العلم طاقة بشرية منتجة والثورة العلمية المعاصرة هي اداة البشرية لانجاز ثورتها الاجتماعية بتظافر العلم والعمل

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3144 - 2010 / 10 / 4 - 18:04
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

العلم طاقة بشرية منتجة والثورة العلمية هي اداة البشرية لانجاز
ثورتها الاجتماعية للتحرر من الراسمالية بتظافر العلم والعمل
مرت البشرية بالعديد من مراحل تطورها التي تتلائم ودرجة تطور قواها المنتجة ولاسيما وسائل الانتاج وما تتطلبه من نظم اقتصادية واجتماعية لاستغلالها بما يخدم بقاء البشرية واستمرار تطورها. وكان للعمل الدور الاساس في تطوير قدرات الانسان الجسدية والعقلية وتجسيدها في تجارب وتركيزها في علوم. واصبح العمل هو الميدان الرئيس لتطوير العلوم والمعارف وفي نفس الوقت اصبحت العلوم والمعارف ادوات لتطوير وسائل الانتاج, وبالتالي لتطوير علاقات الانتاج وبناء المجتمع الانساني الملائم لاستمرار تطورها, حتى بلغت ما نعيشه اليوم من ثورة علمية نانوية . هذه الثورة التي تمكن كل انسان من تسخير منجزاتها لتلبية كل متطلبات حياته دون اللجوء الى العمل المأجور. وان يتمتع بكل ثمار عمله ويشعر بكرامته وبمشاركتة فيما انتجته البشرية من انجازات علمية وفنية, بدون خوف من جوع او قلق على حاضره او مستقبله. ودون الحاجة الى اي شكل من اشكال انظمة القهر والاستغلال لانتاج فائض القيمة الضرورية لادامة البشرية وتطورها . فالقيمة الزائدة هي الميزة الاساسية لعمل الانسان والمتطورة بفضل تطور وسائل الانتاج المتطورة بدورها بفضل التطور العلمي . ولذلك يعمل اقطاب الراسمالية وكل ما طوروه من ادوات ووسائل على وقف هذا التطور العلمي المعاصر, بكل الوسائل والاساليب التي خبرتها عبر تاريخها وثبت فشلها بما فيها استخدام المنجزات العلمية نفسها الامر الذي يكشف عقم كل وسائل اطالة عمرها دع عنك احلام اقطابها بادامة هيمنتهم على البشرية. فقد كشف قصور جميع ما انتجته وراكمته من اسلحة عبر تاريخها وما بذلته من اموال وطاقات في صنعها وتحولها الى عبء اقتصادي وبيئي لا تقوى على تحمل تبعاته وتبعات التحرر منه . عندما استطاع علماؤها عبر موجات نانوية موجهة تعطيل برامج منوشهر الذرية دون الحاجة الى التهديد بالحرب النووية التي بقيت تهدد بها النظام الايراني . ولكن هذا يهدد بالوقت نفسه بحتمية توصل العلماء الايرانيين الى امكانية تعطيل اي برنامج علمي او عسكري امريكي اليوم او غدا اذ لم يعد امام التطور العلمي في عصرنا حدود . ولذلك عتمت على الخبركما سبق ان عتمت على خبر تمكن شاب عراقي من اسقاط طائرة من دون طيار بارسال موجات الكترونية عبر الموبايل .
ولذلك لجأت الى سلاحها المجرب في تضليل البشرية وشل تفكيرها العلمي وتطلعها للعمل المنتج واغراقها ولاسيما الشبيبة في احلام اليقظة والمنام بحياة وردية تستجيب لجميع رغباتهم وتنسيهم واقعهم المظلم وتشل كل طاقاتهم عن الكفاح من اجل تحررهم, عن طريق احياء سائر الديانات التي عرفتها البشرية عبر مراحل تطورها السالفة, وابتكار المزيد وتحويل دعاتها الى امبراطوريات مالية تمتلك المعاهد التدريسية والاجهزة الاعلامية والقدرات العسكرية الرادعة من جيوش ومنظمات ارهابية ومليشيات . لشق وحدة الشعوب واشغال البشرية في الصرعات الدينية بل والطائفية. وتحريكها عند الحاجة بتصرفات واعمال مبرمجة .
واذ استطاع اقطاب النظام الراسمالي بكل ما توصلوا اليه من اسلحة ووسائل وادوات وبكل ما مارسوه من اجرام بحق البشرية, من تأخير استثمار تظافر طاقات العلم والعمل للتحرر من جميع اشكال الاستغلال , فان قوانين الراسمالية نفسها وما تفرضه من ازمات بنيوية يستحيل تجاوزها تعجل في نهايتها وليس بدون مساهمة بعض اقطابها ممن يشعرون بعقم صراعهم من اجل الثروة ومعاداتهم للبشرية بل ويعملون على التخفيف من معاناتها كما فعل بل غيتس وامثاله . واطلاق تظافر العلم والعمل لتحرير البشرية وبناء المجتمع الانساني الحقيقي

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل