أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد شفيق - فدائي القناة المجتثة














المزيد.....

فدائي القناة المجتثة


محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3195 - 2010 / 11 / 24 - 20:15
المحور: الصحافة والاعلام
    


يروى ان احد كبار العلماء الروحانيين جائه رجلين وطلبا منه عمل ( حجاب ) او ( طلسم ) لزيادة الرزق والحصول على ثروة . فقال لهما الشيخ الروحاني ( وما تصنعان بالثروة ) قالا ( ننفقها في سبيل الله ) فرد عليهم الشيخ ( وهل انتما متأكدان من ذلك ) تراجع الاول وقال ( انا لست متأكد )
قد يتنازل المرء في حياته عن الكثير من المغريات للحفاظ على مبادئه وشرف مهنته . لكن لايستطيع الصمود امام المغريات المالية والمناصب الا مارحم ربك , ولذلك يقول ميكافللي في كتابه الشهير ( الامير ) ( قد يتهاون المرء في قتل والده لكن لايتهاون اطلاقا اذا سلب منه مال او عقار ) . كنت اعتقد خاطئا ان ميكافللي قد اصاب كبد الحقيقة بمقولته هذه . لكن بعد قرائتي لمقال الكاتب والصحفي ( هادي جلو مرعي ) والتي كانت بعنوان ( الى القيادة العامة للقوات المسلحة في هيئة الاعلام والاتصالات ) والتي كانت كورقة يبين فيها الكاتب استقالته من منصبه في هيئة الاعلام والاتصالات ) على خلفية موقفه من اغلاق فضائية البغدادية وخروجه على شاشة القناة المجتثه في عراق الاجتثاث, حيث كان حديثه في غاية المهنية والموضوعية لان السيد جلو نذر نفسه للدفاع عن الصحفيين وحرية وسائل الاعلام المختلفة في البلاد وترئسه مؤخرا لمجلس ادارة مرصد الحريات الصحفية .
في صبيحة ذلك اليوم , كانت هيئة الاعلام بالمرصاد للسيد هادي جلو حيث انتقدت موقفه وخيًرته بين الاستقالة او التنديد بالبغدادية . كتخيير عبيد الله بن زياد لعمر بن سعد قائلا ( لك سواد هذه الليلة اما ملك الري او نصرة الحسين ) فأختار السفيه ملك الري الذي لم يحصل عليه حيث نكث يزيد بالعهد . لكن هادي جلو لم يقل امهلوني سواد الليلة بل قدم استقالته فورا وكأني به يقول ( الا ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين الاستقالة والتنديد وهيهات من التنديد يأبى الله لي ذلك وقراءا طابت لهم مقالتي ) متأسيا بذلك بصاحب اعظم مبدأ في التاريخ الامام الحسين بن علي . حيث تنازل هادي عن منصب يحلم به كل صحفي عراقي.
مستشار الهيئة , ابهة , فخفخة , قريب من الحكومة ورجالتها كقرب بياض العين من سوادها . علاوة على ذلك راتب ( لذيذ ) مقداره مليون ونصف المليون دينار . هل تعلمون ماذا يعني راتب مليون ونصف المليون شهريا وخصوصا كحالة هادي جلو الذي يسكن اطراف العاصمة وسط جبال من النفايات في بيت ضاق بأهله متخذا غرفة صغيرة للسكن ؟ هل تعلمون ماذا يعني للزوجة ان يكون زوجها في هذا المنصب لتفتخر بذلك بين ابناء جلدتها , وان يأتيها زوجها بقطعة ذهب بداية كل شهر . بالمقابل هل تعلمون حجم الانتقادات التي توجه اليه جراء اتخاذه هذا القرار من قبل اهل بيته . لكن هادي اصبح بموقفه هذا مثالا وانموذجا ليس للصحفيين والاعلامين فحسب , بل لكل صاحب مهنة ورسالة في الحياة بأن لايضعف امام ( وسخ دنيا ) عزيزي هادي جلو كما قلت لك في الاتصال الهاتفي والذي كان بمثابة ( البراسيتول ) اذاب عنك الصداع الذي ازعجك 12 ساعة , بأن موقفك هذا سيسجله لك التاريخ بأحرف من ذهب بغض النظر ان كانت البغدادية مسيئة ام محسنة . وسأفتخر امام جميع الاصدقاء الذين كانوا يقولون ( يا صحافة , الصحفي بعزيمة اخلي يسويني نبي ) بأنه خرج منا هادي جلو في زمن تحول الصحفي للاسف الى ( متسول بطريقة حضارية ) علينا جميعا مساندة هذا الكائن الاليف في هذه الغابة المفترسة فهو فدائي القناة المجتثة



#محمد_شفيق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم العالمي للتسامح
- القاعدة قادرة على حفظ الامن !!
- ابانا الذي في السموات قتلونا
- هل انت متطرف ؟
- برلماننا الذي في العلى حرر ثروتنا
- الدينقراطية ونظرتها للسلام
- شيخ الازهر
- ماذا لو كان حكامنا كلولا داسيلفا ؟
- في ذكرى يوم المعلم العالمي
- من سمح لمجلس محافظة بابل بالافتاء ؟
- حوار مع الكاتب والباحث في علم الاجتماع السياسي العراقي - علي ...
- متى تحرر الثروة الوطنية ؟
- كثرة الصحف حالة ايجابية ام سلبية ؟
- يأيها الشيوعيون لست اسلاميا .. ويايها الاسلاميون لست شيوعيا
- اتاوات الطب الحديث
- عيد المراءة العالمي
- بيل غيتس والتعليم
- الصحفي والجوع الكافر
- احرقوا المتطرفين
- حوار مع الكاتب والباحث ( نضال نعيسة )


المزيد.....




- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...
- إلى أين وصلت خارطة الطريق الأممية الخاصة بليبيا؟
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يرهن وقف الحرب في غزة بإطلاق سرا ...
- سردية -معاداة السامية- تجبر جامعة كولومبيا على تسوية مع إدار ...
- الحكومة البريطانية تعين صحفيا من -ذا صن- رئيسا للاتصالات
- لامي: استهداف منتظري المساعدات في غزة -مقزز-
- معاريف تكشف عن تغير -لافت- في إدارة المعركة ضد قيادة حماس
- فيديو يظهر لحظة مداهمة فيضانات مفاجئة منزلًا في نيويورك.. شا ...
- آلاف الزوار يتدفقون لالتقاط الصور.. ومزارعون إيطاليون يردّون ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد شفيق - فدائي القناة المجتثة