أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - تطور انتاجية العمل وضعت الاساس المادي لتحرر البشرية من الانتاج البضاعي واستغلال الانسان لاخيه الانسان














المزيد.....

تطور انتاجية العمل وضعت الاساس المادي لتحرر البشرية من الانتاج البضاعي واستغلال الانسان لاخيه الانسان


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 11:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



ميز العمل المنتج الانسان عن سائر الحيوانات وشكل الاساس المادي لتطوره جسديا وفكريا وتطور علاقاته الاجتماعية وبالتالي مجتمعاته . ولم ينشأ الانتاج البضاعي كوسيلة لتطوير انتاجية العمل الا بعد مراحل طويلة من تطور الانتاج الطبيعي لسد مستلزمات الانسان الاساسية أي الانتاج من اجل الاستهلاك، ومع تطور هذه المستلزمات وتنوعها وفقا لتطور البشرية في جميع الميادين . فقد بقيت انتاجية العمل بهدف تلبية الحاجات الرئيسية للوجود من قوت ودفء وحماية لقرون عديدة ويجري توزيع انتاجية العمل على الافراد والمجمعات وفقا لتطورها ووفقا لمستلزمات استمرارية الوجود والتكاثر . ومع تطور الانسان تطورت انتاجية العمل وعلاقات الانتاج بدءا بتقسيم العمل بين المرأة والرجل ومن ثم بين الانتاج الحيواني والنباتي . ومع تفوق زيادة انتاجية العمل على تلبية المستلزمات الاساسية لوجود المجموعات، بدأت الملكية الخاصة ولاسيما لوسائل الانتاج، وبدا الانتاج البضاعي بابسط اشكاله من التبادل الطبيعي بين المنتجات الى التبادل لقاء معادل عام وصولا الى النقود وتطورت علاقات الانتاج القائمة على استغلال الانسان لاخيه الانسان بدءا بالعبودية التي كانت فيها طاقات الانسان وسيلة الانتاج الرئيسية والاقطاعية حيث تقاسم العبء بين الفلاح والارض لزيادة انتاجية العمل وتطورها، وصولا الى اكتشاف مصادر للطاقة تضاعف من طاقات البشر في زيادة انتاجية العمل وسبل استثمارها فتطورت علاقات الانتاج الراسمالية. وفي ركضها وراء الارباح طورت الراسمالية انتاجية العمل الى الحد الذي اصبح اليوم يلبي جميع متطلبات حياة البشرية الحضارية، ومستلزمات استمرار تطورها بل والتمتع بجميع مباهجها والانفتاح على المستقبل الارحب والاسعد والاجمل دون الحاجة الى الانتاج البضاعي واستغلال الانسان لاخيه الانسان
وهكذا كان العمل وانتاجيته وسيبقى هو الاساس في تحرر البشرية وتطورها وليس قيدا لها بل وحاجة حياتية تضمن حاضرالانسان ومستقبله. وتحرر الانسان من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد رهن بتحرره من علاقلات الانتاج القائمة على استغلال الانسان لاخيه الانسان واخرها علاقات الانتاج الراسمالية. ونحن اليوم على ابواب عصر انطلاق البشرية وتحررها الناجز وليس الى دخول المحطة المنحطة والمسدودة النوافذ كما يذكر المفكر النمري . فالنظام الراسمالي العالمي يمر اليوم باعمق ازماته العامة، في حين تغذ البشرية السير في تطورها العلمي والتكنولوجي وفي اكتشاف العديد من مصادر الطاقة وتتوسع ساحات حرية البشر وانطلاقها الى رحاب الكون. ولم يعد هنالك حاجة الى ادوات الانتاج التي يستلزم تحريكها طاقات جمعية مستعبدة . فالتكنولوجية الحديثة ومصادر الطاقة الجبارة وهي نتاج جمعي لعقول ملايين البشر عبر التاريخ ، تدار الكترونيا من قبل الانسان المتحرر من العمل المرهق الذي يتطلب وقتا طويلا، ويجد المجال للتمتع بمباهج الحياة واروعها التطور العلمي والتكنولوجي والفن والادب والحب والجمال. الامر الذي يدفع عموم البشرية للنضال ضد علاقات الانتاج الراسمالية ويوحد صفوفها رغم كل العقبات والعوائق التي يضعها اقطاب العولمة الراسمالية
نعم اننا نمر بمرحلة انتقالية صعبة تفوق كل مراحل تطور البشرية السابقة حيث يتشبث اقطاب الانظمة السابقة وجميع ادواتهم بعلاقات الانتاج القائمة على استغلال الانسان لاخيه الانسان ،الانتاج البضاعي، مستخدمين كل وسائل واساليب الانظمة السابقة في ترويض البشرية واستعبادها من حروب وارهاب والعودة الى اساليب الاحتلال المباشر لتركيع الشعوب فضلا عن استغلال الثورة العلمية التكنولوجية في انتاج واستعمال اسلحة الابادة الجماعية والافساد العام والتضليل. والعودة الى الانتاج البضاعي الذي دعى اليه اوباما لم يكن بهدف تحرير البشرية من تبعات علاقات الانتاج الراسمالية ولاسيما البطالة، بل من اجل انقاذ علاقات الانتاج الراسمالية من ازمتها المستعصية جراء قوانينها الاساسية، او على الاقل لاطالة عمرها. فقد جاءت هيمنة الراسمال المالي على الاقتصاد العالمي للخروج من ازمات فيض الانتاج البضاعي، وادت بالتالي الى تفاقم مركب للازمة العامة للنظام الراسمالي . في حين تضع متطلبات عصرنا امام البشرية ولاسيما طلائعها مهام جديدة تفرض تطوير اساليب ووسائل النضال وفي مقدمتها تسريع العملية التاريخية من خلال تعميم العلوم والمعارف، لتعزيز الثقة بحاضر ومستقبل البشرية واطلاق طاقاتها في مقاومة جميع وسائل واساليب اقطاب علاقات الانتاج الراسمالية واتباعهم لعرقلتها، لاسيما وان الثورة العلمية التكنولوجية تضع بيد البشرية وسائل فعالة في توعية الشعوب وتعبئتها في كفاح وطني وعالمي فعال في مواجهة جميع وسائل واساليب استعباد الشعوب وتضليلها وفي تحديد اهدافها الرئيسية وفي مقدمتها حماية البشرية من الحروب ومن الاسلحة النووية التي اصبحت تهدد وجود البشرية. كما تضع الثورة العلمية والتكنولوجية ولاسيما الكومبيوتر امكانيات جبارة لتطوير طاقاتها الفكرية واسلوب حياتها وانتاجية عملها بما في ذلك تحررها من عبودية الانتاج البضاعي والمساهمة في الانتاج والتطوير الجماعي لعموم قوى انتاج البشرية بما يضمن سعادتها ورفاهها واختراقها لمعالم الطبيعة والكون .



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير للافضل رهن بارادة الجماهير وليس بارادة اقطاب الكتل ا ...
- مواقف زكي خيري المجيدة في اخطر منعطفات تاريخ الشعب العراقي
- الى متى تبقى الد اعداء البشرية بدون محاكمة وعقاب بل وتترأس ا ...
- زكي خيري في ذكرى ميلاده التاسعة والتسعين يواصل استنهاض البشر ...
- تاريخ الحركة الشيوعية الوطنية والعالمية تجسيد لتطور متطلبات ...
- اطالة الصراع على كراسي السلطة في العراق يستنزف الطاقات والام ...
- العنجهية الاسرائيلية الاخيرة في فلسطين من مظاهر احتضار العول ...
- حركت الانتخابات الشعب العراقي واطلقت طموحاته للتغيير بغض الن ...
- عاد الشعب العراقي يدهش العالم بتحديه لاعتى اعداء البشرية واخ ...
- شوهت الملكية الخاصة لوسائل الانتاج سايكولوجيا البشر والثورة ...
- الاحتفاء بيوم المرأة العالمي تعزيز للكفاح الوطني والعالمي لت ...
- الشيوعيون العراقيون الاجدر بثقة الجماهير الطامحة للتحرر والد ...
- ارجاع العراق قرن الى الوراء ليس خروجا عن المادية الديالكتيكي ...
- الانتخابات البرلمانية العراقية في ظل الاحتلال اخر فصول ابادة ...
- تصعيد التهديد الامريكي لايران بالحرب بحجة امتلاكها السلاح ال ...
- جامعة الصداقة بين الشعوب احد اعظم منجزات الحركة الشيوعية في ...
- محاكمة بلير الاداة المستنفذة للعولمة الراسمالية مقدمة لمحاكم ...
- عقود من الدكتاتورية وسبع سنوات من الابادة والترويع تعجز عن ش ...
- الفوضى المدمرة للانتخابات العراقية في ظل الهيمنة الامريكية ا ...
- الراسمال الارهابي اخطر مراحل الراسمالية وعشية تحرر البشرية ا ...


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - تطور انتاجية العمل وضعت الاساس المادي لتحرر البشرية من الانتاج البضاعي واستغلال الانسان لاخيه الانسان