أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سعاد خيري - حركت الانتخابات الشعب العراقي واطلقت طموحاته للتغيير بغض النظر عن نتائجها














المزيد.....

حركت الانتخابات الشعب العراقي واطلقت طموحاته للتغيير بغض النظر عن نتائجها


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 15:52
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


تحول العراق بجميع مدنه وقراه خلال المعركة الانتخابية الى ساحات بورصة لشراء الاصوات . حيث تراوح سعر الصوت بين الخمس دولارات او بطانية الى 100 دولار وبيتا نقدا، والى وظيفة وصولا الى قطع اراضي، وعودا. فضلا عن الولائم واشكال التزلف والعواطف الجياشة . ولاول مرة يدرك الشعب العراقي بهذا الشكل الصريح اهميته ودوره في تنصيب من سقوه مر العذاب واوغلوا في استعباده من ابراجهم العاجية وتعاليهم عليه. ولاول مرة يدرك فداحة ما نهب وينهب من خيراته التي يتقاسمها اقطاب العملية الانتخابية مع المحتلين . فقد قدرت منظمات دولية محايدة ما صرف على الحملة الانتخابية لشراء الاصوات وللدعاية الاعلامية على اختلاف وتنوع اشكالها المليارات وما يكفي لرعاية ملايين الاطفال اليتامى والمشردين وملايين الارامل لسنوات ولايجاد ملايين فرص العمل لملايين العمال العاطلين. وغطى كل ذلك بالنسبة لجميع الاطراف المتصارعة وحتى بالنسبة للجماهير التي ابهرتها الاجواء غير المعهودة عن كل ما جرى خلال الحملة الانتخابية من اعمال ارهابية واغتيالات و تهديدات القاعدة ليوم الانتخابات. فادهشت العملية الانتخابية العالم بنجاحها ومساهمة 62% ممن يحق لهم التصويت فيها.
ولم يفكر احد كيف سيهدأ كل هذا الزخم الهائل والمتنوع وغير المعهود، واين ستوجه كل تلك الطاقات. ولكن اقطاب الصراع على السلطة بدأوا منذ اللحظة الاولى ، متابعة عملية فرز الاصوات، وتطيير مختلف التكهنات، واطلاق مختلف الاشاعات عن اشكال من التزوير، من ناحية ، والبحث عن عقد التحالفات واجراء المساومات على اقتسام السلطة . وفي وسط هذا الصخب الاعلامي والصراع المتصاعد بين اقطاب العملية السياسية وتناقض التكهنات خفت صوت القوى الوطنية المساهمة في العملية الانتخابية بانتظار نتائج الانتخابات، وانشغلت بمداراة ما تتوقعه من نتائج في ضوء ما كشفته وسائل الاعلام المحلية والعالمية من اعمال تزوير. مع الانتقال التدريجي الى الاستفادة من التحرك الجماهيري لاطلاق طاقاتها في نضالات جماهيرية تلزم الاطراف المتصارعة على تنفيذ برامجها وما وعدت الجماهير به وربطه بالنضال من اجل انهاء الاحتلال وبناء العراق الديموقراطي
في حين انبرى قائد قوات الاحتلال مؤكدا سيطرة قوات الاحتلال على الاوضاع العامة في البلد وتوالت تصريحات السفير الامريكي منبها جميع المتصارعين بشروطه على كل من يطمح بالسلطة القادمة قائلا:" نحن مهتمون بعلاقات طويلة الامد !! وسفارتنا في بغداد اكبر سفارة في العالم ترمز لذلك !! والسفارة تعمل عن كثب مع قواتنا العسكرية لرسم معالم الطريق لضمان مصالحنا!! ونحن موجودون في العراق لا من اجل العلاقات بين البلدين فحسب بل ومن اجل مصالحنا ايضا !! . واضاف مهددا بالعصى والجزرة :" معنا ستكونون عضوا في المجتمع الدولي وتتمتعون بالاحترام اينما ذهبتم كشركاء استراتيجيين لنا . ولدينا قوات في بلدكم يمكننا ان نؤذيكم اذا ذهبتم مع ايران ."!! وبعد ان فشلت قوات الاحتلال في الغاء الانتخابات او تأجيلها عن طريق تاجيج الصراعات وتصعيد الاعمال الارهابية بما فيها تهديد القاعدة، فانها تعمل بعد الانتخابات على تصعيد الصراعات بين اقطاب القوى الطامحة للسلطة لتأجيل تشكيل الحكومة لتبرير تخليها عن جدول انسحاب قواتها او تاخيره . وستفشل في هذا ايضا لتهالك المتصارعين على السلطة على استثمار كراسيهم للتعويض عما اسرفوا في اغداقه على الحملة الانتخابية فضلا عن تحقيق المزيد، واستعدادهم لعقد كل اشكال التحالفات والمساومات فكلها ستكون على حساب الشعب والوطن.
وصعدت ايران من تدخلتها في الحملة الانتخابية وفي العملية الانتخابية بدءا بالتمويل المفرط لادواتها من الاحزاب الطائفية ، ومرورا باشكال تزوير الانتخابات باخال اصوات الالاف من الايرانيين وصناديق اقتراع، وصولا الى تجميع المولاين لها لتشكيل الحكومة الجديدة .
لاشك لايمكن ارجاع عجلة التاريخ الى الوراء واعادة الامور الى ما كانت عليه قبل الانتخابات بغض النظر عن نتائجها. فقد استعاد الشعب العراقي ثقته بقدراته بعد نصف قرن من الاذلال والتيئيس. وعبرت برامج المتصارعين ووعودهم على الرغم من نواياهم عن بعض طموحاته، وما عليه الا الاستعداد لتعبئة طاقاته وتنظيم قواه استعدادا لخوض مختلف اشكال الكفاح من اجل تحقيقها، دون توقف او انتظار النتائج . فالحكومة ونوابها ادوات تخضع للاقوى من القوتين الرئيسيتين في الميدان: الشعب وجبروته من جهة وقوات الاحتلال وفتاتها من الجهة الاخرى. والمعركة ليس سهلة فالعراق يشكل محورا رئيسيا في اخطر واغنى مناطق العالم من جهة، وقبلة انظار شعوب العالم جراء تصاعد مقاومته للظلم والاستعباد عبر القرون وتحديه لاقدم واحدث وسائل الاذلال والتركيع من جهة اخرى . وفي عصر يستقتل اعداء البشرية في الحفاظ على مواقعهم المنهارة وفي تأخير انطلاق طاقاتها واستخدام امكانياتها لتحقيق تحررها من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد . ورغم كل ذلك فالحملة الانتخابية بغض النظر عن نتائجها تشكل منطلقا لطاقات الشعب العراقي وطموحاته للتغيير ومساهما فعالا في مسيرة البشرية الظافرة
سعاد خيري في 13/3/2010



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاد الشعب العراقي يدهش العالم بتحديه لاعتى اعداء البشرية واخ ...
- شوهت الملكية الخاصة لوسائل الانتاج سايكولوجيا البشر والثورة ...
- الاحتفاء بيوم المرأة العالمي تعزيز للكفاح الوطني والعالمي لت ...
- الشيوعيون العراقيون الاجدر بثقة الجماهير الطامحة للتحرر والد ...
- ارجاع العراق قرن الى الوراء ليس خروجا عن المادية الديالكتيكي ...
- الانتخابات البرلمانية العراقية في ظل الاحتلال اخر فصول ابادة ...
- تصعيد التهديد الامريكي لايران بالحرب بحجة امتلاكها السلاح ال ...
- جامعة الصداقة بين الشعوب احد اعظم منجزات الحركة الشيوعية في ...
- محاكمة بلير الاداة المستنفذة للعولمة الراسمالية مقدمة لمحاكم ...
- عقود من الدكتاتورية وسبع سنوات من الابادة والترويع تعجز عن ش ...
- الفوضى المدمرة للانتخابات العراقية في ظل الهيمنة الامريكية ا ...
- الراسمال الارهابي اخطر مراحل الراسمالية وعشية تحرر البشرية ا ...
- توارد قرارات وزير الداخلية بتقييد حرية سفر المرأة العراقية م ...
- خصخصة الحرب والاحتلال بواسطة الشركات الامنية آخر ادوات الراس ...
- سجل احتلال ايران بئر فكة تصاعد الصراع الايراني الامريكي وكفا ...
- الشعب العراقي يحدد -الامن- امنية البشرية الرئيسية في عصرنا، ...
- تحتفل البشرية بانجازات عام استكملت القاعدة المادية لتحررها ر ...
- الانظمة الثيوقراطية اخر اسلحة الراسمالية لاطالة عمرها تتهاوى ...
- قمة المناخ في كوبنهاكن نقاشات وصرعات لتضليل البشرية والهائها ...
- جرائم لا تغتفرمن اجل نهب ملايين اطنان النفط العراقي, تدمير ش ...


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سعاد خيري - حركت الانتخابات الشعب العراقي واطلقت طموحاته للتغيير بغض النظر عن نتائجها