أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد لفته العبيدي - رشدي العامل شاعر الغربة والرماد....في الذكرى الرابعة عشر لرحيله














المزيد.....

رشدي العامل شاعر الغربة والرماد....في الذكرى الرابعة عشر لرحيله


ماجد لفته العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 954 - 2004 / 9 / 12 - 11:19
المحور: الادب والفن
    


في لحظات موحشة من يوم التاسع من أ يلول 1990 توقف قلب الشاعر المبدع رشدي عامل , شاعر الغربة والرماد والحزن , ابو علي الذي ظل مطاردا وغريب في وطنه بعد ان هجره رفاقه اليسارين وملئت بهم السلطات المعتقلات والسجون وحملوا السلاح في الجبال والوديان والسهول والارياف والاهوار , بينما هو بقي تحاصره الدكتاتورية من كل جانب وتحصي عليه خطواته وانفاسه وتحاسبه على كل شيْ حتى الحلم والوهم , يروي احد اصدقائه انه ذات مرة وفي نصف العمود الذي يكتبه بجريدة التاخي الصادرة في بغداد زمن الدكتاتورية المقبورة, كتب عن ازمة المعجون بشكل ساخر حيث روى في نصف العمود ذاك قصة قصيرة محبوكة ,صور فيها نفسه وهو يدخل على اتحاد الادباء العراقين وأذا بهيئته الايدارية تعقد اجنماع طارئ اتناقش فيه وضع نصب تذكاري تقف فيه قوطية المعجون شامخة في وسط دار السلام ( بغدادالحبيبة) , وقد نشرة الجريدة النصف عمود ,وتم قرائته من قبل المدير العام الجاهل الذي عين باسم الحاكم بامره,أستدعى رشدي العامل ويوبخه عن عدم علمه بهذا الاجتماع وعن المكان والزمان الذى عقد فيه, وحتى اقنعه الشاعر رشدي العامل من ان ذلك جزء من مخيلة الشاعر, كان المدير العام (البعثي)قد لفض نصف حثالته وقاذوراته العنجهية المستمدة من خطب القائد الضرورة (حفظه الله) ,تلك هي الاجواء التي كتب فيها الشاعر ,هدير مدافع حرب البوابة الشرقية وبداية التحضير اللام المعارك , كان هناك الخواء الثقافي والادبي والتجهيل ونيران الحروب المشتعلة , التي دفعت العامل للغوص بعيدا داخل الذات للبحث عن خيوط النور وسط الظلام الدامس للاعادة الاشياء الى طعمها ومعانيها الجميلة السابقة , للاستعادة ملامح الصور عبر ومضات المدافع فتذكر الكثير واعاد ترتيب الصورالممزقة ولون الصور القديمة للاعادة ملامحاها, ليعرض امامه شريط الذكريات (اسرة الفن العراقي) ذلك التجمع الثقافي الذين ساهم فيه الى جانب عشرات من المثقفين والادباء والمبدعين العراقين , سنوات تركه دراسته في مصر حين سماعه أنباء الثورة التموزية المجيدة , سنين التعذيب في قصر النهاية , طريق الشعب والرفاق , علي ابنه الذي فارق الوطن وغربته , لبتلعه غربتا اكبر في خارج الوطن
كل شي كان من حول يدعوه الى ان ينفخ الرماد لتشتعل النيران لتدفئه في زمن الوحشة والبرد القارص, زمن جمهورية الدمار والقتل الصدامية, وحينما بدأ الدفئ يتسرب الى اوصاله من حرارة الماضي الذي يستمد منه انسانيته ليرسم صوره الشعرية المستقبلية فكتب اروع تلك الصور في( حديقة علي) و(ويعود الاصدقاء الجميلون)
و( موت المغني) , ويقول الشاعر في موت المغني:
وطني
وقد مات المغني
هل نستعيد حكاية السنوات العارية
بلا وتر يرافقها
ولاصوت يغني
حاول الشاعر رشدي العامل من خلال صوره الشعرية , ان يصورفجيعته الداخلية من خلال محنة المغني الذى ينازع هذيان احلامه في ظل الاستلاب الذهني والروحي وتصحير الحياة الانسانية تحت دوي المدافع وأزيز الرصاص , لتبقي لجلاد عرشه ولوطن الخراب والدمار ومئات الاف من الضحايا والارامل واليتامى ولازال صوت الراديو يصرخ ( احنه مشينه لحرب عاشك يحارب من اجل محبوبته) , بلد لاترى فية غير النعوش وتشم رائحة البارود وشواء اللحوم البشري الذي اوقدت فيه نيران المدفعية وقصف الطيران والاعدامات الفورية في شوراع المدن العراقية لرافضي الحرب, فكتب الشاعر في نفس القصيدة :
مطٌر ورصاص
ورمادٌ
ماأبقيت لآهلك شيئأ ياوطنيّ؟
هل انت النار
وقلبي حطب يغمره الزيت ولايحترق؟
أ م انت العافية الكبرى بصدري
وانا النزف الدافئ لايبرده الماء
في الذكرى الرابعة عشر لوفاة احدى شعرائناالرواد مدعوين للاعادة طباعة دواوينه واطلاع الجيل الجديد على تجربته الشعرية التي تمثل جزء قيما من ترثنا الادبي والشعري , وجزء لايتجزاء من الثقافة الوطنية المعاصرة



#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفيق الخالد فهد...وجدلية العلاقة بين النضال الوطني التحررى ...
- التقليد والتجديد في ادارة الصراع الفكري
- السيد مقتدى الصدر بين النهاية المفتوحة والنفق المظلم
- الحزب الشيوعي الفليسطيني مبادرة جيدة ....ولكن غير موفقة
- الخطاب الاعلامي الثقافي للحزب الشيوعي العراقي في ظل الاحتلال ...
- اليسار السوداني والقوى الوطنية الديمقراطية مطلوب منها التلاح ...
- اليسار الفلسطيني ...والازمة الفلسطنية الراهنة
- الحزب الشيوعي العراقي بين طموحات البرنامج وواقع اليسار واشكا ...
- الخطاب السياسي الاسلامي بين الصراع والحوار والتعديدية...!
- الخطاب السياسي للحزب الشيوعي العراقي وعلاقته الجدلية بالتجدي ...
- الخطاب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في قيادة الرفيق الخالد ...
- كوكبة من شهداء كرميان الحبية على طريق المجد.....!
- الشهيد البطل علي لفته العبيدي
- الخطاب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في ظل الاحتلال والعولمة ...
- التيار الاسلامي السياسي العراقي بين الموروث والمعاصرة..!


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد لفته العبيدي - رشدي العامل شاعر الغربة والرماد....في الذكرى الرابعة عشر لرحيله