أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - صباح كنجي - هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!..5















المزيد.....

هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!..5


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3136 - 2010 / 9 / 26 - 12:34
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


سأناقش في هذه الحلقة الآراء والتعقيبات التي وردت في الحلقات السابقة، أبدأؤها بمداخلة وتعقيبات(عمار علي) حول حرية الفكر وضرورة التجديد، الذي وصم الممتعضين من النقد ب (تعبر عن فكر تقليدي راكد لا يرى في النقد الا نقيصة).. واعتبره مناقضاً للفكر الماركسي..( الفكر الشيوعي اسس على قاعدة النقد والتحليل والتغيير).. يؤدي بهم الى (ارهاب واستبداد .. يبدوا اننا في زمن التكفير الشيوعي)... وقبلها كان قد استخدم تعبير.. (انه في زمن التكفير الايديولوجي).. ويدعو للدخول في حوار جدي حول (تجديد الحزب واعادة التفكير في أساليبه وخطابه وتجاوز الماضي التي استند عليه الحزب). وهي مساهمة جادة تستحق التوقف عندها ومناقشتها بعمق.. سأثير اسئلة تتعلق بجوهر الموضوع لتكون مدخلا للحوار:
ـ هل مارس الشيوعيون في العراق خلال تاريخهم الذي يمتد لثمانية عقود حرية فكر داخل حزبهم؟!..
ـ هل وفر الحزب الشيوعي العراقي أية فرصة لأعضائه لممارسة حرية التعبير قبل حرية التفكير؟!..
ـ هل كانت الديمقراطية مطبقة ويستطيع العضو الحزبي من الأجهار بموقفه داخل الحزب؟!..
ـ هل مارس الشيوعيون طيلة العقود الماضية أي نقد جدي يخص سياساتهم وطبيعة واساليب عملهم ناهيك عن الافكار والمعتقدات التي اهتدوا بها ومدى ملائمتها ومطابقتها أو انسجامها مع الواقع الذي يسعون لتغيّره؟..
ـ هل مارست قيادة الحزب الشيوعي فيما بينها أي شكل من اشكال الديمقراطية التي تبيح ابداء الرأي وحرية التفكير وفق المواصفات الماركسية؟!..
ـ الا تشكل هذه القضية المهمة والحيوية جانباً مهماً من جوانب الخلل في عمل الشيوعيين وتستدعي التوقف ازاءها وتشخيص دورها في النتيجة التي آل اليها الوضع في الحزب الشيوعي العراقي اليوم؟..
ـ الا تشكل الحياة الداخلية للشيوعيين وطبيعة ممارستهم للنقد والموقف من الاخطاء والنواقص قضية جوهرية في الفكر الماركسي؟..
ـ هل مسيرة الشيوعيين طيلة هذه العقود خالية من الاخطاء والاخفاقات؟ أم انها سارت بوتائر ايجابية متصاعدة تجتر المآثر والبطولات المتتالية يوماً بعد آخر وخالية من المطبات والكوارث؟..
ـ الا تشكل اخطاء الشيوعيين جزء من المعاناة الكبيرة للشعب العراقي وطبقاته الكادحة ممن اكتووا بنار الاستبداد والدكتاتورية والحروب العبثية والصراعات السياسية الدموية وتحالفاتها واصطفافاتها الخاطئة؟..
بهذا الخصوص فيما يتعلق بمسيرة الحزب الشيوعي العراقي والاخطاء السياسية الفادحة سأختصر في التعبير دون الخوض في التفاصيل الى تشخيص المحطات والمواقف التالية:..
1ـ التقييم الخاطىء لحكومة عبدالكريم قاسم وعدم حسم مواقف الحزب الشيوعي منها طيلة الفترة من 14 تموز ولغاية ال8 من شباط لا تعكس تطابقاً وانسجاماً مع النهج الماركسي ولا تنسجم مع مصالح الكادحين، وشكل هذا الموقف نقطة الضعف في تجربة تموز التي تمكن البعثيون من الاجهاض عليها.
2ـ يشكل الموقف من حزب البعث في سياسات الحزب الشيوعي العراقي على طول الخط محوراً للنقد لا يصمد أمام أي موقف ماركسي سواء كان حزب البعث في السلطة أم خارجها وكان موقف قيادة الحزب الشيوعي في الدخول في تحالف مع دكتاتورية البعث عام 1973 نقطة تحول خطيرة بالضد من مصالح جمهور الحزب الشيوعي وعموم الكادحين يتعدى خطوط الاخطاء السياسية ويرتقي الى مصاف المشاركة في الجريمة التي طالت..
3ـ ابناء كردستان والمشاركة في تخريب وتدمير القرى والمدن الآمنة فيها التي نفذها الجيش العراقي الفاشستي بحجة التصدي للمواقف المعادية للجناح اليميني للحركة الكردية.. وهذا يدفعني للمقارنة بين ما فعله الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1983 قبيل أحداث بشتاشان وما فعلته قيادة الحزب الشيوعي العراقي في اجواء التحالف ومشاركة الجيش في مواجهة الحركة الكردية..
4ـ أن معرفة قيادة الحزب الشيوعي العراقي المسبقة بأمر انقلاب 17 تموز والموقف الذي اتخذته حسبما ورد في رسالة اللجنة المركزية الجوابية لقادة البعث -التي نشرت طريق الشعب نصها- يشكل موقفاً مناقضاً للفكر الماركسي ولا يعبر عن أية مسؤولية أخلاقية ازاء ما كان يخطط له حزب البعث للعودة الى السلطة من جديد.. ويشكل هذا التصرف تجاوزاً للصلاحيات المخولة لها ومصادرة لحقوق الشيوعيين وجمهور الكادحين الذي اصبح ضحية لمارسات حزب البعث الاجرامية اللاحقة..
5ـ شكلت الانفال وما لحق بها من خسائر محطة اخرى في سياسة قادة الحزب الشيوعي العراقي الذين ساهموا بممارساتهم السياسية الخاطئة في دفع المزيد من الابرياء لمحرقة الموت وكان لموقفهم اللا انساني من العوائل والاطفال وعدم التفكير بنقلهم الى مواقع آمنة السبب الرئيسي في وقوع العشرات من عوائل وكوادر الشيوعيين في قبضة السلطة .. لا بل ان المسؤول الأول لقاعدة بهدينان أنذاك قد اجبر العديد من البيشمركة من حاملي السلاح مع العوائل والاطفال للتسليم للسلطة وهكذا ذهبت ضحية هذا القرار" الماركسي" اكثر من 200 طفل وامرأة من الشيوعيين..!!!
6ـ لم يكن موقف الحزب الشيوعي سليماً ازاء المجازر التي ارتكبها النظام الدكتاتوري القمعي في فترة الجبهة ازاء المشاركين في اعمال احتجاجية ضد سياساته اتسمت بطابع تحركات شعبية دينية ذهب ضحيتها المئات من الابرياء والكادحين عام 1977 وما اعقبها من اعدامات وتصفيات واغتيالات واسعة النطاق.
7ـ حل المنظمات الجماهيرية وتجميد نشاطاتها وتصفية العمل في المؤسسات العسكرية بأمر من قادة الحزب الشيوعي والرضوخ لمطالب حزب البعث في تسليم السلاح الخاص للشيوعيين الى السلطة من الاخطاء الفادحة لا يعكس بعد نظر سياسي واستهانة خطيرة بمصير ومستقبل الحزب وجمهوره..
نعود لحرية الفكر والتعبير عن الرأي ومدى ضرورة ممارسة الشيوعيين لها وتطبيقاتها في الواقع وتأثيرات غيابها ونتائج قمعها وما تسببه من كوارث ومخاطر لا حدود لها كما حدث في العراق من جراء تغييب الرأي الآخر، إذ احاقت السياسات الخاطئة للشيوعيين المخاطر بالمجتمع العراقي من جراء تقييمات غير دقيقة لطبيعة حزب البعث العنصرية وإستبداده ومعاداته للديمقراطية رغم بشاعة صورته في الأوساط السياسية والشعبية محلياً وعالمياً يقول كاظم حبيب بصدد هذه المسألة:( غياب الحرية الفكرية في الحزب الشيوعي والتركيز في الماضي على الأربعة ثم الثلاثة العظام، وفهد في العراق، واتهام الكثير من الشيوعيين والماركسيين بالتحريفية والانتهازية...الخ ساهمت بعدم تطور الفكر الماركسي في أغلب الأحزاب الشيوعية ومنها الحزب الشيوعي العراقي والتثقيف الفكري الوحيد الجانب، وإلى نشوء الإيمانية المطلقة بالنظرية الماركسية – اللينينية، وإلى تحويلها إلى دين جديد لا غير، له أنبياء هم ماركس وأنجلز ولينين ومعه بعض الأولياء الصالحين هم قادة الأحزاب الشيوعية القائمة) .. ويضيف: (كانت الحرية الفكرية والاستقلالية الفكرية غير واردة في الحزب الشيوعي بشكل عام، وغالباً ما كان يمنع الفكر والرأي الآخر من النشر. وقد تسبب هذا في إضعاف القدرات الفكرية وتطور الإمكانيات لدى أعضاء الحزب. وهذه الظاهرة ما تزال موجودة في حياة الحزب الإعلامية وإزاء كتابات الشيوعيين. وغالباً ما ألتقي بشيوعيين يشكون من عدم نشر كتاباتهم لا لأنها ضعيفة، بل لأنها مخالفة لوجهة نظر القيادة، أو معارضة لما يطلق عليه بوجهة نظر الحزب الرسمية خطأً!) وعن الديمقراطية وتطبيقاتها يقول.. (أن الحزب ورغم دعوته السابقة للديمقراطية، كان في بنيته الإيديولوجية حزباً شمولياً لا ديمقراطياً على غرار الأحزاب الشيوعية في الدول الاشتراكية أو في غيرها من البلدان. ولو كان الحزب قد وصل إلى السلطة في العراق لمارس، دون أدنى ريب، نفس النهج وذات السياسات المستبدة وغير الديمقراطية التي مورست في الدول الاشتراكية ولكان قد انفرد بالسلطة أو فرض الخيمة الفكرية الماركسية اللينينية على المجتمع وما تنشأ عن تلك الهيمنة من سياسات وإجراءات قمعية أخرى في مجال مصادرة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات عملياً. ولنا شواهد على ذلك في البلدان الاشتراكية السابقة).. وفي ذات الشأن يؤكد جاسم الحلوائي أيضاً (أما الخطأ الأعظم وأقصد الطبيعة غير الديمقراطية للأحزاب الشيوعية السابقة فتتحمل جميع الأحزاب مسؤوليته)..

لقد ذكرتُ ما حل بوثائق المؤتمر الثاني للحزب وحرقها من قبل سكرتارية اللجنة المركزية في اجواء ادخال الحزب الى دهاليز التحالف واعترض محتجاً على هذا الاستشهاد قائلا: ان سعاد خيري هي التي كتبت هذه النصوص وليس زكي خيري.. حسنا لنقل ان سعاد خيري هي التي قالتها ونقلتها.. الا تعتبر شهادة سعاد مقبولة؟.. هل تشك بشهادتها؟.. الم تكن وما زالت شيوعية منذ ما يقرب السبعة عقود من عمرها النضالي؟.. الم تكن زوجة ورفيقة لزكي خيري الذي كان الشخص الثاني في الحزب في الكثير من الاوقات؟.. والأهم من هذا سواء كان مصدرها سعاد ام زكي خيري ام أي مصدر آخر.. المْ تجري عملية حرق وثائق المؤتمر الثاني ام انها من نسج خيال سعاد وزكي وغيرهم؟.. السيد الحلوائي ما زال حياً وكتب الكثير عن تاريخ الحزب وهو من الكتاب النشطين في مجال الانترنيت وسأبحث ان كان قد تطرق الى هذا الأمر حتى لو جاء من باب التبرير او اية دوافع اخرى يعتبرها هو او غيره من القياديين آنذاك مقبولة؟!... والا فانه مطالب بالتعليق وقول كلمة الفصل في هذا الشأن الخطير الذي يتنافى مع ابسط قيم العمل السياسي والفكري ناهيك عن موضوعة حرية الفكر والممارسات الديمقراطية، وحق الفرد او الاقلية في التعبير عن الرأي ازاء الموقف من نظام دكتاتوري همجي مارس الاستبداد والقمع والاغتيال السياسي للشيوعيين وغيرهم في ذلك الوقت بالذات عندما التقت في اجواء بغداد سحب الدخان المندلعة من وثائق المؤتمر الثاني للحزب مع البخار المتصاعد من جسد علي البرزنجي ورفاقه المغيبين في احواض التيزاب لتكون هذه الجريمة عنواناً للدخول في منعطف التحالف مع البعث وأوهام تطبيقاته الديمقراطية ومنحاه التقدي الاشتراكي المزعوم... لقد توافقت في هذه الصفقة ارادتان لا تمتان بصلة الى الديمقراطية بشيء .. قيادة الحزب الشيوعي التي تماهت مع تطلعات حزب البعث في لحظة مصادرة للقرار الحزبي من جمهور الشيوعيين بعد ان انابت عنهم باسم الديمقراطية المركزية وخولت نفسها حق الدخول في دهليز التحالف المعتم معتبرة هذا الفعل حقاً من حقوقها وفق سياقات الديمقراطية المزعومة التي يؤكد كاظم حبيب في دراسة مهمة له على عدم وجودها حينما قال لاحقاً: (إن الحزب في بنيته الداخلية ونشاطه الداخلي وإزاء رفاقه لم يكن ديمقراطياً بأي حال أيضاً وساهم عملياً، بفعل ممارسته الصارمة لقواعد "وحدة الإرادة والعمل" و"الطاعة الواعية" و"الضبط الحديدي" و"التنفيذ ثم الاستفسار"، إلى خلق ازدواجية في شخصية المناضل وفي سلوكه اليومي، قَبِلَ الحزب بهذه الحقيقة أم رفض)... ودعا في ذات الوقت الى التخلي عنها وعن بقية القواعد

المخلة بفكر واستقلالية الإنسان والمقيدة للحرية.

في كردستان في زمن الكفاح المسلح والانصار تكررت الحالة وعادت نفس العقلية البيرقراطية المستبدة المتحكمة في شؤون الحزب لتمارس من جديد عملية حرق الفكر لإفناء الرأي الآخر حينما أمر عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراق عبد الرزاق الصافي بحرق كراس فكري اعده كاظم حبيب يشخص طبيعة السلطة الاستبدادية ويوصفها بالفاشية ومنع من المجاهرة برأيه وتم احراق بحثه الفكري الذي حمل عنوان (الفاشية التابعة في العراق) ولمن يرغب في التأكد من المعلومة احيله الى ما كتبه حبيب من تفاصيل حول الموضوع.. ( بعد خروجي، كما عرفت في العام 2006، أن عضو المكتب السياسي في حينها الرفيق عبد الرزاق الصافي قد قام بحرق جميع نسخ هذا الكتاب والبالغ عددها 450 نسخة تقريباً، في ما عدا بعض النسخ التي استطاع البعض ممن استهواه الكتاب تهريبها.. استفسرت من الرفيق عبد الرزاق الصافي عن هذه الفاجعة الثقافية التي لا يمارسها الشيوعيون من حيث المبدأ، فأشار في البداية إلى أنه لم يتذكر الحادثة، ثم أردف بعد أن ذكرته بأن حرق كتاب مسألة لا تنسى بأي حال، قال بامتعاض: "تعرف يا دكتور كيف كانت تتخذ القرارات في المكتب السياسي حينذاك"!) ..وفي فقرة لاحقة .. (في أربيل أثناء انعقاد أسبوع المدى الثقافي في الفترة الواقعة بين 29/4/-5/5/2007 استفسرت منه عن حقيقة الأمر فأشار بما يلي: في أواخر عام 1984 قرر المكتب السياسي عدم توزيع الكتاب لأن الكاتب لم يأخذ موافقة المكتب السياسي على طبعه وتوزيعه. وأبلغ الرفيق عبد الرزاق بذلك، علماً بأنه ضمن من اتخذ القرار باعتباره عضواً في المكتب السياسي. وحين تقرر رحيلنا كان أمام الرفيق الصافي أحد أمرين، كما قال، إما دفن الكتاب أو حرقه، إذ أن نقله يستوجب بعض البغال ولم يكن ممكناً. فقرر الرفيق الصافي حرقه، وأحرقت الكمية كلها فعلاً. والسؤال المهم هو: لماذا لم يترك الكتاب في الغرف ذاتها دون عناء النقل ما لم يكن هناك موقفاً من مضمون الكتاب ولكي لا يطلع عليه أحد ويعرف مضامينه الأساسية إزاء حكم البعث والموقف من التعاون معه حينذاك؟ ثم السؤال الأهم هو: لماذا أحرق الكتاب؟ يصعب التكهن بالإجابة عن هذا السؤال. ولكن سأبدي بعض الأفكار بهذا الصدد بروح موضوعية مهمومة على هذا الأسلوب غير المعتاد في التعامل مع الرأي الآخر ومع كتاب فكري ووجهة نظر شخصية إزاء فترة معينة وإزاء حكم دكتاتوري فاشي سافل حكم العراق طيلة عقود: إن حرق الكتاب لم يكن عملاً سليماً، بل فيه الكثير من الإساءة للفكر الحر والرأي الآخر ولي شخصياً وللحزب أيضاً، ولكن هكذا كانت مدرستنا الفكرية حينذاك في موقفها من حرية الرأي داخل الحزب أو في نشر الفكر الآخر للشيوعيين على نطاق أوسع من الخلية أو الهيئة التي يعمل فيها الشيوعي) ....
حدث هذا مع عضو في المكتب السياسي فكيف هو الحال في بقية الحلقات واللجان.. كيف لو تجرأ عضو في القاعدة من انتقاد قيادة الحزب الشيوعي وتخطئة نهجها السياسي؟!!...
الحديث هنا يطول ولكن سأختصر واقول الويل لمن تجرأ واعلن موقفه المناهض لهؤلاء "الماركسيين" وسياستهم "الشيوعية" ستوجه له ابشع وأشنع التهم.. تحريفي.. انتهازي.. ليبرالي.. معادي .. مخرب.. جبان.. الخ من القائمة التي تكرر استخدامها اليوم في العديد من الردود التي تسعى لوضعك في خانة المتمرد الجاهل او المطيع العاقل.. وتعتبر ذكر المهتوك حراماً وتشنيع الخطأ والنواقص منكراً في حالة من تغييب الوعي الماركسي ما زالت مستمرة رغم خراب البصرة.. وقد دفع الشيوعيون ثمن تلك الاخطاء والنواقص غالياً قبل غيرهم وفي هذا الصدد يقول الراحل توما توماس عن الآراء التي تناولت تقييم سلطة البعث وموقف الحزب الشيوعي منها.. ( في الحقيقة فإن أراء لجنة الاقليم لم تكن الا انعكاساً عن مشاعر جماهير كردستان وقواعد الحزب فيها، وهي حصيلة لتلك الاراء المطروحة في الهيئات الحزبية. ولو كانت قيادة الحزب قد اصغت للبعض منها على اقل تقدير، لكانت خسائرنا اقل بكثير مما فقدناه ..... في حقيقة الامر كان نضالنا يصب في صالح البعث وسلطته وممارساته)...
لقد جاء في مقدمة النظام الداخلي الراهن، وهي نفس المقدمة التي أقرت في "مؤتمر الديمقراطية والتجديد" مايلي(الحزب الشيوعي العراقي حزب ديمقراطي، من حيث جوهره واهدافه وبنيته وتنظيمه ونشاطه، ومن حيث علاقاته بالقوى الإجتماعية والسياسية الأخرى. وهو إذ يرفض كل شكل من أشكال الحكم الإستبدادي والتسلط السياسي ومصادرة حقوق الإنسان، يناضل من أجل إقامة نظام سياسي ديمقراطي، وتأمين العدالة الإجتماعية)...
ختاماً لهذه الحلقة اقول.. أن الشيوعيين ليسوا بحاجة الى حزب أو تنظيم مشوه يقمع حريتهم، ويمنعهم من ابداء الرأي والتفكير، يجمد طاقاتهم ويشتت امكانياتهم، يقوده البيروقراطيون الذين ينفر منهم الشيوعيون قبل غيرهم من المواطنين، مهما كان عنوانه او اسمه وشعاراته وتاريخه.. انهم بحاجة اليوم وفي المستقبل الى اسس عمل جديدة ومتجددة، تكفل حرية التفكير والتعبير عن الرأي وتضمن حق المناقشة والجدل.. اطار يجمع الطاقات وينميها، يطور القدرات ويوسع المدارك، ويفرز قادة ميادين يمتلكون الشعبية والاحترام يلتف حولهم الجمهور ويساندهم، ليس مهماً ان كان.. حزباً/ حركة/ اتحاد/ جمعية /رابطة او اية تسمية اخرى بقدر ماهم بحاجة للتفكير الجدي والى تنظيم يفجر الطاقات الخلاقة للماركسيين الذين يستمدون العزيمة من ثقتهم بمستقبل خيارهم ودقة استقرائهم للواقع المتغير وديناميكية فكرهم الحي ومنطلقاته المسخرة لخدمة الكادحين..المتتطلعين لعالم وحياة افضل وغد مشرق..

صباح كنجي



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!.. 4
- بنادق وقرى يوسف أبو الفوز *
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!..3
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!..2
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!
- لقاء مع هوشنك بروكا..
- من أجل تعميق وترسيخ مفهومنا لحقوق الإنسان
- وداعاً أبا جنان فوجئنا برحيلك..
- فيصل الفؤادي في كتابه الحزب الشيوعي العراقي والكفاح المسلح
- توفيق الحريري...
- مرة أخرى حول الطلبة.. إلحاقاً بالرسالة المستعجلة!!
- العراق من الوحشية إلى الانتخابات الحرة
- وردة في البرلمان العراقي القادم..
- رسالة مستعجلة الى..
- لماذا يتمادى البعثيون في جرائمهم؟!!
- حيونة الأنسان!
- الكيمياوي في ذمة الشيطان..
- حكاية شقيقين تناثرت أشلاؤهم
- الرجل المخيف
- لا يا العراقية.. اوقفوا هذا المعتوه!


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - صباح كنجي - هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!..5