أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل خوري - حملة ضد الهوس الديني















المزيد.....

حملة ضد الهوس الديني


خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3106 - 2010 / 8 / 26 - 16:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


حملة ضد الهوس الديني
والمظاهر الطالبانبة في فلسطين

خليل خوري

مع اقتراب موعد المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلية انتهز قادة حماس هذه المناسبة

لاطلاق حملة شحن وتحريض جماهيري ضد السلطة الفلسطينية حيث اكد المجاهد الكبير خالد مشعل
انها مفاوضات عبثية ومضيعة للوقت , لماذا ؟ لان الشعب الفلسطيني لن يحصد منها الا المزيد من الكوارث والنكبات فيما سيستثمرها العدو الصهيوني من اجل استكمال مشروعه الاستيطاني التهويدي للارض الفلسطينية المحتلة ولفرض وقائع ديمغرافية على الارض تجعل من قيام الدولة الفلسطينية امرا مستحيلا. اي اكتشاف هذا , الم نسمع مثل هذا الكلام على لسان محمود عباس عندما كان يضع قدميه في الحيط رافضا اجراء مفاوضات مباشرة الا اذا امر نتنياهو بوقف الاستيطان ، فما جدوى استخدام نفس كليشيهات الرفض مادام الرافضون عاجزون عن طرح بديل اخر يضع حدا للتوسع الاستيطاني الاسرائيلي وماذا قدمت حركة حماس على اية حال لصالح القضية الفلسطينية حتى يثور مشعل وغيرة من قادة حماس غير اطلاق الصواريخ الدخانية والعمليات الانتحارية والتي وفرت الذرائع لاسرائيل لاقامة جدر الفصل العنصري وتدمير المرافق الصناعية والخدمية تدميرا شبه كامل عدا عن فرض الحصار القاتل عليها بدورة دعا رئيس وزراء الحكومة المقالة الفيلد مارشال اسماعيل هنية االشعب الفلسطيني ان يهب هبة رجل واحد لاسقاط سلطة رام الله التي اخذت على عاتقها التفريط بالثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني ارضاء لاسيادها اليهود وضمانا للهبات والمساعدات التي لا تقدمها الولايات المتحدة وغيرها من الدول الاوروبية المانحة الا من اجل اجهاض مقاومة الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته العادلة !! اليس مثيرا للسخرية ان يوجه هنية اللوم لسلطة رام الله لحصولها على مساعدات مشروطة في الوقت الذي لا تتعفف حركة حماس عن مد يدها للحصول على نفس المقادير من الهبات والمساعدات من ايران ومن قطر ومن التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين وربما من جماعات سلفية متطرفة كتنظيم القاعدة والتي يعرف الجميع بأن هذه الجهات لاتضخها بهذا السخاء حبا بالشعب الفلسطيني ولا من اجل تحرير الارض المحتلة وانما لاقامة كانتون اسلامي ظلامي في قطاع غزة والضفة الغربية . اما الاكثر اثارة للسخرية من دعوة هنية لاسقاط السلطة الفلسطينية هو تـأكيده تمسك حماس بالثوابت الوطنية الفلسطينية وبنهجها الجهادي المقاوم حتى يتم استعادة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة وحتى يتم تحرير كامل التراب الفلسطيني من النهر الى البحر وهنا لا اعرف كيف سيحرر الفيلدمارشال هنية بجحافله الجهادية كل هذا التراب والكل يعرف انه غير مسموح لها ان تنطلق من الاردن ومصر لأن هاتين الدولتين قد وقعتا اتفاقيات ومعاهدات صلح مع اسرائيل وتعتبران اي عمل مسلح ضد" احفاد ابراهيم من اليهود" عملا ارهابيا ولا من دولة الممانعة سوريا لأن الاخيرة لم تستكمل استعداداتها بعد لتحقيق توازن استراتيجي مع اسرائيل ومع الدول التي تقف من ورائها ! اذا هي حرب وهمية لايمكن لحماس ان تخوضها حتى لو زودههم جبريل بحجارة من سجيل او هب لنجدتهم بجيش من الملائكة .
وفي هذا القصف الاعلامي كان غريبا ان تلعلع حناجر مشعل والبردويل وهنية والزهار تنديدا بالمفاوضات المباشرة والمنخرطين فيها من سلطة رام الله ولا نسمع صوتا للناطق الرسمي لحركة حماس والمجاهد الكبير برهومة في هذه " الميمعة" ؟ في الواقع لم يصمت هذا الا لأنه كان يعد العدة لشن هجمة اعنف واشرس على السلطة الفلسطينية ولكن من محاور ومنطلقات دينية وهكذا لم يمض وقت طويل حتى فتح النار عليها متهما عباس وفياض ووزير اوقافهم الهباش بالألحاد وبخوضهم حرب دينية ضد الدين الاسلامي وهي تهمة لم تلصقها بهم حتى اثناء حملة الانتخابات الفلسطينية حيث اكتفت انذاك لكسب اصوات البسطاء والرعاع من الناخبين بمنحهم صكوك غفران تؤهلهم لدخول جنات النعيم فيما لو اعطوا اصواتهم لمرشحي حماس وحجبها عنهم فيما لو صوتوا لمرشحي فتح الفاسدين !! لماذا السلطة مناهضة للاسلام والكل يعلم ان الشريعة الاسلامية مازالات مصدرا لاغنى عنه في اصدار القوانين من ديوان تشريع التابع للسلطة وكيف يكون عباس ملحدا والكل يراه مواظبا على اداء الصلوات الخمس في مواقيتها وكيف تخوض السلطة حربا ضد الاسلام وهي تخصص من موازنتها عشرات الملايين من الدولارات التي تتدفق عليها من الدول المشركة والكافرة لاقامة المساجد ولدفع رواتب جيش عرمرم من الشيوخ والوعاظ, ثم هل ارسلت السلطة مندوبا عنها الى كنيسة القس تيري جونز الكائنة في فلوريدا للمشاركة في اليوم العالمي لحرق المصاحف حتى تتهم بمحاربة الاسلام ؟؟
في المؤتمر الصحفي الذي عقد برهومة كان واضحا من اجاباته على اسئلة الصحفيين ان اركان السلطة لم يجازفوا بعد بارتكاب مثل هذه الموبقات الشيطانية وبأن ما اقترفوه من جرائم ضد الاسلام والمسلمين تمثل في منع وعاظ وشيوخ حماس من اعتلاء منابر الوعظ والارشاد في المساجد وفي اصدار اوامر تقضى بتخفيض اصوات مكبرات المساجد التي ينطلق منها الاذان استجابة لمطالب المستوطنين . وللحقيقة ان السلطة لم تمنع شيوخ من الوعظ والخطابة الا لانهم يعتلون المنابر لتوجيه الستائم للسلطة ولتحريض المصلين ضدها وهونفس ما فعلته حماس مع الشيوخ الموالين لحركة فتح وللجهاد الاسلامى ولمجرد انهم ينتمون لهذة التنظيمات بل ان حركة حماس لم تتردد في قصف احد المساجد في خان يونس وحتى تدميره وقتل عدد من المصلين لمجرد ان شيخ المسجد قد اعلن منه قيام دولة الخلافة الاسلامية كذلك لم تصدر السلطة اوامر بتخفيض اصوات مكبرات الاذان الا بعد ان اكتشفت ان المؤذنين من جماعة الاخوان المسلمين يتعمدون تشغيلها باعلى ذبذباتها ولفترات لا تقل عن عشرين دقيقة وبصورة يومية بهدف معاقبة واقلاق راحة تاركي الصلاة من المسلمين وايضا من اجل تهجير الكفار والمشركين من الاحياء التي تتواجد فيها المساجد ولعزلهم في كانتون طائقي خاص بهم . ثم هل كان استخدام مكبرات الصوت لاطلاق الاذان سنة نبوية حتى يعتبر برهومة تخفيض صوتها حربا على الاسلام وهل يجوز شرعا استخدام جهاز اخترعه الكفار والملحدون اليس الاولى تطبيقا لتعاليم الدين والاقتداء بالسلف الصالح استبعاد هذا الجهاز الشيطاني والاكتفاء باطلاق الاذان من حناجر المؤذنين اسوة بما كان يفعله بلال وعشرات الالوف من المؤدنين قبل اختراع هذا الجهاز .
اعتقد ان تخفيض صوت المكبرات واستبعاد شيوخ حماس من مساجد الضفة الغربية لم يكن هو السبب الوحيد لثورة برهومة ولاتهامه السلطة بانها تخوض حربا ضد الاسلام بل لتوفر معلومات لدى حماس انها مجرد خطوة على طريق التخلص من الهوس الديني و المظاهر الطالبانية التى تفشت في المجتمع الفلسطيني والتي كان لحماس دور في بذر بذورها . فاذا نجحت السلطة في خفض مكبرات الاذان واستبعاد شيوخ الاخونجية من المساجد فمن يمنعها بعد ئذ من تحريض الاتحادات ا النسائية لاطلاق حملة ضد تحجب وتبرقع النساء ولعوة النساء للانخراط في اجهزة الامن والشرطة الفلسطينة واحتلال مواقع قيادية فيها على الاقل لحماية المراة من تسلسط المجتمع الذكوري ضدها .
اجتثاث السلوكيات والمظاهر الطالبانية وتخفيض وتيرة الهوس الديني باتت مسالة ملحة وضرورية لانه بغير نشر العلمنة ومنظومة قيم الحداثة لا يمكن مواجهة التحدي الصهيوني كما لا يمكن كسب الراي العام العالمي الى جنب قضيتنا لا اقول هذا جزافا وانما استنادا الى التعاطف الدولى الذي حظي به الشعب الفلسطيني في بدايات انطلاق ثورته المسلحة في الستينات من القرن الماضى وحيث تجلى بانضمام المئات ان لم يكن الالوف من المتطوعين الاروبيين في صفوف المقاومة الفلسطينية ايمانا منهم بان حركة المقاومة الفلسطينية حركة تحرر وطني تستحق الدعم والتاييد من جانب كل احرار العالم وليس حركة دينية تستهدف مقارعة اليهود لمجرد انهم يهود وهو ما لا نلمسه في الظروف الراهنة بعد ان نجحت حماس في اذكاء الهوس الديني في المجتمع الفلسطيني ونشر المظاهر الطالبنية المنفرة فية .فاذا كانت السلطة جادة فى توجهاتها التنويرية والعلمانيية فانها لن تحقق اي نجاح على هذا الصعيد الا اذا قامت بتصفية حركة حماس كتنظيم طائفي بوقف كافة نشاطاتها ثم ملأت هذا الفراغ بتقديم الدعم للتنظيمات والاحزاب اليسارية والمنابر العلمانية الفلسطينية لتمارس نشاطها على الساحة الفلسطينية بلا قيود تلجم حركتها التنويرية . من تجارب سابقة فقد اثبتت هذه القوى التنويرية والاشتراكية هي الاقدر في اجتثات مظاهر التخلف وانتشار الغيبيات في المجتمع الفلسطينى فاذا كان ضخ الاموال النفطية هو وسيلة حماس للانتشار في المخيمات الفلسطينة فقد تمكنت الجبهة الشعبية من الانتشار في وكافة مخيمات غزة رغم فقرها وشح اموالها ولم ينحسر نشاطها الا بعد ان وجهت لها القوات الاسرائلية ضربات عسكرية وزجت بالسجون بالعدد الاكبر من كوادرها وقيادتها وبعد اغتيلها لابرز قياداتها المناضل جيفارا غزة



#خليل_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل ان تجلدوا محمود عباس
- - اخوان - الاردن يوظفون ورقة مقاطعة
- اليوم العالمي لحرق الكتب الدينية
- رئيس الوزراء الاردني يطيح بوزرائه
- حماس تحرز نصرا الهيا على على الكلاسين النسائية !!!!
- يحاربون طالبان ويتحالفون
- اسرائيل داخل طنجرة ضغط عربية
- جهاد حماس ضد العورات النسائية
- ليبرمان يحرر غزة !
- على شماعة الامبريالية والصهيونية
- ارهابيو- القاعدة - يزهقون ارواح
- السعودية تتأهب للهجوم
- نعم .. للنقاب فوائد عديدة وجليلة
- بناء المستوطنات على ارضية
- اردنيون يموتون بتأثير الجلطات الضريبية !!
- الخليفة العثماني اردوجان يغرق
- الخليفة العثماني اردوجان يحجز مياه دجلة والفرات عن سوريا وال ...
- اكبر حقل غاز اسرائيلى مقابل اكبر صحن تبولة عربي !!
- اردوجان اذ يركب موجة العداء لاسرائيل
- رفع الحصار عن غزة


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل خوري - حملة ضد الهوس الديني