أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - العراق يشهد افضع جرائم الراسمالية المحتضرة وابشع مهازل التاريخ















المزيد.....

العراق يشهد افضع جرائم الراسمالية المحتضرة وابشع مهازل التاريخ


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2852 - 2009 / 12 / 8 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



شهد تاريخ البشرية عبر مراحل تطور علاقات الانتاج وتطور انظمته الاجتماعية الاقتصادية مشاهد هزلية تاريخية وجرائم تقشعر لها الابدان ولاسيما في مراحل افول عصور سالفة وبزوغ فجر عصر جديد. فقد سجل تاريخ مرحلة العبودية رمي الثوار ضد النظام الى الوحوش الكاسرة في ساحات عامة لارعاب الجماهير .. وشهد مهازل نهاية عصر الاقطاع في جواب ماري انطوانيت على طلب الملايين الجائعة بالخبز باعطائهم الكيك!!
اما مايجري في العراق من مهازل وجرائم على يد قوات الاحتلال وادواتها ما سيبقى عارا يثقل ضمير البشرية ورادعا لكل ميول استغلالية وسعيا بكل الطاقات لافاق الحياة الانسانية الحقة الخالية من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد. فلم تكتف الادارة الامريكية القطب الاكبر للراسمالية بخرق الاعراف والقوانين والمؤسسات الدولية الدولية باحتلال العراق عن طريق الحرب ، بل واقدمت على افضع جرائم العصر بتكرار جريمتها الفضيعة الاولى في قصف اليابان بالقنابل النووية بدون مبرر ايضا ولكن باسراف. فقد القت بالاف الاطنان من قنابل اليورانيوم المنضب فقتلت الالاف واعطبت الملايين ولا تزال حتى يومنا هذا. فالسلاح النووي لا تتوقف اشعاعاته عن التاثير على مدى عصور طويلة ولا يعرف انتشار تاثيرها حدود، الامر الذي اثار الراي العام العالمي وتصاعدت مطالبته في تطبيق المواثيق الدولية بتجريم الادارة الامريكية لاستخدامها السلاح النووي وتحميلها مسؤولية وتكاليف تبعات استخدامها لهذا السلاح سواء في معالجة الضحايا او في تنظيف العراق من مخلفات الحرب المشعة والملوثة بالاشعاعات. وتتعرى اهداف استخدامها السلاح النووي لاظهار تفوقها العالمي عسكريا وقدرتها على فرض هيمنتها على العالم بعد تهري هيمنتها الاقتصادية والسياسية والايديولوجية تحت ضغط الانطلاقة الجبارة لعصر المعلوماتية من خلال تطويره لانتاجية العمل وكشفه عن مصادر جديدة ومتجددة للطاقة ورفعه لوعي البشرية واتساع امكانياتها من خلال تطويره لوسائل الاتصال ونشر المعلومات . فقد شهد العالم هول التدمير الذي احدثته قوات الاحتلال في العراق الذي شمل كل المعالم الحضارية ودك معظم المرافق الحيوية والمنشآت الاقتصادية والصحية والتعليمية، فضلا عن تصاعد ضحايا الاشعاعات النووية وامراض السرطان والتشوهات الخلقية وموت الاجنة وعقم النساء والرجال. ولادامة الاحتلال وتوطيد هيمنتها على كل مرافق الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية اشاعت خلال ما يقرب من سبع سنوات كل اشكال الفساد الاجتماعي والاداري وانفلات كل قوى الظلام من فرق ارهابية ومليشيات طائفية. وكلما شعرت بتصاعد الوعي الوطني والمطالبة بانهاء الاحتلال تثير موجة من التفجيرات المروعة التي يذهب ضحيتها المئات ويصاب الالاف بمختلف الجروح والاعاقات، فلا يكاد يمر يوما بدون تفجيرات مرعبة .
وتحت شعارات الديموقراطية المزيفة تدير مسخرة الانتخابات البرلمانية الحالية بدءا بتحديد نتائجها و مكوناتها والسيطرة على سير العملية و بتوجيه المنافسة بين المرشحين والكتل والاشراف على الشعارات والتصدي لكل مطالبة بانهاء الاحتلال او تعجيل الانسحاب حتى وان كا ن شكليا وذلك بتأجيج موجة من التفجيرات التي يذهب ضحيتها المئات من الابرياء . فتتصاعد جرأة الادوات بالمطالبة بوقف انسحاب قوات الاحتلال حماية للامن. فضلا عن الاشراف على صياغة قانون الانتخابات الذي يفوق قوانين الانتخابات التي صيغت عبر تاريخ الانتخاباتفي العراق في ترسيخ جميع مجالات التمييز بين العراقيين على اسس طائفية واقليمية واثنية، وفي اسلوب ووسائل مناقشاته في البرلمان التي شغلت الشعب العراقي عدة اشهر جرى خلالها تمرير العديد من القوانين والاتفاقيات ، كالاتفاقية الامنية التي تشرع ادامة الاحتلال وقواعده العسكرية وقانون الاستثمار الذي اباح امتلاك المستثمرين لارض العراق وثرواتها واخيرا خصخصة الموانيء العراقية . وعرضت المناقشات الطويلة والعقيمة مستوى ادوات الاحتلال من برلمانيين ووزراء من الضحالة والبلادة الفكرية والثقافية ومن التردي في مهاوي الانانية من ناحية والايغال بالخنوع والمذلة لاوامر الاسياد المحتلين. فتراهم اسودا في السباق لكسب المزيد من الامتيازات وقرودا عند حضور السفير الامريكي او مندوبيه. فلم يكتمل النصاب خلال طول فترة المناقشات الا عندما صادقوا على قرارات تغدق الامتيازات عليهم التي فاقت امتيازات كل برلمانيي العالم وكيف بحت اصواتهم في نقاشات لاتمس قضايا الشعب وما يعانيه من كوارث ومحن اوتحرير الوطن من الاحتلال واعادة اعماره. واخيرا صادقوا على القانون صاغرين امام طلب السفير في المرة الاولى. وافتضح الامر وكتبت الصحف عن اقرار القانون بضغط من السفير الامريكي . فانبرى نائب رئيس الجمهورية لتغطية الفضيحة بنقض القانون واعادته الى البرلمان في فصول جديدة ومثيرة للمسرحية ليس لخلوه من أي هدف شعبي او وطني وانما دفاعا عن حقوق العراقيين المهجرين في حصتهم من المقاعد التي مهما تم توزيعها لا تمثل الشعب العراقي لا في الداخل ولا في الخارج بل تمثل الكتل السياسية المتعاقدة مع المحتلين ووفقا لنسب ولائها وليس لمدى خدمتها للشعب العراقي والوطن. فالهاشمي لم يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية بناء على تاريخه الكفاحي ضد الاحتلال وفصائله من الارهابيين واقطاب الجريمة المنظمة وشركات امنه المولغة في تجارة الجنس وبيع الاطفال او في خدمة اهداف شعبنا في التقدم والازدهار بل جرى تنصيبه في انتخابات مفبركة اسوة بجميع اقرانه بدءا برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومرورا بالبرلمانيين وكبار موظفي الدولة منذ الاحتلال لقاء تنفيذ مخططات الاحتلال لابقاء وطننا مستباح بالقواعد العسكرية وشعبنا يرزح تحت افضع اشكال الاستعباد والافقار والتجهيل ويباد بمختلف امراض السرطان .. ولم تعد تدخلات السفير الامريكي في ادارة وتوجيه العملية السياسية برمتها وباسسها الدستورية والقانونية محرجة للحكومة والبرلمان فانبرى زعيم كردستان يهدد بطلب تدخل اوباما في تعديل قانون الانتخابات لصالحه.
ويبقى العراق بعربه وكرده وسائر مكوناته جزء من العالم الذي يعيش فجر عصر المعلوماتية الذي يتيح لعموم البشرية مهما تعقدت ظروف حياتها امكانية التحرر من عبودية الفكر والجسد واطلاق طاقاتها الابتكارية في جميع المجالات الكفاحية الوطنية والانسانية والعلمية والتكنولوجية
سعاد خيري في 8/12/2009



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب البريطاني ينجح في محاكمة بلير كمجرم حرب والمحتلون وادو ...
- العراق نموذج للديموقراطية الامريكية في الشرق الاوسط الاحتلال ...
- اعلان عالمي ومواثيق ومنظمات دولية وايام عالمية واطفال العراق ...
- دعم حقوق اللاجئين العراقيين مهمة انسانية عالمية في ظل تخلي ا ...
- مكتبتا الطفل في بغداد شعاع يخترق ظلمات الاحتلال توقده رابطة ...
- احتفال رابطة المرأة العراقية في بغداد بيوم السلام العالمي
- تصاعد النضال الجماهيري في العراق يعزز مواقع الاحزاب الوطنية ...
- قوات الاحتلال بادارة اوباما تنفذ مخططات ادارة بوش لادامة هيم ...
- اخطر اسلحة الراسمالية المحتضرة السلفية الايديولوجية
- في عصرنا المتأزم تفقد حتى الاحداث الكبرى اهميتها
- اهم تناقضات العصر التطور الهائل لقوى الانتاج والازمة المستعص ...
- تمر البشرية باعظم واخطر منعطفات تطورها
- مسرحية الانتخابات في ظل الاحتلال وادواته واول فصولها تفجيرات ...
- لنجعل دورة الجمعية العامة للامم المتحدة القادمة محكمة عالمية ...
- اخطر اسلحة الامبريالية لادامة هيمنتها اقامة انظمة تابعة اشد ...
- الاسراع بمحاكمة مجرمي الحرب على العراق ضمان لحماية البشرية م ...
- الطبقة العاملة العراقية تقاوم التركيع وتعزز ثقة شعبنا بدورها ...
- دعم اضراب عمال النفط في البصرة مهمة وطنية وعالمية لحسم الصرا ...
- احتدام تناقضات عصرنا في ظل التطور العاصف للمعلوماتية العلم و ...
- المجد لشهداء الوطن والانسانية والتحية للشهداء الاحياء


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - العراق يشهد افضع جرائم الراسمالية المحتضرة وابشع مهازل التاريخ