الشيوعيون العراقيون الاجدر بثقة الجماهير الطامحة للتحرر والديموقراطية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 16:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

يحتل تاريخ الحزب الشيوعي العراقي موقعا بارزا في تاريخ الحركة الوطنية العراقية، منذ تأسيسه في اواسط الثلاثينات من القرن الماضي، وليس كيانا طارئا يلائم مرحلة طارئة من تعثر الحركة الوطنية ، كما تزخر به الساحة العراقية اليوم بمئات الكيانات السياسية المتلفعة بالدين والطائفية او بالشعارات الوطنية . فقد نشأ الحزب الشيوعي العراقي كضرورة موضوعية لحاجة الجماهير الكادحة من عمال وفلاحين ومثقفين الى القيادة السياسية الواعية التي توحد صفوفهم وتقود نضالهم من اجل تحقيق مطالبهم الانية وربطها بالنضال من اجل اهدافهم الوطنية المشتركة. وحاجة الحركة الوطنية الى توحيد صفوفها وتحديد استراتيجيتها الوطنية وتنسيق نشاطاتها اليومية. وفي مرحلة كانت البلاد تابعة للاحتلال البريطاني بموجب اتفاقية امنية لا تختلف في شيء عن الاتفاقية الامنية التي عقدتها الحكومة الحالية مع الادارة الامريكية لضمان ادامة الاحتلال الامريكي للعراق . ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا خاض الشيوعيون النضالات العمالية من اجل حقوقهم وسن القوانين العمالية وقيادة اضراباتهم وفي مقدمتها اضرابات عمال النفط في كاوورباغي وعمال السكك وعمال النسيج وغيرها. وقدموا عشرات الشهداء ومئات المعتقلين دون ان تنال من عزيمتهم في مواصلة النضال فضلا عن تلخيص تجارب الحركة العمالية الكفاحية والاستفادة منها ومن تجارب الحركة العمالية العالمية لتكن ذخيرتهم في كفاحهم المعاصر من اجل نيل حقوقهم واطلاق طاقاتهم في تحرير وطنهم وشعبهم . ويضع الشيوعيون اليوم في مقدمة اهدافهم اعادة بناء الاقتصاد الوطني على اسس صناعية متطورة تضمن العمل لجميع العمال في ظل علاقات انتاج عادلة تضمن حقوق العمال وتطوير واطلاق طاقاتهم في بناء العراق الحر الديموقراطي . وخاض الشيوعيون النضال الصعب ضد هيمنة الاقطاعيين واستعبادهم لملايين الفلاحين منذ كانوا يهيمنون على 60% من الشعب العراقي. فنظموا الجمعيات الفلاحية لتوعية الفلاحين وتوحيد صفوفهم في النضال ضد الاقطاع وقادوا الانتفاضات الفلاحية كانتفاضة آل ازيرج في العمارة وانتفاضات الفرات الاوسط وتتويج نضالهم بتوجيه ضربة قاصمة للاقطاع في ثورة 14/تموز وتحقيق الاصلاح الزراعي رغم كل التعثر الذي اصاب الحركة الوطنية عموما والفلاحية خصوصا منذ ثورة الردة في عام 1963. ورغم عظم التضحيات التي قدمها الشيوعيون وكل الوسائل والاساليب القديمة والحديثة التي يضعها اعداء شعبنا في طريقهم، يواصلون النضال اليوم بين الفلاحين ومعهم من اجل تحرير الفلاحين من بقايا علاقات الانتاج الاقطاعية وجميع اشكال الاستغلال الذي يعانونه، وربطه بالنضال الوطني باعتبار بقايا الاقطاع والعلاقات السلفية هي من اهم ركائز الاحتلال . و كان للشيوعيين دور بارز في النضال من اجل تحرير المرأة العراقية منذ تأسيسه وجعل من موقف الشيوعي من المرأة بدءا باخته وزوجته ورفيقته في العمل والدراسة والشارع محكا لشيوعيته . فلا يمكن تحرير الوطن والشعب دون تحرير المرأة وهي نصف المجتمع ومربيته. فكان اول حزب وطني يشرك المرأة في قيادته وفي صفوفه لتخوض النضال المشترك من اجل تحررها باعتباره ركن اساسي من النضال من اجل تحرر وطنها وشعبها. واقام الشيوعيون العديد من المنظمات النسوية الديموقراطية التي كان لها دور بارز في النضال الوطني والفئوي في جميع الميادين العمالية والطلابية والثقافية والاجتماعية. وساهمت في جميع المعارك الوطنية ووثبات شعبنا وحصلت على اول تقدير لنضالها الوطني في ثورة 14/تموز، على قانون الاحوال الشخصية كاول قانون ينصف المرأة في البلدان العربية . ولذلك جعل اعداء شعبنا قهر المرأة العراقية وسلب حقوقها في مقدمة اهدافهم لتركيع شعبنا واحتلال بلدنا فاوغل النظام الدكتاتوري في اضطهاد المرأة وسلب حقوقها واستكملت قوات الاحتلال وادواتها من تجار التدين والطائفية اليوم ارجاع اوضاع المرأة قرون الى الوراء. ولذلك وضع الشيوعيون اليوم في مقدمة اهدافهم تحرير المرأة العراقية ومساواتها في جميع الحقوق الساسية والاقتصادية والاجتماعية وضمان مساهمتها في اتخاذ القرار الوطني .
وانطلاقا من حرص الشيوعيين على حاضر شعبنا ومستقبله وضع في مقدمة اهدافه حماية الشبيبة والطلبة والنضال من اجل ضمان حقوقهم واطلاق طاقاتهم الفكرية والجسدية في اتاحة كل مجالات التطور العلمي والفني والادبي فضلا عن المجالات الرياضية الوطنية والعالمية . وخاض الشيوعيون النضال ضد جميع وسائل واساليب اعداء شعبنا عبر جميع منعطفات شعبنا السلبية في تضليل الشبيبة وحرف سلوكها بل وتسخيرها ادوات لتحقيق اهدافهم في ترويع الجماهير وقهرها من خلال زجهم في الاعمال الارهابية والمليشيات المسلحة او اغراقهم بالمخدرات والجريمة المنظمة . ولعل افضع المنعطفات السلبية التي مر بها شعبنا هو ما يعانيه اليوم ولاسيما في مجال الشبيبة والطلبة. ولذلك وضع الشيوعيون العراقيون في مقدمة اهدافهم حماية الشبيبة والطلبة واطلاق كل مجالات العلم والمعرفة امامهم وكل مجالات الصحية والرياضية لتقوية اجسادهم وطاقاتهم . كما وجه الشيوعيون ولاسيما من خلال منظماتهم النسوية والديموقراطية الاهتمام بالطفولة باعتبارها شعب المستقبل الذي تسعى قوات الاحتلال لابادته ولاسيما من خلال ابادة واعطاب اطفاله . فالاشعاعات النووية تفتك بكيانهم الطري، وتشوه بنيانهم حتى قبل مولدهم. وبابادة اكثر من مليون عراقي تركت الملايين الاطفال يتامى بلا معيل ولا مربي. وشجعت جميع اشكال المتاجرة بهم وباعضائهم . ولذلك وضع الشيوعيون في مقدمة اهدافهم انقاذ الطفولة من الابادة بتنظيف العراق من مخلفات الاسلحة النووية التي استخدمتها قوات الاحتلال الامريكية والبريطانية وتحميل الادارتين مسؤولية وتكاليف ذلك و محاكمة الادارتين كمجرمين بحق البشرية الى جانب انشأ الملاجيء والمرافق التعليمية والتربوية المجانية لملايين الاطفال وتوفير المرافق الصحية بما في ذلك ابتكار طلائعهم من الاطباء خيام العلاج الجوال . لتجول المدن والارياف لمعاجة المحتاجين ولاسيما الاطفال.
وكرس الشيوعيون الكثير من طاقاتهم لتوعية الجماهير وتعرية جميع وسائل واساليب اعداء شعبنا من محتلين وادواتهم لتضليل الجماهير وتمزيق وحدتها عبر تاريخهم الطويل وحققوا عبر نضالات مشتركة لجميع مكونات شعبنا الفكرية والاجتماعية والسياسية و رسخوا وحدة شعبنا في مراحل متعددة وحققوا انجازات رائعة . ولذلك ركز المحتلون جهودهم لتمزيق وحدة شعبنا فجندوا كل ادواتهم ، الاعلامية و تجار بالدين والطائفية وكل وسائل الافساد ولاسيما استخدام كراسي السلطة والبرلمان سلما للاثراء والجاه. فحولوا العراق الى قاعدة للصراعات الدينية والطائفية وبؤرة للفساد . ولذلك وضع الشوعيون في مقدمة اهدافهم مكافحة كل وسائل تمزيق وحدة الشعب ولاسيما الطائفية و الفساد عن طريق المراقبة الشعبية وتقديم المفسدين الى العدالة مع التركيز بان التحرر من الاحتلال هو السبيل الرئيس لتحرير الوطن والشعب من جميع ما يعانيه من كوارث ومعوقات
نعم هذه بعض من انجازات الشيوعيين وتوجهاتهم التي تطورت عبر تاريخهم المجيد والتي ستبقى تتطور في خدمة شعبهم ووطنهم وصولا الى تحقيق وطن حر وشعب سعيد . ولذلك فهم الاجدر بثقة الجماهير ونيل اصواتهم بغض النظر عن نتائج انتخابات تجري في ظل الاحتلال.
سعاد خيري في 22/2/2010

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل