عصر النانوتكنولوجي تجسيد للانتقال من تفجير الذرةالى تصنيعها ومن تمايز البشر الى وحدتهم

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3190 - 2010 / 11 / 19 - 14:55
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

عصر النانوتكنولوجي تجسيد للانتقال من تفجير الذرة الى تصنيعها
ومن التمايز بين البشر الى وحدتهم
يطرح عصرنا كل يوم بل وكل لحظة الاف المصطلحات العلمية في مئات الاف الفروع العلمية والتكنولوجية حيث تشهد البشرية تطورا نوعيا في قواها الفكرية بفضل تفاعلها مع الطبيعة من خلال نشاطها المميز, العمل المنتج. فرغم استمرار سيادة علاقات الانتاج الراسمالية بل وبفضل اكثر قوانينها فعالية الركض وراء الارباح ساعدت الراسمالية على تطور وسائل الانتاج من خلال التطور العلمي التكنولوجي وصولا الى العصر الذري الذي كان من ابرز اهدافه توفير مصدر لاينضب من الطاقة و يحرر البشرية من الخضوع للطاقة الاحفورية المستهلكة والمثيرة للتنافس على مكامنها وارباحها وما اثارته من حروب وكلفته من تضحيات ودمار . وبذلك انهت علاقات الانتاج الراسمالية مهمتها التاريخية. فتشبث اقطابها بمواقعهم وعملوا بكل طاقاتهم على وقف هذا التطور بل وحولوه الى كابوس يهدد وجود البشرية . وعملوا بكل طاقاتهم على حصرالعصر النووي بجانبه السلبي وهو التفجير الذري الذي يمكن ان يبيد البشر ويخل في توازن الطبيعة والكون, فضلاعن تعزيز سطوة المالكين على المستغلين ليس فقط بالتهديد باستخدام اخطر اسلحة الابادة بل وشل طاقاتهم باثارة الرعب من نتائجا . فقد فتح العصر النووي في نفس الوقت المجال لعلماء انسانيين كالعالم ريتشارد فاينمان للتفكير في الكشف عن الجانب الايجابي الجبار لعصر الذرة, من خلال ثقته بقدرة البشرية ولو بعد عقود من التقاط الذرة واستخدامها والتحكم بحركتها وتغيير مواقعها واعادة ترتيبها , في عام 1959. مؤكدا بان ذلك سيشكل ثورة جبارة في حياة البشرية , وسيفتح امامها امكانيات وأفاق غير محدودة. وسيتيح استخدام موارد الطبيعة بشكل يضمن حمايتها وتطورها ويستجيب لجميع متطلباتها . ويحول العمل الى هواية ومتعة.
وقبل ان يمر عقد على هذه التوقعات, تمكن العلماء من فصل الذرة وتكوين مواد من ذرتين او اكثر ولقياس حجمها المتناهي في الصغر . وابتكار مقياس جديد اطلقوا على وحدته اسم, النانو. وهو اصغر من الملمتر بمليون مرة كما جاء في موسوعة كوكل . وفتحت نانوتكنولوجي افاق واسعة لتكوين ملايين الاشكال من المواد التي تلبي جميع مطالب البشر في تطورها وتنوعها. وباءت محاولات اقطاب الراسمالية الغارقين في ازماتهم المتلاحقة تجاهلها تحت حكم قوانين نظامهم الاساسية الركض وراء الارباح وانطلق التنافس على استخدام النانوتكنولوجي وان في مجالات محدودة بمتطلبات السوق الراسمالية من المواد الاستهلاكية. والعمل بكل الوسائل على الحد من الافاق التي تفتحها في جميع المجالات الحياتية والكونية.
وبفضل الثورة العلمية التكنولوجية لم يعد التطور العلمي ومبتكاراته وما تفتحه من افاق حكرا على الطبقات المالكة ولمصلحتهم, ولا يخضع لتسلط اقطابهم والهيمنة على مصادره وامكانياته . فقد تمكن العالم الفلسطيني منير نايفة المبعد, بطموحه العلمي وجهاديته التي سهلت له امكانية ارتياد ارقى المعاهد العلمية ومختبراتها واستخدام ارقى المنجزات العلمية والتكنولوجية من تحقيق التقاط الذرة وتحريكها واعادة ترتيبها, والمساهمة بذلك في اطلاق ثورة النانوتكنولوجي التي ستعيد تشكيل العالم وتنهي الضرورة الموضوعية لاستغلال الانسان لاخيه الانسان وتحرير البشرية مرة والى الابد ..

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل