أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - ويكيليكس وما أدراك ما الويكيليكس














المزيد.....

ويكيليكس وما أدراك ما الويكيليكس


محمد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3170 - 2010 / 10 / 30 - 19:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن نشـرت الويكيليكس أكثر مـن 400 ألف وثيقـة سـرية للبنتاغون لاحظ العالم ردود فعل غير معقـولة من قيل الكثير من السـياسـيين العـراقيين الذين بيدهم زمـام الأمور مـمـا يعكس عـدم فهمهـم أو اسـتيعابهم للزخم القوي والتأثير القـوي الذي تركه هـذا التسـريب على النطاق العالمي فمثلا لم نسـمع من غير المسئولين العراقيين ومتحدثيهم أي تكذيب أو تشكيك بهـذه الوثائق أو صحتها ، حيث لم يشـكك مثلا أصحاب الشـأن الرئيسيين الأمريكان بتلك الوثائق والتي هي بالأساس مراسلات وتقارير جنود أمريكان والسؤال المطروح هـو لمـاذا لا تجري الاسـتفادة من هذه الفرصة التي عرت جزءا من جرائم الغزو واحتلال العراق بدعم نداءات بعض مسئولي الأمم المتحدة بتشكيل لجنة عالمية للتحقيق بتلك الانتهاكات والجرائم وتقـديم المتهمين للمحـاكمـة.

صحيح أن التسريبات تضمنت اتهامات جدية لكثير من الأجهزة الأمنية والعسـكرية والسياسيين ولكن أليس المطلوب القيام بتحقيق جدي علني وشـفاف بتلك الاتهامات بدل التشكيك والتكذيب الذي سـوف لن ينفع شيئا أمام ذلك الزخم الهائل من الأدلة الدامغة إذ يبدو إن بعض العراقيين المتضررين من ذلك هم الوحيدين الذين لم يفهما تأثيرات التكنولوجيا الحديثة في عصر السايبرنت حيث لم تعد الأسرار والوثائق في خزائن مغلقة بأقفال حديدية يحرسها جنود مدججين بالسلاح !! وان تسريب الوثائق السـرية لا يحتاج إلا إلى بعض الإنسانيين الشرفاء المستعدين للتضحية بوظائفهم وحتى بحياتهم من اجل كشف الحقائق أمام أنظار العالم , فبدلا من أن نشـكر السـيد لاسانج صاحب الموقع الاسـترالي على هذه الخدمـة الجليلة التي قدمهـا للضحايا من أبناء وطننـا العـراق ، لم نسمع من جـوقة التطبيل العراقية سـوى تشكيكات جوفاء لم يعيرها العلم المتحضر أي اهتمام وكأنهم يعيشون في عالم آخر ولا يفقهون !

إن من المؤسف أن تجري محاولات من الأطراف السياسية المتصارعة منذ انتخابات السابع من آذار قبل أكثر من سبعة أشهر والتي فشلت لحد الآن في تشكيل حكومة محاصصة جديدة ، استغلال نشر وثائق ويكيليكس لتبادل الاتهامات في وقت إنها تدين كافة أطراف ما يسمى بالعملية السياسية وكما يقول المثل المصري " ما في حد أحسن من حـد" في حين أن المطلوب الاستفادة من هذه الفرصة التي لن تعوض في التحقيق ونشـر ما يتوفر لدى المصادر العراقية مـن معلومات لدعـم ما نشـرته الويكيليكس لحـد الآن ولكن " عـرب وين وطنبوره ويـن " فهل من المعقول أن من حرض وهيأ وساند الاحتلال والحرب ان يتظاهر اليوم بالدفاع عن دماء المدنيين العراقيين الذين تعرضوا للتعذيب والقتل على أيدي جنود الاحتلال ومرتزقتهم وأعوانهم ؟

يستغرب العالم لمـاذا لم يكن لتلك التسريبات رد الفعل المطلوب داخل العراق من الغضب والاستنكـار ويبدو إن اثبت ذلك شيئا فانه يبين مـدى استهانة السياسيين العراقيين المتنفذين يشتى فصائلهم بدمـاء العراقيين , كمـا يدل أيضا على غياب رأي عام عراقي أو منظمات مجتمع مـدني فعالة حيث "يتمتع" العراقيون بعملية ديمقراطية عرجاء لا مثيل لهـا في العالم ! ولكن هل لنـا كعراقيين أن نستغرب مثل هكذا رد فعل باهـت ؟ ففي الوقت الذي يحاول البعض أن يفسر ضعف ردود الفعل بذريعة أن العراقيين يعيشون يوميا أحداث القتل والاعتقالات والاغتيالات إلا أن السبب قـد يكون أيضا خوف الصحافة وغياب الأجواء الطبيعية وبرلمان مشلول إضافة إلى معاناة المواطنين اليومية من غياب الخدمات وخيبة أمل شديدة مما آلت إليه الأمور من وضع مزري بعد زوال كابوس الحكم الفاشي الذي جثم على البلاد والعباد لأكثر من أربعة عقـود.

إن هناك كم هائل من المعلومات المتعلقة بالنشاط التخريب للقاعـدة والمليشيات الدينية المسلحة وإدخال الإرهابيين الذين يستهدفون المدنيين العراقيين الأبرياء بانفجارات إجرامية ، إضافة إلى تهريب السلاح والمـال إلى العراق مـن دول الجـوار بوتائر ودرجات متفاوتة وفق أجندات تستهدف إبقاء العراق ضعيفا ومفككـا ، هذه الأجندات التي تساعد القوى السياسية المتناطحة للتشبث بالسلطة أو الاستحواذ عليها عبر الاستقواء بنفس دول الجوار والسـماع لها أو استجداء تدخلهـا بالسياسة الداخلية للعراق .

إن من واجب الحكومة العراقية وخاصة وزارة العدل ووزارة حقوق الإنسان ان تقوم بالتحقيق بما كشفتها الوثائق من تفاصيل حول تعذيب السجناء وانتهاكات حقوق الإنسان إضافة لأعمال قتل المدنيين التي ارتكبتها مرتزقة بلاك ووتر والشركات الأمنية الأخرى وتعكس فشل مريع في مراقبة تصرفات وتجاوزات هؤلاء المجرمين المرتزقة إضافة إلى إغماض العين عنهم حتى عند انفضاح قتلهم للمدنيين كمـا جرى في مذبحة سـاحة النسور ، سـواء مـن قبل الجيش الأمريكي المحتل او من قبل الحكومة العراقية ، إضافة إلى تورط أفراد من الجيشين الأمريكي والبريطاني في أعمال التعذيب والقتل ولا اعتقد ينبغي أن ننسى جرائم سـجن أبو غريب . وفي الوقت الذي كان رد فعل الصحافة العراقية دون المستوى المطلوب ، نجد تغطية عالمية واسعة من صحافة معظم الدول الأوربية وستبقى الدراسـات من قبل المختصين والمحللين منشغلة في تحليل وكشف تفاصيل جرائم الاحتلال وأبعاد تأثيراته ومخالفاته لاتفاقية جنيف موضع مطالبة دولية أتمنى أن تؤدي إلى تقديم المسئولين كمجرمي حرب لمحاكمة دولية ، كما إن على منظمات المجتمع المدني أن تطالب بتشكيل لجنة عراقية مستقلة تقوم بالتدقيق بما نشرتها منظمة ويكيليكس من معلومات إضافة إلى دعم جهود الأمم المتحدة والمطالبة بان لا تمر فرصة نشر كل هذه المعلومات مر الكرام ، كمـا ينبغي أن نشكر ويكيليكس التي فضحت كذب آخر أكاذيب و مبررات الحرب التي شنها بوش و بلير بادعائهم إن هدف الحرب كان تخليص العراقيين من إرهاب وتجاوزات نظام صدام حسين ، اذ كشفت الوثائق زيف هذا الادعاء عبر فضحها للتعذيب والقتل الذي تعرض له العراقيون خلال السبعة سنوات الماضية على أيدي جيوش الاحتلال ومرتزقتهم.



#محمد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزو العراق وكآبة توني بلير
- انتخابات السابع من آذار وآمال الناخب العراقي
- القائمة المغلوحة
- ستة سنوات من الاحتلال والمعاناة مستمرة
- ثورة 14 تموز بتجرد وعفوية
- هل ستكون الذكرى الخمسين لثورة الرابع عشر من تموز حافزا لرفض ...
- عام سادس من الخيبة والفشل
- هل تستحق البصرة كل هذا الدمار
- اختلاسات وفساد ادراي في مؤسسة الشهداء
- من معاهدة بورتسموث 1948 حتى المعاهدة الأمريكية في 2008
- معاناة المرأة العراقية.... هل لها من أخر ؟
- عشرة محطات عراقية لعام 2007
- سيد مقتدى ... أطلبك دم ابنتي
- جدار الفصل المذهبي
- اريعة سنوات من الخراب والدمار
- نفط العراق للعراقيين
- مؤتمر بغداد وتدويل القضية العراقية
- أنقذوا الشعب العراقي من محنته بعد ثلاثة سنوات من الاحتلال
- حيرة الناخب العراقي
- مسودة الدستور ..... بعض الملاحظات


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - ويكيليكس وما أدراك ما الويكيليكس