أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أمير جبار الساعدي - منكر ونكير...وتشكيل الحكومة














المزيد.....

منكر ونكير...وتشكيل الحكومة


أمير جبار الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3020 - 2010 / 5 / 31 - 00:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من المهم أن نعرف حجم وتأثير كل قوة موجودة في الساحة العراقية حتى يتسنى لنا أن نرى مقدار ما يمكن أن تتفاعل معه هذه القوى في تثبيت مصالحها أو العكس من ذلك، فمن الملاحظ بأن لعبة الولايات المتحدة في فتح الباب مشرعا أمام إيران يثير أكثر من تساؤل، فأوله، لماذا لبست أمريكا البرقع أمام التدخلات الإيرانية؟، هل لتتيح لأدوات إيران الفاعلة بالمشهد العراقي أن تنفذ بعض مأرابها في زيادة الأنقسام الطائفي والعرقي والمذهبي بين أطياف الشعب الواحد لكي تسهل عملية فرض السيطرة بصورة أسرع وأسهل وحسب؟ أم هناك أهداف أخرى سعت لها الولايات المتحدة في تعظيم الدور الإيراني في العراق...ومنها على سبيل المثال، اللعب بورقة ضغط جديدة متمثلة بالعراق وقطع الطريق امام الأمبراطورية الإيرانية الجديدة التي شكلتها إيران من خلال نفس المفهوم الغربي بشكل الأستعمار الجديد عبر المصالح الاقتصادية والنفوذ التجاري والاجتماعي والسياسي المذهبي في بعض الأحيان مضاف لذلك، استخدامها مفهوم العولمة بكل ما فتح هذا المجال من امكانية لمد خيوط هذه الأمبراطورية في المنطقة الأقليمية المحيطة بها، ووفق خريطة التواجد الإيراني القديم لهذه المصالح فإن أيران حافظت على ذلك التواجد إن لم تكن زادت عليها، فالمتتبع لتواجد متغيرات المصالح الإيرانية في عموم منطقة الشرق الأوسط وآسيا والشرق الأقصى يرى بأن هناك حقيقة واحدة قد أصبحت جلية، بأن إيران قد تعلمت الدرس وتحاول أن تتقن لعبة الغرب في زيادة نفوذها وحماية مصالحها في عموم "الشرق الأوسط الكبير". مع الأخذ بنظر الأعتبار تأثير باقي دول الجوار الأقليمي في العراق.
ويمكن أن يكون في باطن الأمر أكثر من هذا إذا أخذنا "بنظرية المؤامرة" وهوتوافق خطط وتخطيط كل من أمريكا وإيران حارس الخليج العربي، والشرطي الوفي لأمريكا في أهم منطقة لمصادر الطاقة في العالم، كونها القوة الوحيدة في المنطقة بعد احتلال العراق وغياب توازن القوى في الخليج العربي الذي أصبح أكثر تشوها من ذي قبل بتواجد القواعد الأمريكية أو منشأتها العسكرية في عموم منطقة الخليج وتحت مختلف المسميات والحجج البراغماتية لمصالح الغرب وأمريكا في المنطقة، أو يكون العكس وهي أن تحاول أمريكا أن تستنفذ بعض قدرات إيران في التخطيط والعمل بالعراق لكي تضرب بعضهم ببعض، وتفشل مخطط التيارات الدينية في المنطقة، لكي تفسح المجال أمام التيارات السياسية العلمانية والمعتدلة بأخذ زمام المبادرة في تسلم الحكم وبالتالي التعامل مع هذه التيارات سيكون أسهل ويخدم مصالح الغرب وأمريكا بصورة أكبر. فهي ليست مسألة مذهبية التيار السياسي الذي يحكم بقدر ما كونه تيار ديني لا يساعد تشكيل المنطقة من جديد بما يخدم المصالح في هذه البقعة أكثر مما هي عليه الان وفق الاستراتجية البعيدة المدى لأمريكا.
وبعد ذلك هل لإيران قدرة في التأثير على تشكيل الحكومة العراقية المقبلة؟، وما مقدار هذا التدخل إذا أخذنا بنظر الأعتبار بأن جميع القوى السياسية العاملة في الساحة السياسية العراقية كانت قد "حجت أو أعتمرت" لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية برضى أو من غيره، متدين أو علماني، لترتيب أوراق اللعب لديها ومع أي من هؤلاء اللاعبين أستقرت اللعبة، فلو تناولنا على سبيل المثال لا الحصر بأن كتلة الدكتور أياد علاوي أستطاعت تشكيل الحكومة، فمع من ستأتلف سيكون لإيران مقدارا من التأثير على ذاك الطرف، هذا إذا أنتبهنا الى أن حتى كتلة العراقية يوجد فيها نوع من التدخل في ساحتها الداخلية من قبل إيران، لأن لديها الأدوات الفاعلة من التأثير ما يمنحها قدرة كبيرة على تغيير شكل الخارطة السياسية في العراق، وهكذا نرى مدى تأثير إيران في باقي الائتلافات التي ستشكل الحكومة العراقية القادمة. وهذا يعطي أنطباع بأن إيران لا محالة لها التأثير الأكبر في حركة التغيير في العراق.
فالجميع يعرف بأن أمريكا هي من أحتلت العراق وأحدثت التغيير فيه، وهذا سيجعلها اللاعب الأكبر والأقوى في الساحة السياسية العراقية، وبالمحصلة تشكيل حكومته، ولكن من السخرية بأن قادة الإدارة الأمريكية هم من كانوا يصطافون في العراق وليس العكس، بل أصبح التلويح بزيارة المسؤولين الأمريكيين هو الصفة الملازمة للتأثير على مسارات العمل في العراق، وليس العكس، مثلما حصل مع إيران حيث نرى بأن الجميع زار إيران ولكن، كم منهم قد توجه الى الولايات المتحدة؟؟، وهذا ما يوحي للوهلة الأولى بأن إيران أصبحت السيدة الأولى في العراق، وليس الولايات المتحدة الأمريكية وهذا ما أعتقد بأنه جزء من اللعبة الأمريكية لرسم خطوط وهن تجاه إيران تستطيع من خلالها حبك نسيج المصيدة التي تريد أسقاط إيران في نفس اللعبة.
وعودا على ذي بدء فأن أمريكا وإيران لهما نفس الحظوظ في التأثير بتشكيل الحكومة العراقية إن لم يكن كلاهما يلعب بالورقة العراقية بالشكل الذي يعطي هذا الطرف أفضلية على الطرف الأخر، وهذا السباق أصبح أكثر وضوحا بأن إيران هي من سبق أمريكا في وضع إطارها العام قبل أن تضع أمريكا صورتها في الإطار المناسب لهذه التشكيلة. ولكن لمن الغلبة ستكون،فأن العراق وشعبه هو الوسط الذي ستتفاعل به جميع هذه المواد الكيمائية، والتي سيكون ضررها أكثر من نفعها وهذا ما نراه جليا في تأخر تشكيل حكومة العراق العتيدة.
أمريكا وإيران، منكرا ونكير العراق كلاهما يستبق الأخر كأنهما ملكان في تقديم المساعدة، ولكن من مثلهما لا يكون ملكاً بل حاملي عذاب كثير لهذا البلد الذي تتوالى عليه النوازل.
*باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com



#أمير_جبار_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سور بغداد العظيم..يعاد من جديد
- حرية التعبير مستباحة بين الإعلاميين أنفسهم
- على أمريكا ... المسؤولية يا بايدن
- بونا بين الخرافي.. الطبطبائي .. صنيدح
- إزداوجية تعامل أجهزة الدولة
- من هو ...الناخب المنتظر
- تشتت الخطاب الاعلامي
- السياسيون يزايدون والعراقيون ينتظرون
- الضغوط الخارجية والتلويح بها
- أوباما يوشك أن يُخدع
- العدالة الأمريكية العمياء
- الأسئلة الحرجة: التحدي المستقبلي لحروب العراق وأفغانستان - ب ...
- كم قريبا سيكون آمن؟ تطور القوات العراقية وأساس ظروف انسحاب ا ...
- عصا مجلس النواب السحرية
- ممثلي الشعب من يمثلون رجاءً
- موقف الساسة العراقيين والعرب من الخلاف السوري العراقي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أمير جبار الساعدي - منكر ونكير...وتشكيل الحكومة