أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد الموسوي - عشرة محطات عراقية لعام 2007















المزيد.....

عشرة محطات عراقية لعام 2007


محمد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2151 - 2008 / 1 / 5 - 01:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اوشـك عـام 2007 على الانتهـاء ومـا زال العـراق يرزح تحت الاحتلال الامـريكي ومسـتقبله عـلى كف عـفريت ومـن المفيد استعراض بعض المحطات المهمـة المتعلقة بالشـأن العـراقي ونحـن على اعتاب عـام جـديد نأمل ان يكـون عـامـا تخف فيه بعض جوانب معـاناة العـراقيين.
ان من المتوقع بأن هذه المحطات سـيكون لهـا اثـر بارز عـلى مسـتقبل البلد في وقت يلاحظ وبسـبب غياب المؤسـسـات وضعف فـرض القـانـون استفحـال ظـواهـر مـرضية كثـيرة تـزيد مـن قـلق المـواطـن العـراقي المبتلى بفقـدان ابسـط الخـدمـات المعـاشـية اليومية.

لنسـتعرض بعضا مـن ابرز مـحطـات عــام 2007

1. مـشـروع بايدن لتقـسـيم العـراق
يستنـد هـذا المشـروع الذي اقـر مـن قبل الكونكرس الامريكي على مخطط صهيوني قـديم للمـحافظين الجـدد (رغـم ان بايـدن ينتمي للحزب الديـمـقراطي) وتكمـن خطـورته رغم محـاولة التسـتر عليـه عـلى اسـاس انـه غـير مـلزم كـونه قـد يصبح اسـاسـا لسـياسـة الادارة الامـريكية القـادمـة ، كمـا لا ينبغي ان ننسـى بقـيام الاحتـلال الامـريكي ومنـذ اليـوم الاول قـد وضع لبنـات تقـسـيم العـراق عـلى ارض الواقـع عـلى اسـس دينـية وعـرقـية عـلى اسـاس سـنة وشـبعة واكـراد وهـو تقسـيم غريب عجيب فلا هـو تقـسـيم قـومي ( عـرب واكـراد ) أو مـذهبي كسـنة وشـيعة وكل هـذا في بلـد عـريق عـاشت فيه الاديان والطـوائف منـذ الاف السـنين بأخوة ووئـام. ان المؤسـف هـو مـوقف الاحـزاب العـراقية الكـردية والدينية السـياسية والاخرى التي ارتاحت لهـذا التقسـيم البغيض بهـدف مكاسـب حزبيـة ضيقة ادخلت العـراق فـي خضـم المـحاصـصـات الحكومية ليس فقـط عـلى مسـتوى الوزارة بل لتشـمل حتى اصغـر الوظـائف الحـكومية.
كمـا يـلاحظ بأن رفض المشـروع الامـريكي لتقسـيم العـراق جـاء باهتا رغـم كونـه تـدخل فض فـي شـؤؤن العـراق الداخلية والذي يتغنى الامـريكـان ليل نهـار باسـتقلاله وسـيادته ! وهـو مـخالف لقـرارات الامـم المتحـدة بشأن العراق والتي تـم صياغتهـا باشـراف الادارة الامريكية ، ولاشك لو ان امريكـا تمكنت مـن فـرض التقسـيم فسـوف يكون مصدرا للحـرب الاهلية والفوضى والتمـزق لسنوات طـويلة قـادمـة وأأمل ان يصدى له ابناء العـراق ويفشلونه قبل ان يـرى النـور وهي مهـمة ليسـت سهلة.

2. مشـروع اعلان المبادىء بين الرئيس بـوش وحكومـة المالكي
لقـد تـم توقيع المـشـروع كمـا هـو مـعروف في دائـرة تلفزيـونية مـغلقـة بين الرئيس جـورج بـوش ورئيس الوزراء العـراقي نـوري المـالكـي ويبـدو ان الامـريكـان ابتكـروا طـرائق جـديدة لديمقـراطيتهـم في العـراق الجـديد اي فـرض مشـاريعهـم في غفلـة حـتى عن المـؤسـسـات التي يتشـدقـون بهـا والمشكلة تحت حـراب الاحتلال كمـجلس النواب ومجلس الوزراء ورئاسـة الجمـهورية ، اذ تـم توقيع الاعلان المشـبوه وفـرض الاوامـر الامـريكية في غـرف مـغلقـة بعيدا عـن اية مـناقشـة او حـوار ، واخطـر مـا في تلك المباديء هـو تثبيت تواجـد بقـواعـد عسـكرية لامـد طـويل تحت ذريعة التعـاون الامني والعسـكري.

ان المـواثيق والاتفاقـات الدولية تحمـل الاحتلال مسـؤولية اعـادة بناء مـا جـرى تـدميـره وتخـريبه اثنـاء الحـرب ولكـن المـلاحظ فـي العـراق هـو عـكس ذلك تمـامـا حيث لا زال التدمـير والقصـف الامريكي واعتداءات شـركات المرتزقـة الامنـية مسـتمـرا ولا يضع لاية محـاسـبة او قـانون عـراقي كمـا يـدفـع الشـعب العـراقي دمـاء اعـداد لا حصـر لهـم مـن ابنـاءه ثمنـا لاسـتمـرار الاحتلال الامـريكي الغـاشـم الذي اسـتباح العـراق وفتح حـدوده للقـاعـدة ليتحـارب معهأ بعيدا عـن امـريكا.

3. تلاعب حـكومـة المـالكي بقـوت الشعب
يـعيش العراقيون حـالة مـعـاناة اقتصـاديـة شـديدة وخـاصة عـوائل مـئات الالاف مـن العـاطلين عـن العمـل، تلك العـوائل التي تعتمـد فـي قـوتهـا اليومـي عـلى الحصـة التمـوينية والتي تـتحـمـل الحكـومـة مسـؤولية تـوزيعهـا عـلى المـواطنين وتشـتمـل الحصـة عـلى بعض المـواد المعيشـية الاسـاسـية كالرز والسـكر والشـاي والدهـن اي هي قـوت لا يمـوت حسـب المـثل العـراقي ولقـد عـانى العـراقيون كثيرا في السنوات الاخيـرة كثـيرا مـن ظـاهـرة اختفـاء الكثير مـن مـواد الحصـة وعـدم ايصالهـا لاشـهر عـديدة الى الكثيـر مـن المنـاطق ، هـذه الحصـة التي بدأ توزيعهـا في السـنين الاخيرة مـن الحصـار الدولي الجـائـر ضـمن برنامج النفط مقابل الغـذاء.
وبدلا مـن معـالجة النقص ومحـاسـبة المقصـرين فلقـد فاجأ وزير التجـارة العراقيين بالاعلان عـن تقليص الحصـة التموينية الى نصـف عـدد المـواد العشـرة المقـررة بحجـة عـدم تخصيص المـوارد المـالية اللازمـة لاسـتيراد مـواد الحصـة ونـود ان نتسأءل الا يـدل ذلك عـلى الاسـتهتـار بقوت النـاس اليومي وعـدم الشـعور بالمسـؤولية مـن قبل حـكومـة غـير كفـؤة والا تكفـي معـاناة النـاس مـن فقـدان الكهرباء والغـاز والبنزيـن لتلجأ الحـكومـة الى تجـويعهـم ولمـاذا لـم تخصص المـوارد الكـافية لاسـتيراد الحصة ان كـان ذلك صحيحـا ام ان هنـاك اسـبابا اخـرى كضغوط من البنك الدولي وصندوق النقـد الدولي كمـا يشـاع ؟ وأيـن ذهبت وتذهب مليـارات عـائدات النفـط ؟
الا يدرك مسـؤولي الحكومـة المتنعمـين بالعيش فـي المنطقـة الخضـراء مـا يعانيه المـواطن العـراقي مـن البطالة وفقـدان الخـدمـات في بلـد يعيش فيه نصف السكان دون خط الفقـر وتغيب فية الضمانات الاجتماعية ويبدو ان صبر الشعب العـراقي قـد بدأ بالنفـاذ واخذ يسـتخدم التظـاهــر والاضراب والاحتجـاج كمـا حصل مؤخـرا مـن قبل المعلمين الذين اعتصموا في السـادس عشـر من هـذا الشهر داخل المدارس وامتنعوا عن التدريس في مدارس العراق كافة مطـالبين بتحسين المستوى المعيشي لـ(500) ألف عائلة من المعلمين تعيش حالة الفقر من خلال تحسين رواتبهم وجعلها بالقدر الذي يوفر لهم حياة مطمئنة واود ان احي اخوتي المعلمين واناشد الحكومة بتلبية مطاليبهم.

4. اتفـاقـية النفـط والغـاز
ان مـن أحـداث عـام 2007 الخطـيرة اعـلان الحكومـة العـراقية عـن نيتـهـا لاصـدار قـانون جـديد لاستثمـار النفـط والغـاز اقـرت مسـودته مـنذ اشـهـر فـي مجلس الوزراء لكي يطـرح لاحقـا عـلى مجلس النواب للمصـادقة عليه والتي نأمـل ان لاتتم بصيغته الحـالية ولقـد تعرضت مسـودة القـانون لانقادات مـوضوعية كثيرة لان الحكومـة لم تتمكـن كمـا يبدو مـن اقناع العـراقيين عـن سـبب هذا التوقيت الغير طبيعي حيث يجثم الجيش الامريكي عـلى صدور العراقيين ويضغط بشدة لاصدار القانون والذى سيكون مجحفا بمصالح العراق واذا كانت الحجة هي الحاجة الى رساميل لتطوير الصناعة النفطية فان تخصيص 10% من واردات النفط للاستثمـار كـافية لتطوير القطاع النفطي ، كما ان منح صلاحيات عقد صفقات محلية سيفتح الباب إلى شروط مجحفة بحق العراق وشعبه في أي صفقة تعقد مع شركات النفط مستقبلا نتيجة الفساد الادارى والاختلاسات وقلة الكفائه والخبره ، الا ان اخطـر البنود المقترحـة مـا يتعلق بمـبدأ المشـاركة في الانتاج والذي سيسـلم الثروة النفطية العـراقية ولعشـرات السـنين الفـادمـة الى الاحتكـارات النفطية العالمية العملاقـة وعلى رأسـهـا الشـركـات الامريكية . وفي الوقت الذي تواصـل الحكومـة الامـريكية ضغطها على الحكومـة العراقية وبشتى الوسـائل لاقـرار القـانون حيث لـم يعـد سـرا مـن ان الهيمنة عـلى ثروات العـراق النفطية يعـد مـن اهـم اهـداف احتلال العـراق.

ان هناك معـارضة شـعبية واسـعة لفرض هـذا القـانون وتاتي في مقـدمتهـا مواقف عمـال نفـط البصـرة البوسـل ونقابتهـم الشجـاعة والذين يقاومـون ويرفضون بشـدة التفريط بثروات العراق النفطية ولكن هـذا الموقف يحتاج الى دعم كـل العراقيين الخيرين والمطالبة باستفتاء شعبي عـام على اي قـانون جـديد لاستثمـار النفط والغاز يوفـر فرصا واضحة لاقامة صناعة تكرير النفط وتدريب كوادر عراقية والاستفادة مـن الكوادر الفنية العراقية وخبراتهـا.

5.مجـالس الصحـوات
برزت في عـام 2007 ظـاهـرة تشكيل مجـالس الصحوة بدءا مـن الانبـار لتصـل الى ديالى والعامـرية والعـديد مـن المناطق الاخـرى وقـد تتوسـع لتشـمل محـافظـات جنوب العـراق ايضا، لقـد بدأت بعض مجالس الصحوة بمبادرات عشائرية محلية كمـا في الانبـار حيث انقلب حلفـاء القـاعـدة السـابقين على مسـلحي القـاعـدة بعد ان اوغلت في جـرائمهـا واستشرسـت في قتـل الناس وترويعهـم . ان تشكيل مجالس الصحوة حاليـا يسـير بشكل منظم وفق خطـة امريكية لتقليل خسـائر قواتهـم بالاسـاس حيث ان اعضـاء الصوات يسـتلمـون رواتبهم مـن الامريكان بمعدل 300 دولار شـهريا للافـراد اضافة لرواتب اعلى لامـرائهم ، اي انهـا اصبحت ميليشيات مسلحة جـديدة تتحكم بامـور المواطنين في مناطقهم ، ويقول الأميركيون إن عدد «قوات الصحوة» المقدر حاليا بين 60 و80 ألفا، قابل لأن يصل إلى 100 ألف شخص، لكن هذا يخلق مخاوف لدى الحكومة العراقية، التي تخشى ان يكون ذلك مقدمة لحرب أهلية بينها وبين الميليشيات الشيعية وكمـا يبدو فان المؤسسـات الامنية الحكومية بدأت تشعر باخطـار تشكيل مثل هـذة الصحوات ولكن القـرار هـو اولا واخيرا بيد القـوات الامريكية ولا يبدو مـن الناحية العملية وجـود فوارق بين جمـاعات الصحوة العشأئرية والمليشيات المسلحة التابعة للاحزاب السياسية والتي من المفروض حلهـا.

6. الفسـاد وهيأة النزاهـة
بعـد ان غـادر السـيد راضي الراضي رئيس هيأة النزاهة الى الولايات المنحـدة اعلن رئيس الوزراء بانه مطلوب للتحقيق معـه بتهم فسـاد ثـم قـام الراضي بالرد من كون التهم مختلقة بسبب نيته في التحقيق بحـوادث تهريب النفط في البصرة ، ومن ثـم يعلن رئيس الوزراء قبول استقالة الراضي. وبصـراحـة فلا يمكن حـدوث مثل هـذه الفوضى الا في غياب المؤسسـات وغياب سـلطة القـانـون، كمـا ان المعروف بان العـراق يحتل اعلى مـرتبة او دونها بمرتبة من ناحية انتشـار الفسـاد وغياب الشـفافية كمـا ان النهب والفسـاد يجري في وضح النهـار وعـلى قـدم وسـاق وهنـاك نسب مئوية واثمـان للتعيين فـي مختلف الوظـائف ، كمـا ان الشكـاوى مـن الرشـاوي تملاء الصحف العـراقية.
7. زوبعـة اتفاقية الجـزائـر
صرح الرئيس العراقي جلال طالباني معلنـا عدم الأعتراف بأتفاقية الجزائر الموقعة بين العراق وأيران في 16 (مارس)آذار 1975 وقـد اثـارت هذه التصريحـات الاستغراب خـاصة وان الطالباني محـامي ويدرك انه لا يجوز لطرف واحد أن يلغي أو ينسف هذه الاتفاق وبعد ايام
وبعد رفض ايران على لسان وزير خارجيتها منوشهر متقي تصريحات للرئيس جلال طالباني الاثنين الماضي بشأن إلغائه اتفاقية الجزائر الموقعة بين العراق وإيران عام 1975، عاد مكتب الرئيس العراقي ليؤكد في بيان امس، ان الاتفاقية الخاصة بترسيم الحدود بين البلدين ليست ملغاة بل قائمة. لا شك ان اتفاقية الجزائـر مجحفـة بحـق العـراق ولكن السـؤال هـو هل بمقـدور العراق حاليا اعـادة التفـاوض بشـأنهـا وهـل يمكن لمثل هـذه التصـريحات الا ان تزيد مـن تصلب غزل الرئاسـة للامـريكـان.

8. اداء الحكـومة العراقية
اعلن رئيس احـدى اللجـان البرلمـانية في بغـداد بان اداء وزارة التعليم العالي لم ينجـاوز ال10% وان مـعدل أداء الوزارات الاخـرى لا يـزيد عـن 15% واذا كـان هـذا هـو اداء الوزارات فمـا هـو اذن اداء مـجـالس المـحـافظـات الذي قـد يكـون اقـل مـن تلك النسـبة ولاننسـى ان كثيـرا منهـا كـان يفشل في اسـتخدام جزء كـبير مـن الميزانية السـنوية المخصصـة لانجـاز المـشـاريع وتقـديم الخـدمـات . ان هـذا الاداء البائس هـو احـد اسـباب استمـرار الفشـل في توفير الحاجات الاسـاسـية كالمـاء والكهـربـاء والغـاز وفـرص العمـل لملايين العاطلين وغياب المشـاريع العمـرانية والبنـاء في حين ينشـغل كثيـر مـن الوزراء والمدراء والموظفين بالنهب والفسـاد والسـرقة وتطمين المصـالح الشـخصية لانهـم بعيدون عـن المحـاسـبة والمـراقبة بسـبب حصـولهم على مـواقعهـم ليس على اسـاس الكفـاءة والمقـدرة الفنية بل وفق انتمـائاتهم الحزبية والسـياسـية .
أن مثل هـذا الفشـل الذريع ينبغي ان يكـون لوحـده سـببـا كـافيـا لان تقـدم الحكـومـة اسـتقالتهـا وتعتذر للشـعب عـن عـدم القيام بواجباتهـا ولكن مـا يحصل هـو العكس تمـامـا حيث يحاول البمسؤولين تغطية فشـلهـم بالكذب وعبر وعـود معسـولة عمـا سـوف ينـجـز ومـا سـيتم القيـام بـه، كمـا لاينبغي ان ننسـى بأن الحكـومة مشلولة عمليا بعـد انسـحاب الصدريين وقائمـة التوافـق منـهـا في وقت فشـلت الحكومـة ولاشهـر طـويلة من تعيين وزراء جـدد بسـبب الصـراعات المستفحلة بين تلك الاحـزاب والتي يحـاول كـل منهـا قضـم اكبر قطعـة مـن كعكة العـراق.

9. المصـالحة الوطنـية
انعقدت خلال السنة المنصـرمـة العـديد من المؤتمـرات السياسية والعسكرية والعشـائرية وحتى الدينينية في داخـل وخـارج العـراق تحت بنـد المصـالحة الوطنية العـراقية كمـا لا ينفك الامـريكـان في المطـالبة بهـا صبحـا ومسـاء وقــد ينطبق على ذلك المثـل القـائل "عجيب امـور غـريب قضـية" كمـا طـرح على البرلمـان مؤخـرا مسـودة قـانون المسـائلة والمحـاسـبة ليحـل محـل قـانون اجتثـاث البعث ومـن المتوقـع ان تشـغل هـذه القضية فتـرة لابأس بهـا مـن السنة القـادمـة. هناك تساؤلات كثيرة تطـرح في هـذا المجـال منهـا هـل ان المقصـود بالمصالحة هـو ارجـاع حزب البعث ككيان سياسي وربمـا بمسميات اخرى الى الحلبة السياسية؟ اذا كـان الجـواب بالايجـاب ا لايتطلب ذلك انصـاف ضحايا نظـام البعث الدكتاتوري القمعي اولا وتقـديم المجـرمين منهـم للعـدالة ام سندخل بـوابة عفـا الله عمـا سـلف التي اجهضت ثورة الرابع عشـر مـن تمـوز؟
هـل المقصـود بالمصالحة التفاوض مـع الجمـاعات المسـلحة للمقـاومة والتي لم تتلطخ ايديهـا بدمـاء العراقيين ومـا هي الاسس التي يمكـk المصالحة على اسـاسـهـا ان لم يكن فـي مقـدمتهـا جـدولة انهـاء الاحتلال وتحقيق الاسـتقلال والسـيادة. كمـا ان السؤال الاخـر الذي يطرح ايضـا هـو هل ان اطـراف مـايسـمى بالعملية السـياسـية متصـالحين فيمـا بينهم ?
فـي الوقت الذي لا اشـك ان العـراق بحـاجة الى مصالحة وطنية حقيقية لكي تتضـافر جهـود جميع ابناؤه لبناؤه ولكي يأخـذ كـل ذي حـق حقـه بمـا فيهم مـلايين الكفاءات المعطلة في دول الشتات ولعشرات السنين والتي اضيفت اليهـا ملايين جديدة اخرى اضطرت للهجرة في داخل وخارج البلد.

10.الخاتمـة
اود ان اذكـر اخـيرا وليس اخـرا بأن ابرز مـا يشـغل بال المـواطن هـو امنـه والحـفاظ عـلى حياته فـي حله وترحـاله ، ففـي الوقت الذي لا يمكن نكران انخفاض اعــداد السـيارات المفخخـة والعمليـات الانتحـارية التي يسـتشـهـد المئات مـن المـواطنين الابرياء شـهريا فيهـا الا ان الوضع الامني مـا زال هشـا جـدا وهناك ظـواهـر خطيـرة جـديدة استفحلت هـذا العـام كظـاهـرة القتل الوحشي لاكثـر مـن خمسـين امرأة عـراقية في الاشـهر الاخيرة في البصـرة لوحـدهـأ وكذلك ظـاهـرة الصراعات المسلحة بين مليشيات الاحزاب الدينية كمـا حصل في كـربلاء والديوانية. كمـا ان هناك قلقـا مشـروعـا لـدى ابناء البصرة بعـد ان يتـم جـلاء معظـم قـوات الاحتلال البريطـانية الا انهـا ستترك البصـرة انقاضـا مـدمـرة وتحت رحمة المليشيات الدينية المتصـارعة ونفوذ ايران المتصـاعـد ، كمـا ليس مـن المستبعد تقليص عـدد القـوات الامـريكية خلال العـام القـادم تحت ضغط اجندة الانتخـابات الامـريكية في وقت خسـر بوش معظم حلفاءه السياسيين في حربه العدوانية كمـا حصل في اسبانيا وايطاليا ومؤخرا في استراليا وهم امـا قـد سحبوا او سيسحبون قواتهم الغاشـمة مـن العـراق والى غير رجعـة.



#محمد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد مقتدى ... أطلبك دم ابنتي
- جدار الفصل المذهبي
- اريعة سنوات من الخراب والدمار
- نفط العراق للعراقيين
- مؤتمر بغداد وتدويل القضية العراقية
- أنقذوا الشعب العراقي من محنته بعد ثلاثة سنوات من الاحتلال
- حيرة الناخب العراقي
- مسودة الدستور ..... بعض الملاحظات
- إخفاقات و-انجـازات- حكـومـة أيــاد علآوي الراحلة
- حصـيلة عـامين مـن الاحتلال وسـقوط نظـام صـدام البعثي
- العـدالة بالمحـاســبة ... فالمصـارحة ... فالحوار
- الانتخــابات العـراقية ......مـالهــا ومـا عليهــا
- يا أبناء النجف ... أنقذوا آثار مدينتكم القديمة
- هل يتمكن النواب البريطانيون من انهاء حمـاقة العراق
- لمـاذا يبقى الدم العراقي رخيصـا ؟
- حصيلة مزرية لعام و ربع من الاحتلال
- يوم سـعيد في بغداد
- عن- السيـادة - والسـلطة في الثلاثين من حزيران
- لا تهدمـوا سـجن أبو غريب
- الجـلبي و عـلاوي وجـهـان -لعمـالة- واحـدة


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد الموسوي - عشرة محطات عراقية لعام 2007