ذهب ولم يعد

رامة اسماعيل حقي

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 02:42
المحور: الادب والفن
    

ذهب ولم يعد
كفى يا سيد السجائر.............. كفى تنفث دخانك بوجهي
كفى تشرب فنجان قهوتك الصباحي على شرفتي
كفى تراقبني , تلاحقني, تلاحظني, تداعب أحلامي
ارحل ...اذهب ...ابتعد
حيث تريد لا تسأل فمن قبلك ذهب ولم يعد
لا تنظر إلى كلماتي كالأبله...
ارحل حيث تشاء ...........
لكن ليس هنا ..........
ارمي بأعقاب السجائر بكل مكان لكن لا تطفئها بقلبي
ارتوي من قهوتك التركية كيف ما شئت
أنا لا أحب القهوة مذ عهدتني
ما الذي تريده مني ؟؟
في هذا الجو الصامت والمعتم
ماالذي تريده مني .... أسفارك ... تقاطيع وجعك الحزين
عروق يديك المنتصبة دوماَ ........
أنا ما عدت احبك ...... فلست أغلى علي من وطني
أنا ما عدت أذكرك .... فذاكرتك لن تكون أقوى من ذاكرة وطني
لم أعد أشم رائحتك .... فلست أطيب من رائحة تراب وطني
أنت من قطعت تذكرة رحيلنا ........ أتذكر ؟!
ما زلت احتفظ بها ... حتى أنساك
واحملها معي كي استطيع السفر حيث أريد إلا داخلك أو داخل وطني
لا تحسب نفسك محفور بشراييني كتضاريس بلدي
أو أنني اشتاق إليك أو له
أنا لم أعد اشتاق .........
أأشتاق لوطن ......... نصفه قد رحل!
أبحث عنه في كل مكان ... أدخل جميع مدنه أرى علماَ شامخاَ منتصباَ
عند ولادة كل مدينة
لكنني لا أراه .... أو أتذكره
أحاول إيجاده , أحاول الصراخ
ابحث في الصور القديمة انبش القبور ارجع التاريخ
لكنه مفقود ......... مسروق من أرض مخيلتي
أتقول أني كاذبة ؟!
أجمل ما فيك يا سيد السجائر أنني حين اكذب ........ تفتش عن صدقٍ داخلي
أنا لم أنساه يوماَ .......
لكنه هو الذي ...........
ذهب ولم يعد ........
رامة إسماعيل حقي

#رامة_اسماعيل_حقي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل