أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد عبد الفتاح السرورى - مسلك العقلية الشرقية فى تحليل الوقائع التاريخية














المزيد.....

مسلك العقلية الشرقية فى تحليل الوقائع التاريخية


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 3147 - 2010 / 10 / 7 - 13:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يكثر الحديث من حين لآخر حول أحد الاحداث التاريخية الهامة التى وقعت فيما مضى فى زمننا التاريخى أو واقعنا الجغرافى فمن إنتصارات الإسلام الأولى إلى الفتوحات التى اعقبت وفاة الرسول من سيطرة الأسر الإسلامية الحاكمة على إختلاف مسمياتها إلى الحروب الصليبية وهى الحروب التى كانت علامة فارقة فى علاقة الشرق والغرب ومن قيام دولة الخلافة العثمانية إلى سقوطها ومن تفتيت الدول الإسلامية الى دويلات واخيرا من الإقتتال الداخلى بين مواطنى الدولة الواحدة الى دعوات الإنفصال العلنية والتى ترعاها الدول الكبرى بين كل ما سبق كان مسلك العقلية الشرقية فى التعاطى مع كل هذه الوقائع مسلكا لا يخرج عن كونه مسلك تفسيرى اكثر منه مسلكا تحليليلا وهو يعد أيضا مسلك ظاهرى قشرى الإسباب اكثر منه مسلك باطنى جوهرى المسببات
يقول المشخصون أن مجتمعاتنا الشرقية فى مجملها تميل لكونها مجتمعات إجابات اكثر من ميلها لكى تكون مجتمعات أسئله وهذا التشخيص فى تقديرى صحيح الى حد كبير فعملية طرح السؤال عملية شاقة لا ينوء بها إلا أولى العزم من الناس وفى سبيل طرح الأسئله قد يغامرون بما يملكون من عمل ومتاع وقد يغامرون بأعمارهم ذاتها فى مجتمعات اخرى هذا غير المغامرة بالحرية وهى الثمن الشهير المدفوع لمحاولة الكثيريين لطرح اسئله لم يعتاد عليها المجتمع الذى يفضل دائما الإرتكان الى الموروث الآمن المستقر وذلك على عكس المجتمعات الغربية والتى إختارت ومنذ أمد بعيد من عملية (الإستفهام ) دربا من دروب الحياة اليومية حتى أمست عملية التساؤل الدائم تتم بصورة تلقائية فى ذهنية الغربيين ويظهر هذا واضحا فى مقدار العنت الذى يواجهه بعض الساسة الغربيين عندما يكونوا بصدد مهمة إقناع شعوبهم ببعضالإجراءات اوالسياسات غير المتعارف عليها
والفرق بين العقلية الممنهجة على كيفية تأسيس السؤال وبين العقلية الملقنة على تلقى الإجابات المقولبة يتجلى أشد ما يتجلى فى التعامل النفسى والفكرى مع التاريخ وأحداثة والماضى ووقائعة فعندما نكون بصدد حدث تاريخى معين مثل الإنتصارات الأولى للإسلام نكون أمام احد تفسيرين أولهما التفسير الشهير أن ذلك يرجع الى قوة إيمان المسلمين الإوائل (وهو التفسير الذى ينتمى لعالم الإجابات) والتفسير الثانى هو التفسير الذى يجعل من هذه الإنتصارات خاضعة لجميه مسببات الإنتصارات أيا كان عرق او دين المنتصرون
صحيح أن قوة الأيمان تلعب دورا هاما فى الحوب والمعارك ولكن من الموكد أيضا أن الطرف الخصم كان يملك من الإيمان بصدق موقفة ما حفزه لخوض الحرب التى إنهزم فيها أى اى قوة الإيمان هنا متوفرة لدى الطرفين ولكن العقلية الشرقية دائما ما تنحو نحو التفسير العلوى للأحداث التاريخية وتسلك مسلك عاطفى فى تفسيرها لهذه الاحداث ولكن هذه العقليات لو نحت منحى آخر تجاه المنهج التحليلى لوجدت نفسها امام أسباب أخرى للنصر أو للهزيمة أسباب أخرى لقيام الدول وزوالها أسباب مختلفة تبين مسببات دعوات الإنفصال فى مجتمعات غالبا ماتكون مجتمعات لم تنل حظ وافر من المدنية والحضارة ومسببات الوحدة والتعاضد فى المجتماع التى نالت حظا وافرا من إستيعاب دروس التاريخ
تميل العقلية الشرقية دوما فى تفسيرها لوقائع ما حدث إلى أسباب قدريه وغالبا ما تتجسد هذه الأسباب فى سبب واحد ألا وهو مدى قرب أو إبتعاد شعوب المجتمع عن الإلتزان بالأوامر والنواهى الدينية وقد يكون هذا صحيح فى احد جوانبة ولكن لا يصح إضغام كل الاسباب فى سبب واحد وحيد تؤول إليه تفسير احداث التاريخ وتبيان وقائع الواقع
إن المجتمعات العربية والإسلامية اليوم تحتاج وبشدة إلى إعادة النظر فى فى طبيعة منهجها الحياتى العام هذا المنهج البعيد كل البعد عن الأسلوب العلمى فى التحليل والتشخيص
والمشكله تتبلور أكثر عندما يجد جديد على هذه المجتمعات من أحداث ومتغيرات تستلزم منها الإستبصار التاريخى بما (حدث) حتى تستطيع أن تتعامل تعاملا ناضجا مع ما (يحدث ) وهنا يبدو متجسدا مرامنا فى مقامنا هذا, صحيح أن التاريخ لا يعود للوراء ولكن من المؤكد ان المسببات التاريخية متشابهة فى بعض منها وإن لم تكن متطابقة بطبيعة الحال وهذه المسببات التاريخية هى ما تفتقد العقلية الشرقية الإلتفات إليه وأعنى بالمسببات التاريخية ذلك الكل المتكامل من العوامل الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والدينية القائمة أثناء حدوث الحدث محل الدراسة سواء كانت هزيمة أو إنتصار فلا يمكن إغفال جانب دون جانب قد يتقدم عامل ويتأخر آخر ولكن لا يمكن فهم سبب حدوث الحدث التاريخى بمعزل عن نسق الحياة والفكر إبان حدوثة قبل ورغم أن ما نقوله قد يندرج تحت بند البديهيات إلا أننا نؤكد أنه يتراءى لنا كثيرا أننا لازلنا نعيش فى مجتمع ما قبل البديهيات وتلك -لعمرى - واحدة من ملامح الواقع الشرقى ومسلكه فى الفكر والفعل
من المعروف أن عالم الإجتماع الشهير إبن خلدون قد أوجز نظريته فى علم العمران فى مبدأ (أسباب ماحدث) أى أنه من السهل معرفة ما حدث ولكن يجب أن نلتفت إلى الأسباب التى سببت ما تم حدوثة
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن وبقوة ترى هل وعينا منهج وفكر إبن خلدون أم أننا لازلنا فى مرحلة ما قبل البديهيات نتعامل مع الاحداث وكأنها أقدار لامفر منها على الرغم من أن هذه الأحداث قد لا تكون جديدة على التاريخ ولكن من المؤكد أنها جديدة علينا



#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوقف هذا الرجل؟
- السلفية المعاصرة فى الإسلام والمسيحية
- تعقيب عام على مداخلات النوبيين والاقباط
- ماذا لو فعلها البدو!!
- النوبيون والوطن
- حول ما يسمى بالامة القبطية
- الإستشراق ومحاولة الإلتفاف على المصطلح
- الكراهية الإلكترونية
- المواطنة ودولة النص
- بين سناء منصور وجابر القرموطى
- مفارقات إسلامية
- رمضان زمان ورمضان الآن
- اللغة القبطية واللغة البشتونية
- مؤثرات الفنون العربية على الفنون الغربية
- تناقضات الصحافة المتأقبطة
- الخسارة المستترة للأقباط
- ذبح الدولة المدنية كنسيا
- بين يوسف زيدان وسيد القمنى
- فرنسا والنقاب
- المتأقبط


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد عبد الفتاح السرورى - مسلك العقلية الشرقية فى تحليل الوقائع التاريخية