- لوحة قيد الاعتقال -

سندس سالم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 3208 - 2010 / 12 / 7 - 01:27
المحور: الادب والفن
    

" لوحة قيد الاعتقال "
لوحـــة ... لووووحـــة ...
حجمها.. كخيال سجين
وأمل محتضِر...
جمعنا فيها
ضحكات الغدير
عشيبات المرج
ورمال الواحة...
كانت مخلوقٌ
اجمل من الطيف
اصدق من حقيقة مألوفة
ابلغ من الكلام
في صمته ...
كانت كبرقٍ مفاجئ
في ليلة خريفية
امطر الحب فيها
اعصارا دافئا..
فيه امتزجنا..
فيه غلينا..
فيه تبخرنا..
فيه انتشرنا..
كسحابة بيضاء..
وتلوّنــّا..
كقوس قزح ...
مع كل لون
ازهرّت نرجسة
من نرجس نيسان المجنون
الذي اضحى بعيدا
كذكرى الطفولة ...
فيه اصبحنا
مخلوقَين من نار
في لوحة من الضياء الحية...
فيها برعمت الصخور
في حدائق الرماد ..
لوحة ... لوووحة...
اهذا زمن اعدام
النوارس والاطفال !
والفراشات والازهار !
ام هذا زمن ٌ
يُغتال فيه القمروالشجر
وهما يتبادلان القٌبل
بعد طول انتظار... !
لوحــة ... لوووووووحة ...
رُسِمِت قبل الأوان
شُطِبت قبل الأوان..
صنعنا من اطارها شراعا
يرسو بنا
الى مرافئ فرح
خرافي مجنون..
ومن شظاياها
حرير القز ّ المبلل بالدموع
على مدار العصور..
كانت , شراع نشوة منسية
ورحيل من جداول الظلمات
الى بقاع نور
بين حُبَيبات الضباب...
كانت , وعلا يافعا
شامخا كالحرية...

عانقنا فيها الطفولة
قبّلنا فيها شفتي الربيع
حتى تنهد التراب
اريج زهر الليمون ...
فيها ازهرّ الضوء
ونام الاطفال بهدوء
قبالة قناديل زيتية
وبراءة دفء انفاس خافتة...
غرباء كنا نخطها..
غرباءكنا نرسمها..
غرباء انتشينا
برموزها...
غرباء غادرناها ..
غرباء اعتقلناها..
غرباء بدونها..
غرباء الى الابد
في رحلة
بين الوئد والولادة ...
سندس النجار

#سندس_سالم_النجار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل