ماجد لفته العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 889 - 2004 / 7 / 9 - 09:34
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تعتبر موضوعةالديمقراطية والتجديدفي حياة الحزب الشيوعي العراقي الداخلية , واحدة من اهم الموضوعات الاساسيه التي جرى اشباعها في النقاشات والحوارات على مدى الربع قرن الماضي ,حيث جرى التاسيس لها بشكل واسع عشية الموتمر الوطني الرابع وقد ساهمت تلك الحوارات والنقاشات في تطويرالخطاب السياسي للحزب الشيوعي عبر تقيم تجربة التحالف الجبهوي مع البعث بروح النقد الموضوعية و شاركت فيها اغلب قواعد الحزب ومنظماته الحزبية.
كما جرى فية تقيم سياسية الحزب الانية في تبني الكفاح المسلح كاسلوب رئيسي للاسقاط الدكتاتورية وتم فيه تجديد قيادة الحزب ودخول عناصر شابة من الكوادر المتقدمة في اللجنة المركزية,وكانت تلك التطورات تصب في مسعى القيادة والقاعدة للتطوير اداء الحزب اليومي والسعي للاستعادة عافيته بعد الضربة الغادرة التي وجهتها له الدكتاتورية.
ان التجديد ودمقرطة الحياة الحزب الداخلية عملية موضوعيةتعبر عن مستوى التطور الاجتماعي وذاتيةلانها تلبي حاجات العامل الذاتي للاستجابة للمتغيرات الراهنة,ويعتمد الفهم السليم لهذه الموضوعة على استخدم النهج الماركسي في تحليل الظواهر الاجتماعية وتحديد طبيعة الصراع الطبقي الناشب في ظل الدكتاتورية الفاشية , ويعتقد الشيوعيون ان الاحاطة في الاشكالات والارهاصات التي تواجهم لايمكن تحليلها والخروج بانطباعات عنها من دون اعتماد النظرية الماركسية باعتبارها النظرية الاجتماعية
الاعم والاشمل في تحليل الظواهر الاجتماعية والطبيعية , يضاف الى ذلك كل ماابدعته البشرية من ثقافة انسانية في مختلف مجالات
الحياة الاجتماعية والطبيعة عبر مراحل التطور التاريخية للبشرية.
وفي اطار تجديد الخطاب السياسي للحزب الشيوعي العراقي يظهر الشيوعيون ان فهمهم للنظرية الماركسية يستمد من قرائتهم السليمة
للمولفات والكتب الماركسية,فقد كتب ماركس وانجلز في البيان الشيوعي حول هذه الموضوعة(موضوعات الشيوعين النظرية لاترتكزالبته على افكار ومبادئ اختلقتها اواكتشفتها اي مصلح من مصلحي العالم,فما هي سوى التعبير العام عن الظروف الفعلية للصراع الطبقي الجاري, عن حركة تاريخية جارية امام عيوننا), وعبر هذه الافكار حاول ماركس وانجلز التاكيدعلى ان النظرية الماركسية ليس عقيدة جامدة اوتعاليم ارثدوكسية مقدسة.
ان الارثدوكسية الماركسية التي سادة عقود من الزمن في مدارس واكادميات العلوم السياسية في البلدان الاشتراكية السابقة , بعيدة كل البعد عن الماركسية ,وكان للرفيق ستالين دور سلبيا في تعطيل البحث العلمي الماركسي وتشجيع التسطيح والقوبلة النظرية ويضاف لها تصفيته المعارضة اليسارية الشيوعية , وقد تركت تلك الممارسات اثارها الواضحة في حياة الاحزاب الشيوعية والعمالية , حتى من بعد رحيل الرفيق ستالين ومن خلال اجتماعات الاحزاب الشيوعية والعمالية العالمية
وقد جرت العديد من محاولات التجديد للحركة الشيوعية العالمية عبر نشاطات مراكز البحث في بلدان اوربا الغربية منها على سبيل المثال الشيوعية الاوربية والعديد من الاطروحات المتعلقة في تدويل راس المال وراسمالية الدولة وطبيعة تركيب الطبقة العاملة الغير متجانس في المجتمعات الراسمالية المتطورة,والتطور المتفاوت للدول للراسماليةوغيرهما من الموضوعات الخلافية
والحزب الشيوعي العراقي بالرغم من امكانياته المتواضعة وظروفه الدقيقة استطاع ان يزود و بقدر المستطاع رفاقه وانصاره بتلك الدراسات والنقاشات الاطلاع عليها ودراستها في المنظمات الحزبية
وحينما شرع الشيوعين في عملية التجديد والديمقراطية كان يقف امامهم كل هذا الموروث الفكري الانساني ومن خلال ذلك ظهر التباين في فهم تلك الاطروحة المتشعبة وطبيعتها وجرى الاختلاف والتعارض في اطار الوحدةفاعتبرت المجموعة الاولى ان تلك العملية تتعارض مع الماركسية وتتنكر للموروث والتقاليد الحزبيةوقدحاول البعض منهم التعكز على السرية وظروف العمل السري لتبرير المارسات الغير طبيعة في العمل الحزبي
اما المجموعة الثانية فقد سعت جاهدة الاستخدام هذه العملية لتجديد الخطاب السياسي للحزب ودمقرطة حياته الداخلية وتجديد اساليب ووسائل عمله,والعمل لخلق اساليب جديدة للمشاركة في صنع القرار ومراقبة تنفيذ السياسية عبر الاجتماعات العامة والاستفتاءات حول القضايا العقدية, واعطاء فسحة للاقلية لتعبير عن وجهة نظرهافي وسائل الاعلام الحزبية ووسائل الاعلام الاخرى,وطرح مشاريع الوثائق الحزبية للمناقشة والتطوير في اجتماعات المنظمات الحزبية,مع مراعاة مبدا علنية السياسية وسرية التنظيم
اما المجموعة الثالثة فقد كانت تسعى للاستخدم الشكلي للعملية التجديد عبر ركوب الموجة وافراغ هذه العملية من محتواها, واستخدام الانتقائية والبراغماتيةوالدعوة التخلي عن اسم الحزب وتبني الاشتراكية الديمقراطية بالكامل , واعتماد الغورباشوفية كوسيلة لتخطي ازمة الماركسية.
لابد ان نوشير ان هذا التقسيم للمجاميع المذكورة , تقسيم مجرد ولاتوجد هياكل تنظمية لهذه ولكن ذلك يظهر عبر النقاشات والحورات في وسائل الاعلام الحزبية وعبر الاجتماعات الحزبية والكونفرسات والموتمرات الحزبية
ان معوقات هذه العملية في ظل الصراع الفكري المتعاظم من خلال التطبيق العملي , ان البعض ووفق اجتهاداته الشخصيةيرى ان كل عملية تقيم الاداء السياسي للعقل الجماعي للحزب خارج مؤسساته الحزبية والاعلامية تصب في خانة التعريض بالحزب ومواقفه
ويعتقد البعض الاخر ايضاان الانتخابات الحزبية الداخلية يمكن تفرز كوادر ليس بمستوى عملية التجديد وممكن ان تؤدي العمليةتلك الى عرقلة عملية الصراع الفكري واضعاف الخطاب السياسي للحزب الشيوعي العراقي
كمايعاني ميكانزم العلاقة بين الاستقلالية والوحدة في الظل التجديدمن اشكازت غير قليلة رغم ان تلك التجربةالفريدة علي صعيد العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط بالنسبة الاحزاب الشيوعية والعمالية, في ولادة الحزب الشيوعي الكوردستاني كجزء من الحزب الشيوعي العراقي
ان استمراية الحزب الشيوعي العراقي في النضال والتواجد على الساحة السياسية في احلك الظروف وصموده بشجاعة, ليس في اعداد شهدائه الذي نقف لهم باجلال ولافي شجاعة مناضلية الذين يشهد لهم جلاديهم ,بل في جراءة خطابه السياسي وشجاعته في تقيم نجاحاته وانكساراته وهزائمه ونشرها على الملئ , كما جاء في تقيم الكونفرس الثالث1967 لتجربية ثورة تموز وانقلاب ثمانية شباط وكذلك تقيمات الموتمر الوطني الثاني الدقيقة للانقلاب البعثين 1968 وطبيعته الطبقية,وسبب انشقاق القيادة المركزية, ومن بعد ذلك تقيم الموتمر الوطني الرابع لتجربة التحالف مع البحث في 1973 , وتقيم تجربة الكفاح المسلح في التسعينات , وكل هذه الوثائق تؤكدجميعها ان استمرار التجديد والديمقراطية يرتبط على الدوام في قدرة الخطاب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بقراءة الواقع السياسي الراهن من خلال استنباط العبرالدروس من تجاربنا الوطنية وتعميم كل ماهومفيد من التجارب الانسانية واخر ابداعات العقل البشري النير في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطبيعية والانسانية
#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟