أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد السلام أديب - خصائص الصراع الطبقي في المغرب















المزيد.....

خصائص الصراع الطبقي في المغرب


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 08:24
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لم يتوقف الصراع الطبقي في المغرب منذ خروج الاستعمار المباشر ومحاولة إقامة نظام اقتصادي سياسي بورجوازي أوتوقراطي، فمن جهة هناك تكريس للاستغلال البرجوازي التبعي المتواصل للكادحين المغاربة من عمال وموظفين وفلاحين من أجل تحقيق التراكم الرأسمالي البدائي السريع، تحت مظلة مؤسسات الدولة ودعمها، ومن جهة أخرى المقاومة المتواصلة للكادحين في مواجهة السيطرة الاقتصادية والسياسية للتحالف الطبقي الحاكم والبرجوازية التبعية واساليب الاستغلال والنهب التي تمارسها. وفي ظل هذا الصراع القوي يلجأ كل طرف إلى عدد من الميكانيزمات من أجل حسم الصراع لفائدته، لذلك يطرح السؤال حول خصائص الصراع الطبقي الدائر في المغرب وآلياته

ودون الدخول في التفاصيل يمكن رسم خطوط عامة لهذه السمات كما يكشف عنها الصراع الطبقي اليومي


أولا: بالنسبة للهجوم الرأسمالي البرجوازي التبعي على الطبقة الكادحة


أ – يقوم الهجوم الرأسمالي البرجوازي التبعي في المغرب على الطبقة الكادحة اقتصاديا من خلال التركيز على استخلاص هائل لفائض القيمة من الكادحين بشتى الطرق حيث يتم تشديد استغلال هؤلاء عبر تجميد متواصل للأجور وتجاهل مطلق لشروط العمل كما تنص على ذلك المواثيق الدولية للحقوق الشغلية، مع العمل على تشكيل جيش احتياطي للعمل من العاطلين حملة الشهادات وحملة السواعد، حتى يتسنى التحكم في مستوى متدني للأجور يتيح للبرجوازية تعظيم نسبة الربح ورفع مستوى تنافسيتها، مقابل توفير سلع وخدمات باهضة الثمن تتجاوز الطاقة الشرائة للكادحين وذلك بالمقارنة مع ما يجري في البلدان المجاورة. إضافة الى تفكيك المرافق العمومية وخوصصتها ومحاربة كثلة التعويضات والإعانات الاجتماعية كانهاء توفير خدمات العلاج والتعليم بالمجان وتضييق مجال التعويضات العائلية وإنكار الحق في التنظيم النقابي عبر تسهيل عملية طرد أعضاء المكاتب النقابية من العمل والتي تتشكل داخل وحدات الإنتاج


ب – اقتطاع فائض قيمة متزايد من الكادحين عبر توفير واسع للقروض الاستهلاكية التي تزيد من تآكل الأجور. فمصدر رؤوس أموال الإقراض تتأتى من فوائض رأسمالية متراكمة لا تجد منافذ استثمارية أخرى لتوظيفها. ومن نتائج القروض الاستهلاكية تعميق هشاشة مداخيل العائلات وتقليص خطير لقدرتهم على الاستهلاك


ج – ارتفاع حدة الضغط الضريبي وحجم الاقتطاعات الضريبية المفروضة على ذوي الدخل المحدود الصغيرة والمتوسطة، كالضرائب على القيمة المضافة والضريبة على الدخل والضرائب على الاستهلاك. فهذه الضرائب تشكل اقتطاعا كبيرا من الأجور الزهيدة المجمدة لعموم الكادحين، وذلك في مقابل تقليص نسب الضرائب على رأس المال والمهن الحرة كالضريبة على الشركات مثلا والتي يرتقب تقليصها في القانون المالي لسنة 2011 من 30 % الى 25 % فقط.


د – استعمال أجهزة الدولة الاقتصادية والإدارية والأمنية للتغطية على أشكال الاستغلال البرجوازي للكادحين، حيث تنظم المواجهات القمعية ضد كل حركة احتجاجية على الأوضاع الشغلية المتدنية للكادحين، ومباركة التسريحات الجماعية للعمال والتماطل في تنفيذ الأحكام الصادرة بالتعويض عن التسريح التعسفي

ه – تحول المركزيات النقابية الى ملحقات بأجهزة الدولة من وظائفها إحباط الإضرابات ودفع الشغيلة للقبول بالإجراءات المتخذة لفائدة أرباب العمل كمرونة الشغل وتجاهل ضرب الحقوق الشغلية والحق النقابي وخوصصة بعض القطاعات ، وإحباط كل حركة احتجاجية عمالية واسعة تشكل تهديدا لمصالح الباطرونا، مما حول هذه المركزيات النقابية من الدفاع عن مصالح العمال الى الدفاع عن مصالح رأس المال، وتلعب الارستقراطية النقابية في ظل غياب تام لإعمال الآلية الديمقراطية في اختيار القيادات العمالية، دورا بيروقراطيا تصطدم عند عتبته كل فعل نضالي عمالي لانتزاع مطالبها


و – صمت وتواطؤ الأحزاب اليسارية الاشتراكية والشيوعية الرسمية "الرأسمالية" مع عملية تشديد استغلال الطبقة الكادحة وضرب قوتها اليومي وخوصصة المرافق العمومية وفبركة إيديولوجيات كفيلة بتخدير الطبقة العاملة عبر مقولات "السلم الاجتماعي" والمقاولة المواطنة وإمكانيات الإصلاح وتخليق الادارة والتنمية المستدامة عبر الآليات الانتخابوية والبرلمانية والتي أكدت بالملموس للطبقة العاملة عجزها وعدم جدواها في تحسين أوضاعها وانطلاق من ذلك أخذت تقاطعها بشدة



ثانيا: بالنسبة لمقاومة الكادحين لمخططات البرجوازية التبعية


أ – اتساع الوعي الطبقي لدى الكادحين منذ السنوات الأولى للاستقلال الشكلي، دفع نحو انخراط واسع للعاملات والعمال في النضال النقابي والسياسي حيث تم في هذا الإطار التنديد وفضح عمليات الاستغلال والتفقير والنهب الذي تمارسها الباطرونا تحت حماية أجهزة الدولة وبمباركتها مما أشعل انتفاضات مركزية هائلة بالمدن الكبرى ونذكر هنا بانتفاضات 23 مارس 1965 و20 يونيو 1981 و20 يناير 1984 و14 دجنبر 1990 والتي أودت بحياة العديد من المتظاهرين تحت عمليات القمع الشرسة الهادفة الى نشر الخوف والارهاب من أجل الابتعاد عن خوض أية مقاومة مستقبلية لأساليب الاستغلال والنهب الممنهجة


ب – ردود فعل شعبية قوية على الأزمات الدورية التي تحدث تقريبا كل خمس سنوات والتي بات النظام يسميها بالسكتات القلبية وهي أزمات تحدث نتيجة التناقض العميق الذي يحدث بين قوى الإنتاج المتطورة وعلاقات الإنتاج البدائية والتي تصل حد استعباد العمال والفلاحين والمأجورين عموما، مما ينجم عنها كساد عميق نتيجة عدم استطاعة القدرة الشرائية المتدنية للكادحين امتصاص وفرة المنتجات لكي تتحول الى أرباح رأسمالية. وغالبا ما كانت ردود الفعل على هذه الأزمات تنفجر في المدن الكبرى، لكن عسكرة المدن وضبطها أمنيا جعلت المقاومة وردود الفعل تنتقل نحو البوادي والقرى حيث يضعف الوجود الأمني للدولة، فتحدث احتجاجات قوية ومسيرات شعبية ومقاومة قوية للاستغلال والنهب وتلك هي حالة العديد من الحركات المحلية والتي حدثت في مناطق مثل تالسينت وتاماسينت وبني تادجيت وزاكورة وسيدي افني وصفرو وميسور وبكارة وسيدي الطيبي ... الخ وتتعرض هذه الاحتجاجات المحلية أيضا الى عمليات قمع قوية من أجل كبح وردع الانتفاضات


ج – شكل التلاميذ والطلبة من أبناء الكادحين في المدارس والجامعات طليعة ثورية في مجال مقاومة مخططات الاستغلال البرجوازية الرامية الى ضرب القوت اليومي للكادحين وتفكيك الخدمات العمومية وتوسيع رقعة العاطلين. وقد شكل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب واجهة نضالية بامتياز للوقوف في وجه هذه المخططات. فهذه المنظمة المناضلة العتيدة استفردت بمقاومة مخططات ضرب النظام التعليمي بالمغرب كالميثاق الوطني للتربية والتعليم والمخطط المشتق عنه والمتمثل في البرنامج الاستعجالي


د – تزايد تبدد الأوهام بين صفوف الكادحين والتي تنشرها البرجوازية عادة قبيل اعتماد عدد من الإجراءات الخادعة كمدونة الأسرة وقانون الأحزاب ومشروع قانون الإضراب وسياسة الميزانية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومخطط المغرب الأخضر ... الخ. فقد باتت أغلبية الكادحين لا تثق في الوعود المعسولة التي تعبر عنها البرجوازية بمناسبة إطلاق هذه المبادرات خاصة وأنها لا تضيف شيئا للظروف المعيشية البئيسة المتفاحشة وسطهم


ه – تزايد انعدام الثقة في الأحزاب والمركزيات النقابية التي لم تعد تشكل سوى مصعدا لعدد من الانتهازيين لتحقيق مصالحهم الذاتية عبر خدمة أهداف الباطرونا واقتصاد الريع ومن ورائهم الرأسمال الدولي. وتؤدي هذه الوضعية نحو نبذ التعامل مع هذه القوى بيمينها ويسارييها الرأسماليين الانتهازيين


و – لجوء الطبقة الكادحة في إطار صراعها الطبقي مع البرجوازية إلى أشكال نضالية جديدة تتجاوز الإطارات التقليدية الحزبية والنقابية وذلك عبر تأسيس تنسيقيات وهيئات مكافحة لمواجهة تردي أوضاعها



لا شك أن سمات الصراع الطبقي في المغرب لا يقتصر على هذه الجوانب فقط التي تمت الإشارة إليها، بل يتعداها الى طبيعة الصراع الذي تخوضه كل فئة كادحة على حدة وأيضا إلى خصائص صيرورة الصراع الطبقي والنتائج التي تتحقق وأسباب الفشل والنجاح المترتب عن التناقضات القائمة. علما أن الإخفاقات المتكررة لمعارك الكادحين لا يعني بالمرة انهزاما بل تشكل تعميقا أكبر للوعي الطبقي ولأدوات المقاومة في مسار الصراع الطويل نحو الاشتراكية



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة تدبير الأزمة العامة للنظام الرأسمالي
- في ذكرى تأسيس تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية
- تعمق الفقر في زمن الامبريالية
- ذبحتونا .. ذبحتونا
- التطهير الاداري والبنيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ال ...
- أوضاع السجناء والمؤسسات السجنية بالمغرب
- مجرد دردشة
- هل يتحمل القاموس السياسي مفهوم -التقاعد السياسي-
- الموجة الاشتراكية الأولى ورهانات تفكيك الرأسمالية
- السياسات الاقتصادية والاجتماعية في ظل الأزمة العالمية وانعكا ...
- أزمة الفكر البرجوازي وإرهاصات العواصف الثورية
- لتتضامن البروليتاريا العالمية ضد الهجوم البرجوازي على الطبقة ...
- الدور الانتهازي للبرجوازية الصغرى
- معالجة إفلاس الدولة البرجوازية على حساب الطبقة العاملة
- ثورة نسائية جذرية جديدة في مؤتمر عالمي بفنزويلا سنة 2011
- وزارة الاقتصاد والمالية تسترق موظفيها
- قراءات في النظرية الاقتصادية الماركسية
- وحدة الطبقة العاملة في مواجهة البرجوازية المتعفنة
- قراءة نقدية سريعة في مشروع قانون المالية لسنة 2010
- دردشة في مرتفع مالاباطا المطل على مدينة طنجة


المزيد.....




- مشاهد جديدة من إنقاذ حصان علق فوق منزل بسبب فيضانات البرازيل ...
- مصر.. يوسف زيدان يرد على علاء مبارك مع استمرار جدل -زجاجة ال ...
- طريقة بسيطة لتحسين صحة الرجال في منتصف العمر
- خبير: روسيا والصين تبنيان عالما بديلا يضعف الغرب
- حصان بلا رأس وكلب بلا عينين.. لقطات طريفة لحيوانات أليفة في ...
- احتفالاً بالموسم الجديد للزراعة.. الثيران المقدسة في تايلاند ...
- البنتاغون جهز مسبقا دفعة من الأسلحة لأوكرانيا قبل الإعلان عن ...
- البيت الأبيض: لا مؤشرات لدينا تؤكد نيّة إسرائيل اجتياح رفح
- نائب فنزويلي: بوتين يعيد بناء العلاقات الدولية وسيدفن هيمنة ...
- -شجار- فريد من نوعه خلال حفل زفاف.. شقيقة العروس تنقض على أف ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد السلام أديب - خصائص الصراع الطبقي في المغرب