أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - عبد الحيّ يلاحقني ونور تودعني















المزيد.....

عبد الحيّ يلاحقني ونور تودعني


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3136 - 2010 / 9 / 26 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


عبد الحيّ يلاحقني ونور تودعني
كنا جلوسا مساء الأربعاء15- ايلول في بيت أخي، واذا بأخي عرفات وابني عمي ناصر وموسى يدخلون البيت قادمين من القدس لحضور خطبة اياد ابن أخي، وموسى هو والد صاحبي الصغير الذي قضى نحبه بحادث مروع في العشرة أيام الأخيرة من رمضان الماضي، فسعاد شقيقة موسى وعمّة عبد الحيّ متزوجة في مدينة الزرقاء، ولا تعلم بذلك، فقد كانت نفساء ولم يخبرها أحد، بينما عمّتاها أمينة وأميرة قد علمتا بالموضوع ولم تخبراها، في اليوم التالي سنزور سعاد في بيتها في وادي الحجر، وقد اقترحتُ عدم اخبارها من طرفنا، وتَركُ الأمر لزوجها ولأفراد أسرتها ليختاروا الوقت المناسب لذلك، فمن غير اللائق أن تخبر امرأة فرخة بلقاء شقيقها وأبناء عمومتها بعد غياب طويل، بخبر مأساوي، زرنا سعاد ظهر الخميس، شربنا القهوة واستأذنا بالانصراف، على أمل العودة، وذهبنا الى أمّ بيرين قرب شفا بدران، الى مزرعة يمتلكها أخوانا داود وراتب المغتربان في أمريكا أيضا، المزرعة جميلة، وموقعها رائع، وفيها بيت صغير، تقع قبالة بيت"حكيم" بطل كرة السلة الأمريكي السابق، وهو مسلم تنحدر أصوله من النيجر كما يقول سكان المنطقة، لعب مع احدى الفرق الأمريكية، وجمع ثروة كبيرة وعاد الى الأردن، حيث تزوج وأقام فيه، ابتاع عشرات الدونمات على قمة جبل،و بنى قصرا من عدة أبنية ومسجد، ويحيط الأرض سور حجري لافت، أحضر أخي خاروفا، وأشعلنا الموقد، المزرعة ستة دونمات، في منطقة مفتوحة، نسيمها عليل رغم حرارة صيف هذا العام، أخي الساكن في عمان دعا ثلاثة أصدقاء له الى المزرعة، أحدهم يعمل في دائرة أراضي عمان، والآخران محاميان، وهم أبناء عمومة من عشيرة العبابيد التي تقطن في محيط بيادر وادي السير التي تغنى بها شاعر الأردن الراحل مصطفى وهبه التل، وضيوفنا كريمو النسب، حميدو الأخلاق، تشعر أنك تعرفهم منذ ولادتك، فلهجتهم شبيهة بلهجتنا، وعاداتهم شبيهة بعاداتنا، وهم أبناء عمومة، حيث ننحدر وإياهم من أصول واحدة، بيننا وبينهم نسب ومصاهرة منذ أجيال، اثنتان وتسعون امرأة عبادية تزوجن من رجال من عشائرنا عشائر عرب السواحرة قضاء القدس، هم يعرفون ذلك ونحن نعرفه أيضا، تسامرنا وتمازحنا ، وتحاورنا في قضايا كثيرة ومتشعبة،تمازحنا وضحكنا بفرح طفولي، ولعبنا أو بالأحرى لعب بعضنا، ومشى مسافات كنوع من الرياضة، أو على رأي موسى ابن عمي نحن نمشي كي نهضم الطعام ونعود للشواء من جديد، سألونا عن الأوضاع في فلسطين، وتحديدا في عروس المدائن القدس، فالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأحد المساجد الثلاثة التي تشد اليها الرحال، يؤرق احتلاله عقل وفكر العرب والمسلمين جميعهم، بقينا في المزرعة حتى بعد العاشرة ليلا، وانفضت جلستنا وضيوفنا يقسمون أغلظ الأيمان كي نلبي دعوتهم لنا بتناول طعام الغداء في بيت أحدهم، ولم يقبلوا لنا عذرا، لكننا وعدناهم بتلبيتها في مرحلة لاحقة فالأيام بيننا.
وعدنا الى البيت ممتلئي البطون بشواء على الفحم وعلى الصاج، ولم نترك ثلثا للماء وثلثا آخر للهواء كما أوصانا رسولنا الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، حتى أنني استذكرت فكاهة يرددها البعض عن أحد الأعراب الذي صلى الجمعة في المسجد الأقصى، وكان موضوع الخطبة عن آداب الطعام، فذكر الخطيب الحديث النبوي الشريف القائل:"اذا أكل أحدكم فليأكل ثلث بطنه، وليترك الثلث الثاني للماء، والثالث للهواء، فلم يفهم الأعرابي الحديث، وسأل أعرابيا بجانبه:وش يقول الشيخ؟ فرد عليه: يقول الشيخ اذا أكلت ملّي بطنك من الزيق للزيق، والهوا خليه لوقت-الذيق-الضيق.
يتبع
صباح السبت25 ايلول2010-09-25

وداع شاعرة من عمان
صباح السبت 18ايلول الحالي استيقظت مبكرا كما هي عادتي، لم أجد كتابا أقرأه، فأخي طه في عداء دائم مع الكتب، لا يقرأ شيئا، وأنا لم تتح لي الفرصة لزيارة احدى مكتبات عمان، واختيار بعضا من الكتب، أو لأكون صادقا مع نفسي لم يخطر على بالي أن أشتري كتبا، ويبدو أن الفكرة أسقطت من تفكيري كوني لا استطيع اصطحابها معي، الى وطني مسلوب الحرية، وحريتي المسلوبة فيه، فلله درّك يا وطن ما أروعك! بالرغم من كل القيود التي تكبلك، ولله درّك يا عمان كم أحببت أن أتعرف على كلّ شبر فيك، فلك في القلب مكانة خاصة، وقلبك ينضح حبا لكل العربان الذين يفدون اليك، في الليلة الماضية جاءنا الدكتور محمود الأستاذ الجامعي العراقي، والذي يُدرس في احدى جامعات عمان، جاء للسلام علينا، تسامرنا وإياه، مع أنه يتحفظ كثيرا عند الحديث بالسياسة، الرجل مثقف لكنه يخاف شيئا في داخله، يحب وطنه، ويتعاطف مع القضية الفلسطينية بشكل كبير، ويعلم الكثير عما يدور في فلسطين، ومعجب بآداء حكومة الدكتور سلام فياض، مؤمن الى درجة كبيرة بدور الثقافة في التعريف بقضايا الشعوب العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، ويبدو أنه اكتسب ذلك من خلال تعلمه في أوروبا وتجواله في بعض دولها، حدثته عن لقاء الدكتور سلام فياض في 26حزيران في مكتبه في رام الله مع عدد من المثقفين الفلسطينيين-كنت واحدا منهم- للتداول في مشروعنا الثقافي الذي نريده، فأبدى اعجابه بذلك، وأشاد بالدور الكبير لبلبل فلسطين الراحل الكبير محمود درويش، وكيف ساهم من خلال أشعاره بالتعريف بالقضية الفلسطينية، فقلت رحمك الله يا محمود كيف خدمت قضيتنا أكثر من الجامعة العربية، وأكثر من أيّ فصيل فلسطيني، فالرجل قضية كما قال الشهيد غسان كنفاني، وأنت قضية بذاتك أيها الدرويش الراحل عنا، والساكن في قلوبنا، واقترح أخونا العراقي انتاج مسرحيات وتسهيل جولات لها في المدن الأوروبية، لتكون وسيلة اعلامية عن شعب الشهداء الذي عانى كثيرا.
ما علينا تقلبت في فراشي الى أن ملّني السرير، وفي العاشرة صباحا تكلمت مع زميلتي الشاعرة، وأخبرتها أنني على سفر صباح غد الأحد، فردت عليّ بصوتها الرنان بأنها ستأتي خلال نصف ساعة لاصطحابي معها في جولة أخرى في عمان، فقبلت عرضها شاكرا، انتظرتها على الرصيف بجانب بيت أخي، وقادت سيارتها في أماكن لا أعرفها، أماكن عامرة بأهلها وروادها، كانت تذكر لي أسماء الأمكنة، لكن يبدو أن ذاكرتي شاخت ولم تعد تحتفظ بكل ما تسمع، فلم أحتفظ الا بشيء واحد هو مرورنا بقرب أبنية في مرحلة التشييد، قالت عنها أنها قصر للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وواصلت بنا المسير باتجاه الجنوب الغربي حتى خلت نفسي أنني في الطريق الى الأغوار، والى الجسر الذي يربط بين ضفتي نهر الأردن الذي يعاني من الجفاف، ولا أعلم ان كانت تسير باتجاه مكان تعرفه، أم أنها ضلت الطريق هي نفسها، لكننا وجدنا أنفسنا في ماحص والمحيص، وهما بلدتان في أطراف غرب عمان، تتجلى فيهما الأخوة الاسلامية المسيحية، وتتعانق فيهما مآذن المساجد والكنائس، ويظهر التزاوج الثقافي بين الديانتين الذي أنجب مظاهر حضارية لا تجدها في كثير من قرى وبلدات الريف، وصلنا دوارا في وسط البلدة، دارت حوله زميلتي الشاعرة، ورددت ضاحكة: دعنا نعود من هنا وإلا سنصل الأغوار،هذه المنطقة أدخلها للمرة الأولى، وبالتالي فانني جائع لاشباع نظري منها...طبعا زميلتي كانت تشرح لي تفاصيل ما تعرفه عن كل مكان نمر فيه، وأنا لست مستمعا جيدا، مع أنني أسمع وأستوعب كل ما يقال لي أو على مسامعي، فقد كنت كثير الأسئلة، فبي ظمأ لمعرفة عمان، ومعرفة المزيد عن أهلها الطيبين، أنا المرابط في مدينتي الحبيبة –القدس- المحاصرة والممنوعة من التواصل مع محيطها الفلسطيني، وامتدادها العربي، والتي تتعرض لطمس ملامحها العربية والاسلامية، بشكل يومي، ويزداد تهويدها وتفريغها من مواطنيها يوما بعد يوم، ويبدو أن زميلتي أدركت ما يجول في خاطري، فدعتني لاحتساء قهوة الصباح في مطعم بجانب الدوار الذي يتوسط البلدة، فلبيت العرض شاكرا، جلت بنظري حيث أبنية البلدة القديمة، تتسلق بطني جبلين يتوسطهما واد ينحدر باتجاه الغرب، ثم ترتفع الأبنية الحديثة باتجاه الشرق الى قمة الجبل، دخلنا الى مطعم أنيق، في بناء قديم، يدل على ذوق رفيع لمن صمموه، فقد حرصوا أن تكون المقاعد الخشيبة تراثية تتناسب وعبق البناء القديم، وتنبئ بأن هذه البلدة تضرب جذورها في عمق التاريخ، لكن ما يقدمه المطعم لزبائنه ورواده يشي بأن البلدة ليست في منأى عن الحداثة، تداولنا الحديث حول الشعر وأوزانه، وزميلتي متواضعة حدّ التلاشي، لها طموحات في كتابة القصيدة المقفاة، تعشق الشعر، وبها شغف لمعرفة المزيد المزيد عن الشعر والشعراء، وعندما يدور الحديث عن الشعر والأدب أجد مرافقتي طالبة نجيبة ومستمعة حاذقة، تريد أن تلتهم وأن تهضم كل جديد، تسأل عن أمور أدبية معرفة الطالبة النجيبة التي تبحث عن دروب التفوق، رأيتها شابة مقبلة على الحياة، وقدمت نفسها لي كأنها عجوز مدبرة عن هذه الدنيا، رأيتها غابة استوائية كثيرة الأمطار متنوعة في نتاجها وعطائها، رأيتها باحثة عن الحقيقة تريد التهامها دفعة واحدة، زميلتي امرأة يرهقها مصير أبنائها، وتحمل هموم زوجها الذي كان يعمل مديرا لبنك، فاحتالوا عليه وأحالوه على التقاعد بنصف راتبه، مما أثر على المستوى المعيشي للأسرة، زميلتي يبدو أنها تخاف الموت مع أنها في ريعان الشباب، وهي ليست من أنصار"بعد الأربعين يا ربي تعين" بل هي من المؤمنين بأن العمر ينتهي في الأربعين، ولا يعود للانسان ما يستطيع عمله، لكنها على قناعة بضرورة تنمية ثقافتها من خلال المطالعة بشكل مكثف، فقد فاتها الشيء الكثير، وهي الزوجة الوفية، والأمّ الرؤوم، وربة البيت التي ترعى زوجا وأربعة أبناء أصغرهم ابنة في المرحلة الثانوية، رنات هاتفها النقال تتواصل من أبنائها وزوجها، فلكل منهم طلباته، وهي الصدر الحنون الذي يلجأون اليه، وهي تلبي طلباتهم راضية مرضية، أعادتني الى بيت أخي بعد أن أمضينا ساعتين، فشكرا لك يا نور التركماني، ووداعا على أمل اللقاء.
يتبع
صباح السبت26ايلول 2010-09-26
زيارتكم لموقعنا تشريف لنا:jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولو كنت فظا غليظ القلب...
- طيور فلسطين في ندوة اليوم السابع
- عروس من عمان-7-
- مع شاعرة في عمان-5-
- نور في عمان
- -قالت لنا القدس في ندوة اليوم السابع
- في الطريق الى عمان
- أهلا بعيد الفطر
- في موت عبد الحيّ حياة للآخرين
- هل سنحتفل بالعيد في مقر الصليب الأحمر
- صحافة مُسَخّرة
- اسقاط الحقوق الفلسطينية مسبقا شرط لنجاح المفاوضات
- بالوع العنصرية ينضح
- نتنياهو ملك العالم
- احراق الأقصى ذكرى وعدم عبرة
- أخلاقيات الجيش المحتل
- زيارة الأقصى والطريق الى جهنم
- مأمن الله في رحاب الله
- ندوة اليوم السابع المقدسية في عام ونصف بالأرقام
- سيرة الأمكنة تقولها لنا القدس


المزيد.....




- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - عبد الحيّ يلاحقني ونور تودعني