أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - صباح كنجي - طين النار - مهداة إلى ذكرى جمعة حاجي كنجي














المزيد.....

طين النار - مهداة إلى ذكرى جمعة حاجي كنجي


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2666 - 2009 / 6 / 3 - 08:49
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عندما احرق الأعداء مدينة نينوى بقيت مكتبتها عصية على النار لا بل أن محتوياتها قد ازدادت صلابة لأن ألواح الطين المشوي تزداد قوة كلما تعرضت إلى حرارة النار.
وهكذا كان شأن الأديب ( جمعة حاجي كنجي/ أبو باسل) فلقد كان- خلد ذكره- يبدو لعارفيه كأنه قدّ من ألواح ومنحوتات نينوى التي أحبها وكتب فيها قصته الرائعة للأطفال- الثور المجنح- وملخص القصة أن الثور قد تعب من عمله في الحقل وفكر انه سيغير من حاله إذا صار له جناحي طائر ومخالب أسد ورأس إنسان، فذهب إلى النحات الذي وافقه على طلباته كلها، وعندما ارتدى الثور بدلته الصخرية أصبح ثقيلا ً فأختار أن يربض أمام أبواب نينوى يحرسها ويدرأ عن أهلها اعتداءات الغرباء.
ولقد شاءت الصدف أن يكون أبو باسل جاري في النصف الثاني من سبعينات الماضي، السنوات التي سبقت الحرب العراقية- الإيرانية، والتي شهدت حربا ً شعواء على حزبنا الشيوعي، أرادت تلك الحملة- الحرب- أن تحرق كل شيء ولكن الحزب كما في المرات السابقة بقي أقوى من أمنيات الأعداء.
التجربة كانت في ذروة تلك الحملة الشرسة( مداهمات - إغراءات- تهديدات- سجون ) ولكل عند الدولة الفاشية طريقة لإسقاطه، والذي يلمسون فيه عنادا ً ربما يعرضون عليه الانتماء إلى الصف الوطني كما يسمى أو إلى مكتب المعلمين.
المهم أن يطمئنوا إلى قطع علاقته سواء أكانت تنظيمية أو أدبية بالحزب الشيوعي.
وقد وجدوا لي حلا ً في أن انتمي إلى مكتب المعلمين- أهون الشرور- وفي ذلك المساء فاتحت صديقي- أبو باسل- بهذا الشأن فوصل حديثي هذا إلى أسماع - أم باسل- فتدفقت علينا مثل الشلال، ماذا تقول يا ابني؟؟ أن رفاقك يعذبون يعلقون بالبانكات ولا يتنازلون، فكيف وأنت بعد لم تر شيئا ً من هذا ؟؟.
فابتسمت وامتلأت من شجاعة هذه الأم البطلة التي تبدو لبوءة عراقية، نسخة عن أم( ماريا بتر وفا ) مكسيم غوركي تلك البطلة التي لا تنسى. ومهما حاولت أن ابرر هذا الحل الذي لم أكن مقتنعا ً به أصلا، فلقد كانا يزدادان إصرارا ً ورسوخاً وأن العار سوف يلحق بي إذا ما فعلت ذلك.
في اليوم التالي أبلغت مسئول المكتب في المدرسة التي أداوم فيها بأني لا ارغب وليحدث ما يحدث استدعوني بعدها مرات عدة وتوالت التهديدات بالفصل من الوظيفة أو النقل إلى دائرة غير التعليم لكني هربت إلى التقاعد قبل أن يحصل شيء من ذلك.
توالت الأيام فبدلنا مواقع سكنانا دفعا ً لمضايقات الجهات الأمنية، التقيت أبا باسل لقاءات عابرة وخاطفة، إلى أن جاء نبأ انه قد توفي بالسكتة القلبية بعد يومين من استدعائه في دائرة الأمن.
أما تلك الأم البطلة فقد اصطحبت أشبالها الصغار إلى معاقل الأسود ولكن القدر السيئ كان بالمرصاد، فوقعت تلك المناضلة الرائعة مع أولادها في قبضة الجلادين في حملات الأنفال سيئة الصيت وبقيت مغيبة لحد الآن.
عذرا ً يا أحبائي الخالدين إذا ما تأخرت في الكتابة عنكم ، فلقد أصبحنا الآن نحن الموتى في الحياة وانتم الأحياء إلى الأبد.
أبو يوسف- عينكاوا/ اربيل
نشرت في ريكاي كوردستان العدد301أوائل آب2008



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي يساهم في غزو الكويت..!
- افتحوا الأبواب لعبير الناصرية المتجهِ للبرلمان الأوربي..
- البعدُ الميثولوجي في ..
- عراقيون من زمن ِ أهل ِ الكهفِ سينتخبونْ..!!
- الفرحُ الحزين في زمن إرهاب الدين ..!
- ثمرٌ مِنْ زمن ِالردةِ والانحطاطِ
- العولمة وخطر تفشي الإرهاب الديني...
- الأبعاد الحقيقية الخطيرة التي تستهدف أبناء الموصل..!
- مفاهيم اليسار والموقف من الدين..والإرهاب..وأمريكا..1
- كردستان ... مستقبل وآفاق التجربة السياسية الناشئة -1
- وصية أمي.. دير بالك على درمان..
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم*
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم* 2-3
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم*1-3 قصص تدعو لإعادة صياغة الوعي وا ...
- حِكايَتنا مَع َ التقاعد ِ للمرة ِ الأخيرة ِ..
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج3
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج2
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج1
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..(10)
- أطالبُ بعزل ِ الرئيس جلال الطالباني


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - صباح كنجي - طين النار - مهداة إلى ذكرى جمعة حاجي كنجي