أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد لفته العبيدي - ثقافة الداخل وثقافة الخارج...وجهان لثقافه وطنية ديمقراطية عراقية واحدة














المزيد.....

ثقافة الداخل وثقافة الخارج...وجهان لثقافه وطنية ديمقراطية عراقية واحدة


ماجد لفته العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 960 - 2004 / 9 / 18 - 13:25
المحور: الادب والفن
    


الثقافه الوطنية العراقية هي نتاج طبيعي لتاريخ المجتمع العراقي منذ صراع الانسان البدائي مع الطبيعة ونشوب صراعاته الاجتماعية في ظل المجتمع البدائي , وظلت الثقافة بمختلف نتاجاتها الادبية والفنية تعبير مشترك لكل التكوينات الاجتماعية , ولكن بعد بروز التقسيمات الطبقية الحادة في المجتمعات الطبقية , تمايزت الثقافة في تعبيرها عن المصالح الطبيقية وفق أنتمائات
المثقفين الفكرية وانحدراتهم الطبيقية , ولكن جزء كبير من جوانبها الفنية والادبية ظلت تشكل مشترك بين تطور البنية الاجتماعية التحتية والبناء الفوقي , وتبقى جزء من مكوناتها يحتفظ في جوهره مع تبدل اشكال التمظهر في ظل مستوى تطور وسائل وعلاقات وأساليب الانتاج الذي ينعكس بشكل اساسي على وعي القوى المنتجة , ان هذا التطور الجديد لايتم بمعزل عن القديم الايجابي الذي يترك بصماته بصورة موضوعية على الثقافة الانسانية باعتبارها ناتج تراكم الجهد الابداعي الفكري الانسان على مدى تاريخ الانسانية وحتى اللحظة الراهنة.
وثقافتنا الوطنية العراقية تجسد هذا الجهد في اعمال مبدعيها المتجلية في اعمالهم الادبية والفنية , والذين جاهدوا بكل السبل عبرتواجدهم في اقبية وسجون الدكتاتورية او في بلدان المهجر والمنفى البعيدة عن الوطن, وكذلك في السجن الاكبر المحاصر ببنادق الدكتاتور وجوع الحصار والحروب الذي لاطائل منها, ان يحافظ على المنحى الانساني لثقافه الوطنية الديمقراطية العراقية, رغم تباعد المسافات واختلاف الظروف والمكان وطبيعة الزمان بتفاصيل وتعقيداته وأشكالاته وأرهصاته الذي ينعكس على رسم الصور الفنية والادبية واستخدام الادوات والالوان والاشكال في الاعمال الادبية والفنية , لكن الوجع العراقي ومحنة الوطن والملامح والتفاصيل والمخيلة والشخوص وأسمائهم ظلت على الدوام في الاعمال المنتجة في الداخل والخارج, تتابع بأدق التفاصيل هموم ومشاكل الوطن , وحتى وان كان موضوع الصورة والفنية والادبية عبر الخطوط والالوان والكلمات , يتناول الانسان العراقي في المنفى لكنه ينطلق من تصورات الشخصية العراقية الممتدة من الوطن نحو هذا المنفى.
ان مايثير الدهشة والاستغراب اليوم هو النقاشات والحورات والجدالات والتي يظهر فيهما مثقفي الخارج ونتجاتهم وكانها غريبة عن تربة الثقافة الوطنية العراقية , وانا اعتبر تلك التصورات تتجنى من دون قصد على مثقف الداخل نفسه الذي كان يرى في مثقفي الخارج رئته التي تتنفس خارج الهواء الملوث للدكتاتورية الفاشية , وجزء من بياضات الثقافة الوطنية بعيدا عن التلوث الذى دنس ثقافتنا الديمقراطية بمفاهيم أدلجة شوفنية ونتاجات مشوه تمجد عبادة الفرد وتنصب انصاف المثقفين وأشباه الاًْمًًٍَُِـيْن كمسؤلين للثقافة , وبلغت من الانحطاط في تسويق نتاجاتها السلطوية أنها رفضت حتى أعطاء فرصة لمثقفين صنعوا خطابها السياسي الفكري في مراحله الاولى( عبد الخالق السامرائي, شفيق الكمالي, عزيز السيد جاسم..وغيرهم.
وكانت الدكتاتورية الصدامية(ذات الممارسات الفاشية) , تخاف المشروع الوطني الثقافي الديمقراطي , فسعي جاهدة في البداية الى تشريد رموزه واسقاطهم سياسيا وسجنهم واغتيالهم
عبر كاتم الصوت والثاليوم والطرود المفخخة, لم تبخل وسيلة وتئلو جهدا في سبيل الاجهاز على المشروع الثقافي الوطني الديمقراطي التنويرى الذي استمد قوته من التاريخ والتراث والحاضر بكل ابداعاته ونتجاته الثقافية الابداعية, لهذا ظل مشروعا حيا على الدوام متجدد رغم رحيل العشرات من رواده ورموزه الادبية والثقافية في حسرة الغربة وحسرة الوطن(صفاء الحافظ, صالح اليوسفي,قادر ديلان, محمدباقر الصدر, عايدة ياسين,شمران الياسري. بلند الحيدري, عبد الوهاب البياتي , محمد مهدي الجواهري,عزيز السيد جاسم, علي جواد الطاهر ,شفيق الكمالي,رشدي العامل....والقائمة تطول لتضم الاف المثقفين العراقين الذين كانوا ضحايا الدكتاتورية التي تكن العداء لثقافة شعورا منها باهميتها ودورها في بلورة الوعي وتجذيره لمقاومة مشروعها السطحي المتهافت الذي عنوانه الاساس( كلما سمعت كلمة ثقافة أمتدت يدي
تلقائيا الى مسدسي) , هكذا حاولت الدكتاتورية البغيضة ان تشرعن عشرات القوانين التي تمنع الكتاب الملتزم والعمل الادبي والفني , وتمنع أستيراد الاف الاعمال الادبية والفنية وتمنع توزيعها وتطال الذين يتناولونها في عقوبات السجن والموت , متوهمت كل الوهم انها قادرة علي تعطيل الوعي اليمقراطي دون ان تعي ان ذلك يرتبط بشكل عضوي بالنزوع الانساني نحو الحرية والتقدم الاجتماعي.
بعد انهيار الدكتاتورية وأحتلال البلاد , تواجه المثقف مهمات صعبة وشائكة لمواجهة مشروعان لايقلان اهمية عن المشروع التخريبي الدكتاتوري السابق:
أولا: مشروع التخلف والعنف والتعصب والارهاب السلفي , المصدر من الخارج والذي يحاول الاستفادة من التأ زم السياسي الاقتصادي الاجتماعي والنفسي الذي أورثته الدكتاتورية وعمقه الاحتلال بسياسته الهمجية.
ثانيا: مشروع النموذج المعولم الذي يحاول فرض ثقافته عبر أحتواء الثقافة الوطنية ومسخها وفرض حالة التلقي وفق مفهوم الاستهلاك الرأسمالي الطيفيلي , وعدم الاستفادة الحقيقة من النتائج الايجابية للعولمة لمصلحة تطوير مشروعنا الثقافي الوطني الديمقراطي التنويري.
على خلفية هذا التصور كان الاجدى بمثقفي الداخل والخارج تجميع جهودهم وتمازج خبراتهم
لخلق جبهة ثقافية تتصدى لتحديات الماثله , وتترك المعارك الجانبية المضرة في العمل الوطني الديمقراطي , وتسعى الى التأسيس لمشروع ثقافي وطني ديمقراطي يساهم في تجاوز مخلفات الدكتاتورية البغيضة واثار الاحتلال , ويشكل خطاب ثقافي فكري للمقاومة السلمية للشعب العراقي الطامح للاستعادة سيادته وأستقلاله الوطني وتحقيق بديله الديمقراطي الفيدرالي التعددي.



#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار العراقي الوحدة والتحالف بين النظرية والواقع
- أهالي تلعفر بمن يستغيثون
- رشدي العامل شاعر الغربة والرماد....في الذكرى الرابعة عشر لرح ...
- الرفيق الخالد فهد...وجدلية العلاقة بين النضال الوطني التحررى ...
- التقليد والتجديد في ادارة الصراع الفكري
- السيد مقتدى الصدر بين النهاية المفتوحة والنفق المظلم
- الحزب الشيوعي الفليسطيني مبادرة جيدة ....ولكن غير موفقة
- الخطاب الاعلامي الثقافي للحزب الشيوعي العراقي في ظل الاحتلال ...
- اليسار السوداني والقوى الوطنية الديمقراطية مطلوب منها التلاح ...
- اليسار الفلسطيني ...والازمة الفلسطنية الراهنة
- الحزب الشيوعي العراقي بين طموحات البرنامج وواقع اليسار واشكا ...
- الخطاب السياسي الاسلامي بين الصراع والحوار والتعديدية...!
- الخطاب السياسي للحزب الشيوعي العراقي وعلاقته الجدلية بالتجدي ...
- الخطاب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في قيادة الرفيق الخالد ...
- كوكبة من شهداء كرميان الحبية على طريق المجد.....!
- الشهيد البطل علي لفته العبيدي
- الخطاب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في ظل الاحتلال والعولمة ...
- التيار الاسلامي السياسي العراقي بين الموروث والمعاصرة..!


المزيد.....




- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد لفته العبيدي - ثقافة الداخل وثقافة الخارج...وجهان لثقافه وطنية ديمقراطية عراقية واحدة