أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد السلام أديب - الهجوم البرجوازي أمام صمود وتحمل الكادحين














المزيد.....

الهجوم البرجوازي أمام صمود وتحمل الكادحين


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 3203 - 2010 / 12 / 2 - 09:24
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تتعمق كل يوم التناقضات الصارخة بين الأقلية البرجوازية المهيمنة التي تتزايد ثراء وأكثرية الكادحين الذين يزدادون فقرا بما في ذلك تدهور وضعية شرائح واسعة محسوبة على الطبقة الوسطى، فبينما يحدث أمام أعين الجميع تبذير فاحش للأموال والطاقات في مجالات البذخ والمهرجانات ورعاية الوضع الاعتباري للمسؤولين وانفاقهم وتضخيم الأجهزة الأمنية والسيادية بدون حساب ويتم تعميق هذا التبذير عبر الاستدانة المفرطة داخليا وخارجيا مع اللجوء إلى تسديد هذه الاستدانة من جيوب الكادحين، بل وعن طريق بيع المزيد من المرافق العمومية وتقليص الخدمات الاجتماعية واستهداف التعليم العمومي والصحة العمومية والإلغاء التدريجي لصندوق المقاصة وتجميد الأجور والتوظيف واستهداف الرفع من سن التقاعد والخفض من راتبه والتقليص من الضرائب على رأس المال سواء عبر تقليص معدلات الضريبة على الشركات أو الضرائب على الإنفاق المفروضة على المواد الكمالية وتعويض ذلك برفع المعدلات على المواد والخدمات الأساسية مما يزيد من تفاقم نسبة التضخم على كاهل الكادحين، ويجعل كل ذلك من الدولة أداة طيعة في يد البرجوازية لتعميق معاناة الكادحين وتشديد استغلالهم وتوسيع حجم الفقر والعطالة.

وعندما نستعمل كلمة الصراع الطبقي اليوم بين الاقلية البرجوازية أكثرية الكادحين فالمقصود به هو هذا الهجوم البرجوازي العنيف الذي تمارسه على مختلف شروط العيش الكريم للكادحين وتقليص هذه الشروط الى درجة الانعدام مع ما يتولد عن ذلك من هشاشة وعطالة وإفقار واسعين. فلا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بقادرة على إخفاء التدهور الاجتماعي المريع حيث صنف المغرب في المرتبة 130 في سلم التنمية البشرية ولا المشاريع العملاقة البراقة بقادرة على إخفاء الفساد والنهب والتبذير المستشري على كافة المستويات العمومية حيث يمكن لتساقطات مطرية محدودة أن تفضح الكثير من ذلك. فالخسائر والضحايا الأخيرة الناجمة عن الأمطار عمقت أكثر إفلاس الهيئات السياسية والنقابية، بيمينها ويسراوييها واسلامييها، داخل الحكومة أو خارجها والتي أصبحت أبواقا وملحقات للبرجوازية المهيمنة، وأبانت عن تواطئها مع هجوم البرجوازية على الكادحين حيث لا تظهر إلا خلال المواسم الانتخابية التشريعية أو الجماعية المخدومة. وحينما حاولت الشروع في حملتها الانتخابية المعهودة يوم الأحد الماضي عبر تجييشها للكادحين تحت راياتها لحضور مسيرة 28 نونبر لخداعهم من جديد باللعب على وثر النعرة الوطنية للتمكن من انتزاع أصواتهم بعدما كانوا متسببين بشكل أو بآخر في أحداث العيون، لكن أمطار الخير المناضلة فضحتهم وفضحت الكثير من مشاريعهم الفاسدة وعلى رأسها مدونة السير ومشاريع وزارة التجهيز مما جعلهم يختفون تماما عن الأنظار عقب سماعهم لأرقام ضحايا الفيضانات من الطبقة الشعبية ذات الأوضاع الهشة تماما والتي جردوها من كافة شروط العيش الكريم.

إن الطبقة الشعبية لا تفعل لحد الآن سوى الصمود وتحمل الضربات أمام الهجوم الاقتصادي والقمعي والتخدير الإيديولوجي الذي تمارسه عليها الأقلية البرجوازية المهيمنة عبر أجهزة الدولة والأحزاب السياسية والمركزيات النقابية، ولم تستنهض بعد قوتها الطبقية الذاتية لمقاومة هذا الهجوم البرجوازي الكاسح.

نفس الهجوم البرجوازي تعيشه شعوب الكثير من الدول الأخرى ومن بينها شعوب الدول الأوروبية حيث نشاهد مقاومة الكادحين متفاوتة القوة لها بقيادة العمال والشباب والنساء لحماية شروط عيشها، فهو هجوم برجوازي عالمي جشع تدير دفته الامبرياليات والرأسماليات التابعة وتستعمل في هذا الهجوم بشكل فض أجهزة الدولة والأحزاب والنقابات التي أصبحت مجرد ملحقات من أجل معالجة أزمتها العامة واحتضار نمط إنتاجها، وهذا ما يجب أن يعيه الكادحون جيدا حيث لا مفر أمامهم من المقاومة وقيادة صراع الطبقي المضاد، في مواجهة التحالف الأممي الامبريالي، وتشكيل جبهة أممية بروليتارية لا تنخدع بالإيديولوجيات البرجوازية الوطنية والشوفينية والدينية.



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع القانون المالي لسنة 2011 وتطلعات الطبقة الكادحة
- في اليوم الدولي للنضال ضد الفقر أزمة الرأسمالية تجر الإنساني ...
- الدخول الاجتماعي وتصفية القوت اليومي للكادحين
- خصائص الصراع الطبقي في المغرب
- أزمة تدبير الأزمة العامة للنظام الرأسمالي
- في ذكرى تأسيس تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية
- تعمق الفقر في زمن الامبريالية
- ذبحتونا .. ذبحتونا
- التطهير الاداري والبنيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ال ...
- أوضاع السجناء والمؤسسات السجنية بالمغرب
- مجرد دردشة
- هل يتحمل القاموس السياسي مفهوم -التقاعد السياسي-
- الموجة الاشتراكية الأولى ورهانات تفكيك الرأسمالية
- السياسات الاقتصادية والاجتماعية في ظل الأزمة العالمية وانعكا ...
- أزمة الفكر البرجوازي وإرهاصات العواصف الثورية
- لتتضامن البروليتاريا العالمية ضد الهجوم البرجوازي على الطبقة ...
- الدور الانتهازي للبرجوازية الصغرى
- معالجة إفلاس الدولة البرجوازية على حساب الطبقة العاملة
- ثورة نسائية جذرية جديدة في مؤتمر عالمي بفنزويلا سنة 2011
- وزارة الاقتصاد والمالية تسترق موظفيها


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد السلام أديب - الهجوم البرجوازي أمام صمود وتحمل الكادحين