننا والعيـب فينـا... وما لزمـاننا عيـب سوانـا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ ...ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا)
*باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com



#أمير_جبار_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بعد...العسر الفرج ؟؟؟
- صوم ساستنا عن تشكيل الحكومة
- لماذا قتلتم جمال وأخوانه
- النوح على السيادة والتفريط بها
- -شر الناس السياسيين إذا تفيقهوا-
- من سيكون صانع الملوك
- منكر ونكير...وتشكيل الحكومة
- سور بغداد العظيم..يعاد من جديد
- حرية التعبير مستباحة بين الإعلاميين أنفسهم
- على أمريكا ... المسؤولية يا بايدن
- بونا بين الخرافي.. الطبطبائي .. صنيدح
- إزداوجية تعامل أجهزة الدولة
- من هو ...الناخب المنتظر
- تشتت الخطاب الاعلامي
- السياسيون يزايدون والعراقيون ينتظرون
- الضغوط الخارجية والتلويح بها
- أوباما يوشك أن يُخدع
- العدالة الأمريكية العمياء
- الأسئلة الحرجة: التحدي المستقبلي لحروب العراق وأفغانستان - ب ...
- كم قريبا سيكون آمن؟ تطور القوات العراقية وأساس ظروف انسحاب ا ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير جبار الساعدي - مكارثية العراق الجديد