أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - محمد الموسوي - غزو العراق وكآبة توني بلير















المزيد.....

غزو العراق وكآبة توني بلير


محمد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 20:24
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


انقضـت سـبع سـنوات مـرة مـنذ الغـزو الامـريكي لبلادنـا اضـيفت الى عقــود مـن سـنوات القـهـر والدمـار التي مـر بهـا العـراق منـذ انقلاب 8 شـباط 1963 الاسـود ، ولقـد شـن جورج بـوش الابن تلك الحـرب العـدوانية الغير شـرعية تحت حجج امتلاك صـدام حسـين لاسـلحة الدمـار الشـامل وسـرعان ما انفضـحت تلك الاكـاذيب مـمـا اضـطرهـم لاختلاق بـدع جـديـدة بشـأن حمـاية حقـوق الانسـان وتخليص العـراقيين من براثـن الحكم الدكتاتـوري القمـعي (كذا!) هـذا الحـكم الذي لـم يكن ليكتب لـه البقـاء والاسـتمـرار وخـاصـة منـذ الانتفـاضـة الشـعبية عام 1991 الا بسـبب دعـم نفـس الدول العظمـى ( امـريكـا وبريطانيـا ) التي قـررت في عـام 2003 ان تنزل " بركـات " الاف الاطنـان مـن قنـابلهـا على رؤوس ابنـاء شـعبنـا لتخليصـه مـن حـكم صـدام الدكتاتوري وقـد " خلصـت " فـعلا اكثـر مـن سـتمائة اللف منهـم تخليصـا كاملا عـبر قتلهـم ولا أدري كيف نسـوا هذه المـرة ان يتحدثـوا على غـرار المـرة السـابقة في حرب بوش الاب عـن الاسلحة الذكية او الرحيمة !
لقـد تعـرض العـراقيون منـذ حرب الكويت الى القتـل والابـادة بواسـطة اسـلحة فتاكة امـريكية تحتوي على النظـائر المشـعة كاليورانيوم المنضـب ، تلك الاسـلحة التي خلفت اثارا بشـعة كالتشـوهات الخلقية للولادات الجديـدة وارتفاع هـائل في الاصـابة بالامـراض السـرطانية وخاصـة في المحافظات الجنوبية ولكن لم نسـمع مـع الاسـف بأية مطالبة جدية في معالجة تلك الاثـار من قبل الادارات العـراقية المتعاقبة منـذ احتلال عـام 2003 ولغاية اليوم ، المطالبة بأن تتحمل تلك الدول المعتدية والامـم المتحـدة مسـؤليـاتهـا تجاه المـواطنين الابـرياء ضـحايا تلك الجـرائم التي ينبغي تصـنيفهـا ضـمن جـرائم الابـادة اليشـرية.
تتحمـل قـوات الاحتلال وفـق القـانون الدولي مسـؤولية حمـاية ارواح وممـتلكات العراقيـين وبالرغـم مـن تعـرض العـراق وخاصـة العـاصـمة بغـداد الى سـلسـلة متواصـلة مـن العمليـات الارهـابية التي اودت بحيات الالاف مـن الشـهداء الابريـاء اضـافة لمئـات الالاف مـن الجرحى فأين تلك القـوات مـن تحمل مسـؤوليـاتها ؟ أليس من حقنـا ايضـا ان نضـع علامـة اسـتفهـام كبيـرة على ادعـاءات الحكومـة المتكـررة وناطقيهـا الامنيـين عـن انجازاتهـم الكبيرة المـزعـومـة في المـجال الامني ورغـم ان الوضـع الامني الحـالي لايقـارن بسـنوات 2005 و 2006 الكارثية الا نهـا مقارنة مرفوضـة مـن منطلق مسـؤولية المحتلين والاجهـزة الامنية والحكومـة المختبأة في المنطقـة الخضـراء عـن حمـاية ارواح العراقيـين ، هـذه المسـؤولبة التي فشـلوا فشـلا ذريعـا فيهـا وممـا يثـير الاسـتغراب في هـذا المـجال وعلى سـبيل المثـال لا الحصـر اصـرار الناطقين الامنيين على ذكـر اجهـزة الكشـف (السـونار) سـيئة الصـيت التي لا توجـد لهـا اية مفـعوليـة في الكشـف عـن ايـة متفجـرات لانهـا اجهـزة كاذبـة ومغشـوشـة (فاشـوشـية) ولـم تنجح سـوى في اضـافة بضـعة ملاييـن مـن الدولارات لارصـدة الذين رتبوا وعقدوا تلك الصفقة المشـبوهـة مـع المحتال البريطاني ، وقد شـبهت القناة البريطانية الثانية قدرة تلك الاجهزة التي لا تتجاوز قيمة الواحدة منها بضعة دولارات بقدرة المنجمين في كشف المتفجرات !

يشـكل الفسـاد المسـتشـري في اجهزة الدولـة التنـفـيذيـة والتشـريعـية ة والقضـائية خطـرا حقيقيـا تتزايـد تأثيراتـه الكارثية على مسـتقبل البلد يومأ بعـد يـوم خاصـة في ظل غيـاب الرقابة والمحاسـبة وسـلطة القـانـون وفي اجـواء تهـدد بأن يصـبح الفسـاد آفـة مسـتشـرية يصـعب اجتثاثـهـا خاصـة وانه قـد تحـول الى افسـاد مخطط ومدروس ومـن امثلتـه افسـاد اعضـاء مجلس النواب المنحـل بمنحهـم رواتب وتقـاعدات خيالية اضـافة لقطع الاراضي وهـي امتيازات لم يحلمو بهـا خاصـة وان الكثيرين منهم هم مـن انصاف المتعلمين ومزورين للشـهادات .

أمـا بخصـوص الانتخابات الي جرت في 7 آذار فليس بوسـعي الا ان اتفق مـع المحللين المنصـفين الذين اكـدوا بأنهـا سـوف لـن تؤدي الا الـى تشـكيل حكـومـة محاصـصة فضل شـركاء الغنيمـة تسـميتهـا هـذه المـرة بحكـومـة مشـاركة ! وارجـو ان يتفضـل احد الضـالعين في اللغة ليوضـح الفـرق العملي الذي نعجز عـن فهمـه بين المشـاركة و المحاصـصـة التي شـكلت وفق مفاهيمهـا الطائفية الكريهـة وبعد مخاض عسـير الحكومـة في عـام 2003 ولايمكن الا أن نتوقـع معـاناة العـراق ومـع الاسـف من اربعة سـنوات عجـاف اخـرى والله اليسـتر .
لا أدري كيف يمـكن للبعض أن يصـدق بأمكـانية أن تنبثـق الديمـقراطية مـن رحـم الاحتلال وهـل نتوقـع مـن الاجنبـي المحتـل الا أن يجلب الدمـار والقـتل والنهب والسـلب وهـل سـيتحقق انسـحاب كامل وحقيقي لينال العـراق سـيادتة الوطنية الكاملة على ارضـه وثرواتـه ؟ لقـد اشـارت صـحيفة الكاردين في مقال منشـور في 15 آذار المـاضي حول الانسـحاب الامـريكي بأن سـحب القـوات الامريكية بحـلـول 30 آب سـوف يبقي في العراق 50 الف جندي امريكي وسـينخفض عـدد القـواعـد الامـريكية البالغ حاليـا 290 قـاعـدة الى مـا يقـل عـن 10 قـواعـد ضخمة اضـافة للسـفارة الامـريكية التي هي اضخم مـن قـاعـدة !

يدعي توني بليـر رئيس وزراء بريطـانيا السـابق بانـه اصـيب بكآبة ويعاني مـن كوابيس بسـبب ذكـريات حربه وبوش على العـراق فهـل ان مـا يدعيـه بلـير هـو نوع مـن تأنيب الضـمير ام يمكـن اعتبار توني بلير دليـل حي على منفـعة الجـريمـة للمجـرمين الذين يفلتون مـن العقـاب ، ولاادري لمـاذا يصـاب بكآبة وهـو الذي ينتفع حتى ماليا وبشـكل شـخصي وبملايين الدولارات منهـا اسـتلامه لمبالغ سـرية كمسـتشـارلشـركات تنقيب عن النفط مـن كـوريـا الجنوبية تلك الشـركات التي قامت باسـتخراج النفط مؤخـرا مـن منطقة كردسـتان العـراق ضـمن اتفاقـية مثـيرة للجـدل مـع ادارة الاقليم . كمـا اسـتلم توني بلير مبلغ مليـون جنيه اسـترليني مـن الاسـرة الحـاكمـة فـي الكويت لقـاء تكليفـه باصـدار تقـرير عن مسـتقبل استخدام النفط للاعوام الثلاثين القـادمـة !

هناك سـؤال محـير هـو هـل اننـا مؤهلين افضل ممـن سـيأتي مـن بعـدنا في الحكم عـلى مجـرمي الحـرب والذين ينبغي ان يوضع ضمنهم جنبا لجنب مـع صـدام حسـين كل مـن توني بليـر وجورج بوش الابن اضـافة لعـرابي الحرب والاحتلال من المعارضـة العـراقية السـابقة وفي مقدمتهـم احمـد الجلبي وايـاد علاوي وهل اننـا مؤهلين للحكم عليهـم بموضـوعية ام ينبغي ان يترك ذلك لحكم التاريخ اي حكم الاجيال القادمـة ؟ الا يعني قبولنـا بحكم التاريخ تجاهـل دمـاء مئات الالاف من ضحايا هـذه الحرب العدوانية وحروب صـدام التي سـبقتهـا ، وهـل ينبغي ايضـا ان ننسـى الويلات التي جلبتهـا حرب 2003 على بلدنا ومنهـا مجيء عصـابات القـاعـدة ليحاربهم بوش في ابعـد نقطـة عـن امـريكا اي ليحاربهم بدمـاء العـراقيين فيمـا سـمي بالحـرب على الارهـاب هذه الحرب التي ادت الى تقـوية بن لادن وانصـاره بدلا مـن اضعافهم لانهم رفعوا زورا وبهتانا راية مقاومـة المحتـل .

اشـارت الوثائق السـرية لوزارة الخارجية البريطانية التي تمكنت صحيفة الكارديان الحصول عليها خلال تحقيقات لجنة شـيلكوت التي تحقق في حرب العراق ، بأن توني بلير كان قـد جرى تحـذيره في عـام 2000 بأن الحرب على العـراق لو شـنت سـتكون غير شـرعية وقـد جاء ذلك التحذيـر اثنـاء المناقشـات التي جـرت قبل اكثـر مـن سـنتين مـن الغـزو ، وقـد ذكـرت الصـحيفة بأن تلك الوثيقـة تفضـح كـذب ادعاء بلير اثناء التحقيق معـه امـام لجنة شـيلكوت بأن اسـتخدام القـوة لاسـقاط صـدام قـد نوقش لاول مـرة بعـد احـداث 11سـبتمبـر 2001 في نيويورك .

ان مطاليب شـعبنا ليسـت تعجيزية بل انـه وبالرغم مـن ثرواتـه النفطية الهـائلة لا يحلـم سـوى بالحـد الادني الذي يسـتحقـه حتى ابسـط وافـقــر انسـان على وجـه البسـيطة الا وهـي تحـقـيـق الامـان وتوفـير لقمـة عيش كريمـة عبـر فـرص عمـل وتـوفير الخدمـات كالمـاء والكهـرباء والصـحة والتعليم ، فهـل ان هـذه المطالب عصية علـى الانجـاز طيلـة السـبع سـنوات المـاضـية وكـم مـن سـنوات الضـنك والعـوز مكتوب على المواطنين العيش فيهـا ؟ أليس من حـق المـرء ان يتسـائل ويحاسـب المسـؤولين على مصـيرمئات المليارات من الدولارات وكيف تنهب وتسـرق وكيف يمكن ان نبريء المحتلين مـن مسـؤولياتهـم في الذي يجري في العراق المنتهك على اكثـر مـن صـعيد ومـن الذي يضـمن ان تكون الادارة التي سـتتشـكل على ضـوء نتائج الانتخابات الاخيرة اقل فسـادا في بلدنـا الذي يحتل مـوقع الصـدارة في قائمة اكثر دول العالم فسـادا .
ختامـا يبدو لي ان بقـاء العـراق ضـعيفـا ومـمـزقــا ومشـغولا بصـراعـاته الداخليـة هـو هـدف مشـترك لكـافة دول الجـوار اضـافة لقـوى الاحتلال واسـرائيل ، فهـل سـيتمكن السـياسـيون العـراقيون مـن الارتفاع بمسـتوى المسـئولية فـوق الذاتيـة والفئويـة والطائفية لافشـال تلك الاهـداف ؟



#محمد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات السابع من آذار وآمال الناخب العراقي
- القائمة المغلوحة
- ستة سنوات من الاحتلال والمعاناة مستمرة
- ثورة 14 تموز بتجرد وعفوية
- هل ستكون الذكرى الخمسين لثورة الرابع عشر من تموز حافزا لرفض ...
- عام سادس من الخيبة والفشل
- هل تستحق البصرة كل هذا الدمار
- اختلاسات وفساد ادراي في مؤسسة الشهداء
- من معاهدة بورتسموث 1948 حتى المعاهدة الأمريكية في 2008
- معاناة المرأة العراقية.... هل لها من أخر ؟
- عشرة محطات عراقية لعام 2007
- سيد مقتدى ... أطلبك دم ابنتي
- جدار الفصل المذهبي
- اريعة سنوات من الخراب والدمار
- نفط العراق للعراقيين
- مؤتمر بغداد وتدويل القضية العراقية
- أنقذوا الشعب العراقي من محنته بعد ثلاثة سنوات من الاحتلال
- حيرة الناخب العراقي
- مسودة الدستور ..... بعض الملاحظات
- إخفاقات و-انجـازات- حكـومـة أيــاد علآوي الراحلة


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - محمد الموسوي - غزو العراق وكآبة توني بلير