أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل خوري - احمدي نجاد مبشرا بعودة المسيح والمهدي















المزيد.....

احمدي نجاد مبشرا بعودة المسيح والمهدي


خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 20:11
المحور: كتابات ساخرة
    


احمدي نجاد مبشرا بعودة المسيح والمهدي:
هل سيتم استخراج المهدي من السرداب
بالاسطوانة التشيلية؟؟

خليل خوري

في المشاهد الاخيرة التي بثتها الفضائيات عن انتشال اخر عامل من اصل ال 33 من عمال المناجم كانوا مدفونين تحت الارض بعد انهيار المنجم عليهم , غمرني احساس بالارتياح والفرح بل
وشعرت وكأن كابوسا ثقيلا قد انزاح عن صدري حيث كنت منذ بداية عملية الانقاذ ارجح فشلها لان العمال كما كنت " اتفصحن " امام متابعي الخبر من افراد اسرتي واصدقائي قائلا باستغراب : بأي وسيلة توصل اليها عقل الانسان يمكن انتشالهم وهم مدفونين على عمق 700 متر تحت الارض ثم كيف للمنقذين ان يحددوا موقع تواجدهم من المؤكد ان هؤلاء العمال سيموتون جوعا واختناقا ولا يبقى على ذويهم الا اقامة جناز الثالث والاربعين ترحما عليهم ؟ " كنت ارجح مثل هذه الاحتمالات
استنادا الى عشرات الحوادث المماثلة التي تقع فى دولنا العربية ويروح ضحيتها عمال البناء اما بسبب دفنهم تحت الارض نتيجة انهيار بناء او جدار استنادي حيث يتعذر انقاذهم في اللحظة المناسبة اما لعدم توفر اجهزة الانقاذ المناسبة او لوصول فرق الانقاذ الى موقع الحدث متأخرين كالعادة بسبب اختناقات السير ولان اجراءات الانقاذ تقتضي الحصول على موافقة عشرات المسئولين وعلى تواقيعم على اوامر التنفيذ! لم اكن كما قلت اتوقع الا هذه النتيجة خاصة وان العمال المدفونين ينتمون للبروليتاريا الرثة وفق التصنيفات الطبقية الماركسية الليننية ولكني فوجئت بان الذي حصل في سياق عملية الانقاذ التي استمرت اكثر من شهر كان عكس ما توقعت فبدلا من ان تتخلى الجهات الرسمية التشيلية عن عملية الانقاذ برمتها كون المستهدفين منها هم بضعة عمال غلابى لا بالعير ولا بالنفير ولا ثقل صوتي لهم فلو لبوا نداء ربهم لن تتعثر مسيرة الديمقراطية في التشيلي بل ستجري الانتخابات في مواعيد استحقاقها , بدلا من ان تفوض الحكومة للعناية الربانية كي تتدخل لانقاذهم في ربع الساعة الاخير اعطت التعليمات لكودرها الفنية لانجاز مهمة الانقاذ باية وسيلة تضمن انقاذهم قبل فوات الاوان مع التشديد عليها بأن تكون عملية نظيفة لا ينشأ عنها ولو مقتل او اصابة عامل واحد . وبالفعل انجزت الكوادر المهة في وقت قياسي حيث استهلتها بحفر مسرب لتمرير انابيب الاوكسجين الى العمال المحاصرين كي لا يموتوا اختناقا وانابيب اخرى لامدادهم بالطعام كي لا يموتوا جوعا وفي المراحل الاخيرة حفروا نفقا طوليا لينزلق عبره اسطوانة كان يستخدمها المنقذون لانتشال العمال . العملية برمتها كلفت الخزينة التشيلية 25 مليون دولار انفقت كلها فى حفر الانفاق وفي تصميم وتصنيع اسطوانة الانقاذ وغيرها من التجهيزات ولقد قبلت الحكومة ان تتحمل الخزينة هذا المبلغ رغم فجوة العجز الكبيرة فيها الا ان الاهم في عملية الانقاذ ان العمال طوال مكوثهم مدفونين تحت الارض كانوا يتمتعون بمعنويات عالية فحافظوا على رباطة جأشهم وكان غريبا في هذا المشهد اننا لم نسمع اصواتا لهم تناشد القوى الغيبية امثال عيسى ومريم العذرا ورب الارباب وغيرهم من الرموز الدينية المقدسة الذين تعج بهم السموات السبع واظنهم امتنعوا عن ذلك مستفيدين من خبرة مليون هاييتي قضوا نحبهم تحت انقاض منازلهم بعد ان ضربها الزلزال فيما كان رب الكون يراقب ماساتهم عن كثب غير مبال بابتهالاتهم . كذلك كان لافتا للانتباه ان رئيس الدولة كان يتوجه الى الموقع بين وقت واخر لمتابعة عملية الانقاذ اولا باول حيث رأينا هذا " البورجوازي الوضيع " مشمرا عن ذراعيه ميتعاونا مع فرق الانقاذ في انتشا ل افراد البروليتارية الرثة مما يؤكد ان البورجوازية رغم وضاعتها لا زال نفر ضئيل منهم " حتى لايزعل رفاقنا الشيوعيون " وليس كلها يتمتع بحس انساني . بيل غيتس مثلا الم يتبرع بنصف ملياراتة للعمل الخيري ولمراكز البحث العلمي مع احتفاظه بلقب بورجوازي حقير ووضيع اليس مثيرا للتساؤل ان ان ينخرط هؤلاء البورجوازيون في العمل الجماعي فيما لا ينخرط رئيس كوريا الشمالية الا يتوريث ابنه السمين لمنصبه!!

بقيت مبهورا بما انجزه العلماء لانقاذ شرذمة من البرولاتارية الرثة في بلد لا زالت مقاليد السلطة فيها في قبضة البورجوازية الوضيعة الى ان انتقل قارىء النشرة الاخبارية لا ستعراض زيارة احمدي نجاد لما وصفه الاخير " بلبنان الشقيق " هنا رأينا الرئيس الايراني يشق طريقه وسطحشود هئلة من الناس ثم سمعناها تهتف بذبذبات تجاوزت عنان السماء " خوش امديد " اي اهلا وسهلا : اظنهم كانوا يرحبون به ويرقصون في موكبه ربما نكاية بالمعارضين الايرنيين الذي داسوا على صوره وقذفوه بالاحذية ردا على تزويره لنتائج انتخابات الرئيس الايراني التي فاز بها!! او ربما لبساطة لباسه ولمظهر " الهرجلة " الذي يتميز به تأكيدا لتوجهاته الثورية وجاهزيته لمقارعة قوى الاستكبار العالمي ! تذ كرني هتافات حشود نصرالله باللغة الايرانية هتافات التهليل والتمجيد بالبطل اردوجان باللغة التركية التي كانت ترددها حشود الاخوان المسلمين في مجمع النقابات الاردنية نأييدا لحملته الرامية لرفع الحصار عن قطاع غزة والتي تمثلت انذاك بارسال امدادات غذائية لها على ظهر السفينة مرمرة لم تتوقف هذه الحشود عن هتافاتها التركية الا حين اخذ احد شباب المعارضة الميكرفون من الرادود ثم صاح بهم " الا تخجلون ان تهتفوا لهذا الرجل باللغة التركية بدلا من لغتكم العربية هل نسيتم لغتكم يا اولاد الكلب ثم لماذا تهتفون لاردوجان هل لانه اعاد الاسكندرون السليبة الى سوريا ام لانه لا يقمع الاكراد ؟؟ ولكن المتظاهرين عادوا يهتفون بللغة التركية بأصوات اعلى وفي هذه المرة تعبيرا عن ابتهاجاهم بعودة الدولة العثمانية ! في كلا الحالين يبرز الانتماء الطائفي وليس الوطني لشعوبنا : في لبنان تهتف حشود حزب الله لاحمدي باللغة الفارسية تعبيرا عن وقوفها الى جانب ايران في احتلالها للجزر العربية الثلاث وللاحواز العربية كما تهتف لملالى ايران تعبيرا عن امتنانهم للمساعدات المالية والعسكرية التى يجودون بها على حزب الله - حزب الطائفة - والتي برع الحزب في توظيفها من اجل الاستقواء والتغول على بقية الطوائف اللبنانية ولبسط سيطرته العسكرية على اجزاء كبيرة من لبنان تحت غطاء مخادع هو مقارعة الاحتلال الصهيوني وفي الاردن يطبل ويزمر الاخوان للرئيس التركي انتصارا للدولة العثمانية السنية والتي حسب رايهم ستكون ندا للدولة الصفوية الشيعية . الا يثير الحزن والشفقة ان تنتمي شعوبنا للطائفة بدلا من انتمائها للوطن فاذا ثارت لاتثور ضد مستغليها الطبقيين والقوميين وانما تثور دفاعا عن مصالح الطائفة احيانا وفي احيان اخرى عن مصالح العشيرة!! في خطابه المتلفز تجاوز احمدي نجاد هذه المسألة ربما مراعاة لمشاعر مضيفيه الرسميين حيث ركز على اهمية الوحدة الوطنية اللبناية لمواجهة الولايات المتحدة الاميركية وصنيعتها اسرائيل وكانت المفاجأة في خطابه اعلانه عن قرب مجييء المسيح متزامنا مع عودة ميمونة للمهدي المنتظر لينشرا على حد قوله المحبة والعدالة في العالم ولهذا دعا في نهاية خطابة الاسرائليين الى مغادرة فلسطين والعودة الى ديارهم الاصلية لان زوال اسرائيل على حد قوله بات قاب قوسين او ادنى من جهتي لا استبعد ذلك طالما ان المخلصين سيبادران الى تشكيل غرفة عمليات مشتركة فور وصولهما الى خنادق الممانعة ضد العدو الصهيوني . عندما وصل نجاد في خطابه الحماسي الى هذه النقطة استبشرت خيرا بل لم اكن اقل حماسا من حشود حزب الله التي اخذت تهتف وتصفق له بهوس منقطع النظير فقد ضمنت على الاقل ان عودة المسيح لن يسبقها تساقط الكواكب والنجوم على الارض ولا ظهور الملائكة في السماء ولا تزميرهم بالابواق ائيذانا بمجيئه على غمامة في السماء ولا كل هذه المشاهد والسيناريوهات التي وضعها كتبة الاناجيل الاربعة بل سيكون مجيئه في الاغلب في فصل الصيف حيث لا غيم ولا برق ولا رعود هابطا بالباراشوت باتجاه اقرب نقطة الى السرداب الذى اختفى المهدى منذ ما يزيد عن 1200 سنة وحيث سيلتقي بالمهدى بعد انتشالة من قاع السرداب بالاسطوانة التشيلية ليمسكا بعدها بأيديهما ويبدأن مسيرتهما لانقاذ البشرية من شرور اسرائيل وقوى الاستكبار العالمى ومن ثم الانتقال الى مكافحة انفلونزا الخنازير وجنون البقر والتلوث البيئي. بعضكم سيضحك قائلا : هذا محض هراء وخيال . وردي عليكم : وهل كان احمدي نجاد اول معتوه تطبل له وتزمر له بحناجرها قطاعات واسعة من جماهيرنا العربية كلما بشرهم بقرب عودة المهدي ولماذا تتعجبون ما دامت نفس الجماهير قد شاهدت صورة صدام على سطح القمر ؟؟



#خليل_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفاوض الفلسطيني الغلبان في مواجهة ضغوط العربان
- لماذا يحرض الاخوان المسلمون في الاردن على مقاطعة الانتخابات ...
- هل هي مصالحة ام مصافحة فلسطينية ؟
- هل يستعين ملالي طهران بزغلول النجار
- كوادر متقدمة في - الشعبية - تقرأ الفاتحة على روح الماركسية ! ...
- هل يفاوض عباس من مركز قوة ام من موقع ضعف ؟
- هنية يتهم عباس بارتكاب ثلاث خطايا !! فماذا عن جرائم حماس ؟
- الحاخام عوفاديا يستنزل الغضب الالهي على محمود عباس !!
- على ذمة - المجاهد خليل الحية - :حماس تتأهب لتدمير اسرائيل
- حملة ضد الهوس الديني
- قبل ان تجلدوا محمود عباس
- - اخوان - الاردن يوظفون ورقة مقاطعة
- اليوم العالمي لحرق الكتب الدينية
- رئيس الوزراء الاردني يطيح بوزرائه
- حماس تحرز نصرا الهيا على على الكلاسين النسائية !!!!
- يحاربون طالبان ويتحالفون
- اسرائيل داخل طنجرة ضغط عربية
- جهاد حماس ضد العورات النسائية
- ليبرمان يحرر غزة !
- على شماعة الامبريالية والصهيونية


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل خوري - احمدي نجاد مبشرا بعودة المسيح والمهدي