أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - مسودة الدستور ..... بعض الملاحظات















المزيد.....

مسودة الدستور ..... بعض الملاحظات


محمد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 1317 - 2005 / 9 / 14 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عنـد قـراءة مسـودة الدسـتور لابـد أن نلاحـظ بأنها تحتـوي عـلى مـجـمـوعـة نقـاط ايجـابية في مجالات تثبيت بعض حـقوق المواطن وحـرية الرأي والعقـيدة وكذلك في مجـالات تقليص صلاحيات السـلطة المركزية ومنح صـلاحيات واسـعة للمحافظـات والأقاليم تحت واجهـات الفيدرالية والاتحـادية واللامركـزية .
إلا انـه إضافة لذلك فهنـاك جـوانب كثيـرة تتطلب إعادة النظـر والصـياغة قبل طـرحهـا للاسـتفتاء ، وبالمناسـبة كنت أتصور وحاليـا أطالب أن تجـري الاسـتفادة مـن الفترة المتـبقية لغايـة يوم الاسـتفتاء فـي 15 أكـتوبـر لطـرح مسـودة الدسـتور لنقـاش جمـاهـيري واسـع تشـترك فيه الصـحافة والإعلام ومنظمـات المجـتمع المـدني والأحزاب السـياسـية داخل الحكومـة وخـارجهـا ولكـن بموضـوعية وشـفافية وبعيدا عـن المزايدات والتطبيل والتزمـير للاسـتفادة بدلا مـن ذلك من هـذه المنـاسـبة لتوعية الجمـاهير عبر ممـارسـة ديمقراطية بشـرط ان يجـري الاستماع للآراء ومناقشـتهـا والأخذ بالصالح منهـا ، رغـم ان مـا جـرى ويجـري حاليـا مـع الأسف وتحت عباءة الحـرية والديمقـراطية المشـوهـة هـو ان النـاس تتظـاهـر وتطالب وبعض الصحف تنتقد والحكـومـة تعمل مـا تشـاء.

إن مـا ينبغي أن يعقـب تلك المناقشـات هـو عقـد جلسـة خـاصـة للمجلس الوطني وقبل مـوعـد الاسـتفتـاء لإقرار التعـديلات على المسـودة الحالية التي ينبغي اعتبـارهــا مسـودة أولية لا غـير بـدلا مـن مـوافقته الشـكلية الحـالية إذ لا نـريد للمجلس أن يتحـول إلى مجـلس "مـوافـج" وتتحـول قـراراتـه إلى قـرارات مـمـاثلـة لقـرار "تسـعير الشـلغم" الذي اتخـذه احـد برلمـانـات العهـد المـلكي فـي الخمسـينات.

إن مـن المؤسـف أن نلاحـظ مصـادرة دور المجلسٍ الوطني فـي عملية إعداد مسـودة الدسـتور حيث جـرى الاتفـاق الحـالي على المسـودة بين قـادة الأحزاب السـياسـية بتدخـل وإشراف مباشـر من العـراف الأمريكي وبجمـلة فـذلكـات قانونية بإخراج سـيء في الدقـائق الأخيرة ، و قـد أشارت العديـد مـن الصـحف الأمريكية والبريطـانية إلى الدور البارز للسـفير الامـريكي زلمـأي خليل زاد كمـا شـاهدنـاه أيضا في المؤتمـرات الصحفية مع رئيس الجمهـورية ورئيس الوزراء والمتحدث باسـم المجمـوعة السـنية ، ولا اعتقـد ان بإمكان احـد ان ينكـر دوره الآمر المـدعوم بأكثر مـن 150 ألف جندي محتل أو يدعي بان الدسـتور عـراقي صـرف.

لقـد جـاءت مسـودة الدسـتور مفككة ومخيبة للآمال ومتناقضـة في العـديد مـن مـوادهـا حيث تتمـرجح بين مـواد ذات طـابع دينـي وأحيانا طـائفـي وبين مـواد ذات طـابع علمـاني وكـل ذلك انعكـاس للتوافقـية الحـزبية بين الكتلتين الرئيسـيتين المشـاركتين في الحـكومـة.
إن النواقص الملاحظـة على مسـودة الدسـتور تبدأ مـن المـقدمـة الضـعيفة المرتبكـة ذات الطـابع السـردي الديـني إضافة إلى الضـبابية التي تمـيز العـديـد من المواد كالإشارة المبهـمة إلى ثوابت الإسلام بدل تحـديدهـا الذي قـد يكـون مختلفـا لدى المـذاهب المختلفـة.

أما بالنسـبة لمـواد الدسـتور ففـي الوقت الذي نلاحظ الاختصـار الذي يصـل حـد الابتسـار في بعض المـواد كمـا هـو في مجـال الأحوال الشـخصـية وحقـوق المـرأة ، نجـد بالمقـابل بنود مسـهبة وتفصيلية في مجـال الفيدرالية والتي تصـل بعض الصـلاحيات المثبتة للأقاليم حـدا غير مـعقـول ففـي الوقت الذي يكـون من المفهـوم تقليص سـلطات الحكومة المركزية في نظـام اتحـادي إلا أن هنـاك مجالات أساسية كالتنمية والتخطيط والعلاقات الخـارجية والدفـاع والتي هـي من صلاحيات الحكـومة المـركـزية فـي الحكـومـات الفـدرالية فـي بلـدان العـالم المختلفـة على عكس مـا مثبت فـي مسـودة الدسـتور بخصـوص تعيين ممثلين للأقاليم في السـفارات أو إعطاء سـلطة للإقليم (الكـردي كمـا يبدو) و بأثر رجعي بشـأن توقيع اتفاقيـات دولية !

إن مـن المهـم صـياغـة صـلاحيات الأقاليم في نظـام اتحـادي بشـكل يعـزز وحـدة البلـد وخـاصـة وحـدة أراضيه والتي تبـدو غـائبة عـن الدسـتور ويمـكـن تشـكيل الأقاليم أو إقليم لكردسـتان على أساس قـومي وينبغي بالمناسـبة الاعتراف بحـق الشـعب الكـردي في تقـرير المصـير وهـو حق مثبت للشـعوب في مـواثيق الأمم المـتحـدة والتي يعترف الدسـتور بهـا ، كمـا يمكـن تشـكيل فيدراليـات أخرى على أساس جغرافي ممـا لا يزيد عن ثلاثـة او أربعة محـافظـات علـى أقصى حـد لتكـون بعيـدة عـن فيدرالية طـائفية وتكـون ذات صلاحيات هي اقـرب للامـركزية منهـا للفيدرالية ، أي يمكـن قيام فدرالية لكردسـتان ذات صلاحيات محـددة واضحة ومقنعة للعراقيين جميعـا إضافة إلى نظـام لامـركزي للمحـافظـات مثلا.

إن الدسـتور يكتب ليكـون أساسا لحمـاية حقـوق المـواطنين والأقليات القـومية والمـذهبية وليكـون نبراسـا لإصدار القوانين والتشـريعـات لسـنوات قـادمـة ، لـذا لا أجد تبريـرا مقنعـا في ابتعـاد مسـودة الدسـتور عـن ذكـر كـافة مكـونـات الشـعب العـراقي بـدون اسـتثناء وبمسـمياتهـا كالإخوة الصـابئة المندائيين والشـبك والكـرد الفيليين والايزيديين اضـافة الى الفئـات المذكـورة كالشـيعة والسـنة والمسـيحيين والعـرب والأكراد والكلدواشـوريين ، إذ أن الديمـقراطية لا تعني حـكم الأغلبية وتثبيت اسـتحقاقاتها فحسـب كمـا يصورهـا البعض بل وبالأساس ضـمان وحمـاية حقـوق الأقليات.

كمـا وينبغي آن نتسـاءل عـن نوايـا إدارة الاحتلال وحاكمـهـا بريمـر الذي اصـدر قـانون إدارة الدولـة المؤقت الملغـوم والسـاري المفعول حاليا والمواعيد التي ثبتت وفق أجندة الانتخـابات الأمريكية تواريخ 15 آب للمسـودة و15 أكتوبر للاسـتفتاء وشـهـر ديسـمبر للانتخـابات ، ولمـاذا لا تتفق القـوى الوطنية العـراقية علـى إعطاء مـزيد مـن الوقت للحـوار والمناقشـة ولإشراك جمـاهير العـراقيين و خـاصة المثقفين منهـم وكذلك منظمـات المجتمع المدني في مناقشـة مسـودة الدسـتور بدل أن يقوم المجلس الوطني بالموافقة بهـذه الطـريقة المؤسـفة.

لنطـرح تسـاؤل آخر حـول عـدم إشارة مسـودة الدسـتور إلى واقـع الاحتلال والمطالبة بجدولة انسـحاب القوات الأجنبية والإشارة أيضا إلى مـا تعـرض لـه العـراق كدولـة ومؤسـسـات الى تدمـير منهجي شـامل وكيف أصبح مرتعـا للمجـاميع التكفيرية الإرهابية بعد أن ترك الاحتلال أبوابه مشـرعة لجلبهم إلى العراق باعتراف الرئيس الأمريكي نفسه بعد أن قـام بحـرب عدوانية مـدمـرة للعـراق ، رغـم انـه لا يمكـن نكـران إحدى نتائج تلك الحرب أي الخلاص مـن أبشع حكم إرهابي دكتـاتوري قمعـي بعثي فـاشـي ولكـن بأي ثمـن ؟

وأخيرا وليس أخرا أود أن أتساؤل هـل إن الظـروف الراهنة في ظـل غيـاب الأمن وانعـدام ابسـط الخـدمـات الأساسية كالمـاء والكهـربـاء وانتشـار البطالـة هـي ظـروف مؤاتية فعلا لإجراء مناقشـات حـرة وديمـقراطية من قبل المواطـن العـراقي لمسـودة الدسـتور ، هـذه المٍسـودة التي جـاءت كمـا أرى مخيبة لآمال وتطلعـات الوطنيين العـراقيين الحـريصين على وحـدة العـراق والحالمين بعـراق ديمقـراطي مسـتقل ومزدهـر يحترم ويضـمن حقـوق كـافة القوميـات والأديان والطـوائف ولكـن بعيـدا عـن الطـائفية والعنصـري، وان مـن المقلق فعـلا هـو الطـابع الديني الغالب على مسـودة الدسـتور والذي يعكس هيمنة أحزاب الإسلام السـياسـي على المجلس الوطني ولجنة صـياغة الدسـتور والتي حاولت بشـكل واضح إدخال مفاهيم هيمنة المـراجع الدينية على الدسـتور ووضعهم فـوق القـانون ممـا يسـتوجب الانتباه لمحـاولات فـرض مفاهيم معدلة لولاية الفقيه المطبقة في إيران وإلا كيف يمكـن تفسـير الزيارات المتكررة لرجالات الدولـة إلى السـيد السـيسـتاني لاسـتغلال مكـانته الدينية لفرض السـطوة السـياسـية ؟

بيت للرصـافي
علـم ودسـتور ومجلس امـة كـل عن المعنى الصـحيح محـرف



#محمد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخفاقات و-انجـازات- حكـومـة أيــاد علآوي الراحلة
- حصـيلة عـامين مـن الاحتلال وسـقوط نظـام صـدام البعثي
- العـدالة بالمحـاســبة ... فالمصـارحة ... فالحوار
- الانتخــابات العـراقية ......مـالهــا ومـا عليهــا
- يا أبناء النجف ... أنقذوا آثار مدينتكم القديمة
- هل يتمكن النواب البريطانيون من انهاء حمـاقة العراق
- لمـاذا يبقى الدم العراقي رخيصـا ؟
- حصيلة مزرية لعام و ربع من الاحتلال
- يوم سـعيد في بغداد
- عن- السيـادة - والسـلطة في الثلاثين من حزيران
- لا تهدمـوا سـجن أبو غريب
- الجـلبي و عـلاوي وجـهـان -لعمـالة- واحـدة
- حول -عودة-البعث الثالثة


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - مسودة الدستور ..... بعض الملاحظات