أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - خطبة في عمان-11-














المزيد.....

خطبة في عمان-11-


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3137 - 2010 / 9 / 27 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


خطبة في عمان-11-
مساء السبت 18 ايلول الحالي هي الساعة المحددة لخطبة اياد وايمان، وسيكون الحفل قريبا من بيوت والدي العروس وأبناء عائلتها، في قاعة جمعية أبناء الشيوخ في القويسمة، استقليت أنا وعرفات وموسى وناصر سيارة أجرة في الخامسة مساء، سألني السائق:أيّ الشوارع تريدني أن أسير بكم للوصول الى القويسمة؟ فأجبته: الشارع الذي تريده المهم أن نصل...وكان لسؤاله مغزى، فهو يريد أن يتأكد اذا ما كنا نعرف المنطقة أم لا، وعلى دراية بشوارعها أم لا، فتأكد أننا لسنا من سكان عمان وأننا لا نعرف الشوارع، فدار بنا شوارع وحارات كثيرة، لم أشاهدها من قبل، فقد سبق وأن زرت القويسمة وبيت أهل العروس مرتين في نفس الأسبوع، فقلت للسائق: يا أخي قل لي أيّ مبلغ تريد وسأعطيك إياه بدون نقاش وبدون عداد السيارة، لكن أوصلنا هدفنا، فخجل الرجل من نفسه واختصر المسافة وعاد بنا بعد أن دار أكثر من ثلاثة أرباع الساعة زيادة عن المعدل المطلوب، وأخذ ضعف الأجرة. المهم أننا وصلنا القاعة وهي قاعة غاية في التواضع، طابق للنساء وآخر للذكور، ومعروف ضمنيا عدم وقوف أهل العريس لاستقبال المدعوين- وغالبيتهم العظمى من ذوي العروس- كي لا يروا" الحريم" المنقبات...جلسنا في قاعة الرجال، تعرفت على عدد من أبناء بلدتي من حامولة السراوخة، وجميعهم من أقارب العروس، والكل يريد أن يعرف أخبار الوطن، والأقارب، يسأل عن أقارب يعرف أسماءهم لكنه لم يلتقهم في حياته، ويسأل البعض عن مدى امكانية أن تسفر المفاوضات بين السلطة وحكومة نتنياهو عن نتائج ايجابية، فأجبتهم بأن الجواب لا يعلمه الا الله ونتنياهو، فالرجل مخادع ومناور حاذق، وله فهمه الخاص بالسلام، فهو يريد سلاما وأرضا، والرئيس الأمريكي باراك أوباما يريد من العرب والمسلمين أن يطبعوا العلاقات مع اسرائيل قبل أن تنسحب ، وأن يعترفوا بيهودية اسرائيل، كبادرة حسن نيّة، وهو بهذا يسوق موقف نتنياهو وأخشى ما أخشاه أن يتم له ذلك لعدم قدرة القادة العرب والمسلمين على أضعف الايمان وهو قول"لا"، ويعتمدون على النوايا الحسنة "للصديقة أمريكا وللجارة اسرائيل" تماما مثلما اعتمد أسلافهم على نوايا"الصديقة بريطانيا" وأجهضوا ثورة الشعب الفلسطيني في العام 1936 والتي شهدت عصيانا مدنيا وأطول اضراب شهده العالم والذي استمر لستة أشهر، لكن هذه المرة بتصفية القضية الفلسطينية دون تحقيق الحد الأدنى من الحقوق المشروعة والثابتة لشعب الشهداء الفلسطيني، لم أسمع شخصا متفائلا بامكانية تحقيق السلام مع حكومة نتنياهو، وأسأل الله أن يكونوا مخطئين، مضت ساعتا الخطبة وكأن قدر الفلسطينيين أن لا يكون للفرح مكان لأحدهم، فحتى حفلات الزواج تطغى عليها السياسة بدل الغناء.
يوم الأحد التالي حان موعد الرحيل، والعودة الى الوطن، وصلت الجانب الأردني من الجسر في الواحدة ظهرا، طمعا بأن يكون تزاحم الصباح قد انتهى، وطمعا في الراحة لجسدي المنهك، فقد عمدت أن أدفع سبعة وستين دينارا للعودة ضمن ما يسمىv.i.p. وارتأيت أن أجعل من نفسي"شخصية مهمة" مدفوعة الأجر ولو لساعات حتى يسهل مروري، فدخلت القسم المخصص لذلك، واذا به يعج بالمئات، ودرجة الحرارة كانت عالية جدا ولا تطاق، فالجسر كان مغلقا في اليومين الماضيين بمناسبة عيد الغفران اليهودي، الذي تشل فيه الحركة في اسرائيل تماما، سلمت أوراقي ووثائقي وانتظرت الفرج، وعند الرابعة حضر ثلاثة ضباط من الأمن العام الأردني، دخلوا الى المكاتب، خرج أحدهم بعد دقائق قليلة وخاطب الجمع قائلا: الآن ستحضر باصات سياحية وستقل جميع المغادرين باستثناء ابناء القدس، وفعلا حضرت أربع باصات، وأقلت العائدين الى وطنهم على دفعتين، في حين غادر المقدسيون في سيارات صغيرة.
في الجانب الاسرائيلي أوقفني أحد رجال الجمارك، احتجز بطاقة هويتي وشرع بفرض رسوم جمركية عليّ لأنني أحمل ثلاث "كروزات"سجائر من السوق الحرة على الجانب الأردني، وقانونهم يسمح لي بـ"كروز" واحد كما أخبرني، وفجأة دخلت مجندة، ضمها الى صدره وغابا في قبلات عميقة، ولما التفت إليّ، أعطاني بطاقة الهوية وطلب مني أن أغلق حقيبتي وأن أخرج، وواصل الضم والتقبيل، فخرجت وأنا أقول ساخرا"دام الضم والتقبيل بينكم يا شعب اسرائيل".
عدت الى بيتي وعيني على عمان وأدباء عمان.
"انتهى"
27أيلول2010-09-27
زيارتكم لموقعنا تشريف لنا:jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنت في عمّان
- عندما يكون السجع على حساب اللغة في قصة للأطفال
- عبد الحيّ يلاحقني ونور تودعني
- ولو كنت فظا غليظ القلب...
- طيور فلسطين في ندوة اليوم السابع
- عروس من عمان-7-
- مع شاعرة في عمان-5-
- نور في عمان
- -قالت لنا القدس في ندوة اليوم السابع
- في الطريق الى عمان
- أهلا بعيد الفطر
- في موت عبد الحيّ حياة للآخرين
- هل سنحتفل بالعيد في مقر الصليب الأحمر
- صحافة مُسَخّرة
- اسقاط الحقوق الفلسطينية مسبقا شرط لنجاح المفاوضات
- بالوع العنصرية ينضح
- نتنياهو ملك العالم
- احراق الأقصى ذكرى وعدم عبرة
- أخلاقيات الجيش المحتل
- زيارة الأقصى والطريق الى جهنم


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - خطبة في عمان-11-