حضور المرأة العراقية وطنيا وعالميا

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3097 - 2010 / 8 / 17 - 14:14
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

حضور المرأة العراقية وطنيا وعالميا
يتحدى الشعب العراقي برجاله ونسائه جميع وسائل واساليب اعداء البشرية في استعباد البشر وقتل طموحاتهم العلمية والفنية وقدراتهم الابداعية فقد عملت الادارات الامريكية المتعاقبة وادواتها من انظمة دكتاتورية و حكام باعوا الضمير والشعب والوطن وحثالات فقدت سمات البشر خلال نصف قرن, على تدمير منجزات قرون من اسس حضارية ومعاهد ومؤسسات علمية وثقافية وقتلت الالاف من العلماء والادباء والفنانين بهدف الغاء الشخصية العراقية وقتل الطموح العلمي والسليقة الابتكارية للشعب العراقي التي طالما ابهرت العالم على مر العصور وقدمت المثل والدروس في مقاومة الذل والاستعباد التي طالما اقضت مضاجعهم وافشلت مخططاتهم في تقديمه مثلا للشعوب التي لا ترضخ لهيمنتهم . فتصاعد حقدهم وكراهيتهم للشعب العراقي حدا دفعهم للعمل على ابادته واستبداله بشعوب اخرى, تمكنهم من تحقيق مخططاتهم في الهيمنة على شعوب العالم وثرواتها. فاقترفت افضع جرائم العصر بالقاء القنابل النووية والفسفورية المحرمة دوليا فقتلت مئات الالاف واعطبت الملايين وشوهت الاجنة واطلقت افضع حملة ارهابية مدججة باخطر اسلحة الفتك من متفجرات ومفخخات وكواتم الصوت. وتختارة اكثر المناطق ازدحاما لعملياتها لايقاع اكبر عدد من الضحايا ولاسيما بين الشباب. و يستمر الحصاد لسبع سنوات بمعدله اليومي 50 شهيدا. بهدف قتل اكبر عدد من الشبيبة بما فيهم الملتحقين بقوى الامن لتبرير ادامة احتلالها بعدم جاهزية قوى الامن العراقية. وعطلت كل مجالات الحياة البشرية من فرص عمل ودراسة وعلاقات اجتماعية مركزة على التمييز ضد المرأة في جميع المجالات فحملتها من الاعباء والمسؤليات والالام ما يفوق تحمل البشرفضلا عن احياء كل التقاليد البائدة المهينة لكرامة المرأة والمبيحة لقتلها. وتشويه الدين وتسخيره لشل نصف المجتمع . فاضطر ملايين العراقيين على الفرار الى الخارج رغم كل ما يتميز به العراقي من تعلق وحب لوطنه.
ورغم كل ذلك لم تستطيع قوات الاحتلال وادواتها اخماد مقاومة الشعب العراقي بنسائه ورجاله ومقاومة كل ادواته واخطرها اليأس وفقدان الثقة بالنفس والشعب وعموم البشرية, بل ولم تستطع قتل طموحاته العلمية والفنية وتمسكه بحقه في الحياة. في حين استنزفت طاقاتها الاقتصادية وهيبتها العالمية وشرعيتها في بلدها فقد اثقلت ميزانيتها تكاليف الحرب والاحتلال وتصاعد غضب الشعوب وادانتها لجرائمها بحق الشعب العراقي وتصاعد غضب الشعب الامريكي على الادارات المتعاقبة وتتصاعد مطالبته بانهاء الحرب وسحب القوات من العراق.. وهاهي المرأة العراقية اليوم تقتحم كل المخاطر وليس اقساها الموت وتتحدى كل الالام وليس اقساها فقدان الحقوق الانسانية , بمظاهراتها التي تعم جميع مدن العراق هذه الايام مطورة شعاراتها ومطالبها على مر الايام ففي ساحات النضال تتبلور الشعارات وتتطور والمهم هو نفض كابوس البؤس واليأس والانطلاق الى الكفاح وهاهي تطور اشكال تنظيمها وتظافر جهودها على حل مشاكلها الفردية والجماعية الاجتماعية والاقتصادية وتقتحم جميع ميادين العمل التقليدية والمبتكرة وتنشئ الاستثمارات الفردية والتعاونية لمقاومة الافقار والاذلال المنظم الذي تحرص قوات الاحتلال وادواتها على ادامته لقتل كرامة واباء العراقي.
وها هي زها محمد حديد تسجل حضورا عالميا جديدا على حضورها في ميدان الهندسة المعمارية التي اذهلت العالم لعشرات السنين واقامت شواهد ابداعها في كبريات عواصم العالم, بربطها بين الابتكار المعماري والتطور الاجتماعي وتسخيره في تعزيز الوعي بالحوار المشترك بين الثقافات الامر الذي جعل المنظمة العالمية للثقافة اليونسكو اعتبار زها محمد حديد ( فنانة اليونسكو من اجل السلام) . لتعزز بحضور زها العالمي العلمي والمعماري والاجتماعي, مواقعها المتداعية في خدمة البشرية جراء تبعيتها لهيمنة الراسمال العالمي واقطابه. وستبقى زها حاظرة وطنيا وعالميا ليس بانجازاتها العلمية والفنية والاجتماعية فقط, وانما بسيرتها الحياتية ونهجها العلمي. فقد تحدت حدود المعارف السائدة مطلقة العنان لاحلام المرأة العراقية المتحررة من جميع القيود المصطنعة لتكبيل نصف المجتمع. وانطلقت تحطم قيود الهندسة المعمارية مستفيدة مما اتاحته ظروفها الموضوعية ولا سيما العائلية فقد ولدت في عائلة ذات موقع اقتصادي واجتماعي متميز, عائلة تهتم بالمعمار. وحظت بتربية عصرية ايقظت طموحاتها وعززت ثقتها بنفسها فاصبحت شخصية قوية تتمتع بارادة صلبة وطموح غير محدود. كما كان للطبيعة في العراق دورها الفعال في تكوين شخصيتها وابداعها الفني . فقد سحرتها منطقة الاهوار بهارمونية انسياب المياه والحياة البرية التي تمتد بلا حدود. كما هيأت ظروف الدراسة والعيش في الخارج لها امكانية التعرف على كبار المبدعين في العالم في مجال المعمار وانجازاتهم .
وستبقى زها مثلا عالميا ووطنيا يحتذى ليس فقط في الابداع الفني والعلمي بل وبتجاوز جميع لحظات الفشل والاحباط التي يمر بها كل انسان بقدرته على ايجاد الحلول عن طريق تغيير الاساليب والوسائل والافكار وفقا لمتطلبات الواقع والانطلاق للسير قدما وليس المراوحة في اي مجال مهما كان متقدما والبحث الدائم عن الخطوة القادمة المتناسبة مع تطورات العصر ومتطلباته .

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل