أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح كنجي - الرجل المخيف














المزيد.....

الرجل المخيف


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2891 - 2010 / 1 / 17 - 19:49
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد عدة أيام شاقة وعصيبة من البقاء في كند دوغات قررَ علي خليل ومن معه من المتخفين في العراء بين التلال التوجه إلى بغداد.. حينما جاءهم أمرٌ من توما توماس بالمغادرة والتفرق الذي وصلته إشارات من احتمال حدوث إنزال عسكري واعتقال المجموعة المتخفية هناك.. كانَ ذلك في نهاية عام 1978.. عندما بدأت أجهزة الأمن بملاحقة الشيوعيين وأصدقائهم بما عرف في الذاكرة الشعبية الساخرة بحملة محو الأمية..
توجهت المجموعة إلى بغداد وجرى البحث عن منازل للأقرباء تحوي أفراد منها حسب مقتضيات الوضع الأمني واستعداد صاحب الدار لاستقبال زبائنه الجدد من الذين أدرجتهم دوائر الأمن والمخابرات وصنفتهم بالمطلوبين الخطرين..
هكذا توجه خمسة بينهم أبو ماجد وأبو فؤاد إلى غرفة أبي حربي الوحيدة مستغلين عدم وجود عائلة معه.. ومن أجل ترتيب أمر بقائهم، تقررَ أنْ يقوم أبو حربي بشراءِ المستلزمات الضرورية من خبز وطعام دون الحاجة لخروجهم إلى الشارع واحتمال تعرضهم للكشف والمخاطر.. انقضى الأسبوع الأول بسلام.. مما دفعَ المجموعة للتفكير بتخفيف الأعباء عن أبي حربي وتكليف فرداً منهم لشراء الحاجات اليومية المطلوبة في كل يوم بالتناوب...
عند ذهاب علي خليل للشراء.. شعر بوجود شخص يتابعهُ.. بعدما تيقن من حدسهُ بوجود الرجل الذي يلاحقه.. قررَ الابتعاد وعدم العودة للدار.. كي لا يُسببَ لهم الكشف ويشكل خطورة عليهم... انتظروا عودته لساعاتٍ دون نتيجةٍ.. أخذوا يتوجسون من احتمال اعتقاله.. ووضعوا خطة للمغادرة مع حلول الليل بعد أن عاد أبو حربي مساءً.. وقبل أن يفترقوا عاد إليهم أبو ماجد من جديد.. تحدث لهم عن متابعة ذلك شخص مجهول له.. لذلكَ قررَ الأبتعاد وعدم العودة كي يحميهم... مما دفعهم في الأيام التالية للمزيد من الحذر رغم أنها سارت بشكل عادي.. إذ لم يشعر أو يكتشف أحداً منهم أنه مراقب أو متابع.. بدؤوا يغمزون.. أكيد أنت خائف لهذا استنتجتَ أنك متابع ومراقب..
في المرة الثانية .. تأكدت ظنونه.. إذ شاهد ذات الشخص يسرعُ لمرافقته حالما خرج من الدار.. بدأ يتعقبهُ بشكل ملفتٍ للنظر.. كانت الخطورة تحدق به.. لذلك قررَ الانطلاق والابتعاد منه.. وبشق الأنفاس تمكن من التخلص منهُ ولم يعد للمرة الثانية.. تجددت حالة الإنذار بين القابعين في الدار.. بدوْ أكثر حيرة من المرة الأولى.. وعند المساء جاءهم ليؤكد أن الرجل عينه لاحقه واخذ يسهب في شرح التفاصيل لما جرى معه... تيقنوا أن حديثه جاد يعكس حالة متابعة ومراقبة حقيقية لا يجوز التقليل من مخاطرها واحتمالات مداهمة الوكر واعتقالهم... لكن الأمر كان عادياً للآخرين إذ لم يجدوا أو يشخصوا ما يمكن أن يؤشر على أية متابعة أمنية لهم.. فهم يذهبون ويأتون تباعاً من دون ان يلاحظوا او يشاهدوا الرجل المخيف.. أيقنوا أن الأمر يخصه وحدهُ، من المحتمل أن امرءً ما قد عرفه ويتقصده.. للتأكد تقرر أن يرافقه من بعيد أبو حربي في المرة القادمة.. كي يصلوا إلى قرار بترك الدار الوكر في حالة وجود خطورة عليهم إن تطلب الأمر...
للمرة الثالثة.. خرج ليواجه بنفس الموقف.. ذات الشخص يلاحقهُ.. أخذ يمشي والرجل المخيف يقترب به.. حاول أبو حربي أن يراقب الموقف من بعيد تأكد من وجود رجل غريب لاحظه يلتصق بعلي خليل الذي وجد نفسه محاصراً لا يتمكن الإفلات منه.. تشجع وقرر أن يواجه الموقف العصيب بلا تردد.. حزم أمره ليلتفت نحوه مستفسراً بغضب:
ـ لماذا تتبعني؟!!.. ماذا تريد؟!!
أجاب هو الآخر مستعلما ً:
ـ ألا تريدُ أن تتونس؟..
حينها فقط أدرك انه مُلاحق من قبل قوادٍ يمتهنُ الدعارة .. انه بالفعل قواد مخيف ومرعب.. لكنه غير مؤذي وخطير كرجال الأمن..
صباح كنجي
ـــــــــــــــــــــــــ
مقتطف من كتاب يعده الكاتب بعنوان حكايا الأنصار والجبل



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يا العراقية.. اوقفوا هذا المعتوه!
- الدليل الموعود
- شجاعة مجهول
- لغزُ الهدف..!
- أم جمعة
- رمزي
- أيّها الشيوعيون لهذه الأسباب -لنْ انتخب قائمتكم-.!!
- في منتصف الطريق..
- الصورة وذاكرة الحدث قيس شاكر
- صومُ رمضان يكشفُ زيفَ ونفاق -المؤمنين-
- بالمختصر..3 مشهد.. كنتمْ خيرُ امةٍ اخرجتْ للناس ِ!!
- حوار عن البيئة مع الدكتور الشذر
- بالمختصر..2
- بالمختصر
- الموصل أم شعب الموصل؟.. نقاش في السياسة مع البروفيسور سيار ا ...
- من ذاكرة الشيوعيين العراقيين في بحزاني..2
- من ذاكرة الشيوعيين في بحزاني ...
- طين النار - مهداة إلى ذكرى جمعة حاجي كنجي
- الحزب الشيوعي العراقي يساهم في غزو الكويت..!
- افتحوا الأبواب لعبير الناصرية المتجهِ للبرلمان الأوربي..


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح كنجي - الرجل المخيف